من وحي العدوان الهمجي على قطاع غزة ... حديث في جوهر الصراع العربي الصهيوني

حجم الخط

ان فكرة المقاومة الهادفة الى هزيمة الدولة الصهيونية تشكل هدفا استراتيجيا لكل فصائل واحزاب حركة التحرر الوطني الديمقراطية الثورية العربية وفي طليعتها القوى الثورية الفلسطينية ، انطلاقا من ان الكيان الصهيوني هو النقيض الاستراتيجي للأمة العربية.

من ثم، فإن التناقض بين الطرفين تناقض اساسي . فإما استمرار هيمنة الامبريالية والكيان الصهيوني المتمدد واما المشروع النهضوي الديمقراطي العلماني العربي.

لهذا كان ضرورياً أن يعاد طرح الرؤية التي تنطلق من فهم عميق للمشروع الامبريالي الصهيوني، من أجل أن يعاد تأسيس إستراتيجية النضال الوطني والديمقراطي على ضوء هذه الرؤية. وهنا يمكن الإشارة إلى أن المسألة تتعلق بمستويين:-

الأول هو أن الصراع ضد الدولة الصهيونية هو فرع من صراع ضد الرأسمالية والإمبريالية والرأسماليات التابعة في الانظمة العربية، وهو صراع الطبقات الشعبية ضد هؤلاء، وليس من الممكن أن نصل إلى تحرير فلسطين خارج إطار هذا الصراع، الذي يجب أن يفضي إلى التحرير والوحدة القومية والتطور والدمقرطة والحداثة في مجتمع عربي اشتراكي ديمقراطي موحد.

الثاني هو أنه من الضروري بلورة حل ديمقراطي لـ "المسألة اليهودية" لمن يقبل من اليهود أن يعيش في ظل دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية .

انطلاقاً من ذلك نعتقد بضرورة الحوار حول الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية كموقف استراتيجي، يسهم في توسيع البحث في هذا الموضوع دون ان يعني ذلك التوقف عن مواصلة النضال من اجل التحرر والحرية وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة كهدف مرحلي .