التقرير اليومي : مقتطفات من صحافة العدو 15/1/2012


اهم ما ورد في صحافة العدو لهذا اليوم الأحد 15/1/2012

في افتتاحية هآرتس العبرية 
<B>
وجهة الجي
حجم الخط
اهم ما ورد في صحافة العدو لهذا اليوم الأحد 15/1/2012 في افتتاحية هآرتس العبرية وجهة الجيش الاسرائيلي الى أين بقلم: أسرة التحرير اسطورة الجيش الاسرائيلي كـ "جيش الشعب"، كل شاب وطيب الى السلاح، آخذة في التبدد مع السنين ومع تغير مهام الجيش: من حماية خطوط الهدنة والتدريب للحرب – الى جيش يحافظ أساسا على مناطق محتلة وفي داخلها، وفقط اضافة الى ذلك يتدرب الى الحروب الكبرى التي تبتعد عنه. عندما ينظر المجتمع الاسرائيلي الى المرآة تطل عليه صورة مختلفة عن تلك التي رآها قبل 50، 35 و 20 سنة؛ وهكذا ايضا عندما ينظر الجيش الاسرائيلي في المرآة العسكرية. مصادر القوى البشرية للجيش الالزامي تغيرت، الاصول السكانية للضباط الدائمين لا تشبه اصول ابائهم، والخدمة في الاحتياط اصبحت عمليا تطوعية. واحد فقط من كل اسرائيليين يتجند الى الخدمة الالزامية، وواحد فقط من كل ثلاثة ممن ينهون الخدمة الالزامية يواصل في العقدين التاليين – وأكثر، اذا كان يريد ذلك، كقادة، طيارين وما شابه – في الاحتياط. تطلع مؤسسي الجيش الاسرائيلي للانتقال من الحياة العادية الى الطوارىء قبل ستة عقود، وعلى رأسهم وزير الدفاع دافيد بن غوريون ورئيس الاركان يغئال يدين، لانشاء ميليشيا "جنود في اجازة 11 شهر في السنة"، ممن يستدعون الى خدمة العلم ويعودون الى الحقول والمصانع، مرة اخرى لم يعد يناسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية للقرن الـ 21. حسب تقرير غيلي كوهين في "هآرتس" اول أمس فان الصيغة الجديدة لخدمة الاحتياط تغير طبيعة المستعدين للمشاركة الفاعلية فيها – قدر أكبر من البلدات البعيدة والصغيرة، وقدر أكبر من الطلاب، وممن يحتاجون الى استكمال دخل. أيام الاحتياط تعتبر مصدرا شحيحا، يتعين على الوحدات ان توزعه بين رجالها. والاعتبار الاساس هو بالتالي اقتصادي، نوع من العدالة الاجتماعية في البزات. وتنقص مراعاة الجيش الاسرائيلي لاولئك الطلاب، مثلا عندما تتقرر مناورة كبيرة بالضبط في وقت تكون فيه امتحانات الفصل في الجامعات. ومع أنه يمكن للاحصاءات ان تخطيء، إذ أن تعبير "البلدات الصغيرة" كان ينطبق ايضا على الكيبوتسات والموشافات التي زودت الجيش الاسرائيلي القديم بقوى القيادة والاحتياط لديه، الا ان الميل واضح بل ولعله طبيعي. الاعتبارات للخدمة في الجيش الاسرائيلي – اين، كم ولماذا – باتت تصبح أكثر فأكثر انانية، مثل اعتبارات قادة الجيش والسياسيين فوقهم. -------------------------- يديعوت – مقال افتتاحي – 15/1/2012 "الآن فهمتكم" بقلم: سمدار بيري عند مدخل قرية نائية في محافظة الشرقية في مصر علقوا لافتة جديدة للتذكير بأنها مسقط رأس "البطل القومي" و"الشهيد" سليمان خضر، الذي نفذ المذبحة الفظيعة في الاسرائيليين السبعة في رأس برقة. أمس انقضت 26 سنة منذ موت خضر في ظروف غامضة في السجن بعد أن حُكم عليه بـ 25 سنة سجن مع الاعمال الشاقة. القاضي حمان شيلح (ابن الشاعر يونتان رتوش)، وزوجته ايلانا وابنتهما تسليل، وعوفري ايلانا الصغيرة، وأنيتا غريفل، وأمير بئوم ودينا بيري الصغيرة. آباء واولاد خرجوا ليغمسوا أقدامهم في الماء الصافي في عطلة عيد رأس السنة وخرج خضر، وهو جندي نظامي في حملة القتل في آخر يوم من خدمته. من أراد ان يعرف عن مصر الجديدة فهو مدعو الى قراءة افتتاحية "الأهرام" أمس في ذكرى القاتل البغيض. خرج محقق صحفي الى قرية إقياد، وهو أمر كان محظورا زمن الحكم الماضي، لاستعادة القصة من وراء خيانة البطل القومي. وجد خضر ميتا في عيادة ولم يقبل أحد تصريح أنه انتحر. وأصدرت ايران طابعا لذكراه وأسمت باسمه شارعا في طهران. وافتتح في ليبيا مستشفى سليمان خضر لتخليد "بطل سيناء". بعد مرور سبع سنين أطلق الجندي الاردني احمد دقامسة النار وقتل سبع طالبات من بيت شيمش أتين الى نهريم في اطار الرحلة السنوية. وقالوا عن دقامسة الذي يقضي سجنا مؤبدا في سجن عسكري انه مجنون كما عرّفوا خضر بالضبط في مصر. تخرج عائلة الجندي المصري بعد 26 سنة من انهائه حياته لتصفية الحساب. ويتحدث أخوه البكر كيف أغلقوا فمه حينما حاول ان يزعم أنهم قضوا على أخيه، من اجل التخلص من الشخص الذي يُجله مئات السجناء. وعوقبت العائلة كلها بالابعاد من الخدمة العسكرية، ومُنعوا من الترشح لوظائف حكومية، وأجرت اجهزة الامن زيارات مفاجئة لهم للتحقق من أنهم لا يُدبرون للانضمام الى منظمات اسلامية. انهم يرون حتى اليوم ان خضر نفذ رسالة سامية وبدل ان يحصل على وسام شرف لفوا حبل كهرباء حول عنقه كما يتمنون لمبارك الآن بالضبط. قبل سنة قال رئيس تونس المخلوع زين العابدين، كلمتين سيتم تذكرها حتى آخر ايامه في قصر الجلاء في السعودية. "الآن فهمتكم"، استطاع ان يهمس في حشرجة قبل ان يدفعه ضباط الجيش الى الطائرة وكأنه لم يستوعب إلا في تلك اللحظة وحدها ان المتظاهرين في الشوارع يطلبون اليه ان ينفذ اصلاحات حقا. أصبحت الجملة المفتاح "الآن فهمتكم" شعارا هستيريا في مسرح السخرية في عمان. في نص يتجرأ على دغدغة نقاط الاحتكاك في أشد المواقع حميمية بين السلطة والمتظاهرين. حتى ان ملك الاردن وملكته جاءا، في خطوة ذكية لمشاهدة "الآن فهمتكم"، وصعدا ليصافحا الممثل الذي تجرأ على السخرية من الفساد والفروق بين الطبقات، واغلاق الأفواه واليأس – وهو شيء ما كان ليبيحه لنفسه قبل نشوب الربيع العربي. يصعب على عين اسرائيلية ان تقرأ عشرات التعليقات في الانترنت التي تصاحب قصة "بطولة" القاتل في رأس برقة. لكن عائلة خضر تهدد بالاجتماع في ميدان التحرير للتظاهر على "العدو": على مبارك وجماعته المتعاونين مع اسرائيل. وللجندي القاتل دقامسة في الاردن كتائب معجبين به يطلبون الافراج عنه من السجن. لا توجد في هذه الاثناء اماكن لـ "الآن فهمتكم". حرص الملك على احتضان الممثل الرئيس موسى حجازين وتقبيله وهو الذي يؤدي دور "أبو صقر"، وهو والد العائلة الضخمة الفقيرة الذي يستبد بأبناء البيت ويستعمل نظاما متشددا. يوجد هنا مشبَه ومشبه به، وانفجر الملك ضاحكا. لكنه يفهم ايضا خيبات الأمل والرموز الثخينة. ان شارعه في شوق الى احتضان الجندي القاتل. معاريف - مقال - 15/1/2012 بلاد المطاردات بقلم: حنان غرينبرغ جرس الانذار القصير الذي يدل على حدث شاذ، اقتراب او لمس للسياج الفاصل في قطاع غزة، يرن في الغرفة الحربية لكتيبة 50 من لواء الناحل مرة كل ربع ساعة. قائد الكتيبة، المقدم يريف بن عزرا، يتلقى بلاغا سريعا ويقر فتح النار لغرض التحذير. ويشرح فيقول ان "هذه لعبة عقول دائمة. الطرف الاخر يحاول كل الوقت ايجاد السبل لمفاجأتنا، ونحن نحاول تشويش خططه. عندما يقترب ثلاثة أطفال من السياج، فانك لن تعرف ابدا ما هو سبب ذلك. لعلهم يرغبون في اجتذابنا الى الداخل، أو يبدو أن احدا ما بعثهم لفحص يقظتنا كي يخطط للعملية التالية". من الحدود الاكثر هدوءا لاسرائيل في العقود الاخيرة تحولت في السنة الماضية الحدود المصرية الى خط أحمر. شبه جزيرة سيناء هي أرض سائبة، الساحة الخلفية لغزة. الحكم المتفكك في مصر تخلى عن قطعة الصحراء هذه في صالح عصابات الارهاب. الاف المتسللين في الشهر، بدو، تجار مخدرات وسلاح، أنفاق ومخربون ينتقلون عبر الحدود الطويلة والفالتة هذه. مؤخرا يستكمل الجدار الامني، تقريبا 250كم، الذي يفترض أن يخلق فاصلا. لواء الناحل ينتشر اليوم على طوله من نيتسانا في الشمال الغربي وحتى ايلات. قادة الكتائب الاربعة، قائد كتيبة 931 المقدم يوغاف يفرح، قائد كتيبة 932 المقدم روعي شطريت، قائد كتيبة 50 المقدم يريف بن عزرا، قائد الكتيبة الجوالة المقدم آفي، الى جانب قائد قاعدة التدريب للواء، المقدم يسرائيل شومير، جمعناهم هذا الاسبوع في حديث عن الحراسة لتلك الحدود الساخنة في الدولة. المقدم شطريت، الذي يوجد مع كتيبته بجوار كتسيعوت على الحدود الاسرائيلية – المصرية، يفهم جيدا بان العملية التي وقعت هنا في الصيف هي مجرد السنونو الاول لما من شأن هذه الحدود ان تخلقه. "فرضية العمل هي انه في المرة القادمة سيكون هذا شيئا آخر، اكثر تعقيدا"، كما وصف التحدي الذي يواجهه. جاهزون للمفاجآت كتيبة الدورية في اللواء قضت في الاشهر الاخيرة في منطقة نتفيم المجاورة لايلات، حيث وقعت العملية في آب من العام الماضي. "هذا هو المكان الذي يعتبر الاسخن"، روى قائد الكتيبة، المقدم آفي، "بطبيعة الاحوال يوجد للمقاتلين اهتمام كبير ان يكونوا في مثل هذا المكان، الذي يتغير لنا امام ناظرينا، وكذا حتى في الظروف الاقل شدة فاننا نكون في حالة تأهب قصوى". تعزيز القوات السريع في الحدود المصرية بعد العملية سبق اعداد البنية التحتية بحيث أن جنود قائد الكتيبة الجوالة ينامون في الخيام ويأكلون وجبات قتالية. وهو نفسه أجرى محادثاته في داخل الخيمة وجعل من حاوية فولاذية فارغة مكتبا له. الى الشمال من هناك، في قاطع الرمال حيث توجد اعمال اقامة الجدار الحدودي في مراحلها الاولى، يروي قائد الكتيبة المقدم شطريت عن المطاردات للمتسللين ايضا، اللاجئين، مهاجري العمل، تجار المخدرات والمخربين. ويقول: "في الليلة الماضية دخل 89 متسللا. معظمهم يوقفون عند الحدود، ولكن بعضهم يركضون ويركضون، واحيانا حفاة، شبه عراة". القادة الذين يعملون على الحدود المصرية يعترفون بان التعامل مع التيار الذي لا يتوقف من المتسللين يستنزفهم على المستوى الجسدي والعقلي. "لقد اصبحت هذه عادة غير بسيطة، احيانا نرى أيضا اطفال، رضع"، روى أحدهم. "المسؤولية الملفاة على عاتق قادة الكتائب هي التأكد من أن الجنود لا يدخلون في حالة تراخي، انهم رغم رؤيتهم لالف متسلل بريء، سيعرفون بان المتسلل الـ 1.001 بالذات قد يكون مخربا مع حزام ناسف. "احيانا يمكن فهم الاحباط الذي يعيشه الجنود الذين يتعين عليهم كل ليلة ان يتعاملوا مع هذه المسألة، ولكن عندما يصلون الى الجدار ويرون وجوه اولئك السودانيين والارتيريين، وجه شخص يحتاج الى مساعدة، فان الجنود أيضا يفهمون بانه رغم الصعوبة الشديدة يجب معاملتهم بالشكل الاكثر احتراما". للكمائن المتواترة ضد خلايا الارهاب توجد غير قليل من أوجه الشبه للنشاطات في جنوب لبنان قبل أكثر من عقد، حين كان الضباط في بداية طريقهم القيادي. "هذا هو ذات النظام القتالي، التمويه، حركة القوات. نوع من استعادة ما كان ذات مرة، ولكن فقط في جبهة اخرى وامام عدو آخر"، يقول شطريت. المقدم يوغاف يفرح ايضا، قائد كتيبة 931، التي تتواجد في شمالي القطاع، واضح أن كل خطأ قد يؤدي الى نتيجة شديدة، بما فيها اختطاف جندي. وكشف جزءا صغيرا من التكتيك المتبع فقال ان "الابداعية هي عنصر هام في نشاطنا، إذ محظور أن نثبت أنماطا وذلك لان هذا قد يستغله أحد ما وبالتالي فاننا نقوم باعمال تضليل مختلفة للطرف الاخر". وكانت الكتائب الخمسة بدأت طريقها العسكري في ذات اللواء الذي توجد فيه اليوم، بعضها اتخذت مهام اخرى في وحدات اخرى ثم عادت الى ما يسموه "الديار". هم ابناء 34 حتى 37، ثلاثة منهم تعلموا القانون، اثنان – علوم سياسية مع اعلام او مقدرات بشرية. وهم يشيرون الى أن العلاقة الاجتماعية العميقة بينهم هي ميزة تنعكس ايضا في العلاقات بين الكتائب. وكلهم، بالصدفة أم بغير الصدفة، يسكنون اليوم في كيبوتسات او موشافات. عندما زار رئيس الاركان الفريق بني غانتس التدريبات واستوضح ماذا فعل قائد الكتيبة قبل يومين او ثلاثة من التدريبات، لم يتذكر الاخير فقال غانتس راضيا: "جواب جيد، في الحرب ايضا لا يتذكر الناس". انعدام اليقين الذي أكسب اللواء مؤخرا جائزة الذراع البري، اصبح واقعا بالنسبة لكتيبة 932، عندما تقرر قبل وقت قصير من وصولها الى خط غزة نقلها الى قاطع الرمال. بضع عشرات من الكيلومترات عن كرم سالم جنوبا، المنطقة التي لا يوجد فيها جدار وفيها الكثير من الانذارات. كتيبة 50 للمقدم يريف بن عزرا فتذوقت غير قليل مما يمكن لغزة ان توفره: قذائف هاون، عبوات، نار نحو القوات. "هذا مكان يمكن أن يتغير فيه الوضع في خمس دقائق. انذارات عديدة لجملة واسعة من السيناريوهات"، قال، ما قد يشرح لماذا أنهى مرتين 21 يوما في الجبهة. وهو يحرص على الا يصل الاباء والامهات لزيارة ابنائهم في السبوت كي لا يشوشوا انتباههم وتركيزهم على مهامهم. ما كان القادة ليحتاجون الى العملية في الصيف الاخير كي يستوعبوا التهديد اليومي بالاختطاف. فقضية جلعاد شليط واثارها مخطوطة عميقا في وعيهم. كما أن الطريق والذكاء لخلية المخربين وعدم النجاح في منع الاختطاف من جانبنا – ثبت جيدا في العقول. وهم يقولون: "هذا يوجد في الرأس كل الوقت. ولكن بقدر لا يقل، الدفاع عن البلدات، وبعد ذلك الحفاظ على أنفسنا، وعمل كل شيء كي لا نصاب، واذا ما اصبنا، فعلى الاقل الا نهزم، وبالتأكيد الا يختطف لنا جنود. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 15/1/2012 ترحيل برعاية المحكمة بقلم: جدعون ليفي يجب ان نوقف الآن النضال من اجل حماية المحكمة العليا من الثائرين عليها لضعضعتها. كفى نفاقا، ويجب الكف عن حفل الأقنعة هذا الذي نُخيل فيه لأنفسنا أننا نحمي آخر منار للعدل وموقع الحراسة الأخير للديمقراطية الاسرائيلية. لا يوجد أي داع لهذا النضال – فمعركة التراجع فشلت – فضلا عن أنه لا يوجد أي تسويغ ايضا. فلم يعد يوجد أي سبب لحماية مؤسسة أصدرت من تحت يديها حكم العار الذي رفض الاستئنافات على تصحيح قانون الجنسية. ان المحكمة التي تجيز هذا التصحيح القومي والعنصري التي تميز مواطني الدولة العرب تمييزا سيئا بسبب انتمائهم العرقي فقط؛ والتي هي مستعدة باسم الأمن لسلب الحقوق الأساسية وهدم حياة عشرات آلاف العائلات الاسرائيلية؛ والتي تمجد اسم الأمن عبثا محاولة ان تغطي على عنصريتها – هي مؤسسة لا يجوز الاستمرار في الدفاع عنها. ان اسمها يُمجد عبثا والدفاع عنها مضلل: فهي تعرض عرض تضليل وكأن الحديث عن مؤسسة ينبغي النضال عنها. الحقيقة أفضل وهي انه ليس الحديث عن حامية للديمقراطية وحقوق الانسان في اسرائيل. واليمين يستطيع الاستمرار في إخرابها كما يشتهي لأنه لا يُخرب سوى خراب. تعالوا نسمي الولد باسمه، ولهذا الولد اسم سيء. الحديث عن ترحيل وهو ليس فعل يد الجيش أو المستوطنين أو اليمين المتطرف بل هو طرد يتم بحماية القانون وختم المحكمة. ان معنى قرار القضاة في القدس هو نقض عرى آلاف العائلات الاسرائيلية التي ستطرد أمهاتها أو آباؤها. يستطيع فلاديمير ان يتزوج يانا لكن محمد لا يستطيع ان يتزوج سناء. تبرز من جملة التسويغات والذرائع التي وجدها لأنفسهم قضاة الاكثرية في المحكمة العليا، من ان "الاضرار هو لغاية مناسبة" لاليعيزر ريفلين الى "القانون يحفظ أمن الدولة" لحنان ملتسر، تبرز بشيطانيتها تعليلات مريام نئور: "لا تنطبق الحماية على تحقيق حياة عائلية في اسرائيل خاصة". أين سيمضي أبناء البلاد من الطيبة والناصرة؟ ولماذا يمضون؟ ما زال لم يجف الحبر عن "قانون المتسللين"، حتى أخذت اسرائيل تواصل التطهير العرقي بقانون الجنسية. هكذا سيكون معسكرنا طاهرا، فلمن الشكر ولمن المباركة؟ للمحكمة "اليسارية" و"الليبرالية". في حفل أقنعة الدفاع عن المحكمة يبرز الآن قناع مضلل بصورة خاصة هو قناع الرئيسة دوريت بينيش، التي رفعت يدها تعارض القانون المخجل لأنها باحثة عن الخير. لكن يتبين ان اليد التي عارضت كانت هي اليد التي أجازت ايضا: فقد أخرّت بينيش اصدار القرار الى ان تستقيل القاضية المعارضة أييلا بروكاتشي ويحل محلها قاض يوافق على القانون. أرادت بينيش ان تأكل الكعكة وان تبقيها كاملة: فقد أرادت ان تُصوَر بصورة المستنيرة وألا تزيد ايضا غضب اليمين على محكمتها. تدرك بينيش حدود القوة كما يبين مؤيدوها، وقد أدركت انه لا يجوز شد الحبل فوق ما تدعو اليه الحاجة لئلا ينقطع. لكن هذا الحبل أيتها الرئيسة مقطوع مجذوذ. فالمحكمة التي تُحيد نفسها بيديها وتخون عملها خشية أعدائها ليست محكمة. ولم يكن هذا الحبل قبل قانون الجنسية بكثير أكثر من دعامة هشة لحماية حقوق الانسان في اسرائيل ولا سيما كلما واجهت هذه ملك الأمن الذي عبدته المحكمة العليا بصورة خاضعة تقريبا؛ ان قرار قانون الجنسية منح نهاية التبجح الآن الختم النهائي. سارعت أبواق اليمين الى الهتاف للقرار بالطبع بالقول: "تهب ريح خيّرة من المحكمة" – وكان هذا كافيا لادراك ان ريحا سيئة جدا تهب عليها. بعد حملة الشيطنة عن "غزو مخطط له" وخطر الارهاب الذي يترصدنا من الزوجين عجاج وهي من الجليل وهو من طولكرم؛ وبعد حملة النفاق التي تقول "هكذا يسلك الجميع"، ومع التجاهل الآثم للفرق الجوهري بين الاجانب وأبناء البلاد السيادية أو المحتلة وكلهم أبناء شعب واحد، أرضت المحكمة العليا مديري حملات التخويف من الديمغرافيا والارهاب وداست حقوق الأقليات في اسرائيل. والآن لماذا نشتكي من أعشاب الجدار ومن أشياع دانون ولفين في حين تشتعل النار في اشجار الأرز التي يُشك في أنها كانت أرزا أصلا. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 15/1/2012 العنصرية تبدأ بالتربية بقلم: يوفال ألبشن ما أسهل التظاهر على الفصل العنصري في السكن، الذي يستعمل على المهاجرين الاثوبيين في كريات ملاخي. وما أسهل الاعتراض بالصراخ على إقصاء النساء عن الفضاء العام في بيت شيمش والقدس. وما أسهل ان تزعزعنا اعمال ارهاب الفتيان الحريديين القوميين الذين يضرون بالأبرياء لأنهم ليسوا يهودا فقط. ما أسهل هذا وما ألذه وأطيبه ايضا لأن الجميع تقريبا هناك، لا بل الجميع. من قادة الجمهور الحريدي والمتدين الى جميع اعضاء الكنيست – من رئيس الحكومة الى آخر واحد في احزاب المعارضة. الجميع مزعزعون، والجميع معارضون والجميع منددون. انها رؤيا آخر الزمان حقا واجتماع الأخوة معا ايضا. لكن الحقيقة ان هذه النضالات خطيرة. لأنها بمثابة مسكنات آلام لجسم أصبح محتاجا الى علاج جراحي لما تفشى فيه. وبتحليل عميق نرى ان هذه النضالات العادلة خاصة تقوي المرض وقد تسيء وضع الاشياء. ان الفصل العنصري في كريات ملاخي، واقصاء النساء وسائر الظواهر التي ذُكرت ما هي إلا أعراض فقدان هيمنة القيم الأساسية الليبرالية التي كانت مكتوبة في صك التأمين الذي أصدره لنا مؤسسو الدولة وفي مقدمتها المساواة. ان النضال الحقيقي هو من اجل اعادتها الى مستوى تفوق بحيث لا تتجرأ أية جماعة في المجتمع على الاخلال بها أو التآمر عليها. لهذا لا يستطيع هذا النضال ان يحصر عنايته في الأورام التي انفجرت هنا وهناك – في كريات ملاخي وبيت شيمش – بل هو مرغم على ان يحصر عنايته في الفيروس الذي يشغب داخل الجسم. انه مسؤول عن هذا الفيروس كثيرون من اولئك الذين ينددون الآن بصوت عال جدا ببعض الأعراض التي أحدثها. فالذي يُمكّن من وجود هذه الظواهر هو التربية التي يتلقاها الاولاد في جماعات كثيرة من المجتمع الاسرائيلي بنفقة الدولة. فهي تربية تعلمهم ان "ليس كل البشر متساوين"، وانه يوجد فرق جوهري (لا اختلاف فقط) بين اليهود وغير اليهود، وبين النساء والرجال وبين الشرقيين والغربيين وبين السود والبيض، وهو فرق يستحق الأول وحده من اجله ان يُمسك بالمقود وان يجلس الآخر في كرسي المسافر الى جنبه فقط. انها التربية التي تعطى في تيارات كثيرة من المجتمع الاسرائيلي حينما تغمض الدولة عينها، بل انها تنفق عليها في الأكثر. فليس عجبا ان ينشأ ولد في كريات ملاخي درس التربية الرسمية الدينية وان يوقع على كتاب موافقة عنصرية يقصي المهاجرين الاثيوبيين عن المبنى الذي يسكنه من غير ان ترتجف يده. فقد نشأ على الفرق. وليس عجبا ان يتجرأ فتى يهودي على الاضرار بعربي بريء مر الى جانبه عرضا. فالتربية التي تلقاها علمته ان هذا لا بأس فيه. وليس عجبا ان يقف رجل حريدي لا يفعل شيئا بازاء بصقات تتلقاها بنت في الثامنة من عمرها من أزعر مجنون. ليس هذا هو الخوف وحده بل التربية التي تلقاها. فقد نشأ جيل كامل على تصور ان البشر ليسوا متساوين حقا. اذا كنا نرغب في استئصال المشاهد الفظيعة هذه فيجب علينا ان نعيد الى القيم الليبرالية تفوقها في جهاز تربية الاولاد جميعا من جميع الاوساط والجماعات في اسرائيل. صحيح، هذا يعني ان فريقا من المشاركين الحاليين في النضال سيجتازون الخطوط ويحاربون المس بالحكم الذاتي الذي تمتعوا به حتى اليوم – لكن كما قلنا آنفا ان لهم نصيبا مركزيا في نقل ثقافة عدم المساواة تلك، ولهذا فان مجرد وجودهم معنا في الجمهور المتظاهر نفسه يدل على عقم النضال من البداية. ستستمر هذه الظواهر المرفوضة الى ان يحدث هذا والى ان يعود المعسكر الليبرالي ليطلب هيمنة قيمه على كل مكان لا على ساحته الخلفية فقط. قد ننتصر في عدد من المعارك الصغيرة كتلك التي تجري الآن في كريات ملاخي أو في بيت شيمش لكننا سنظل نخسر في الحرب العامة التي لا يجوز لنا ان نخسر فيها. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 15/1/2012 ينبغي اخراج المسألة السكانية من الخزانة بقلم: يورام رابين أجازت المحكمة العليا بقرار يعتبر سابقة وواحدا من أشد القرارات المختلف فيها في تاريخ القضاء الدستوري في اسرائيل، أجازت مشروعية قانون الجنسية ودخول اسرائيل الذي يمنع لم الشمل في اسرائيل بين مواطني اسرائيل ورعايا السلطة الفلسطينية (مثل مواطني ايران وسوريا ولبنان والعراق ايضا). ان قانون الجنسية هو حالة متميزة فيها للقانون غاية متغيرة: غاية مهيمنة زمن سنه، وغاية مهيمنة اخرى زمن الفحص عن مشروعيته. حينما سُن قانون الجنسية أول مرة في 2003 كانت غايته الرئيسة حماية الأمن. فقد سُن القانون بعد الانتفاضة الثانية بمبادرة "الشباك" بعد ان تبين انه في عدد من الحالات اختُلف في مقدارها استُغلت رخص دخول اسرائيل من اجل التمهيد لعمليات ارهاب. بيد انه كلما مر الوقت "أُلصقت" بالقانون غاية جديدة هي غاية ديمغرافية. وفي نهاية الامر، في قرار الحكم، قبل جميع القضاة دعوى الدولة التي تقول ان غاية القانون أمنية. ومع ذلك بدا واضحا جدا ان قضاة رأي الاغلبية أو عددا منهم على الأقل "تحدثوا عن الامن" و"فكروا في المسألة السكانية". بل ان فريقا منهم يعترفون بهذا. فالقاضية مريام نئور تذكر ان غاية القانون أمنية لكن له تأثيرات سكانية – فهاتان "مسألتان لا يمكن الفصل بينهما". ويُبين القاضي اليعيزر ريفلين ان "دول اوروبا تشدد شروط الهجرة الى اراضيها لاسباب سكانية". ويبين القاضي ادموند ليفي الذي كان في معسكر القلة التي أرادت ان تفشل القانون ان دولة يهودية تقتضي "أكثرية يهودية بين سكان الدولة"، ويستشيط غضبا على الدعوى التي أُسمعت بحسب رأيه بين السطور وفحواها ان "قضاة القلة وافقوا على ما يسمى حق عودة لاجئي 1948". فهو يقول ان الدولة لو لم تصر على الدعوى الامنية بل عرضت دعاوى بشأن "تركيبة السكان في اسرائيل أو الصورة المناسبة لترتيبات الهجرة" لأمكن آنذاك "ان يكون الاستنتاج مختلفا". ان الصلة التي لا تنفصم بين الدعوى الامنية والسكانية ظهرت في المرة السابقة ايضا التي تم فيها بحث قانون الجنسية في العليا في 2006. آنذاك شك القاضيان أييلا بوكاتشي وسليم جبران بصدق الدعوى الامنية واعتقدا ان غاية القانون الحقيقية يمكن ان تكون استعمال قوانين الهجرة لمنع زيادة عدد السكان العرب في اسرائيل. انقضت قضية قانون الجنسية. ستبحث الحكومة في الفترة القريبة اقتراح قانون لصوغ ترتيب هجرة شاملا. وفي هذا الاطار ينبغي التفكير كما يقترح القاضي ريفلين في مسألة "هل ينوي الترتيب المتوقع ان يتناول ايضا المسألة السكانية، أي مسألة ما معنى دولة يهودية وهل معناها هذا يشتمل على الحاجة الى تشجيع وجود أكثرية يهودية في البلاد". عُرضت مباديء مفصلة لسياسة هجرة في ورقة بحث كتبها شلومو افنيري وليئاف اورغاد وامنون روبنشتاين اقتبسوا منها في قرار الحكم. وقد اقترح الثلاثة إرساء سياسة الهجرة في اسرائيل فيما تُرسى عليه على كونها "ديمقراطية لغاية". أي دولة يحقق فيها الشعب اليهودي حقه في تقرير مصيره. ويذكر القاضي ليفي في تطرقه لذلك انه في ضوء التسويغ الاخلاقي لهذه الدعوى خاصة "ليس واضحا في نظري هل الحجة الامنية التي اختارتها الدولة تعزز موقفها أو تضعفه". في ضوء هذا الكلام يثار سؤال: ألم ينضج الآن اخراج الديمغرافية من الخزانة. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 15/1/2012 عصبية ايرانية بقلم: دان مرغليت ما تزال لا توجد رياح حرب في الخليج الفارسي ولا اصوات حرب ايضا. لكن تُسمع تدبيرات حرب وهي كبيرة المعنى اذا أخذنا في الحسبان انه مع افتتاح السنة الانتخابية في الولايات المتحدة لا يوجد جدل سياسي تقريبا لا يضع المشروع الذري الايراني في مركز النقاش. ان الجدل بين الرئيس براك اوباما وبين كل واحد من المرشحين الجمهوريين لا يتناول قضية من يؤيد ومن يعارض تدخلا امريكيا لصد تطوير المشروع الذري في طهران، بل من يؤيد ومن يؤيد أكثر بأضعاف مضاعفة. وهذا الامر عزز مزاعم اسرائيل ان الايرانيين يكذبون على العالم وان من كان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، ساعدهم على ذلك وربما تعجل اخفاقه الذي أخذ ينكشف في هذه الاشهر، أمس قراره على ترك المنافسة في رئاسة مصر. ان يدا خفية تدير بنجاح حملة قتال لعلماء الذرة الايرانيين. ويهدد نظام آيات الله برد شديد في أنحاء العالم. ان اسرائيل في مركز لوح أهداف الحرس الثوري لكن علماء يزدادون، كما تقول التقارير الصحفية في هذه الاثناء، يريدون ترك عملهم في المشروع الذري والعودة الى البحث في الجامعة لأنهم ينظرون يمنة ويسرة الى زملائهم فلا يرونهم كما كانوا أمس أو أول أمس. بدأت العقوبات تفعل فعلها. ومما يسبب الأسى ان الولايات المتحدة رفضت ان تشمل فيها البنك المركزي لايران خوف ان تقطع امداد النفط فيرتفع سعره في سنة انتخابات خاصة. لكن اذا أضيف عزل البنك الى عقوبات أخذت تتسع فقد تتفضل سائر الممدات بالنفط بتجميد سعر البرميل لفترة محددة سلفا، الى تشرين الثاني 2012 على الأقل حينما تجرى انتخابات البيت الابيض. لهذا ينبغي ألا نرى التهديد الايراني باغلاق مضيق هرمز ابراز عضلات بل العكس خاصة، أي انه تعبير عن عصبية بازاء علامات نجاح العقوبات وخفض قيمة العملة في الداخل. كان التهديد تعبيرا عن ضعف ولم يحرز هدفه بعدة معان: لأن امريكا لم تستجب له وأرسلت قوة بحرية اخرى نحو الخليج الفارسي متجاهلة الطلب الايراني، وتعلمون انه لا يوجد شيء أصعب على دولة ذات سيادة – ولا سيما دكتاتورية مركزية – من ان يُرد على تهديدها بالتجاهل. خرج اوباما رابحا من الوضع الجديد في ثلاثة مستويات: لأن حديثه مع بنيامين نتنياهو قبل ثلاثة ايام استطاع ان يتم في ارتياح أكبر وان يشير الى تحادث سلفا مع اسرائيل بما يرضي يهود الولايات المتحدة؛ ولأن تصميمه قد يمنحه مكانة زعيم في بلده؛ ولأنه يبث في العالم العربي الذي خاب أمله لاستخذائه بازاء الثورتين في مصر وفي تونس، الأمل في انه مُنح قوة حضور الزعامة. وليس هناك كالدول العربية، مع تركيا، في اهتمامها بصد امريكي لمحمود احمدي نجاد. الحسم بعيد. وتتوقع خيبات أمل في الطريق. ان من ينشر في هذه الايام خاصة ان الموساد الاسرائيلي أدخل الى ايران جواسيس متنكرين بصفة عملاء لوكالة الاستخبارات الامريكية المركزية قد يضعف شيئا ما التعاون الضروري. لكن الاتجاه واضح: هناك ارتقاء بعدة رجات في سلم ريختر لقياس زلزال سياسي. وقد حُدد مركز النشاط البركاني – الذري في ايران. ----------------------------------------------------- معاريف - مقال - 15/1/2012 لبيد واحد فقط بقلم: مناحيم بن المقال الذي نشره يئير لبيد في "يديعوت احرونوت" تحت عنوان "لماذا أتوجه الى السياسة؟" كان في قسم منه مسرحية منفرة من النرجسية المضخمة، ما يثبت ان المشكلة ليست في ان يئير لبيد تنقصه الاراء بل ان رأيه في نفسه افضل بكثير مما ينبغي. ليس لطيفا ان نقرأ بان يئير لبيد يعرض نفسه في صيغة من "كان له كل شيء" – المال، النفوذ، المكانة – وانه يتخلى عن كل شيء. أحقا. فبعد كل الملايين التي جمعها، فان التنازل عن تقديم الاخبار لا يكون كبيرا جدا. يعيل شترنهل، ميكي حيموفتش وغادي سكونيك فعلوا ذلك قبله. من أجل أقل بكثير. وبعد كل شيء، فان نتنياهو وباراك ايضا تنازلا عن الكثير من المال، أغلب الظن أكثر منه بكثير، كي يكونا في السياسة، وهما، كما ينبغي أن يقال في صالحهما، لا يلوحان بذلك على الاقل وكأنهما قاما بعمل بطولي ما. رغم بعض النواقص الاخرى في شخصيته الفكرية والسياسية (مثلا حقيقة ان الطبيعة الوحيدة التي تجتذبه هي شريحة اللحم في الصحن)، فان العلم الرئيس للبيد صحيح لا مثيل له، ولا سيما في هذا الزمن: حرب الابادة ضد الابتزاز الاصولي. بالفعل، لا يوجد في الخريطة السياسية الحالية أحد يمثل هذا الموقف الحيوي، ولهذا فان يئير لبيد مهم. كديما تسيبي لفني عالقة تماما في صيغتها للسلام المتعذر، الذي من أجله لا تزال تأمل بتحالف مخجل مع شاس. فبعد كل شيء لفني هي الاخرى حجت مغطاة الرأس بمنديل الى الحاخام عوفاديا يوسيف، الجد الاصولي الذي يعفي طلابه من التجنيد، يمنع تهويد الجنود القتاليين في الجيش الاسرائيلي ويستخدم من خلال خادمه الوفي، وزير الداخلية ايلي يشاي شرطة الهجرة الفظيعة التي تطارد اطفال "الاجانب" الذين اصبحوا منذ زمن بعيد اسرائيليين. شيلي يحيموفتش، مثل كل رفاقها في حزب العمل، ستكون مستعدة بالتأكيد للتحالف مع الاصوليين حتى لو كان بامتعاض من أجل السلام المزعوم، في ظل التسليم بالقطاع الاصولي الآخذ في الاتساع، بتمويلنا، والذي يصوت لزعمائه بالاجماع مما ينزع الارض من تحت نظامنا الديمقراطي. بمعنى اننا نمول السيطرة علينا. هذا هو التهديد الذي لا يطاق وخرج ضده يئير لبيد في حرب عادلة لا مثيل لها، على خلفية نساء الطالبان على انواعهم والتطرف الديني في بيت شيمش. هذا هو علمه الرئيس والفارق الكبير بينه وبين احزاب الوسط الاخرى. وبالتالي فان مطالبة لبيد الارتباط بحزب قائم ما هي مطالبة لا أساس لها من الصحة. كل مبرر وجوده هو في اقامة حزب جديد في شكل مختلف ظاهرا اساسه هو انهاء الابتزاز الاصولي على انواعه. فمكافحة اصحاب رؤوس المال، ستقوم بها شيلي يحيموفتش بشكل لا يقل جودة عنه. المشكلة هي ان لبيد هو مبتدىء يصر على تلوين نفسه بالوان اليسار السياسي عندنا والوقوف ضد المستوطنات، وهكذا فانه يمنع أجزاء من معسكر بلاد اسرائيل الانضمام اليه في منع السيطرة الاصولية. لماذا ينبغي لك يا لبيد أن تكون اولمرت؟ لماذا ينبغي لك أن تحشد ضدك كراهية كل محبي بلاد اسرائيل، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي أمل في السلام مع حكومة ابو مازن – هنية؟ وبالتالي فليس ليئير لبيد أمل حقيقي. كان ينبغي له أن يركز على الجبهة الاصولين ويكشف عارها، وكل ما يتعلق بالجانب السياسي، توحيد حزبه الجديد تحت صيغ جديدة للسلام، يمكن للجميع أن يتعايش فيها. مثلا اقتراح التقاسم الوظيفي – سيطرة مشتركة اسرائيلية – سورية في هضبة الجولان (بدل التأييد لاخلائها، مثلما ألمح ذات مرة)، أو اقتراح الكونفدرالية الاسرائيلية – الفلسطينية برعاية جيش دولي، دون اخلاء أي اسرائيلي أو فلسطيني من مكانه. وبدلا من ذلك، يفضل لبيد التمسك بصيغ السلام القديمة والمثيرة للاكتئاب، والتي من شأنها ان تجلب علينا، ضمن امور اخرى، حرب أهلية وصواريخ جراد على غلاف تل أبيب (كمرحلة اولى في نظرية المراحل). إذن من تبقى ليصوت له؟ الشعب مع الجولان، الشعب مع المستوطنين، وكل ما تبقى أخذه كديما، العمل وميرتس. إذن لماذا له السياسة؟ يقال في صالح لبيد انه أحب التوراة في السنوات الاخيرة، كما شهد على نفسه. ولهذا غريب لماذا لم تظهر فيه أي صلة ببلاد التوراة (آه، تذكرت. هو لا يحب الطبيعة). ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 15/1/2012 قانون المواطنة: متوازن، أخلاقي ومنطقي بقلم: ايلي حزان (المضمون: المحكمة العليا أوقفت بقرارها المنزلق السلس الذي كان سيؤدي الى الغاء دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ). هناك لحظات في حياة الامة الديمقراطية تتخذ فيها المحكمة العليا قرارات تاريخية حاسمة تصمم عمليا حياة المجتمع. هكذا كان مثلا في الولايات المتحدة، عندما صادقت المحكمة العليا في نهاية القرن الـ 19 على عقيدة "منفصل ولكن متساوٍ" التي خلقت تمييزا تحت رعاية القانون تجاه الاقلية السوداء. ذات المحكمة، مع تشكيلة انسانية مختلفة، عدلت هذا التشويه التاريخي وقررت في 1954 ما سيذكر كقرار براون ضد مجلس تعليم توبيكا، في أن هذه العقيدة مرفوضة. يمكن أن نقول في ذات السياق ان القرار الذي اتخذته المحكمة العليا الاسبوع الماضي بشأن قانون المواطنة هو قرار تاريخي بالغ المعنى لدولة اسرائيل. فقد حدد القرار قانونيا، وبحكم الامر الواقع أيضا بان دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وحسمت الخلاف طويل السنين في هذا الموضوع. كم كان متوقعا رد فعل منتقدي قرار قضاة المحكمة العليا في موضوع القانون موضع الحديث. ولكن يطرح السؤال اذا كانت المحكمة اتخذت قرارا غير متوازن وغير معقول. القرار متوازن بل ومنطقي، وذلك لانه لو رفض القانون لكان فتحت ثغرة للم شمل الاف العائلات التي هي غير يهودية وبالتالي لكان الغي عمليا قانون العودة، الذي وان كان قانونا أساس الا ان مكانته، ومثلما وجد الامر تعبيره في القرار القضائي آنف الذكر، هي مكانة قانون أساس. المحكمة العليا أوقفت بقرارها المنزلق السلس الذي كان سيؤدي الى الغاء دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. الحقيقة هي ان دولة اسرائيل تمنح حقا دستوريا لوجود الحياة العائلية. ولكن الحياة العائلية يمكن أن تكون أيضا في اماكن اخرى في العالم، ولا سيما في الاماكن التي يأتي منها المواطنون من غير اليهود. في قرار القضاة وان كان كتب "يوجد مس بحقوق دستورية، بما فيها الحق في المساواة، ولكن المس هو متوازن ويفي بشروط القانون الاساس". وعن حق. قول منظمة "عدالة" ان "محكمة العدل العليا فشلت في اداء مهمتها الاساس كحام لحقوق الاقلية، في وضع تستخدم فيه الاغلبية في الكنيست قوتها السياسية كي تمس بالديمقراطية ولا سيما بالاقلية العربية" هو قول مدحوض. الحقيقة هي أن المحكمة العليا تشكل نموذجا لامم العالم كحام لحقوق الاقلية في اسرائيل. قرار المحكمة في قضية قعدان هي حالة فاصلة دقيقة في هذا الشأن. دولة اسرائيل وقفت في السنوات الاخيرة عند منعطف فاصل ليس فقط في موضوع لم شمل العائلات بل وايضا في موضوع دخول عشرات الاف المتسللين الى اسرائيل. قرار المحكمة مكافحة ظاهرة المتسللين غير القانونيين الى اسرائيل، الى جانب قرار محكمة العدل العليا في موضوع قانون المواطنة، ثبتت من جديد ما سبق ان ثبت في وثيقة الاستقلال: "دولة اسرائيل ستكون مفتوحة امام هجرة يهودية وجمع المنافي، ولكن أيضا ستقيم مساواة حقوق اجتماعية وسياسية تامة لكل مواطنيها دون فارق في الدين، العرق والجنس". وباختصار: دولة يهودية وديمقراطية. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 15/1/2012 قانون الجنسية: ايام سيئة للمحكمة العليا بقلم: يوسي بيلين (المضمون: تسيء المحكمة العليا الى نفسها والى اسرائيل كلها باجازتها قانون الجنسية وتجعل صورة اسرائيل وصورة المحكمة في العالم سيئة لا يوثق بها ). لم يكن القرار في شأن قانون الجنسية ساعة حسنة لمحكمة العدل العليا. تبرز مواقف قضاة الأقلية بمنطقها واهتمامها بالحفاظ على اسرائيل باعتبارها ديمقراطية تحافظ على القانون. ويجعل موقف الاكثرية الاهتمام العادل عند الاكثرية اليهودية في اسرائيل تسويغا شاملا للقرار الذي يضر بروح ديمقراطيتنا. في التوتر بين "يهودية" و"ديمقراطية" (وهو توتر مشروع بل حيوي وليس بمثابة "تناقض" على أي نحو من الأنحاء)، اتخذ قرار غير تناسبي على اجازة قانون كنيست ذي صبغة تمييزية بصورة سافرة. أنقذت المحكمة العليا أكثر من مرة صورة اسرائيل في العالم. ففي ساعات صعبة تلبدت فيها الغيوم في سمائنا كانت هناك لاتخاذ قرارات مسؤولة ومعقولة، بل انها فتحت أبوابها أمام سكان المناطق التي احتللناها في حرب الايام الستة. وقد قبلت أكثر قراراتها مواقف الحكومات التي تولت الحكم في ذلك الحين والقوانين التي سنتها الكنيست في ذلك الحين. وفي حالات نادرة فقط قُبلت الاستئنافات لكن تلك الحالات برهنت على استقلال السلطة القضائية وعلى التقدير الديمقراطي. يعلم العالم انه ليس في اسرائيل محكمة منحازة كل عملها ان تكون شبه ختم مطاطي على قرارات السلطات التعسفية. بازاء حقيقة ان وزير الخارجية هو من هو، وان الكنيست قبلت في فترة الولاية الحالية، سلسلة قوانين تضر بالأقليات، قد نخسر في العالم تقدير المحكمة التي كانت شعاع نور بالنسبة إلينا. وفي وضع يعلم فيه العالم كله – من داخل الخطاب الاسرائيلي – ان الذي سيتولى قريبا رئاسة المحكمة العليا هو محافظ ويميني، أدى اليمين المتطرف في الكنيست الى تعيينه، وفي وضع ينتخب فيه للمحكمة العليا المستوطن الاول، وفي وضع تسوغ فيه المحكمة منع لم الشمل للفلسطينيين في اسرائيل، تنشأ مشكلة جديدة لا لمن يؤمنون بحقوق الانسان والديمقراطية فقط. اتخذت محكمة العدل العليا في الماضي قرارات شديدة الوقع جدا في نظري. فقد سلمت لوضع لا تطبق فيه اسرائيل ميثاق جنيف الرابع المتعلق بالسلوك في الاراضي المحتلة، ومنحت حقيقة الاستيطان في المناطق الشرعية برغم موقف القانون الدولي، وأحلّت (زمن حكومة رابين) واحدة من أكبر الحماقات التي تمت في العهد الاخير وهي الطرد الهاذي لـ 415 من نشطاء حماس الى جبل ثلجي في لبنان، بزعم ان الحديث عن طرد فردي لكل واحد منهم بسبب جناياته لا عن عقوبة جماعية تعارض القانون. لكن على خلفية قرارات مهمة اخرى، كان العالم يستطيع ان يوافق على هذه القرارات المخطوءة منها. حينما يكون الحديث عن تحول بهذا القدر بارز الى اليمين، اتُخذ على أساسه القرار في يوم الاربعاء الاخير – فلن تستطيع أية حكومة في المستقبل ان تتوقع ان يرى العالم محكمتنا العليا جهة قادرة على منح قراراتها شرعية وعلى ان تحظى بالثقة بها.