أحرار: الأسير ثامر سباعنة.... يدفع ضريبة كلماته ووقفته مع إخوانه الأسرى بالاعتقا

لا يزال الكاتب والحقوقي والمدافع عن حقوق الأسرى، ثامر عبد الغني سباعنة 35 عاماً، من بلدة قباطية قضاء
حجم الخط
لا يزال الكاتب والحقوقي والمدافع عن حقوق الأسرى، ثامر عبد الغني سباعنة 35 عاماً، من بلدة قباطية قضاء مدينة جنين، يمكث في معسكر تحقيق( الجلمة) منذ أكثر من خمسين يوماً، دون أدنى معلومات عن وضعه وحالته هناك في معسكر التحقيق. ثامر سباعنة، اسم سطع في مجال حقوق الأسرى والدفاع عنهم، وتجسيد معاناتهم عبر الكتابة لهم، ونقل صورة بل صور عذاباتهم عبر الكلمة، فكتب ثامر الكثير من المقالات والقصص عنهم، ووضع فيها بصمته الشخصية، وجسدها قلباً وواقعاً، لأنه عايشها فيما مضى. درس ثامر الهندسة الزراعية، وعمل مدرساً في إحدى مدارس بلدته قباطية، وهو أب لطفلين هما: وطن: ستة أعوام، وعز الدين: أربعة أعوام. اعتقل الاحتلال ثامر بتاريخ: 6/3/2013 من منزله في قباطية، بعد قرابة أسبوع واحد فقط، من اعتقال شقيقه محمد سباعنة، الذي حكمت عليه سلطات الاحتلال مؤخراً بالسجن خمسة أشهر. تقول أم وطن لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إنها ورغم صبرها ولربما اعتيادها على الواقع المرير من تكرار اعتقال زوجها، وغيابه عن الأبناء الذين ما زالوا صغاراً، إلا أن في القلب غصة لا تبرح المكان.... ولا تزال نار الألم على فراق الزوج الغالي من جديد تلوع قلب أم وطن، وخاصة بعد أن أفرج عنه قبل فترة قصيرة جداً من سجون الاحتلال، لتعود مرارة البعد والأسر تتسلل للمنزل من جديد دون استئذان. تشعر الزوجة بمدى الأسى، لعودة زوجها إلى أقبية التحقيق والسجن من جديد، وإن ما يزيد الحزن هو جهل المصير الذي ينتظر ثامر، الذي اعتاد أطفاله على مجالسته بعد الدوام... أما الآن، فهم في جلسة مواساة مع والدتهم التي اعتادوا مصابرتها ومصابرة أنفسهم. وطن وعز الدين، يستيقظان في كل يوم للذهاب إلى المدرسة، يسألان عن والدهما:" ماما شو صار مع بابا؟ إيمتا رح يرجعلنا؟ إحنا اشتقنالو كثير.... ويخيم الصمت على أم وطن ولا تدري ما تجيبه، فما باليد حيلة، وسلطات الاحتلال هي التي بيدها قرار كل شيء ونحن ما لنا سوى الانتظار والدعاء. وعلى هامش معاناة الاعتقال الأخير لثامر، والذي يذكر الزوجة بالاعتقالات السابقة لزوجها، والتي قضى فيها ثامر أربعة أعوام، وقد بلغت أربعة اعتقالات، كان أولها عام 1998 حينها اعتقل ثامر لأول مرة، وبقي في مركز التحقيق لمدة 40 يوماً، ثم تم الإفراج عنه، واعتقل أيضاً عام 2000 وكان حينها لا يزال طالباً جامعياً يدرس الهندسة الزراعية في جامعة النجاح الوطنية، وحكم الاحتلال عليه في ذلك الاعتقال بالسجن لمدة سنة. كما اعتقل ثامر بعد زواجه، عام 2006 وكانت زوجته حاملاً بانهم البكر وطن، والذي أنجبته وثامر داخل الأسر، وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، وعندما خرج من الأسر كان وطن يبلغ من العمر عام ونصف. أما الاعتقال الذي ما قبل الأخير، فكان عام 2012، والذي لم يمكث فيه ثامر إلا عشرة أيام، وكان ذلك الاعتقال ضمن حملة اعتقالات واسعة شنتها قوات الاحتلال خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة. توقف ثامر الذي يعمل مدرساً في إحدى مدارس قباطية عن العمل مرات كثيرة بسبب الاعتقال، وها هي تتكرر مرة أخرى، لينقطع عن عمله ومصدر رزقه. وبالعودة إلى أم وطن، التي لا تمل الحديث عن كل تفاصيل حياة الزوج في بيته ومع أولاده، الذين كان يرغب بقضاء أكبر فترة ممكنة معهم في أوقات فراغه، وحتى عندما يكون مشغولاً فإنه يشعرهم بمدى قربه منهم. وتتمنى أم وطن أن يرجع ثامر لهم وأن يرجع للأسرة الفرح من جديد، وأن تتوقف معاناة الأسر لهم ولجميع أهالي الأسرى والأسيرات الفلسطينيين. أما سلطات الاحتلال الاسرائيلية فلا زالت تواصل احتجاز ثامر سباعنة في تحقيق الجلمة، وتمدد له الاعتقال في كل مرة بحجة استكمال التحقيق معه، ولا تزال مسألة قضيته أو الحكم عليه غير واضحة، فسلطات الاحتلال تتعمد مماطلة التحقيق للضغط على الأسير وإجباره على الاعتراف، وتهدف لإيصاله لمرحلة اليأس والتفكير فقط بالخلاص.... من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن الإحتلال يتعمد إعتقال الناشطين والمدافعين عن قضية الأسرى والمعتقلين وزجهم في السجون لثنيهم عن الدفاع عن الأسرى وثامر أحد هذه الشخصيات التي قطعت شوط كبير في الدفاع عن الأسرى فكان مكانه السجن والاعتقال .