أحرار: أبناء الأسير أحمد شيباني من عرابة يعدون الساعات وينتظرون اللقاء بفارغ الص

لا تجد أم الحسن ما تسكت به أطفالها حسن (14) عاما ، ومصطفى (13) والذين لا يتوقفان عن السؤال عن ابيهما
حجم الخط
لا تجد أم الحسن ما تسكت به أطفالها حسن (14) عاما ، ومصطفى (13) والذين لا يتوقفان عن السؤال عن ابيهما المعتقل والمحكوم بالمؤبدات مرات ومرات . هما حسن ومصطفى، أولاد الأسير أحمد شيباني، 41 عاماً، من بلدة عرابة قضاء جنين، والذين يعودوا بعد كل زيارة لوالدهما يسألون متى سيعود أبي ومتى سنخرج معه وحتى متى لا يستطيع ضمنا لصدره . لا تجد أم الحسن كثير كلام ترد به على تساؤلات أطفالها الذين باتوا كباراً ، وتعود في كل مرة تطالبهم بالصبر والتحمل وأن بعد الليل فجر وأن لحب الوطن ضريبة أن أباكم ثار للدفاع عن كرامتكم ووطنكم المحتل . تقول أم حسن لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن معاناتها تتزايد ما كبر عمر الأطفال فهم في سن حرج وبحاجة ماسة لوجود الأب الذي لا يستطيع أي انسان أن يسد مكانه فهو عامود البيت والركن الصلب في المنزل . وتقول أم حسن لمركز أحرار، إن الاحتلال الاسرائيلي وفي فترة مطاردة احمد، كان يأتي للبيت مراراً يسأل عنه، ويفتش المنزل. وتشير أم حسن إلى أن الشيء المؤلم في اعتقال أحمد في 24/7/2003 بعد مطاردة استمرت ثلاثة أعوام ، هو أنه كان في طريقه للمنزل، بعد أن علم بسقوط ابنه الأكبر حسن على رأسه، إلا أن الاحتلال كان له بالمرصاد، وأعد له كميناً على طريق جنين- نابلس، واعتقله من هناك. وتقول:" منذ اعتقل أحمد، وألم اعتقاله يصنع ويخلق آلاماً جديدة للعائلة، تزداد مع استمرار اعتقاله في سجون الاحتلال الاسرائيلية... فالزوجة لم تزر زوجها منذ أربعة أعوام، وهي ممنوعة من الزيارة، وكانت أكبر معاناة بالنسبة لها، هي الحكم الذي صدر ضده وهو السجن 3 مؤبدات و 10 أعوام، واستمرار تنقله بين السجون بين فترة وأخرى. ومن الأمور الأخرى التي تعطلت بفعل اعتقال الاحتلال لأحمد، هي عدم تمكنه من إكمال دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة في مدينة جنين تخصص تربية إسلامية، والتي لم ينهي فيها حتى فصلاً دراسياً واحداً بسبب الاعتقال، والتي تعطلت أيضاً بسبب اعتقاله مرتين على يد سلطات الاحتلال، وقضاء ثلاثة أعوام في السجون. كما شهد اعتقال أحمد، والي يقبع حالياً في سجن إيشل، وفاة والده عام 2004، والذي لم يتمكن من زيارته بعد اعتقاله، هذا عدا عن المناسبات التي كانت تتم في العائلة من زواج ونجاحات للأهل والأقارب، والتي لم يشهدها أحمد بسبب وجوده في الأسر. وتطرقت أم حسن في حديثها إلى موضوع هام، قالت بأنه ليس محل اهتمام أحد من الساحة الفلسطينية، وهو متابعة عوائل وأبناء الأسرى اجتماعياً وتأهيلهم نفسياً، خاصة وأن كثيراً من أبناء الأسرى الذين اعتقل آباؤهم وهم صغاراً يعانون من حالات نفسية صعبة، وانعكس ذلك على نفسياتهم وشخصياتهم وسلوكهم، مطالبة بضرورة وجود مؤسسات وجمعيات تساعد على تخطي مثل تلك العقبات، ومساندة عوائل الأسرى وخاصة الأبناء. من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن احمد والمعروف بلقب (العندليب) من رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية وقد سبق أن أعتقال مرات عديدة خلال الإنتفاضة الأولى والإنتفاضة الثانية ، ولم يتوقف عن النضال واستمر الى أن اعتقل وحكم بالمؤبد .