الشعبية: صمود شعبنا والمقاومة الباسلة دشنت انتصاراً وتحولاً كبيراً في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني

بيان جماهيري صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة

صمود شعبنا والمقاومة الباسلة دشنت انتصاراً وتحولاً كبيراً في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني

على مدار واحد وخمسون يوماً شن الاحتلال الصهيوني حرباً شاملة على قطاع غزة براً وجواً وبحراً استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة من الطائرات والدبابات والمدافع والبوارج الحربية، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 2143 وإصابة ما يزيد عن 11000 مواطن،  وإحداث تدمير هائل في المنازل والمنشآت الاقتصادية والمراكز التجارية والأبراج والأحياء السكنية، وتشرد الآلاف . ورغم هذا الجرح النازف والألم الكبير إلا أن شعبنا في القطاع دشن بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة انتصاراً وتحولاً كبيراً في طبيعة الصراع مع هذا العدو الصهيوني بما يمهد لمرحلة جديدة تكون للمقاومة الكلمة العليا، بعد أن أسقطت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، وأحبطت القناعات المهزومة باستحالة النصر عليه، وفرضت معادلة جديدة أكدت أن المعركة التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على تخوم الشجاعية، وبيت حانون ، وخان يونس ورفح، حققت إنجازات كبيرة على صعيد تمكنها من قتل وإصابة عدد كبير من الجنود بعمليات نوعية، بالإضافة إلى خطف جنديين صهيونيين، وتزعزع الجبهة الداخلية الصهيونية، ونزوح عدد كبير من الصهاينة عن غلاف غزة، بما يشكّل تطوراً استراتيجياً في طبيعة الصراع. 

وبالرغم من تفوقه العسكري فإن الاحتلال قد فشل تماماً في تحقيق أهدافه التي أعلنها أثناء العدوان وهي القضاء على البنية التحتية للمقاومة، ونزع سلاحها، وفرض منطقة أمنية عازلة، ومنع إطلاق الصواريخ، ولقد أثبتت المقاومة أنها الضمانة الوحيدة التي تحمي شعبنا من الاحتلال الصهيوني الذي لا يفهم سوى لغة القوة.  كما أن من أهم إنجازات هذه الحرب العدوانية الحاضنة الشعبية لهذه المقاومة، التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك وحدة الموقف في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي راهن على انتفاضة جماهير القطاع ضد المقاومة، من خلال استخدام أحدث ما في الترسانة الأمريكية من أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين خاصة من الشيوخ والأطفال والنساء، ما يؤكد عمق القناعة الشعبية في القطاع بصحة مواقف المقاومة وانجازاتها، وعميق إيمانهم بأنها تعبر عن ارادتهم وصمودهم..

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتحرير إذ نؤكد على التالي:

1.  نتوجه بالتحية لشعبنا الذي سطر أروع صور الصمود والثبات والنضال في مواجهة آلة الحرب الصهيونية وحرب الإبادة والمجازر الممنهجة التي استباحت كل شئ في القطاع، وهدمت وقتلت ودمرت وشردت الآلاف من المواطنين.

2.  نتوجه بتحية الفخر والاعتزاز والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين عمدّوا بدمائهم الزكية طريق النصر الآتي لا محالة، متمنية الشفاء العاجل للجرحى الذين ما زالوا في المستشفيات بالآلاف.

3.  نوجه التحية إلى كافة قطاعات شعبنا وعلى رأسها طواقم الإسعاف والدفاع المدني والأطقم الطبية والإعلاميين ولجان الإغاثة الذين تحدوا العدوان والقصف ودفعوا حياتهم ثمناً لإنقاذ أبناء شعبنا.

4.  نعبّر عن فخرنا بالمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تصدت بكل مسئولية وشجاعة منقطعة النظير لجيش العدو الصهيوني المهزوم، ونفذت ضده العمليات النوعية وكبدته الخسائر بالمئات ما بين قتيل وجريح، مؤكدة بأن أداء المقاومة سيشكل تطوراً استراتيجياً في معركتنا المستمرة مع هذا العدو المجرم.

5.  تعبّر الجبهة عن تقديرها وامتنانها للوفد الفلسطيني الموحد، وتدعو لضرورة استكمال طريق الوحدة الوطنية التي تجسدت أثناء العدوان بالدعوة لاجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني ومعالجة جميع القضايا العالقة في مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية تجاه شعبنا.

6.  تدعو الجبهة القيادة الفلسطينية إلى المضي قدماً في صياغة خطة وطنية جديدة بديلة عن التسوية والمفاوضات الفاشلة، وضرورة المضي قدماً بالانضمام لميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية من أجل محاكمة قادة الاحتلال الذين ارتكبوا أبشع المجازر بحق شعبنا.

7.  تشيد الجبهة بروح التكافل الشعبي التي سادت عموم قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة مواصلة العمل من أجل إيواء المشردين، وإعمار ما دمره الاحتلال، وتقديم العون والمساعدة بما يحفظ كرامة المواطن الفلسطيني، بعيداً عن الفئوية والحزبية.

8.     نوجه التحية إلى شعوب العالم الحر الذين هبوا متضامنين مع فلسطين وغزة، خاصة في أمريكا اللاتينية وأوروبا.

9.     لقد كشف العدوان الصهيوني حجم التواطؤ الرسمي العربي، وزيف ما يُسمى بالربيع العربي، في الوقت الذي امتلأت فيه ميادين المدن الأوروبية، وأمريكا اللاتينية بآلاف المتضامنين مع شعبنا الفلسطيني في غزة.

لقد شكّل انتصار شعبنا أمام العدوان الصهيوني محطة نضالية مضيئة في تاريخنا المقاوم للمشروع الصهيوني العدواني على الأمة، ينبغي استثمارها وتثبيتها لنكون جاهزين في معركتنا المقبلة مع هذا العدو المجرم، فالمعركة ما زالت مستمرة حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل شبر من فلسطين.

المجد للشهداء والنصر لشعبنا... والشفاء العاجل للجرحى

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 

27/8/2014