التقرير اليومي : مقتطفات من صحافة العدو 11/1/2012


تناولت اليوم صحف العدو عدة موضوعات محلية داخل الكيان الصهيوني منها اقرار الكنسيت الصهيوني لما يعرف
حجم الخط
تناولت اليوم صحف العدو عدة موضوعات محلية داخل الكيان الصهيوني منها اقرار الكنسيت الصهيوني لما يعرف الان بقانون المتسللين إلى داخل الاراضي المحتلة عام48 وذلك باغلبية مطلقة، ودعوات اخرى حول تشجيع الحريدين للدخول في صفوف جيش الاحتلال وانخراطهم وذلك بعد الجدل حول الحريدين في الاوساط الصهيونية خلال الاسابيع الماضية وحول طبيعة المجتمع الصهيوني، وغيرها من القضايا المحلية. إضافة لذلك تناولت الصحف خطاب الرئيس السوري بشار الاسد وتصريحات صهيونية من قيادة الجيش حول استعدادات لاستقبال لاجئين من الطائفة العلوية في سوريا عقب سقوط النظام. فيما يلي أهم ما ورد في الصحب الصهيونية لليوم الاربعاء 11/1/2012 في افتتاحية هآرتس كتبت الصحيفة بعنوان : عار من كل وابل القوانين المناهضة للديمقراطية التي هطلت علينا مؤخرا قد يكون هذا هو اكثرها عارا. بعد نقاش ليلي طويل، اقرت أمس الكنيست بكامل هيئتها تعديل قانون المتسللين بالقراءة الثانية والثالثة. ثمانية نواب فقط رفعوا ايديهم ضد التعديل و 37 أيدوه. من الان فصاعدا طالبو العمل من افريقيا، ممن تسللوا الى اسرائيل بشكل غير قانوني، سيلقى بهم في السجن على مدى ثلاث سنوات، دون محاكمة ودون تمييز بين طالبي اللجوء وطالبي العمل. اضافة الى ذلك، فان تعديل القانون يفرض عقوبات جسيمة بالسجن على كل من يساعد المتسللين او يوفر لهم مكانا للنوم، اذا كان هؤلاء هربوا مخدرات أو سلاح. وحتى التحفظ الشجاع من جانب المستشار القانوني للكنيست، ايال يانون، لم يجدِ نفعا والقانون سن. تضيع الكلمات في ضوء فعل التشريع المخجل هذا. فالزج الى السجن الطويل دون محاكمة لاناس بؤساء، يأتون الى اسرائيل كي يجدوا مصدر رزق، هو عمل مناهض للديمقراطية ومناهض للانسانية. كل حبس دون محاكمة هو فعل متطرف ليس له مكان في دولة قانون، فما بالك وأن ضحايا التشريع هم طالبو عمل، لا يسعون الى المس بدولة اسرائيل. حقيقة ان تعديل القانون يستند الى قانون المتسللين من العام 1954، الذي كان موجها ضد الفدائيين واللاجئين الفلسطينيين الذين سعوا الى العودة الى بيوتهم او انقاذ بعض من املاكهم بعد حرب العام 1948 – تجسد فقط خطورته. فاذا كان ممكنا للدولة في سنواتها الاولى ان تقر كيفما اتفق هذا القانون الظالم، ففي العام 2012، حين لا يكون يحدق أي خطر امني حقيقي من المتسللين، فان زجهم في السجن لفترة طويلة بهذا القدر هو فعل لا يطاق. مشكلة طالب العمل يجب ان تجد حلها بوسائل اخرى، وبالتأكيد ليس من خلال الحبس الطويل بلا محاكمة. اسرائيل من حقها ان تغلق حدودها وأن تصمم لنفسها سياسة هجرة، مثل الدول السليمة، ولكن لا أن تزج الى السجن باناس بعضهم معروفون كلاجئين لا ينبغي لاي باب ان يغلق في وجوههم، وبالتأكيد ليس باب دولة اسرائيل. الى سجل قوانين اسرائيل اضيف أول أمس قانون زائد ومتحمس، مشكوك أن يحل المشكلة التي من أجلها سن. اما يديعوت في افتتاحيتها كتب بعنوان : من أرسلهم الى الكنيست؟ بقلم: ايتان هابر برغم أن الامر لا يبدو ولا يُسمع على هذه الحال فانه لم يعد يوجد كثير من المواطنين الاسرائيليين يُبدون اهتماما عميقا بالسياسة الاسرائيلية. فأكثر الاسرائيليين غير مبالين والأكثرية الغالبة منهم لا يعلمون التفريق بين عضو الكنيست آريه الداد وعضو الكنيست موشيه متلون، ويعلم قليلون نسبيا التفريق بين الاحزاب والآراء المختلفة. وأصبح يوم الانتخابات في الكنيست عند كثيرين يوم نزهات أو يوم مشتريات. هذه هي الحقيقة. ان قليلين نسبيا في اسرائيل يعلمون تقدير أهمية قرارهم في يوم الانتخابات. ويجوز ان نفترض ان كثيرين كانوا سيفكرون مرة اخرى ومرتين وثلاثا لو أنهم علموا أنهم يحددون في هذا اليوم يوم صندوق الاقتراع، مصيرهم أو مصير أبنائهم حتى بشأن الحياة والموت. ألا تصدقون؟ أتريدون أمثلة؟. في انتخابات الكنيست في 1981 كان الفرق في صناديق الاقتراع بين الليكود وحزب العمل نحوا من 10 آلاف صوت فقط. لو أن المصوتين علموا في ذلك اليوم، أو اولئك الذين لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع، بأن مناحيم بيغن ووزراء حكومته سيقررون بعد زمن قصير فقط الخروج لحرب لبنان الاولى (670 قتيلا وآلاف الجرحى) ألم يكونوا يأخذون 10 آلاف مصوت ممن هب ودب؟ وربما كان يبقى حيا بيننا 600 فتى شاب لولا ان ذهب 10 آلاف مقترع للتسكع على شاطيء البحر. أليست الاصوات مهمة؟ ان اعلان الحكومة عن حرب لبنان في التاسع والعشرين من حزيران 1982 أُجيز بأصوات 60 عضو كنيست. ربما كانت تلك الحرب الحمقاء تخفت في تلك الايام لو كان للمعارضة صوتان أو ثلاثة اصوات اخرى. أتريدون مثالا آخر؟ في انتخابات 1984 كانت الاصوات متعادلة بين كتلة اليمين وكتلة اليسار. وفاز "ياحد" وهو حزب عيزر وايزمن الصغير بثلاثة نواب فقط، لكنه كان الحاسم. استطاع ثلاثة اعضاء كنيست مساكين ان يقرروا أتكون حكومة يمين أم لا تكون. وكانت اغراءات اليمين لوايزمن عظيمة لكنه استقر رأيه على الانضمام الى الكتلة التي تحسم الامر على اليمين، وهكذا أفضى وايزمن الى انشاء حكومة وحدة وتناوب مع شمعون بيرس واسحق شمير. فتخيلوا لو كان عدد اعضاء "ياحد" أقل بعضو لكان اليمين آنئذ يكون في السلطة وربما كان تاريخ دولة اسرائيل مختلفا اليوم. من ذا يعلم؟. بماذا يتصل هذا؟ بنشرات يئير لبيد الأخيرة ونوعام شليط ونشرات كثيرة اخرى سنحظى بقراءتها حتى يوم الانتخابات. ان خبراء واشخاصا يدعون انهم خبراء يحاولون منذ سنين ان يفكوا لغز الشيفرة الجينية لجمهور الناخبين الاسرائيلي: لماذا ومن وما وكيف؟ ويُتمون استطلاعات للرأي ويتفحصون بسبع أعين ويفسرون في يوم الانتخابات ويعتذرون. كيف لم نعرف ان لبيد عظيم كهذا أو العكس؟ انه عظيم، انه عظيم. انه عظيم. ان قليلين نسبيا اعتادوا ان يتفحصوا خبايا المرشحين الواقعيين للكنيست. ان المرشحين يواجهون انتخابات في احزابهم فماذا يوجد عند الناخب الصغير ليقوله أو يكتبه أو يقترحه. أعطوه في أكثر الحالات قصاصة في يده مع قائمة مُعدة وهو يقترع لانستاسيا ميخائيلي أو لميري ريغف، ولا يعلم عما يُتحدث وعمن يُتحدث. والآن حينما يشاهد اولئك الناخبون اعضاء الكنيست في التلفاز يسألون أنفسهم بصوت مرتفع: من الأحمق الذي أرسلهم الى الكنيست؟. يقولون ان الكنيست، كل كنيست، يجب ان تعبر عن شتى الآراء وعن الفئات السكانية المختلفة في دولة اسرائيل، ولا توجد حماقة أكبر من هذه. ففي وضع دولة اسرائيل الحالي والمعقد من المهم الى الضروري والحيوي ان يُرسل الى الكنيست في القدس أفضل الأذهان وأصحاب التجربة واولئك الذين صُهروا في بوتقة العمل. نحن لا نستطيع في وضعنا الحالي ان نسمح لأنفسنا بأن ندفع للحاخام فقد دفعنا ما يكفي ويزيد. ان التفكير بأن انستاسيا ميخائيلي تستطيع باصبعها ان تحدد مصير حياة إبني أو موته، والعياذ بالله، يثير القشعريرة. هآرتس - مقال - 11/1/2012 حينما لا يصغي الاسد الى توجيهات عمل الجيش الاسرائيلي بقلم: تسفي برئيل سواء أكانت اسرائيل تُعد خطة لاستيعاب لاجئين علويين من سوريا أم أن كلام رئيس هيئة الاركان، الفريق بني غانتس، انتُزع من سياقه، فان فرض عمل الجيش الاسرائيلي وفرض عمل وزير الدفاع اهود باراك هو انتهاء عهد بشار الاسد قريبا. "ليس الاسد من الطراز الذي يحارب حتى آخر رصاصة". وعلى ذلك ينبغي الاستعداد لجميع الامكانات ومنها حرب أهلية دامية في سوريا تجعل أبناء الأقلية العلوية يبحثون عن ملاذ خارج سوريا ويشمل هذا اسرائيل. لكن يصعب في هذه الاثناء ان نجد لفروض العمل هذه مستندا فيما يحدث على الارض. إن خطبة الاسد المتبجحة وهي الرابعة منذ بدء الاضطرابات، تشهد بأنه يقرأ الواقع في سوريا قراءة تختلف عن قراءة خبراء الاستخبارات الاسرائيليين. فاذا تجاوزنا عن السخرية الحادة التي قذف بها أكثر الدول العربية والجامعة العربية "التي لم تعد عربية بل هي مستعربة"، كما قال، أي أنها تعمل بحسب ضغوط وأوامر من الخارج، فقد عرض الاسد خطة عمل ذات بُعدين: الاول في مواجهة المتظاهرين حيث ينوي الاستمرار في العمل "بيد من حديد"، وفي نفس الوقت يُعد دستورا جديدا سيُعرض على الجمهور في سوريا في نهاية شباط أو في بداية آذار. برهن القتل الكثيف الذي استمر أمس على الجزء الاول من الخطة على الأقل. اذا كان صحيحا زعم معارض اليوم ونائب الرئيس سابقا عبد الحليم خدام، فان الاسد يخطط لاحداث حرب أهلية جديدة في لبنان لنقل المعركة والاهتمام الدولي من سوريا الى لبنان. صحيح ان المواطنين العلويين الذين يسكنون في مناطق فيها سكان سنيون كثيرون انتقلوا الى لبنان وآخرون الى تركيا ايضا، لكن هذه أعداد صغيرة ما زالت لا تشهد على ظاهرة. فأكثر اللاجئين الذين هربوا من الدولة الى الآن سنيون أو نصارى ومجموعات صغيرة ايضا من لاجئين فلسطينيين. كذلك الانشقاقات عن الجيش بعيدة عن تهديد سلامة الجيش فضلا عن انتقاضه القريب. فمن بين نحو 220 ألف جندي نظامي و280 ألف جندي احتياط انشق بحسب جهات في المعارضة نحو من 15 ألف جندي وضابط. تذكر تلك الجهات أنه يُسجن في السجون العسكرية نحو من 1500 جندي وضابط مشتبه فيهم أنهم نووا الانشقاق، وليست هذه في الحقيقة أعدادا صغيرة لكن توقع انشقاق جمعي من الصعب ان يتحقق. فبحسب كلام منشق سوري رفيع المستوى هو العميد مصطفى احمد الشيخ، يسيطر الاسد على الجيش سيطرة جيدة بواسطة أخيه ماهر، وقد أقال الاسد علي حبيب لأنه اشتكى من أنه دُفع الى الهامش وأنه لا يتوقع أي انقلاب عسكري على الاسد. في الجانب السياسي، كان يبدو للحظة ان الاسد مستعد لتبني قرار الجامعة العربية وأن يسمح لمراقبين من الجامعة بالعمل في سوريا. لكنه تبين منذ اللحظة الاولى لمجيء المراقبين ان عمل الرقابة يعاني عائقين. كان المراقبون خاضعين لرخص حركة ورقابة من الاستخبارات السورية ونشأت بين المراقبين أنفسهم اختلافات تتعلق بكيفية وصف ما تراه أعينهم. وكانت النتيجة ان التقرير الذي تم تقديمه الى الجامعة العربية يوم السبتي أعلنت اليوم ان خطبة الاسد "تدفن كل مبادرات المصالحة"، على عرض بديل عن الحكم حتى الآن، ويستطيع جيش سوريا الحر الذي يعتمد على منشقين ومواطنين انضموا اليه ان يجري حرب عصابات، لكنه لا يستطيع ان يُحدث انقلابا. على هذه الخلفية يصعب تثبيت الدعوى التي تقول ان سلطة الاسد آيلة الى الانتهاء، ولا سيما ان التدخل المسلح من الخارج ليس على المائدة، لا في واشنطن ولا في أنقرة ولا في أية عاصمة عربية. ------------------------- هآرتس - مقال - 11/1/2012 لبيد المندفع ولبيد المنطوي بقلم: شلومو افنيري كتب أفلاطون في "كتاب الجمهورية" ان أحد الأخطار التي تترصد الديمقراطية هو حينما يبدأ الجمهور البلبلة بين المسرح والسياسة. فكلاهما يجري على الملأ ولهذا يسهل اعتقاد ان الحديث عن الامر نفسه. وتحدث هذه الظاهرة بصورة مكثفة ازاء أعيننا لا ندري أهي من مسرح اللامعقول أم أنها برنامج من برنامج محاكاة للواقع. الفصل الاول: دخول يئير لبيد الى السياسة. يسهل ان نتفهم لماذا، بازاء عدم الارتياح من الساسة، يظهر الفارس على الحصان الابيض لانقاذ اسرائيل من نفسها. وهو مدهش وفصيح ووسيم وهو بالطبع ابن يوسف لبيد. ليس هو في الحقيقة طبيبا أو محاميا لكنه بلا شك العروس المثالية عند كثير من الأمهات اليهوديات. لكنه زيادة على ذلك المندفع الاسرائيلي الوحيد الذي يتحدث عن كل شيء في العالم لكنه لم يقل شيئا قط يثير العناية أو يكون أصيلا. فكل ما عرضه حتى الآن اقوال دبقة وفارغة أقنعت كثيرين بأنهم "الاسرائيليون" الحقيقيون المختلفون كثيرا عن الحريديين البغيضين اليهم. انه إقصاء مهذب ومستكبر يبلغ حد العنصرية لكل ما ليس علمانيا واشكنازيا ومثقفا وبرجوازيا. وكما قال لبيد الأب شريك بنيامين نتنياهو في حكومته الاولى: "أنا جنتلمان اوروبي". المشكلة هي ان السياسة ليست رفعا لنسب المشاهدة. يجب ان نسأل ما الذي يوجه لبيد الى السياسة ويؤهله لبت أمور من مصير الدولة. فليست له أية خبرة سياسية أو ادارية وهو لم يجرب قط الحومة السياسية الاسرائيلية التي الضغوط عليها في الداخل والخارج هي من الأقسى في العالم. ولم يقل لبيد ايضا في مئات من مقالاته وعروضه ما رأيه في أية واحدة من القضايا الساخنة التي يجب على اسرائيل ان تبت فيها كالتفاوض مع الفلسطينيين ومصير المستوطنين ومواجهة الاحداث في العالم العربي، والعلاقات مع امريكا والتهديد الايراني والبنية الاقتصادية والاجتماعية. الفصل الثاني: اعلان نوعام شليط بأنه سينافس في مكان في قائمة العمل. وهو في ظاهر الامر يختلف اختلافا تاما عن لبيد – فهو مُنطوٍ ومتواضع ومنضبط. لكن هذا ليس دقيقا. ولا يمكن ايضا ان نقول فيه انه ليست له تجربة عامة – فقد قاد واحدة من الحملات الدعائية العامة الأنجح في تاريخ الدولة وجعل نتنياهو الذي عارض صفقة شليط في البداية يطلق 1027 مخربا مقابل جندي واحد. يمكن ان نتفهم ألم وقلق نوعام شليط وعائلته الشخصيين، لكنه اذا أراد ان يأتي بهما شهادة على تجربته السياسية الناجحة ففي ذلك وقاحة غير قليلة. فأولا الآثار الاستراتيجية لتبادل الأسرى الهاذي هذا شديدة الخطر؛ وثانيا أعطى شليط نتنياهو الاجراء الوحيد في ولايته الذي جلب له أرباحا سياسية مدهشة. ولما كان شليط رجلا قيميا واخلاقيا فانه اذا طلب المختطفون في عملية الاختطاف القادمة الغاء قانون العودة فانه سيضطر الى الموافقة. وسيصعب على كثيرين أثرت فيهم شيلي يحيموفيتش واستقامتها ان يصوتوا من أجلها اذا أصبح شليط في قائمتها لأن مكانه مع كل الاحترام في البيت. والفصل الثالث الذي ربما ما يزال ينتظرنا: من الذي سيمنع الفائز في برنامج "الأخذ الأكبر" من المنافسة في الانتخابات؟ أليس اسمه على ألسنة البنين والبنات من المراهقين (وعلى ألسنة فريق من آبائهم ايضا)، بل انه بقي في الدارة المجهزة. أولسنا نريد ان نكون دارة في الغابة؟. ان شعب اسرائيل يستحق شيئا أفضل من اولئك الذين يتوجون أنفسهم قادة له. ----------------------------------------- هآرتس - مقال - 11/1/2012 الأخذ من الضواحي من اجل المركز بقلم: ابيرما غولان مليار و400 ألف شاقل – هذا هو الثمن المعلن للحيلة الانتخابية السابقة التي استلها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحظيت بالتعريف المهتريء "ثورة". ومثل جميع السوبر تانكر السابقة سيتم تنفيذ، كما وُعد، في أقسى سرعة: فقد أعلن نتنياهو ان جميع الاولاد من عمر الثالثة سيتعلمون بالمجان حتى ايلول. هل سيحدث هذا حقا؟ ليس هذا مهما. فنتنياهو يعلم ان ايلول بعيد جدا وان الذاكرة الجماهيرية قصيرة جدا وان وسائل الاعلام ستشغلها في اثناء ذلك كل يوم شؤون مهمة أكثر تعجلا أو عصفا مثل استطلاعات رأي تبشر بسخونة قطاع الانتخابات أو من سينضم الى قائمة يئير لبيد فيما بعد. آه، أجل، لبيد. يفترض ألا يكون نتنياهو في الظاهر بحسب جميع استطلاعات الرأي والمحللين قلقا: فاما أن يقتطع لبيد من كديما وإما ان يقتطع من كديما والعمل. وعلى كل حال – ستنشق كتلة اليسار – المركز بسببه أكثر وسيقوى نتنياهو على رأس كتلة اليمين الصلبة كالحديد. لكن يبدو ان نتنياهو لا يؤمن حقا بهذا التحليل. فحيلته الانتخابية تبرهن على انه يعتقد ان اجراءاته التالية يجب ان تغمز الطبقة الوسطى في المركز. مركز الخريطة السياسية الذي يشمئز من تشريع اليمين المعادي للديمقراطية ويزعزعه "إقصاء النساء"؛ والمركز الجغرافي الذي يقترع على نحو عام للمركز السياسي، والمركز الطبقي بالطبع الذي تنبه اليه الوعي في احتجاج الصيف الاخير تحت اسم "الطبقة الوسطى المسحوقة". ان نتنياهو بصفته رجل تسويق خبيرا ربما يكون السياسي ذا المجسات الأكثر حدة في اسرائيل في شؤون الانتخابات، وباعتباره كذلك لاحظ جيدا الرغبة الحقيقية التي أخرجت 400 ألف انسان الى الشوارع في الصيف، وحلل بصورة صحيحة الوجه الجمعي للمتظاهرين. ولذلك لا يهمه حي جيسي كوهين ولا حي هتكفا ولا مدن التطوير، فهي تنتمي كما يعلم الى النواة الصلبة لليكود التي تتحرك الى مناطق اخرى وبصورة هامشية فقط في حالات نادرة. ان مسيرة العجلات تثير اهتمامه وهو يصوب اليها. ويعلم نتنياهو باعتباره ليبراليا جديدا واضحا ان هذه الطبقة التي يتجه اليها تتحدث بلغة المال والعبء والنفقات، وتعرف كيف تُقدر التسهيلات والافضالات. ولهذا رتب لها احسانا يراوح بين 800 شاقل الى 1600 شاقل كل شهر، وهذا غير قليل. فاذا أضفنا هذا الاحسان الى الاحسان الرائع وهو الغاء الدفع عن الشراء بالانترنت والى الوعود بخفض أسعار الوقود والماء وعدد من التصريحات الجميلة (لكن الصارمة!) التي تتحفظ من "إقصاء النساء في الفضاء العام" – اتضحت الصورة ورأينا ان نتنياهو يتجه الى المركز حقا. لا يمكن ان نتهم نتنياهو. فالجميع اليوم يتجهون الى المركز. والجميع يريدون الاحسان الى الطبقة الوسطى، فلماذا يخسرها هو خاصة. ان المشكلة هي ان نتنياهو هو الوحيد الذي يعتمد على التأييد الآلي للضاحية الجغرافية والاجتماعية في اسرائيل، وهو الوحيد الذي يسبب لهذه الضاحية ضررا حقيقيا بمحاولاته ان يعجب المركز. لأن قانون التربية الالزامية المجانية من عمر الثالثة الذي سُن في 1984 ولم يُطبق منذ ذلك الحين لاسباب ميزانية موجود حقا في الضواحي. ففي نحو من 80 سلطة محلية منها شلومي والعفولة وسدروت ومغدال هعيمق ورهط وكريات شمونة وغيرها، يحظى أبناء الثالثة بتربية بالمجان تشتمل في جزء منها على يوم دراسي طويل وغذاء. وقد أُنفقت اموال في عدد من السلطات على تطوير فصول دراسية ذكية، وفترات ظهيرة ودراسات إغناء في رياض الاطفال والصفوف الدنيا. برغم هذا التطور المبارك، ما تزال نسبة الاولاد الفقراء في الضواحي أكبر كثيرا من نسبتهم بين السكان عامة (48 في المائة قياسا بـ 34.2 في المائة)، لاسباب كثيرة ومختلفة منها نقص شديد من مراكز العمل والمواصلات العامة الناجعة، وهما مجالان يحتاجان الى تغيير سياسة والى نفقة حكومية كبيرة. ان نتنياهو غير متحمس لتقديم موعد الانتخابات، لكنها حينما تُقدم موعدها يمثل "زعامة": فيقتطع اقتطاعا أفقيا من الميزانيات المباشرة وغير المباشرة للسلطات في الضواحي ويغطي باللحاف الذي سلبها إياه التربية المجانية في المركز. ويبدو ان هذا هو البداية فقط. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 11/1/2012 شجعوا الحريديين على الاندماج في الجيش الاسرائيلي بقلم: يعقوب احيمئير تبين أمس ان المقدم موشيه رباد الذي استقال من ادارة مشروع لادماج الحريديين في الجيش لن يُعزل عن السلاح – كما استقر الرأي بعد لقاء مع قائد سلاح الجو. فرحوا في محيط رباد برفض توصية الحاخام العسكري الرئيس بابعاده، أما في الحاخامية العسكرية فأكدوا ان الشيء الأساسي هو ألا يكون حاخام سلاح الجو. أرى انه ينبغي ان نأسى لاستقالته لأنه ينبغي التوصل الى مصالحة تشجع الحريديين على ان يُجندوا للجيش. هذا الوضع يُذكرني باليوم الذي كنت فيه في المركز الطبي شعاري تصيدق من اجل لقاء مع طبيبين مختصين أرادا علاجي: الدكتور ج. وهو عربي مسلم، والدكتور و. وهو يهودي حريدي انسدل شعر صدغيه من تحت غطاء رأسه الاخضر. لم يلتقيا قرب سريري فقط بل قرب سائر المرضى من اليهود والعرب والحريديين والعلمانيين. هذا هو الواقع في المراكز الطبية في القدس على الأقل حيث ثلث سكانها ليسوا يهودا. انضم الاثنان مرتين في اليوم تقريبا الى مجموعة الاطباء التي انتقلت من مريض الى مريض في زيارة الاطباء في الجولة المعتادة اليومية. وهذا اللقاء بقرب أسرة المعالجين نقض ولو بصورة رمزية جدا اثنتين من المفاسد المريضة التي تُسمع بصوت عال في الخطاب الاسرائيلي. الاولى هي الدعوى الآثمة على دولة اسرائيل لكونها "دولة تمييز عنصري"، والثانية زعم ان اليهود الحريديين لا يندمجون باختيارهم في المجتمع. وكأنهم يستغلون فقط الحقوق والاحسانات من غير ان يفوا بواجباتهم. من المفهوم ان هذا اللقاء في المستشفى ليس برهانا ساطعا على المساواة المدنية الكاملة التي سيتم احرازها ان شاء الله، لكنه لقاء يومي يجري في اسرائيل. وفي عالم آخر هو العالم العسكري ايضا تلاحظ رغبة الحريديين في الاندماج بصورة صغيرة في الحقيقة لكنها ملحوظة. فرويدا رويدا يُجند شباب حريديون للجيش الاسرائيلي ويتم انشاء من اجلهم وحدات خاصة. في بداية ايام الجيش الاسرائيلي وضع الجنود المحافظون على الفرائض الدينية في سرايا دينية خاصة، وقضى بن غوريون، وزير الدفاع الاول، بأن تكون كل مطابخ الجيش الاسرائيلي حلالا للمحافظين على الفرائض الدينية ولغير المحافظين عليها. وعلى ذلك لا يمكن سوى ان نأسف جدا للاختلاف الشديد الذي وقع بين الحاخام العسكري الرئيس العميد بيرتس وبين الحاخام الرئيس لسلاح الجو المقدم رباد، المسؤول عن مشروع "شاحر" الذي يُدمج جنودا حريديين في الجيش. لأنه ما هي الدعوى المركزية لدوائر علمانية على الجمهور الحريدي؟ أن الحريديين يتهربون من الخدمة العسكرية! وها هي ذي قد أُنشئت في السنين الاخيرة وحدة الشباب الطلائعيين الحريديين، وعلى أثر الاختلاف الشديد في سلاح الجو تم الكشف عن مشروع "شاحر" المخصص لحريديين مجندين. أي أن التهرب من الخدمة وقع على أذن صاغية عند فريق من الجمهور الحريدي، قطرة قطرة كما قلنا آنفا. أليس من المناسب ان يتبنى قادة الجيش الاسرائيلي طريقة بيت هيلل ليسهلوا على اولئك المجندين الحريديين وإن يكونوا قلة، الخدمة العسكرية وألا يتصرفوا كما في بيت شماي؟ أليس الحديث عن قلة صغيرة تحرص على الصغير كالكبير ومع ذلك تُجند حتى بالرغم من جماعتها. اذا تم تبني توجه بيت هيلل وأُحرزت مصالحة ما في الاختلاف الذي وقع في سلاح الجو، فسيكون ذلك اسهاما صغيرا لكنه نوعي ومشجع على اندماج الحريديين في الجيش الاسرائيلي. ليس أمن دولة اسرائيل معلقا بوحدة الشباب الطلائعيين الحريديين أو بوجود مشروع "شاحر". بهذا المعنى قد يُتم الجيش الاسرائيلي هدفا اجتماعيا آخر كبيرا كما فعل الجيش في سني وجوده الاولى حينما ساعدت جنديات – معلمات على اندماج المهاجرين الجدد، وسكان المساكن المؤقتة في الدولة الجديدة. اذا كان الجمهور العلماني يصر وبحق على مساواة تامة في تحمل الواجبات الذي ينبغي تطبيقه على الجميع، فيحسن ان تؤخذ في الحسبان مجموعات سكانية خاصة. على سبيل المثال يصعب ان نفترض ان يفرضوا في ايام صوم شهر رمضان على قليل من الجنود العرب المسلمين أشد مهام التدريب. أليس كذلك؟ ألا ينبغي ان نسايرهم وان نشجعهم؟. ------------------------------------------- معاريف - مقال - 11/1/2012 خيوط العنكبوت بقلم: ايرز تدمور قراءة في مقال مئير بلايخ ("لمن هذا العجب"، 3/1/2012) الاسبوع الماضي، ببساطة قد توصل الى الاستنتاج بانه يريد منا ان نمنح الفلسطينيين الحرم مقابل فوز القدس في منافسة المدن العجيبة السبعة. من جهة واضح أن نهج بلايخ "ناضج" أكثر ويتضمن تقديرا بانه الى جانب الفوز في المنافسة سيوفر تقسيم المدينة ايضا ربحا في شكل اتفاق سلام. من جهة اخرى، المنطق الذي يقبع في أساس الحجة الصبيانية، التي تقرر بان علينا ان نقسم القدس كي نفوز بالشعبية، هو المنطق الذي يطالبنا بالتخلي عن الاماكن الاعز على قلب الشعب اليهودي مقابل السلام. في الحالتين هذه محاولات لاقناع الشعب اليهودي بالتنكر لحقوقه وقيمه مقابل اغراءات مادية وملاطفات من جانب أمم العالم. وسواء كان الاغراء الفوز في منافسة غبية أم وعدا بالسلام، فان شعبا محبا للحياة لا يتخلى عن هويته وعن شحنته القيمية والروحية. فالقدس ليست موضوعا للمفاوضات، والسبب في ذلك بسيط: تخلي الاسرائيليين عن القدس اليهودية – التاريخية (الحرم، البلدة القديمة، مدينة داود وجبل الزيتون) سينزع الاصل الاخلاقي للصهيونية ويضع في ضوء سخيف مشروع عودة صهيون. وستكون هذه ادارة ظهر لهويتنا، خيانة القيم التي باسمها عدنا الى صهيون واعلان يقول ان حلم القدس المبنية لم يكن أكثر من شعار ثابت. "عندما يترك اليهود القدس، تبدأ الفكرة الصهيونية بالانهيار. وهي ستندثر في ذاتها بشكل طبيعي"، هذا القول لم يقله اسحق شمير أو بنيامين نتنياهو. هذه الامور قالها قبل نحو سنتين عباس زكي، السفير الفلسطيني في لبنان الذي سأل المذيع: "اذا ما ترك اليهود القدس، فماذا سيتبقى من كل تلك الاحاديث عن أرض الميعاد؟" وغني عن البيان ان زكي سأل ذلك بشكل مجازي إذ أنه يعرف الجواب جيدا. وأقواله تشبه على نحو مدهش أقوال وزير ايراني في الماضي. أعداء الصهيونية يفهمون جيدا بان تقسيم القدس معناه تصفية المشروع الصهيوني. ليس تصفية فورية بل تصفية تدريجية، تصفية تخرج الهواء من أشرعة الصهيونية. معارضو التخلي عن القدس اليهودية – التاريخية يفهمون ما يفهمه الفلسطينيون. فهم يفهمون بان الدول والشعوب تعيش قبل كل شيء على أساس القيم والايديولوجيا، وبعد ذلك فقط على أساسات مادية. في البداية توجد الروح، وبعد ذلك تأتي المادة. اذا ما كسرت روح الامة، فالانهيار المادي هو مسألة وقت فقط. بينما يدعي اليسار بان تقسيم القدس ضروري لمنع الدولة ثنائية القومية، تفهم أغلبية الجمهور بان العكس هو الصحيح – تقسيم القدس هو حكم بالموت للصهيونية. لمنع دولة ثنائية القومية لا حاجة للتخلي عن الحرم أو عن مدينة داود؛ يكفي التخلي عن اجزاء من يهودا والسامرة، وفي اقصى الاحوال عن بعض مخيمات اللاجئين خلف الجدار في القدس. ليس صدفة أن الفلسطينيين ليسوا مستعدين لان يتخلوا عن تحريك خط الحدود في القدس عن خطوط 49 ببضع مئات الامتار، ولا حتى مقابل مردودات هائلة. زعماء الحركة الوطنية الفلسطينية، التي اخترعت في القرن الماضي، يفهمون بان الشعوب تعيش أولا وقبل كل شيء على أساس الفكرة، الرؤيا والرموز. ونحن بالذات، ذوي القومية التي تعود الى الاف السنين، بدأنا ننسى ذلك. بدأنا ننسى قسمنا الخالد الا ننسى القدس. وذلك لاننا نسعى الى البحث في المسائل الوجودية من زاوية نظر مادية بدلا من زاوية نظر روحية. الاعتراض على تقسيم القدس ينشأ عن 3.500 سنة من التاريخ اليهودي. نحو 3.000 سنة مرت منذ نقل الملك داود قصره من الخليل الى القدس. 2.597 سنة مرت منذ خراب الهيكل الاول. 1.941 سنة مرت منذ خراب الهيكل الثاني، ونحو 1.900 سنة حلم فيها الشعب اليهودي في السنة القادمة في القدس المبنية. وعندما حلمنا بالقدس المبنية لم نحلم بالمجمع التجاري المالحة او المقهى في عيمق رفائيم. حلمنا بالحرم وبمدينة داود. عندما تكون هذه زاوية النظر فان الضغوط الدولية ليست أكثر من مصدر قلق عديم المعنى. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 11/1/2012 أول خطاب للاسد بعد وصول المراقبين بقلم: جاكي خوري وآفي يسسخروف الرئيس السوري بشار الاسد قال أمس ان "مؤامرة أجنبية" مسؤولة عن الثورة في بلاده، ولكن على حد قوله، هذه فشلت. في خطاب القاه في جامعة دمشق قال الاسد انه يوافق على مساعي المصالحة للجامعة العربية، شريطة الا تتضمن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. هذا هو الخطاب الاول للرئيس منذ قبوله خطة الجامعة لوقف قمع الاحتجاج. وعلى حد قول الاسد، فان محافل من خارج الدولة هي المسؤولة عن سفك الدماء في الدولة. وقال الاسد ان "النصر قريب. اذا بقي السوريون مصممين على رأيهم". وشدد الرئيس على ان ليس في نيته الاعتزال، وان نظامه معني باجراء اصلاحات. ولكن على حد قوله الاصلاحات والقتلى لا تعني تلك المحافل الاجنبية، بل فقط اسقاط نظامه. الاسد يدعي ايضا انه يحكم في سوريا بفضل ارادة الشعب، وسيتوقف عن الحكم فيها فقط اذا ما اراد الشعب ذلك. وقال الاسد ان نظامه يؤيد اقامة حكومة وحدة، ولكنه عاد وهاجم المعارضة. "نحن لا نريد معارضة منفى تحاول ابتزازنا بل حكومة تقدم حلولا للشعب السوري". وعلى حد قوله "نحن في مرحلة استمرار الاصلاح والحرب ضد الارهاب. توجد محافل اقليمية ودولية هدفها زرع الفوضى في سوريا، ولكنها ستفشل". وعلى طول خطابه واصل الاسد اطلاق الوعود من جهة، وتوزيع التهديدات من جهة اخرى. "لن يكون حل وسط مع محافل الارهاب ومع اولئك الذين يحاولون ادخال أجندات اجنبية الى سوريا"، هدد الاسد. واطلق الاسد سلسلة من وعود الاصلاحات، وأولا وقبل كل شيء دستور جديد على حد قوله يوجد في مراحل الصياغة الاخيرة. "بعد انهاء الدستور سنتوجه الى الاستفتاء الشعبي وبعد ذلك الى الانتخابات"، قال. د. برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، أحد منظمات المعارضة المركزية، عقد أمس مؤتمرا صحفيا عقب فيه على خطاب الاسد. وعلى حد قوله، فقد اختار النظام في سوريا مواصلة قتل الشعب السوري ومواصلة سياسة القمع. واضاف غليون بان الاسد يتحدث عن اصلاحات عديمة المعنى وعن دستور جديد لا يساوي الورق الذي يكتب عليه. وفي سياق رد فعل المعارضة على الخطاب، توجه غليون الى الجامعة العربية مطالبا بنقل ملف سوريا الى مجلس الامن في الامم المتحدة. وتجدر الاشارة الى أن الاسد في خطابه هاجم الجامعة العربية ايضا وقال ان مكانة الجامعة اليوم تعكس الوضع المخجل الذي وصل اليه العالم العربي. الناطقة بلسان وزارة الخارجية الامريكية، فيكتوريا نولند، قالت أمس معقبة على الخطاب انه "مشوق أن نرى بان الاسد يتهم بالوضع في بلاده مؤامرات أجنبية، أصبحت واسعة لدرجة انها تشتمل على الجامعة العربية، معظم المعارضة السورية وكل الاسرة الدولية. وهو يلقي المسؤولية على الجميع باستثنائه، ويفعل كل شيء باستثناء الايفاء بتعهدات سوريا". وعلى حد قولها فانه "يحاول صرف انتباه شعبه عن المشكلة الحقيقية مما يؤكد فقط من جديد بان هذا هو الوقت لان يعتزل". بالتوازي شجبت الجامعة العربية بشدة الاعتداء على المراقبين الذي وقع أمس في مدينة اللاذقية على الشاطيء. في بيان نشرته الجامعة جاء ان "المس بمراقبي الجامعة يشكل انتهاكا فظا من جانب الحكومة السورية لتعهداتها". وحسب التقارير التي رفعتها الجامعة، فقد اصيب 11 مراقبا حين اطلق مسلحون النار عليهم. ومن الجهة الاخرى فان لجان تنسيق المعارضة السورية بلغت أمس عن مقتل 38 مواطنا في يوم واحد، واصابة 250 على الاقل. وافاد مراقبو الجامعة بانهم شهدوا بأنفسهم مقتل 10 مواطنين. والى ذلك، اوقفت أربع شاحنات كانت تشق طريقها من ايران الى سوريا على يد سلطات الجمارك التركية، للاشتباه بانها كانت تنقل معدات عسكرية مخصصة لنظام الاسد. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 11/1/2012 مُعارض لكل قيمة يهودية واخلاقية بقلم: دان مرغليت قبل سنين كثيرة حينما جئت لاستأجر غرفة في القدس في بداية دراستي في الجامعة العبرية، جئت الى صاحبة شقة من عائلة قدماء. نظرت إلي واعتقدت أن أصلي الطائفي شرقي فأجابت بأن ليس عندها غرفة فارغة. قلت لها ليس مهما فسأتحدث عن رفضها لعمي الذي هو جراح أعصاب شهير في القدس الصغيرة قبل حرب الايام الستة. فهبت تطاردني الى غرفة الدرج كي آتي لأنظر الى الغرفة فذهبت. جربت إهانة لم تصبني قط باعتباري يهوديا غربيا. بعد ذلك ببضع سنين دخلت قاعة القاضية مريام شتاركمان – فورلنسكي. واشتبهت فيها لأنها تحدثت بالايدش أمام القادة المغاربة الذين تم اتهامهم بالمبادرة الى المظاهرات العنيفة في وادي الصليب في حيفا. صرخت بي "أُخرج، أُخرج"، وربما لم يكن الاشتباه حقيقيا لكنهم آمنوا بذلك وشعروا بأنهم مُهانون. ومنذ ذلك الحين، وفي كل مرة التقيت فيها زعيم العصيان دافيد بن هاروش، كان يغض عينيه. في اسرائيل في ذلك الوقت كان ترفع على المهاجرين من المغرب. وكان ميل ايضا الى اقلال الهجرة من شمال افريقيا بسبب الازمة الاقتصادية في تلك السنين والتمايز الطائفي. وكان تصميم الخصمين – دافيد بن غوريون ومناحيم بيغن – فقط هو الذي منع سياسة انتقائية في الهجرة. ومرت سنين، وفي ذات يوم احتضنت يارون لندن واحتضنني بحرارة، وهو الذي كان زواج بناته من مهاجرين من المغرب انتصارا كبيرا للصهيونية. عرفت كل هجرة الظلم، حتى في السنين التي سبقت قيام الدولة حينما سُمي الآتون من المانيا "ييكم". وكان ذلك محققا بازاء الهجرة من المغرب التي أبرزت على المسرح مسرحية "كازابلان". كان العرض في المسرح يجمد الدم على خلفية الهتاف الذي سُمع في الشارع: "مراكش سكين". وبدأت المسرحية الاستعراضية التي أُخرجت بعد ذلك تحطم الجليد. لم يعودوا يتحدثون الآن عن تمييز طائفي الى ان تبين انه توجد خطوات بغيضة كهذه في مؤسسات تربية حريدية ودينية، وأنه توجد قطيعة مع ايجار شقق للآتين من اثيوبيا. هذا مغضب جدا ولا يجوز ان يُترك الاحتجاج في أيدي المهاجرين من اثيوبيا. يُحتاج الى "كازابلان" اخرى على مسرح الكامري مع يوسي يدين جديد. ويحتاج الى احتجاج يجب ان يشمل الجمهور كله. ومن المناسب ان يبقى الاثيوبيون الذين لهم مصلحة مباشرة في محو التمييز العرقي في هامش صف المتظاهرين. فالغضب قبل كل شيء هو الواجب الاخلاقي على كل الآخرين، علينا جميعا. في كل دولة هجرة يلاقي المهاجرون الجدد صعوبات اندماج وهذا مفهوم. لكن القطيعة التي تم الكشف عنها في كريات ملاخي – وفي اماكن اخرى ايضا كما يبدو – مع بيع الاثيوبيين شققا تخالف كل قيمة يهودية واخلاقية وديمقراطية. ومن المؤسف ان اسرائيل بلغت وضعا يضطر فيه عضو الكنيست ايلان غلئون الى ان يقترح منع القطيعة بالقانون. يحتاج الى اصلاح اجتماعي سريع يجدد الاعتراف بقيمة جمع الجاليات.