يديعوت أحرونوت: التهديدات الصهيونية لسورية رسالة مباشرة للأسد

كتب المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، في موقع الصحيفة على الشبكة، اليوم الخميس، أ
حجم الخط
كتب المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، في موقع الصحيفة على الشبكة، اليوم الخميس، أن التصريحات التي وصفها بـ"القتالية" لكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تجاه سورية في الأيام الثلاثة الأخيرة لم تأت صدفة. وبحسبه فإن تصريحات وزير الأمن موشي يعالون، ورئيس أركان الجيش بني غنتس، وقائد سلاح الجو أمير إيشيل، كانت بمثابة "دبلوماسية عامة إعلامية" بهدف منع حصول تصعيد حربي بسبب "أخطاء في تقديرات الوضع وفهم النتائج من قبل الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف أن مخلص الرسالة الإسرائيلية كان "لا تتحدوننا.. التصعيد على الحدود في الجولان، أو نقل أسلحة نوعية لحزب الله، أو نقل أسلحة كيماوية إلى أيد أجنبية، سيتم الرد عليه من قبل إسرائيل بشكل هجومي وسريع ويسبب أضرارا شديدة، وربما قاصمة، لك وللنظام". ولفت بن يشاي إلى أنه من أجل توفير الغطاء لمثل هذه التصريحات بادر الجيش إلى رفع الجاهزية لرد رادع وسريع وشامل. وكتب أيضا أنه بالرغم من إدراك إسرائيل للأضرار الشديدة التي ستتلقاها نتيجة لحصول تصعيد حربي مع سورية، فإنها لن ترتدع عن تفعيل قوة عنيفة على نطاق شامل، لكونها غير مستعدة لحرب استنزاف طويلة الأمد تتساقط فيها عشرات آلاف الصواريخ على الجبهتين الداخلية والعسكرية. وتابع بن يشاي أن السبب المباشر والآني لمثل هذه التحذيرات من قبل المسؤولين الأمنيين الثلاثة هو "الإحساس بأن الأسد لا يقرا الوضع بشكل صحيح، وأنه يخطئ في تقدير النوايا الإسرائيلية". وبحسبه فإن تقديرات استخبارية غربية تشير إلى أن "رجال الأمن في النظام السوري، في الدوائر المقربة من الأسد، لا ينقلون له كل الحقيقة، في الزمن الحقيقي، وكل الحقائق التي تحصل في بلاده، ويجعلونه يعتقد بأنه يستطيع التحرك بحرية وأن قدرته على البقاء كبيرة جدا أكبر مما هي عليه في الواقع. وبالنتيجة فقد راكم الأسد المزيد من الثقة بالنفس، وبات مستعدا لشد الحبل مع إسرائيل أكثر من السابق". وعلى صعيد آخر، يطرح بن يشاي التساؤل "لماذا قررت إسرائيل التدخل في الحرب الأهلية في سورية؟"، ويجيب بأن الولايات المتحدة طلبت منها ذلك. ويتابع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يستطيع العمل في سورية لأسباب سياسية أمريكية داخلية، ولذلك "أطلق كلاب الهجوم الإسرائيلية على الأسد"، على حد تعبيره، بينما المقابل الذي تحصل عليه إسرائيل يكون في السياق الإيراني. ويضيف أن مستشاري الأسد يردون على ذلك بالقول إنه يجب تشكيل تهديد مضاعف لردع إسرائيل؛ الأول تهديد المستوطنات الإسرائيلية في الجولان، والثاني تهديد الجبهة الداخلية بالصواريخ. ويشير في هذا السياق إلى أن الروس يضيفون تهديدا آخر عن طريق تزويد سورية بأسلحة حديثة. ويضيف أن إسرائيل ترى ذلك، وتخشى من حصول تصعيد رغم أن الطرفين لا يرغبان بذلك. ولهذا السبب قرر يعالون وغنتس وإيشيل إطلاق رسالة علنية قاطعة ومفصلة لكي تصل مباشرة إلى الرئيس السوري بدون وسطاء أو محللين، باعتبار أنه في الظروف الحالية لا يمكن استخدام الدبلوماسية السرية التقليدية والناجعة. وبحسبه فإنه لا يوجد قناة مباشرة وموثوقة أو مبعوث، يمكن عن طريقه نقل رسالة إلى الأسد، والتأكد من نقلها بشكل موثوق كما هي نصا ومعنى. كما أن ناقل الرسالة يجب أن يتمتع بمكانة شعبية أو وزن سياسي دولي يلزم الأسد بالإصغاء إليه ودراسة أقواله بجدية. ويضيف أنه لا يوجد في دمشق ممثل دبلوماسي أمريكي كبير يستطيع مقابلة الأسد في وقت قصير والتحدث إليه بشكل صريح، حيث أن السفير السوري طرد من واشنطن قبل سنة، والأمر نفسه بالنسبة للممثليات الغربية الأخرى في دمشق. كما أن الدول الغربية لن تستخدم ممثليها لنقل رسائل إلى دمشق بسبب خطورة الوصول إلى هناك، فكم بالحري عندما تكون الرسالة من إسرائيل. على حد قوله. ويخلص إلى أنه لم يتبق سوى الاستعانة بالروس، وأنه توفرت لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فرصة ممتازة للقيام بذلك في لقائه الأخير، قبل أسبوعين، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بيد أنه يشير إلى أن إسرائيل تعلم منذ سنوات، من أيام الاتحاد السوفييتي، أن الروس لديهم عادة نقل الرسائل بصياغة وتحليل يتماشيان مع المصالح الروسية، ويسيئان لمصالح إسرائيل والولايات المتحدة. ويضيف بن يشاي أن المصلحة الروسية تكمن في دفع "الزبون" إلى الاعتقاد بأنه يواجه تهديدا كبيرا يحوم فوق رأسه، وذلك بهدف زيادة تعلقه بإرساليات السلاح والمساندة السياسية الروسية. ويتابع أن ذلك حصل خلال الحرب الباردة مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وأن الأمر نفسه يتكرر مع الأسد الابن. ويقول أيضا إنه على ما يبدو لا يمكن الاعتماد على الروس في نقل رسالة إسرائيلية بشكل موثوق، نصا ومعنى، وأنه من الجائز الافتراض بأن هذا هو الانطباع الموجود لدى إسرائيل في أعقاب لقاء نتانياهو – بوتين. وأنه لهذا السبب بادر "مسؤول إسرائيلي" في الولايات المتحدة للاتصال بصحيفة "نيويورك تايمز" والتصريح بأن إسرائيل ليست معنية بضرب النظام السوري، ولكنها ستعمل على منع وصول أسلحة نوعية لحزب الله. وكان القناة العاشرة الإسرائيلية قد قالت في حينه أن "المسؤول الإسرائيلي" قد تحدث مع نتانياهو بشكل مباشر قبل التصريح للصحيفة الأمريكية. ويختتم بن يشاي تقريره بالقول إن الرسالة المهمة التي طلب نتانياهو من بوتين إيصالها إلى دمشق لم تصل أو ربما "شوهت". وأنه في هذه الظروف لم يتبق أمام إسرائيل سوى الانتقال من الدبلوماسية التقليدية السرية إلى الدبلوماسية العلنية لإيصال الرسائل بدون وسطاء أو محللين.