قضية رأي عام:الكسارات تنتهك طفولة الأطفال وصحة المواطنين في غزة فمن يوقفها!

تقرير/ سامر زهير الغول 

- الحقوقيون ومؤسسات الطفولة يستنكرون ويطالبون الجهات المختصة بالرقابة على
حجم الخط
تقرير/ سامر زهير الغول - الحقوقيون ومؤسسات الطفولة يستنكرون ويطالبون الجهات المختصة بالرقابة على العمل في الكسارات. - زرنا العديد من أصحاب الكسارات التي تعمل في العديد من مناطق قطاع غزة، ووثقنا العديد من الانتهاكات المرتكبة بحق الأطفال، والمخالفات بحق البيئة. - المواطن ( أ. س) يمتلك كسارة وسط قطاع غزة، تتوسط الأحياء الفقيرة بين مخيمات الوسطى والشارع العام، ويحدها العديد من المدارس، وبذلك سجلنا أول مخالفة لهذه الكسارات التي تصدر أصواتاً عالية، وغبار مضر بالبيئة، والغريب في الموضوع أن هذا الأمر لا يعني للجهات المسئولية أي شئ، وحتى من جانب المواطنين المشغولون بهمومهم وبمتاعب حياتهم اليومية الناجمة عن الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة. واجهنا صاحب الكسارة بحقيقة هذه المخالفات، ولكنه تحدث ببرود غريب أن هذه الكسارات يستفيد منها العديد من العمال العاطلين عن العمل، فأعطوني البديل عن ذلك". وبخصوص المخالفات التي يرتكبها من خلال عمل هذه الكسارات في منطقة سكانية مزدحمة وما يصاحبها من ضوضاء وغبار، أكد أنه قام بإشعار الجهات المسئولة بهذا العمل، وأن عمله قانوني، ولديه الترخيص اللازم لذلك!!! قلنا له أن القانون الفلسطيني واضح ويعارض ذلك، بل وينظم عمل هذه الكسارات في مناطق نائية، وبغض النظر عن موافقة الجهات المسئولة عن ذلك، والتي تتحمل جزءاً من المسئولية فإن هذا العمل يضرب عرض الحائط بتوجيهات المؤسسات المعنية بالبيئة، وبوزارة الصحة، والزراعة بخطورة عمل هذه الكسارات وتأثيراتها على البيئة في قطاع غزة، خاصة وأن القطاع يعتبر من أكثر المناطق سكاناً في العالم. تحدثنا مع أحدى المؤسسات الحقوقية، والتي أكدت أنها هناك محاولات حثيثة للضغط على الجهات المسئولة من أجل عدم التجديد لفتح أي كسارات أو إعطاءها تصاريح للعمل إلا بعد تنفيذها لشروط السلامة والأمان وأن تكون في مناطق نائية بعيدة عن السكان، فضلاً عن ضرورة الالتزام بنداءات مؤسسات الطفولة والتربية والتعليم بعدم الاستعانة بالأطفال في هذا العمل الشاق والمتعب، خاصة وأن قوانين حماية الطفولة واضح وهو يحارب بشكل قاطع عمالة الأطفال، ويحاسب كل من ينتهك هذه القوانين. وتضيف المؤسسة الحقوقية بأن أصحاب الكسارات لا يعبئون بهذه النداءات والمناشدات، وهدفهم الوحيد هو تحقيق المكاسب المادية الكبيرة على حساب صحة هؤلاء المواطنين وأجساد الأطفال الفقراء الذين يقفوا مكتوفي الأيدي، أمام ما تنتجه هذه الكسارات من تلوث بيئي يضر بصحتهم وأسرهم ليس في منطقة غصة فحسب. وتساءلت المؤسسة عن أي مستقبل ينتظر أطفالنا ا؟؟ وأي صباح سيكون صباحهم في ظل هذا العمل الشاق والمتعب والخطير ؟؟ وكأنه كتب علي أطفالنا أن يعيشوا في بلد ينهش الفقر وعدم الاهتمام أجسادهم نهشا ورغم المطالبات إلا أن فيروس عدم الاهتمام والاكتراث قد انتشر وأصبح يقاوم كل مضاد له،هذا لسان حال أهالي قطاع غزة الفقراء والمغلوب على أمرهم. زرنا أيضاً كسارة اقيمت في احدى محررات قطاع غزة، وسجلنا العديد من الانتهاكات ضد البيئة الرملية والطبيعية وتكدس الأحجار والغبار، وأصبح الجو في هذه المنطقة مغطى بالأتربة المتطايرة والتي لونت سماء المنطقة لتوزعها الرياح شمالا وجنوبا، وشرقا وغربا حسب اتجاهات هبوبها ، والتي تهدد من انتشار أمراض الربو وما يصاحبها من أمراض صدرية وجلدية وأمراض السرطان وغيرها، كيف لا وهم لا يتخلصون من النفايات الصلبة والحجارة التي تخلفها هذه الكسارات بطريقة صحيحة، الأمر الذي ينتج عنه تلوث للأشجار والأرض وينتج بأضرار سامة للبيئة. والغريب أن هذه المناطق المحررة والقريبة من البحر، كانت مزار المواطنين الفلسطينيين الذين يأتوا من داخل مناطق القطاع لتنسم الهواء النقي في ظل متاعب الحياة، فجاءت هذه الكسارات لتزيد من همومهم ومعاناتهم، بدون حسيب أو رقيب. الجهات المسئولة تقول أنه القطاع يعيش خطوة قانون، إلا أننا من خلال بحثنا العميق في موضوع الكسارات لاحظنا أن هذا القانون الذي تتغنى به الجهات المسئولية لا يسري على أصحاب تلك الكسارات وكبار التجار فهم لا يثنيهم أمر ولا نهي، وحتى موضوع الالتزام بالقوانين وحقوق العمال فهو أمر غير وارد عندهم، ويبررون ذلك بأنهم اتخذوا كل الاجراءات القانونية لذلك؟!!!. تحدثنا مع الكثير من المواطنين عن رأيه في الكسارات، فأجمعوا بشيبهم وشبابهم على رفضهم القاطع لطبيعة عمل هذه الكسارات، وقالوا أن" الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة هو السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة وندرة مواد البناء، إلا أن هذا لا يبرر أن تنتهك تلك الكسارات حقوق الأطفال، والقوانين التي تضمن عدم عملهم في هذه الكسارات. أيضاً اتهم عدد من المواطنين الجهات المسئولة بعدم الاكتراث بهذه المشكلة العميقة التي ظهرت على السطح خلال سنوات الحصار الأخيرة، وأكدوا أن تلك الجهات المسئولة تنشغل في جمع الأموال دون أن تراعي حدود ومصلحة المواطنين. وعليه، فإننا نناشد تلك الجهات المسئولة وكل المسئولين الشرفاء بالتدخل العاجل من أجل تنظيم عمل هذه الكسارات، وأن يقفوا وقفة صارمة ضد كل من تسول له نفسه العبث بصحة المواطن والعبث بالبيئة وبأطفالنا، وانتهاك حرمات الوطن والمواطن، نوجه لكم أصواتنا: إن أبناء القطاع وأطفاله وشبابه أمانة في أعناقكم فلا تضيعوها وتضيعوننا.