في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية ما المطلوب منها ؟

حجم الخط
في البداية نوجه كل التحية والتبريكات للرفاق في الجبهة الشعبية بمناسبة انطلاقة جبهتهم ، التي زلزلت أركان الكيان ومغتصباته أكثر من أربع عقود ، وسطرت أشرس المعارك البطولية في تاريخ الثورة الفلسطينية ، وقدمت العديد من الفرسان الفدائيين الذين قدموا دمائهم الحمراء لتحيا فلسطين ، ولم تبخل حتى بتقديم قادتها لتكون مدرسة فلسطينية ثورية يفتخر بها ، ومما كان يميز الجبهة بكوادرها هو ذلك البعد الكيفي للكادر ، عدا عن مصداقية الكلمة ، ودقة اختيار الضربات للعدو ، وما كان قتل الوزير الصهيوني الحاقد (رحبحام زئيفى) إلا دليل واضح على نهج المقاومة والثأر المقدس لدى فدائيو الجبهة .. تحتفل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بذكرى انطلاقتها ال44 في ظل وضع فلسطيني مترقب للعديد من السيناريوهات ، تتأرجح بين تحقيق حلم المصالحة والانتخابات ، وبين التخوف من عدوان بربري على غزة ، كمقدمة لحرب إقليمية تسعى إليها إسرائيل ، لخلط أوراق المنطقة في ضوء المتغيرات الإقليمية المعاصرة ، تنطلق الجبهة هذه المرة في ظل ترتيبات جديدة للمنطقة العربية وتغيير التحالفات ، ومشهد جديد من مد وجزر مختلف الأبعاد والاتجاهات . في ظل هذه المعطيات ، مطروح أمام الجبهة العديد من التساؤلات الوطنية المحتم وجوبًا أن تجيب عليها ، وأهمها( كيف تواصل المسيرة وتستعيد بريقها كتنظيم فلسطيني رئيسي، وأساسي حمل دائما مشعل الوحدة الوطنية جنباً إلى جنب مع فصائل م – ت- ف ، وحملت البندقية المقاتلة والفكر السياسي الثوري المستنير ) منذ تأسيسها إبان المد القومي العربي يشهد للجبهة ثبوتية الموقف، وعوامل البقاء كفصيل طلائعي، لم يخبو رغم عشرات الضربات من الصهيونية المدعومة امبريالياً ورجعيًا، فقد رحل الحكيم جورج حبش، و أبوعلي مصطفى، و وديع حداد، و غسان كنفاني، و جيفارا غزة وغيرهم من الثوار التي علمتهم الجبهة على نهجها الثوري، وبالرغم من اعتقال أمينها العام سعدات، إلا أنها بقيت بصمودها الأسطوري المعهود. وفى سبيل المحافظة على تلك المنجزات الثورية يقف أمامها العديد من التحديات منها : -الثبات على مواقفها تجاه الدعوة المتلاحقة للمصالحة للوقوف أمام الخطر الأكبر المتمثل بتهويد القدس، وتعرية الانتهازيين المعرقلين للمصالحة. -التفكير العملي والجدي بإعادة إحياء الكادر الجبهاوي الواعي من منطلق فلسطيني محض .. -إجراء تغييرات تكتيكية على الساحة العربية، ونقل مكاتبها من سوريا لدول عربية أكثر استقرارا وأكثر قدرة للتحرك وانطلاق قيادتها سياسيا من خلالها، دون التبعية والاستحواذ. -السعي مع أطر منظمة التحرير وفصائلها لتكوين جبهة وطنية موحدة، ممكن من خلالها خوض انتخابات مشتركة تحت منظومة (م ت ف ) دون الالتفات إلى حجم ونوعية المقاعد لكل فصيل، لان المصالح الوطنية الشاملة لفلسطين تفوق صنمية الحزب والفصيل .. -العمل الدءوب من قبل قيادة الجبهة على استرجاع دورها الطليعي الفلسطيني، ودعم لجانها ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والإنسانية، التي رسمت الابتسامات الوطنية على شفاه الآلاف من الأسر .. هذه رسالة محبتنا لإخواننا ورفاقنا في الجبهة في ذكرى انطلاقتهم، انطلاقة أسود نتمنى أن تبقى تزمجر على حدود المغتصبات، رحم الله شهدائها، وشهداء الثورة الفلسطينية، وفك الله أسر أمينها العام ..كلماتي هذه في ذكراهم ، تحمل رسالة دلالية أننا انبثقنا من رحم واحد، واختلافنا فقط في الاجتهاد نحو تحرير فلسطين. كاتب ومحلل- الأمين العام المساعد لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين ( وفاق)