المرأة الفلسطينية .... إلى أين؟؟!!!!

حجم الخط
كان الأسبوع الماضي فرصة جيدة لاطلع بشكل أكثر وبقرب عن دور المرأة الفلسطينية وعن همومهن وانجازاتهن ونظرتهن للمجتمع ونظرة المجتمع إليهن، عندما تلقيت دعوة لحضور ورشة عمل بعنوان" دور الأحزاب السياسية والمؤسسات النسوية في دعم المرأة الفلسطينية في المرحلة القادمة" الذي أشرفت عليه جمعية "عايشة لحماية المرأة والطفل وجمعية الدراسات النسوية التنموية. بالفعل، تأكد لي أن الحديث عن أوضاع المرأة الفلسطينية جزء من الحديث عن أزمة المجتمع الفلسطيني بشكل عام لما للمرأة دور أساسي في تركيبة المجتمع الفلسطيني، فالمرأة الفلسطينية كما نساء العالم والوطن العربي بشكل خاص تشاركهن الهموم وتناضل من أجل تحررها وإنهاء الإجحاف التاريخي الواقع عليها. فإهمال المرأة وحقوقهن اتسع تدريجياً في مجتمعاتنا العربية في ظل استمرار ما يسمى الربيع العربي ، في ظل استمرار الأنماط القديمة في معاملة المرأة وكبح حريتها وإعادة إنتاجها والأخطر محاولات فرضها بالإكراه، وهو ما ينطبق على المرأة الفلسطينية التي تعاني من هكذا معانيات، يجب ألا نغفل دور المرأة الفلسطينية فهي المناضلة، والأسيرة، والمقاتلة، والمربية الفاضلة، والمعلمة، والسياسية..إلخ، فلماذا لا نؤمن بحقها في مشاركة الرجل في صنع القرار، ولا نستوعب حقوقها كاملة!! سؤال ينتظر الإجابة من الجميع. للمرأة الفلسطينية عبر سنوات طويلة عطاء مميز في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية، وخاضت بوعيها شتى أنواع النضال الاجتماعي، والسياسي، وانضمت جنباً مع الرجل إلى الأحزاب السياسية، فلفتت الأنظار وأصبحت تحشد للعمل السياسي، إلا أنها وقعت في خطأ تجاهل حقوقها الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى عدم لفت الانتباه إلى القضايا التي تتعرض لها. بصراحة، الأحزاب الفلسطينية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية تتحمل جزء من المسئولية في عدم إعطاء المرأة حقوقها، فلم تتبنى قضاياها بشكل جدي مما اثر سلبا على حضورها السياسي وتهميشها بشكل واضح، وفي ظل عدم وجود أطر نسوية و رغم نشاطها الملحوظ، إلاأن دورها كان محدود في هذا الشأن،ما حد من قدرتها على التعبئة والتأطير والتغير. هذه العوامل الآنفة، وفي ظل الممارسات التي تتعرض لها كان لها بالغ الأثر على واقع المرأة، وفي ظل التهميش السياسي والاجتماعي من قبل المؤسسات والأحزاب أدى لتراجع نسبة من النساء عن الانخراط في الأحزاب السياسية خلال السنوات الأخيرة، حيث تشعر المرأة ومازالت بخيبة أمل من خلال التعامل السلبي معها ، خاصة وأن الاهتمام بمكانتها السياسية والحزبية لا تتناسب مع حجم العطاء الذي تبذله . وبالرغم من ذلك فإن الكثير من النساء الفاعلات حزبيا تعملن بإصرار كبير على طرح وفرض مختلف القضايا التي تعاني منها المرأة وتطالب بإشراك أكبر للمرأة في مجالات الحياة السياسية والتنموية، ونرى الكثير من الأمثلة الناجحة لمرأة فلسطينية شقت طريقها بنجاح وقّدمت انجازات. في الختام، لا زال أمام المرأة الفلسطينية الكثير من العمل والجهد لتقوم به تؤكد خلاله على ذاتها وحقها في المشاركة الكاملة في صنع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأن تتحدى جميع الظروف، والتي تشكل التحدي الأكبر لها، سواء مجتمعياً، أو سياسياً، في وجود الانقسام والاحتلال. ومن واجبنا أن ندعمها ونضغط باتجاه حصولها على حقوقها.