الرؤية الوطنية والقومية الثورية النقيضة للمشروع الإمبريالي الصهيوني

حجم الخط

على الرغم من ارتقاء مقاومة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الى حالة وارادة ثورية وبسالة غير مسبوقة وتضحيات غالية ، ستظل فكرة المقاومة الهادفة الى هزيمة الدولة الصهيونية تشكل هدفا استراتيجيا لكل فصائل واحزاب حركة التحرر الوطني الديمقراطية الثورية العربية وفي طليعتها شعبنا وقواه الثورية التي تجابه العدوان الصهيوني في هذه اللحظات ببسالة منقطعة النظير ، الا إن رؤيتنا ومعالجتنا للواقع الفلسطيني لن تكون عملية وقادرة على امتلاك المقومات والبرامج والمواقف التكتيكية والاستراتيجية السليمة ومن ثم تحقيق الاهداف، إلا عبر الرؤية الوطنية والقومية الثورية النقيضة للمشروع الإمبريالي الصهيوني بأبعاده ومستوياته المختلفة ، وعطفاً على ذلك فان الصمود ومقاومة العدوان الصهيوني في غزة والضفة والاراضي المحتلة 48 هو في احد اهم منطلقاته تجسيد لارادة شعبنا الفلسطيني ضد اتفاق اوسلو وضد أي اتفاق هابط ( من السلطة الفلسطينية والنظام العربي ) يستجيب للشروط الامريكية الصهيونية، وبناء على ذلك يجب وبالضرورة أن تنطلق رؤيتنا من هذه المسألة الرئيسة والهامة، لكي تأخذ المواجهة أبعادها الصحيحة والسليمة، وتعطي للصراع بعده المستجيب لتطورات وترابط الحلقات وطنياً وقومياً في شتى ميادين الصراع ، وعليه فإن تفسير جانب رئيسي مما يجري، يعود بالأساس إلى تلك التغيرات والتحولات التي شهدها واقع النظام العربي الخاضع والمرتهن للنظام الامبريالي بمثل ما يعود الى مسار الهبوط والتفاوض العبثي والصراع على المصالح الفئوية في الواقع الفلسطيني ، الأمر الذي يفرض التوقف ملياً أمام بعض الجوانب لالتقاط ما هو جوهري وأساسي، لكي يتكامل التشخيص والتحليل كشرط ضروري للانطلاق في الصراع مع العدو باعتباره صراعا عربيا صهيونيا يقف في الطليعة منه شعبنا الفلسطينى حتى تحقيق الانتصار.