بيان سياسي صادر عن الجبهة الشعبية بمناسبة ذكرى الانطلاقة

بيان سياسي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى السادسة والاربعين للانطلاقة ياجماهير شعبنا الفلسطيني البطل تحل علينا الذكرى السادسة والاربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي شكلت امتداداً للرفض الوطني والقومي " لنكبة " فلسطين وتشريد اهلها في عام 1948 وقيام الكيان الصهيوني على انقاض الوطن وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ورداً على حرب حزيران عام 1967، التي انتهت بهزيمة الانظمة الرسمية العربية واحتلال ما تبقى من فلسطين . لم تكن انطلاقة الجبهة الشعبية مجرد تعزيز لمقاومة شعبنا المسلحة فحسب، بل مشروع ثوري لتعميق المحتوى الوطني والديمقراطي والاجتماعي للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير، والترابط الموضوعي للنضال الوطني والقومي والاممي، وصمام امان للوحدة الوطنية وحقوق شعبنا في المقاومة من اجل العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وحقه المطلق في تحرير كافة الاسيرات والاسرى وقادة شعبنا في سجون الاحتلال وفي المقدمة القائد الوطني الامين العام لحزبنا الرفيق احمد سعدات. ابناء شعبنا وامتنا يأتي احتفالنا بهذه الذكرى متزامنا مع الذكرى السادسة والعشرين لانطلاقة انتفاضة الحجارة في كانون اول 1987 ،التي فتحت وعبدت لشعبنا درب الدولة الفلسطينية المستقلة دون قيد اوشرط ، وفضحت الحقيقة الارهابية والعنصرية لدولة الاحتلال ومشروعها القائم على نفي الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وهي تثبت اليوم على نحو لم يسبق له مثيل وبعد عشرين عاما من المفاوضات والحلول الثنائية بالمرجعية الامريكية، بأن المقاومة الشعبية بكافة اشكالها هي السبيل لصيانة وحدة الشعب والارض والقضية والثوابت الوطنية وبان ما يسمى بعملية السلام الجارية وحل الدولتين وسلام نتنياهو الامني والاقتصادي ودولته ذات الحدود المؤقتة ، هي النقيض المطلق للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ولحق عودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها ، ما يعني الافلاس التام لنهج مدريد اوسلو، ويتطلب الوقف الفورى لهذه المفاوضات العبثية ، والحيلولة دون مواصلة استخدامها من الاحتلال وحليفه الاستراتيجي غطاءً لنهب الارض وذبح الشعب وتهويد المقدسات ولجرائم الحرب التي تقترف صباح مساء، لادامة التبعية والهيمنة على المنطقة وثرواتها وشعوبه. ابناء شعبنا ان حلول ذكرى انطلاقة الجبهة وانتفاضة الحجارة يأتي في وقت بات فيه ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير جزءا من التاريخ الغابر ونظام القطب الاوحد الدولي يلفظ انفاسه الاخيرة، واصبحت فيه الانتفاضات والتحولات الديمقراطية والاجتماعية في بلادنا العربية لا رجعة عنها، رغم محاولات احتوائها واجهاضها وحرفها عن اهدافها، وعن مواجهة المخططات الامبريالية والصهيونية الرامية للحيلولة دون تحقيق اهداف شعوب امتنا في التحرير والديمقراطية والعدالة والوحدة، مما يتطلب منا على الصعيد الوطني : • العودة بملف القضية الى هيئة الامم المتحدة والانضمام الى منظماتها كافة بما فيها محكمة الجنايات الدولية والتمسك بعقد مؤتمر دولي في اطارها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وترجمة قرارها باعتماد "2014" عاما للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمقاطعة ومساءلة وعقاب الاحتلال والاستيطان في فلسطين واعتباره ظاهرة عنصرية وارهابية يجب تصفيتها، وتوفير الحماية الدولية الشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على شهادة ميلاد دولة فلسطين، بنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين وصيانة حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف، فالدولة الفلسطينية تصنع على ارض الوطن ومفتاحها اطلاق المقاومة الشاملة للشعب الفلسطيني والتحلل من اوسلو والتزاماته ومفاوضاته. • معالجة الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية ووضع ملف تحرير الاسرى على رأس جدول الاعمال الوطني، وتوفير الحماية الاجتماعية لابناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، بمراجعة ما يزيد عن عشرين عاما مما سمي بخيار السلام ومفاوضات مدريد اوسلو، التي انتهت الى تقطيع اوصال الارض والشعب والقضية ومنظمة التحرير، وتدهور متواصل لاوضاع الشعب الفلسطيني، وانقسام مؤسساته الوطنية وانهيار منظومة الحماية السياسية والاجتماعية والقانونية والدولية للمخيمات واللاجئين في دول الطوق ومناطق الشتات وتشديد الحصار الوحشي على القطاع وخنقه اقتصاديا وتدمير بناه التحتية وتحويله الى سجن غارق في الظلام، كما وانتهت هذه المفاوضات الى انفلات الاستيطان وارهاب المستوطنين في القدس والضفة الغربية والسيطرة على مصادر المياه والموارد الوطنية، فضلاً عما يتعرض له ما يزيد عن 40 الف فلسطيني في النقب من مصادرة وسرقة ارض ابائهم واجدادهم تحت حجج واهية، باسم ما يسمى مخطط " برافر" الذي يخفي سياسة التطهير العرقي والاهداف المبيتة القائمة على نفي وجود الشعب الفلسطيني لاقامة ما يسمونه بالدولة اليهودية. • بعث مقاومة شعبنا بديلاً لحالة السبات والمراوحة القائمة وما يسمى بالتنسيق الامني والتبعية الاقتصادية والتهدئة التي حولت مقاومة شعبنا الى مجرد شعارات جوفاء ، يسرح الاحتلال ويمرح في ظلها ويواصل استراتيجيته القائمة على ديمومة المفاوضات والانقسام وتفتيت وتصفية القضية الفلسطينية . • استعادة الوحدة الوطنية بوصفها شرطا لمواجهة التناقض الرئيس مع الاحتلال، وبناء نظام سياسي ديمقراطي تشاركي مقاوم نواته منظمة التحرير الفلسطينية يضع حدا للتفرد والانقسام والاستحواذ والفساد، يصون الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات العامة والفردية والتعددية ويقطع الطريق على ثقافة التخوين والتكفير، وانتخاب مجلس وطني جديد على اساس التمثيل النسبي الكامل في كافة اماكن تواجد شعبنا، واستعادة مكانة منظمة التحريرعلى اساس وثيقة الوفاق والوطني واتفاق المصالحة وبرنامجها في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس . ابناء شعبنا وامتنا في ذكرى الانطلاقة والانتفاضة، نتوجه بالتحية لارواح الشهداء جميعاً ولتضحيات الشعب وكافة الاسرى والجرحى، ونعاهد ابناء شعبنا وامتنا وشهداء نضال شعبنا وجبهتنا وفي المقدمة الشهيد القائد المؤسس جورج حبش وشهيد الانتفاضة وفارسها ابو علي مصطفى والقادة الشهداء وديع حداد وغسان كنفاني وجيفارا غزة وابو ماهر اليماني وابو الرامز وشادية ابو غزالة ومها نصار وكافة الشهيدات وكل الشهداء، بأن الجبهة بقيادتها وكوادرها ومقاتيلها واعضائها وانصارها ورغم كل اشكال التخريب وكل الظروف المجافية لن تحيد عن دربها ، درب الشهداء ولن تتراجع مهما غلت التضحيات عن الاهداف النبيلة التي انطلقت من اجلها ، وسيبقى خيارها التمسك بالمقاومة واستعادة الوحدة وحماية الثوابت على درب فلسطين الديمقراطية. عاشت الذكرى... الخلود للشهداء... الحرية للاسرى... والنصر لفلسطين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دولة فلسطين 11 122013