كلمة هادئة الى الاطار القيادي للمقاومة الفلسطينية:

حجم الخط

يكون قراركم بشأن العملية السياسية في القاهرة، وهو من اخطر القرارات الفلسطينية بعد اوسلو الكارثية، تتراكم امامكم سيول من حروف الانهزام واليأس والاحباط والوعيد والتهديد من مختلف جنبات الكون بقصد الحاق الهزيمة السياسية بكم بعد أن عجز التحالف الصهيوني الامبريالي الأمريكي من هزيمنكم عسكريا.

صحيح أن شعبنا في مواجهته للمحرقة الصهيونية لغزة العزة دفع ثمنا باهظا من الشهداء والجرحى والدمار الشامل نتيجة جرائم المحرقة الصهيونية، وهذا هو طبع الارهاب الامبريالي في كل تاريخ التحرر الوطني لجميع شعوب العالم وفي مقدمتها شعب الأربعة ملايين شهيد لفيتنام وشعب المليون شهيد للجزائر، ولكن جوهر كل ذلك ليس في حجم الجريمة الصهيونية الامبريالية على وحشيتها بل هو في كيفية ادارة المعركة السياسية لتحويل هذه التضحيات الى رواسي في الأرض تناطح عنان السماء لمسيرة الحرية والعدالة لشعبنا الفلسطيني دفاعا عن حقوقه المشروعة والثابتة غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة الكاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران والخالية من الاستيطان الصهيوني وعاصمتها القدس. اكدت المحرقة الصهيونية أن المقاومة الفلسطينية مقتدرة وان الاحتلال عاجز ، فالمقاومة ولأول مرة في تاريخ صراعنا مع التحالف الصهيوني الامبريالي وبدون تفصيل، باتت متوطدة الاركان في الداخل ومقتدرة على تحويل التجوال الارهابي الصهيوني في الداخل من سياحة ترفيهية الى نزيف متدفق لهذا التحالف العدواني، وهو تغير استراتيجي في معادلة الصراع لا يمكن وفق المحددات الداخلية من اعادته الى الخلف بالقوة الارهابية الصهيونية التى بلغت ذروتها موضوعيا. نتج عن ذلك تلاحم شعبي فلسطيني عارم في الداخل والخارج مع فلسطين المقاومة واستنهاض واضح المعالم للدور الشعبي العربي في دعم هذه المقاومة، وهو ما جعل الجميع ينظرون لكم قيادة وطنية جماعية موحدة للشعب الفلسطيني.

أما على الصعيد العالمي فإنه ورغم استماتة الامبريالية العالمية في دعم المحرقة فقد تحركت ملايين البشر دعما للمقاومة وبادرت معظم حكومات امريكا اللاتينية الى سحب سفرائها من الكيان الصهيوني تلاحما مع المقاومة الفلسطينية. مفاد القول أن المقاومة الفلسطينية اليوم تمتلك القدرة الجارحة والقدرة الناعمة وهو وضع لم يتحقق للمقاومة الا في سبعينات القرن الماضي حيم انتزعت المقامة من الأمم المتحدة الاعتراف ب م. ت. ف ممثلا شرعيا ووحيدا لفلسطين فيها وكذلك الاقرار بالحقوق المسروعة والثابتة غير القابلة للتصرف.

بل إن المقاومة الفلسطينية اليوم هي أقوى عسكريا وسياسيا مما كانت عليه في ذلك الوقت باعتبارها مقاومة الداخل تفتك في كبد العدو. يعني ذلك انكم باعتباركم اطارا قياديا للمقاومة قادرون تماما على تخقيق انجاز نوعي لشعبنا من خلال اعتماد موقف سياسي موحد يقول لا وقف لاطلاق النار ولا تهدئة ولا هدنة الا اذا وافق الكيان الصهيوني على الحد الأدنى من حقوقنا الانسانية وهو الانسحاب البري والجوي والبحري من من أرض غزة وبحرها وجوها وبعدها ليغلق معابره مع غزة الى الابد والى ما بعد الأبد.

إن تاريخ العنصرية الصهيونية لا يحتاج الى تبيان لكم فكلكم على معرفة عميقة بأهدافه وسلوكياته، هويريد أن يجعل غزة رهينة وطعما في نفس الوقت للشعب الفلسطيني بحيث لا يفرج عنها الا بالموافقة العلنية او الضمنية على ابتلاعه الضفة, إن تحرر غزة الحقيقي من الاحتلال يستلزم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أرضه وبحره وجوه في غزة، وهذا يجعل غزة عزة فلسطين قادرة على التلاحم مع الضفة في المعارك القادمة، باختصار وبكلمات آخرى لا للهدنة بغير المطار والميناء والاستنزاف هو البديل، إن كل ما غيرذلك ليس سوى ادامة للاحتلال في تحكمه بحياة غزة وهو ما لا يمكن قبوله يعد هذه التضحيات التي لم يسبق لها مثيل. والشعب لا ينسى. نابلس/ دولة فلسطين المحتلة 17/8/2014.