في لقاء خاص،الرفيق المحرر محمد خنافسة يشدد على مواصلة النضال لتحرير الأسرى

حجم الخط
في لقاء خاص الأسير المحرر محمد خنافسة يشدد على مواصلة النضال لتحرير كافة الأسرى ويدعو السلطة والأحزاب لاهتمام جاد بقضيتهم كتبت الصحفية:- نسرين محمد سالم عبد النبي:الأسير المحرر محمد صالح خنافسه من بلدة أبوديس، إحدى القرى الشرقية لمدينة القدس،ابن لعائلة مناضلة اعتقل شقيقه علي أكثر من مرة وكذلك شقيقته،ومحمد صالح الذي وقف على رأس خلية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،كان جل اهتمامه أن يرفع من شأن الحزب وحضوره وتواجده وجماهيريته في قرى الخط الشرقي، أبوديس والعيزرية والسواحرة الشرقية،حيث بدأ مرحلة حرث جدي في المنطقة، ولشخصيته "الكرزماتية" بين الشباب استقطب عدد لا بأس به منهم، ولكون جزء من الذين تعاونوا معه أو بالأحرى انضموا الى ما يمثل على أرض الواقع، ، فأبو صالح لم يكن إيمانه فقط بالكلمة والقلم والورق،بل بما هو أبعد من ذلك، ،ونذر نفسه للحزب والثورة،وقام بالعديد من عمليات التخريب الشعبي ضد الاحتلال وأدواته،وكذلك تعرض للملاحقة من السلطة الفلسطينية وسجن في سجونها على خلفية امتلاكه السلاح، ومن ثم طورد من قبل قوات الاحتلال،والتي رأت أن أبا صالح والرفاق الذين معه،أصبحوا يشكلون حاضنة ومثالاً للكثير من الشباب من الفئة العمرية الصغيرة، ويقومون بتعبئتهم من أجل القيام بأعمال عنيفة. وقد نصبت إحدى الوحدات الإسرائيلية الخاصة له وللرفاق الذين معه الأسيرين المحررين هيثم عبيدات وماهر أبو عبيدة كميناُ على الطريق الواصل ما بين القدس ورام الله،وبدأ رحلته مع مراكز تحقيق الاحتلال وسجونه وليحكم عليه بالسجن لمدة 17 عاماً،قضى منها اثنا عشر عاماً ونصف متنقلاً بين سجون الاحتلال وأقسام عزله وزنازينه المختلفة،حيث عوقب بالعزل أكثر من مرة لدوره في قيادة منظمات الجبهة في الأسر،ولعب دوراً بارزاً وهاماً في قيادة معارك الحركة الأسيرة (الإضرابات الجزئية والمفتوحة عن الطعام) دفاعاً عن حقوق الأسرى ومنجزاتهم ومكتسباتهم،وأصيب بعدة أمراض في السجن منها الغدد،حيث عانى الأمرين من سياسة الاهمال الطبي ،وفي أجابته على الأسئلة التي وجهتها له الصحفية نسرين محمد سالم عبد النبي أجاب عن تلك الأسئلة بموضوعية وشمولية ومسؤولية عالية،وهذه هي نص المقابلة:- س1- ما هو تقيمكم لاوضاع الحركة الاسيرة حاليا؟ الحركة الاسيرة تعيش في ظروف صعبة للغاية ولا نبالغ اذا قلنا انها الاصعب في تاريخها، بسبب الهجمة الشرسة لادارات السجون المدعومة بقرار سياسي من الحكومة الاسرائيلية من اجل استمرارالضغط وتشتيت الحركة الاسيرة لابعادها عن ترتيب وتنظيم صفوفها وسحب الانجازات التي حققتها على مدار تاريخها،حيث أن ادارت مصلحة السجون الاسرائيلية تشن حرباً شاملة على الحركة الأسيرة بغرض تحطيم معنوياتها وكسر ارادتها واضعافها وتفريغها من محتواها الوطني والنضالي،وتتمثل تلك الحرب في عمليات الاقتحام المتكررة نهاراً وليلاً لغرف الأسرى من قبل وحدات قمع السجون المسماة ب"النحشون" و "المتسادة" يضاف لذلك حركة التنقلات والعزل للأسرى المستمرة،والحرمان من التعليم وحجب القنوات الفضائية ومنع الزيارات للكثير من الأسرى والعقوبات لأتفه الأسباب،يضاف لذلك منع ادخال الملابس والكتب من الزيارة وغيرها. س2- لماذا خضتم الاضراب المفتوح عن الطعام منفردين كجبهة شعبية، وهل حقق الاضراب النتائج والاهداف؟ كان هناك حوار مع الفصائل كافة من اجل خوض هذا الاضراب وتم تاجيلة اكثر من مرة وللاسف في النهاية وصل الى طريق مسدود وهو ما جعلنا نخوض الاضراب بشكل منفرد،والإضراب كان شعاره النظام إنهاء ظاهرة العزل والأسرى المعزولين وفي المقدمة منهم رفيقنا القائد احمد سعدات،وكذلك الدفاع عن حقوق الأسرى والحفاظ على منجزات ومكتسبات الحركة الأسيرة، وما يميز هذه التجربة ان رفاقنا كانوا على قدر المسؤولية وكان الالتزام كامل من جميع الرفاق ونخص بالذكر الاشبال الذين اثبتوا قدراتهم وامتلاكهم القدرة والإرادة على الصمود والثبات، وبخصوص النتائج توج الاضراب باتفاقية مكتوبة مع ادارة السجون وقعت عليها لأول مرة في تاريخ ادارة السجون،بالاضافة الى اعتراف إدارة مصلحة الاسرائيلية بالهيئة القيادية الأسيرة للجبهة الشعبية كمرجع وممثل للجبهة في السجون ولكن هناك تنصل من هذه الاتفاقية ولعل الاسابيع القادمة ستتضح بعض الامور في ذلك. س3- كيف تبدو الصورة في الاسر بعد صفقة التبادل والاضراب المفتوح عن الطعام؟ بعد الاضراب والصفقة يعيش الاسرى وضع صعب للغاية وعلى الحركة الاسيرة ان تنفض الغبار عن نفسها وان تبني جسم ومؤسسة وطنية نوعية لخوض حراك منظم باتجاة تغير واقعهم وفرض معادلة جديدة على ادارة السجون واعادة المنجزات والمكتسبات والحفاظ عليها وتحسين شروط الحياة داخل السجون الصهيونية،والإدارة هنا شنت حرباً شاملة على الحركة الأسيرة ولم تلتزم بما جرى الاتفاق عليه،كي لا تظهر بمظهر الضعف والرضوخ للأسرى،وفي هذا الاطار والسياق مددت فترة عزل الأسير القائد سعدات والقائد حسن سلامة لمدة عام آخر،واقتحمت العديد من السجون واعتدت على الأسرى بالضرب ونكلت بالعديد منهم،وأجرت عمليات نقل تعسفية للكثير من الأسرى. س4- بصفتكم واحد من الاسرى المرضى الذين عانيتم من سياسة الاهمال الطبي، كيف هي احوال الاسرى المرضى؟ سياسة الاهمال الطبي هي سياسة قديمة في السجون وهي بحاجة لنضال مستمر يشترك فيه الشعب الفلسطيني خارج السجون والمؤسسات الحقوقية والدولية من اجل توفير العلاج اللازم للاسرى المرضى والقضاء على هذه السياسة الممنهجة من اجل قتل الاسير بشكل بطيء،حيث ترفض ادارات السجون تقديم العلاج للاسرى في الوقت المناسب وتستخدم العلاج كوسيلة للضغط على الأسرى المرضى للتعاون مع أجهزة مخابراتها،وهناك أسرى لديهم امراض خطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والذبحات الصدرية والسكري،وكذلك الفاقدين لأحد أعضاء جسمهم يموتون في اليوم ألف مرة،حيث لا يتم عرضهم على الأطباء الاختصاصيين،أو تقديم العلاج اللازم لهم،وترفض إدارة مصلحة السجون إدخال إطباء من الخارج لمعاينتهم وعلاجهم. س5- هل صفقة التبادل كانت وطنية ونوعية كما يقال،ام انها كما صرح اكثر من قائد او فصيل كانت فئوية واستثنت قادة ورموز واسيرات الداخل؟ صفقة التبادل هي صفقة مشرفة فهي اخرجت المؤبدات ومن القدس والداخل والجولان واسيرات فهي اولا كسرت المعايير الاسرائيلية وننظر اليها انها حررت الفلسطينيين ليس فقط من اسرهم بل حررت الكثير من اوهامهم التي يراهنون عليها، رغم ذلك هناك بعض الملاحظات على تلك الصفقة من حيث استثناء أسيرات الداخل،وقيادات ورموز وطنية،وكذلك الأسرى المعتقلين قبل أوسلو "الأسرى القدماء" وكذلك قضية الإبعاد للأسرى المحررين وفرض القيود والشروط عليهم. ولكنها تعتبر صفقة نوعية وخاصة انها الاولى التي تتم على ارض فلسطين،وهذه الصفقة يجب أن تكون حافزاً ودافعاً للسلطة الفلسطينية والقوى والأحزاب،بضرورة خوض مختلف أشكال النضال من أجل تحرير الأسرى من السجون،فلا يعقل ترك عشرات الأسرى لمدد تزيد عن عشرين عاماً في سجون الاحتلال ومعتقلاته؟. س6- هل تعتقد ان هناك قصور من قبل السلطة والاحزاب والمؤسسات وحتى الجمهور الفلسطيني في قضية الاسرى؟ هناك تقصير من السلطة وهو التقصير الاكبر فهناك قضايا وهموم كبيرة للاسرى يجب العمل عليها مثل الاسرى القدامى والمتابعة السياسية الكاملة لهذا الملف بشكل يمكن من تحقيق نتائج ايجابية ملموسة يشعر بها الاسرى انفسهم واهلهم، وهنا ك تقصير ايضا من الفصائل كافة ويعتبر هذا وصمة عار ونقطة سلبية في جبين السلطة والفصائل،وأنه آن الآوان لتدويل قضية أسرانا،وإلزام اسرائيل للاعتراف بهم كأسرى حرب ومناضلي حرية. اما الجمهور الفلسطيني فهو دائما يقف مع الاسرى ولكن المطلوب اكثر من ذلك ضرورة اشراك كافة شرائح الشعب الفلسطيني للوقوف بجانب اسرانا ولا يقتصر الامر على الاهل وبعض الاصدقاء. س7- ما هي الرسالة التي تود توجيهها الى الحركة الاسيرة والسلطة والاحزاب؟ الرسالة الاولى للسلطة ان تعمل بشكل جدي واستراتيجية واضحة متكاملة للارتقاء بهذة القضية ووضع تحرير الاسرى كشرط لاي حراك سياسي قادم، اما الرسالة الثاني للاحزاب ان تكون على قدر المسؤولية اتجاه اسراها وان لا يكون هناك تقصير منها،اما رسالتي للحركة الاسيرة فهي ان تنظم صفوفها من اجل استلام زمام المبادرة في الضغط على ادارات السجون لاستعادة هيبتها ومنجزاتها والحفاظ على ما حققته من منجزات ومكتسبات عمدت بالدماء والتضحيات،حيث سقط على مذبح تلك الحقوق والمنجزات والمكتسبات عشرات الشهداء،شهداء معارك الأمعاء الخاوية أمثال عبد القادر أبو الفحم وعلي الجعفري وراسم حلاوه واسحق مراغة وانيس دولة وحسين عبيدات وغيرهم.