بيان صادر عن المكتب السياسي لمناسبة مرور 12 عاماً على اعتقال القائد سعدات ورفاقه

جماهير شعبنا المكافح في 1/15/ 2002 ارتكبت اجهزة امن السلطة الفلسطينية جريمة اعتقال الرفيق الامين العام احمد سعدات ورفاقه عاهد ابو غلمي ومجدي الريماوي وحمدي القرعان وباسل الاسمر، اذعانا لمتطلبات التنسيق الامني الذي لم ينتج غير تصفية اجنحة المقاومة وسعار الاستيطان وبناء الجدار الفاصل. لقد ارتكبت السلطة هذه الجريمة ليستكملها العدو باختطافهم من سجن اريحا مستخفا بكل الاتفاقات ليظهر التواطؤ الامريكي البريطاني ، ولينكشف عجز السلطة عن حماية مواقعها، وليقضي رفاقنا في غياهب الاسر والعزل الانفرادي عمرا لم يكن الاحتلال وحده مسؤولا عنه. نستذكر ذلك وفاء لهؤلاء الرفاق الابطال وفي طليعتهم الرفيق القائد احمد سعدات الحائز اليوم على تجديد الثقة به باجماع اللجنة المركزية المنتخبة من المؤتمر الوطني السابع كامين عام. ثقة يستحقها بجدارة واقتدار كبير، لما يتمتع به من استقامة ونظافة وصلابة نضالية ومبدئية واستعداد كفاحي وأفق سياسي واسع واحترام وطني عال. انه ورفاقه الاسرى وكل اسرى شعبنا يشكلون معا عنوان كفاح وتمسك بالاهداف والحقوق الوطنية لاجل ان تتجسد واقعا على الارض دون مساس او تفريط او انتقاص او مقايضة. جماهير شعبنا المقاوم: ان الشجاعة التي ابداها ابناء قرية قصرة وجوارها تقدم لنا المثال الساطع على المخزون الكفاحي الهائل لدى شعبنا واستعداده للانطلاق مجددا لمقاومة العدو ومستوطنيه. ونحن اذ ندعو الى استلهام الدرس من صمود مزارعينا واسرانا، نعلن الانحياز التام الى خيارهم البديل عن المراهنة على مفاوضات اثبتت انها جاءت لتصفية القضية الوطنية التحررية لشعبنا، وتعزيز مكانة الكيان الصهيوني في الوطن العربي وفتح الابواب واسعة امام النظام الرسمي العربي للتطبيع معه. اننا اليوم نتجشأ الثمرات المرة لاوسلو وما تبعه من اتفاقات ومفاوضات، فيما لا تزال القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية تصر على المضي في خيارها العبثي المدمر، وتمعن في اغلاق الباب امام الخيار الشعبي مذعنة للضغوط الامريكية والرجعية العربية. ابناء شعبنا وامتنا: تتزامن هذه المناسبة مع استعار الجولات المكوكية لوزير خارجية الامبريالية الامريكية بين فلسطين والاقطار العربية، سعيا الى شطب قضيتنا الوطنية وتحويلها الى قضية تبادل اراض وسكان ورسم حدود ، ودعما للمطلب الصهيوني بالاعتراف بدولة العدو "دولة للشعب اليهودي" بما يفتح الباب على شطب الرواية الفلسطينية وحق العودة، ويفتح شهية التطهير العرقي مجددا بحق شعبنا في مناطق 48. كل هذا في تجاهل تام لقرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية، ولمرجعية الامم المتحدة، لتمرير الرؤية الامريكية الصهيونية للحل. ان ما يجري يحتاج الى وقفة شعبية في وجه كل من لا يرى من العمل السياسي سوى التفاوض على حل مؤقت او دائم ينتقص من الحد الادنى المجمع عليه فلسطينيا. ان ذلك يتطلب من كل القوى الوطنية والاجتماعية في شعبنا الفلسطيني التحرك لاحباط هذا المخطط الجديد، وحماية خيار المقاومة واعادة ملف القضية الفلسطينية الى رعاية الامم المتحدة، ومرجعية قراراتها لتطبيقها لا التفاوض عليها. ان قضيتنا في خطر، وما هذا السعي الامريكي المحموم لفرض شروط العدو علينا الا استغلالا لحالة الاسترخاء والانقسام الوطني والبلبلة الناتجة عما يجري في الوطن العربي، عدا عجز القيادة المتنفذة عن المواجهة واختزال خياراتها في التفاوض ثم التفاوض ثم التفاوض. لقد صار مطلوبا طي صفحة الانقسام السوداء والعودة لثوابت البرنامج الوطني وشحذ الهمم والتخلي عن اوهام خيار ثبت عقمه وخطره . ان من حق شعبنا ان يعرف ما يجري في دهاليز التفاوض، ومن حقه ان يقرر ويحكم على مآلاته. جماهير شعبنا العظيم: في هذه المناسبة، نؤكد ثباتنا على عهدنا مع رفاقنا الابطال وكل الشهداء والاسرى، ونجدد رفضنا للتنسيق الامني، ونطالب بالكف عن استمرار التعلق باوهام التفاوض الذي يطلق العنان لجنون الاستيطان وعربدة المستوطنين، وانهاء الانقسام المدمر، واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على اساس استراتيجية سياسية وطنية ديمقراطية كفاحية تعيد الوحدة السياسية لشعبنا في الوطن والشتات وتمكنه من الانخراط مجددا في مسيرة الكفاح الوطني التحرري. التحية كل التحية لرفيقنا الامين العام ورفاقه المجد للشهداء، الحرية للاسرى ولنتحد لمجابهة خطة كيري لتصفية قضيتنا الوطنية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المكتب السياسي 15/1/2014