"مستشفى سجن الرملة".. معقل تجارب على الأسرى!!

تستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلية سياسة الإهمال الطبي كوسيلة لقتل وإبادة الأسرى الفلسطينيين، الذين ا
حجم الخط
تستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلية سياسة الإهمال الطبي كوسيلة لقتل وإبادة الأسرى الفلسطينيين، الذين استطاعت عزيمتهم وإرادتهم، الصمود أمام كافة الإجراءات الإسرائيلية المتبعة بحقهم من تعذيب وقمع ومصادرة للحريات. ويعد مستشفى سجن الرملة، معقلاً لممارسة هذه السياسة، إضافة إلى استخدام الأطباء الإسرائيليين الأسرى لإجراء التجارب الطبية عليهم، في حين أنهم لا يمنحون الأسير المريض دواءً للتخلص من مرضه سوى حبوب المسكنات و"الأكامول"، ما أدى إلى استشهاد مئات الأسرى خلال فترة قضائهم محكومياتهم داخل السجون أو بعد الإفراج عنهم ونيلهم الحرية. وتشير الإحصاءات إلى أن 198 أسيراً استشهدوا داخل سجون الاحتلال، وكان آخرهم الأسير رائد محمود أبو حماد (31 عاماً) من بلدة العيزرية في القدس المحتلة، الذي استشهد في إبريل/ نيسان من العام الماضي. كما هناك أكثر من 400 أسير محرر استشهدوا على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إما بسبب تفشي المرض في أجسادهم، أو عبر الاغتيال المباشر. سياسة ممنهجة ويقول الأسير المحرر نافذ طالب حرز، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقضى 26 عاماً في سجون الاحتلال حتى أفرج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار": "إن إدارة سجون الاحتلال تنتهج سياسة ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين عبر اتباع سياسة الإهمال الطبي". وأوضح أن مستشفى سجن الرملة يشهد تقصيراً ملموساً أمام معاناة الأسرى المرضى مع المرض، ويشهد سوءًا في الرعاية الصحية من خلال عدم منح الدواء المناسب للمريض، والاكتفاء بالمسكنات. وأضاف حرز "هناك أعداد من الأسرى المشلولين، وهم بحاجة إلى المساعدة، ولكن أحوالهم الطبية سيئة للغاية". وبيّن أن إدارة السجون تعتمد على المسكنات فقط كعلاج لكافة الأمراض، كما أنها ترسل السجين عدة مرات إلى مستشفى سجن الرملة ولكن دون أن يقدم له العلاج المناسب. وعن تجربته الشخصية مع المرض داخل سجون الاحتلال؛ قال: "لقد عانيت شخصياً خلال أسري من هذه السياسة القمعية، فقد طالبت بإجراء عملية جراحية عاجلة قبل 24 عاماً من الآن، وقد تم تحويلي إلى مستشفى سجن الرملة بعد إجراء الفحوصات اللازمة، ورغم أنني قضيت داخل المستشفى 10 أيام كاملة إلا أنه لم يتم إجراؤها". وأضاف: "إن إدارة السجون لا تقدم على علاج الأسير، إلا عندما تبدأ حالته بالتدهور بشكل كبير، ويصبح الخطر عليه أكبر، فحتى لا تتحمل مسئوليه وفاته تنقله إلى مستشفى سجن الرملة بعد أن تكون قد تيقنت أنه لا أمل من شفائه". سجن ظالم ووحشي من ناحيتها، اعتبرت الأسيرة المحررة فاطمة الزق، مستشفى سجن الرملة بأنه "سجن ظالم ووحشي"، مشيرةً إلى أنه "ليس مستشفى بل معملاً لإجراء التجارب الطبية الجديدة على الأسرى الفلسطينيين". وقالت "هذا ليس مستشفى، ولكنه مكان لإجراء التجارب على الأسرى، فهذه مجزرة حقيقية بحق الأسرى، ونريد من الصليب الأحمر ومن كافة المؤسسات الدولية التوجه إلى هذا المعمل لرصد ما يحدث فيه من انتهاكات جسيمة ضد الإنسانية". وأضافت: "لقد عايشت المرارة والألم في سجون الاحتلال، حيث كانت إدارة السجون لا تقدم لنا عندما نمرض إلا حبة أكامول ومسكنات"، موضحةً أن الأسرى المرضى، بحاجة إلى دواء فعال يقاوم مرضهم، كما أن الأسيرات بحاجة إلى طبيبة نسائية وهي غير متوفرة. وطالبت أحرار العالم والشعوب العربية بالخروج في هبة جماهيرية كبيرة ضد الاحتلال، مشددةً على ضرورة أن يتولى الصليب الأحمر الدولي مسئولياته تجاه هذه الانتهاكات التي تحدث ضد الأسرى، حتى يتم علاجهم ورفع الظلم عنهم. معقل القتل والتدمير من جهته، أكد الأسير المحرر فايز أبو شرخ وهو عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن مستشفى سجن الرملة هو معقل القتل والتدمير الإسرائيلي للأسرى. وقال "إن إدارة سجون الاحتلال لا تمنح الأسرى مجالاً للتعافي من الأمراض أو الخروج من المستشفى بحال أفضل، فإذا كان الأسير يريد أن يخلع ضرسًا فإن أطباء الاحتلال سيقومون بخلع الضرس المجاور له عمدًا حتى يتسبب له في المزيد من الألم وعدم الراحة". وأضاف: "حتى أن العلاج الذي يقدمونه للأسرى ليس من أجل الحصول على الصحة والعافية، فهم يريدون أن يخرجوا الأسرى كالمومياء إلى ذويهم". وأكد أبو شرخ أن الأسرى الفلسطينيين أقوى من هذه المخططات الإسرائيلية الرامية إلى قتلهم من خلال المرض، "وأن أسرانا الذين خاضوا إضرابات عن الطعام يؤكدون أنهم أقوى من كل الأمراض فهم يضربون عن الطعام وهم مرضى". كما ذكّر بالأسيرين الشهيدين خليل أبو خديجة وأبو إسحق مراغة، اللذين استشهدا خلال إضراب عن الطعام بسبب تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى. وتابع: "أسرانا يتعرضون للقتل المتعمد ولأبشع عمليات التدمير النفسي والجسدي، وعزاؤنا الوحيد أن سلاح الإرادة لديهم أقوى من كل المضادات الحيوية التي يأخذونها في هذه الأوقات"، مؤكداً أن الصمود النابع من داخل زنازين الاحتلال يعد مصدر صمود الشعب الفلسطيني أمام كافة المؤامرات التي تحاك ضده.