مقتطفات من صحافة العدو : 16/01/2012



يديعوت – مقال افتتاحي – 16/1/2012
<b>
ما الذي سيشعل الايرانيين
</b>
بقلم: اليكس فيشمان
سيكو
حجم الخط
يديعوت – مقال افتتاحي – 16/1/2012 ما الذي سيشعل الايرانيين بقلم: اليكس فيشمان سيكون ربيع 2012 حاسما بالنسبة للشرق الاوسط. فقد أخذت جميع اللاعبات الاقليمية تستعد الآن لنيسان. وكلها – لا عندنا وفي واشنطن فقط – تُشم ريح حريق في الهواء. من وراء المقولات العصبية المصعدة، لمسؤولين كبار في جهاز الامن الامريكي، يقوم واقع مهدد أخذ يتطور في ايران. وليس عجبا ان اعترف في الاسبوع الماضي قائد الاسطول الامريكي بأنه لا ينام جيدا في الليل ازاء ما يتطور في مضيق هرمز. وحينما لا ينام الأدميرال جيدا ويحدد وزير الدفاع خطوطا حمراء للايرانيين فانه ينبغي ان نفترض انهم عندنا ينامون بالملابس العسكرية والأحذية. يتحدث الجميع عن الربيع، لأن الجميع على ثقة بأن اسرائيل ستهاجم آنذاك ايران وهو شيء سيشعل الشرق الاوسط. هذا السيناريو مبتذل جدا ويظهر في كل مناقشة امنية في وسائل الاعلام العالمية: هذه السنة سيُتم الايرانيون ادخال مشروعهم الذري الى عمق كبير داخل الارض، ومنذ تلك اللحظة سيصبح هجوم جوي أقل فاعلية بكثير. لهذا توجد ضرورة في ظاهر الامر للهجوم بأسرع وقت ممكن. لكن يوجد امكانية اخرى ايضا أكثر واقعية وأكثر قربا من الاشتعال وليست لها صلة بمهاجمة المنشآت الذرية الايرانية. فحوى هذا السيناريو ان الايرانيين سيكونون أول من يضغط على الزناد بسبب الطوق الاقتصادي الخانق والعزلة الدولية اللذين يزدادان احكاما حول أعناقهم. فقد بدأوا يُدفعون الى الحائط بسبب الضغوط التي أصبحت مستعملة عليهم وأكثر من ذلك بسبب الضغوط التي ستُستعمل عليهم في القريب جدا. ان انهيار طهران الاقتصادي أصبح قريبا جدا. فالنظام يرى الآلاف الذين يقفون اليوم في صفوف الانتظار في المصارف محاولين استبدال الدولارات بالريال وهي غير موجودة. وصار الفرق في السوق السوداء الى 60 في المائة. ولا يستطيع أحد ان يتنبأ ماذا ستكون اللحظة الحرجة التي ستدفع احمدي نجاد الى عمل يائس. ومتى سيشعر آيات الله بأنهم مهددون جدا فيستقر رأيهم على إحداث تحرش عسكري يهدد العالم ويجبي منه ثمنا باهظا جدا يزيل الطوق الخانق. ان التدريب البحري الذي أُجري في الاسابيع الأخيرة في الخليج الفارسي اشتغل فيما اشتغل به، باغلاق مضيق هرمز. وقد أعلن قائد سلاح البحرية الامريكي علنا أنه تم الفحص في التدريب عن نشر الاسطول لضمان ألا تُمكن حركة قطع بحرية في المضيق بلا رقابة. وتناول التدريب ايضا الجوانب الهجومية لمواجهة اساطيل اجنبية تبحر في الخليج وقد تمنع ايران من تنفيذ الحصار. بعبارة اخرى: أوضح الايرانيون أنهم ينوون حينما يحين الوقت ان يواجهوا لا اساطيل الخليج الفارسي فقط بل الامريكيين والفرنسيين والبريطانيين ايضا الذين يضمنون التدفق الحر للنفط ويحافظون على سعره في الحقيقة. ان السوط الايراني يهدد بكسر هذه المعادلة لوقف تدفق النفط وبرفع السعر الى مستوى غير محتمل يوجب على العالم فتح الباب أمام النفط الايراني وازالة الضغط عنه. تغيرت السيناريوهات فجأة. لن يحدث الانفجار بسبب هجوم اسرائيلي بل بسبب ذعر القيادة الايرانية من العقوبات الاقتصادية. وفي الشرق الاوسط ستنشب حرب على الوقود والمال والسلع – لا بسبب قصف المنشآت الذرية. فهم الروس هذا منذ زمن. فقد قال مندوبهم في الامم المتحدة، بيتلي تشوركن، في الفترة الاخيرة ان أكبر تهديد لاستقرار العالم هو الازمة في مضيق هرمز. وهذا واحد من الاسباب الذي يجعل الروس غير متحمسين كثيرا لزيادة العقوبات الاقتصادية حدة. ان الامارات العربية هي أول من شم ريح الحرب على طول الخليج الفارسي. وستكون أول المضروبات. ولهذا أصبح أرباب النفط هناك في ذعر محاولين انهاء مد أنبوب النفط الى الموانيء في سواحل عُمان والالتفاف على مضيق هرمز. بدأ مشروع الأنبوب وقاعدة تصدير النفط الجديدة في 2008 ويفترض ان ينتهي في أيار، لكنهم في الامارات يخشون ان يكون الوقت آنذاك متأخرا جدا. يجوز ان نفترض ان لقاء رؤساء هيئات الاركان من حلف شمال الاطلسي الذي سيتم هذا الاسبوع – بمشاركة رئيس اركان ضيف هو بني غانتس – سيحصر العناية في الازمة الناشئة في مضيق هرمز. واسرائيل في هذا السيناريو شريكة ضئيلة القدر يُطلب اليها في الأساس ألا تشوش. معاريف - مقال – 16/1/2012 أبناء عمومة اليسار بقلم: عاموس جلبوع (المضمون: محاولة عرض وجود تساوي بين الكتلتين السياسيتين، من خلال ادراج الاحزاب العربية مع لبيد ولفني في كتلة واحدة هي أمر يتجنى على الحقيقة ). في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي كان متبعا في حينه قراءة الزامية لمقال بعنوان "اللعب بالارقام" الذي كتبه باحث شاب عمل في حينه في السي.أي.ايه. فقد أرسل الشاب الى فيتنام من قبل مسؤوليه لفحص صحة أرقام الخسائر في "الفيتكونغ" – قوة العصابات التي تقاتل الامريكيين – كما كانت قيادة القوات الامريكية في سايغون تنشرها في كل شهر. اعداد الخسائر المنشورة كانت ترتفع كل شهر فتبعث في واشنطن الامل بان ها هو، في غضون وقت قصير للغاية ستنتهي حرب فيتنام بالانتصار التام. نتائج البحث، التي طمست، كانت مذهلة. فقد اظهرت بان كل الارقام التي نشرتها قيادة الجيش الامريكي كانت ملفقة. كيف؟ كشف الباحث بعض اساليب عرض معطيات القتلى: فلاحون فيتناميون قتلوا كانوا يحصون كجنود في الفيتكونغ؛ فلاحات فيتناميات قتلن كن يحصين كـ "داعمات للقتال"، ومجالات اخرى زادت بلا قياس عدد ضحايا الفيتكونغ. اما الواقع على الارض فقد أثبت كم كان محقا الباحث وكم كانت "لعبة الارقام" مضللة لاصحاب القرار في واشنطن. تذكرت ذلك عندما رأيت الاسبوع الماضي الاستطلاعات عن نتائج الانتخابات للكنيست وبعض التحليلات عنها في الصحف المكتوبة. والظاهرة التي اجتذبت عيني أكثر من غيرها كانت التوزيع الى كتل. فقد وزعت الاصوات على النحو التالي: "كتلة اليمين" – الليكود، ليبرمان، شاس والاصوليين – 61 مقعدا، "كتلة اليسار – الوسط" – العمل، كديما، لبيد، ميرتس والاحزاب العربية – 54 مقعدا، وآريه درعي مع خمسة مقاعد، لا في كتلة اليمين ولا في كتلة اليسار. وأنا أطرح سؤالا بسيطا: لماذا ادرجت الاحزاب العربية في كتلة اليسار – الوسط؟ هذه ليست المرة الاولى. منذ سنوات ووسائل الاعلام تضم الاحزاب العربية الثلاثة ضمن كتلة اليسار. لماذا؟ لماذا يخلط الحليب باللحم؟ ما هو بحق الجحيم مشترك بين حزب عزمي بشارة وحزب لفني وموفاز؟ ما هو المشترك مع الاحزاب العربية، التي تؤيد حق العودة وتتبنى اخلاء كل المستوطنات مع حزبي كديما والعمل؟ ما هو المشترك بين حزبين عربيين على الاقل، يرفضان كون دولة اسرائيل دولة القومية اليهودية، وبين لبيد؟ ما هو المشترك بين قادة الاحزاب الصهيونية من اليسار واولئك الذين يؤيدون علنا ايران، حماس وحزب الله؟ لا شيء! وبالتالي لماذا مع ذلك تدرج الاحزاب العربية بشكل دائم في كتلة اليسار ولا تطرح بصفتها مستقلة بذاتها، في كتلة قطاعية عربية مثلا؟ برأيي هذا هو الجواب: من أجل تقديم عرض ملفق وخلق الانطباع المغلوط والمشوه بان كتلة اليسار كبيرة ومع قليل من الجهد ستنجح في أن تتساوى مع ما تسمى "كتلة اليمين". يوجد فارق كبير اذا ما كان الرقم المعروض 54 او 43 مقعدا. وهنا يطرح سؤال آخر: لماذا يجري التقسيم الى يسار – وسط؟ لماذا لا يوجد تقسيم الى يمين – وسط؟ ماذا، الا يمكن للبيد أن يكون مع الائتلاف؟ الا يمكن للفني أن تجلس في ذات الطاولة الحكومية الى جانب بنيامين نتنياهو؟ وعلى أي حال لماذا لا يدخل درعي الى احدى الكتلتين؟ هنا ايضا الجواب هو الرغبة في تقديم عرض ملفق وتعظيم قوة اليسار من خلال "لعبة الارقام" واعطاء أمل (كاذب) لاولئك الذين يتطلعون الى سقوط بيبي. التقسيم الى يسار ويمين هو تقسم عبثي، ونحن نحتاج الى تحليلات وتعريفات جديدة، ولكن هذا موضوع آخر. في النهاية، مثلما في فيتنام، الواقع هو الذي سيقرر وليس العروض الملفقة. ---------------- هآرتس - مقال - 16/1/2012 خلاف على الخط الاحمر بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف (المضمون: خلاف بين اسرائيل وأمريكا على النقطة التي لا يعود فيها ممكنا استخدام الخيار العسكري لوقف المشروع النووي الايراني). رئيسا أركان الولايات المتحدة واسرائيل، الجنرال مارتن دمباسي والفريق بني غانتس، سيلتقيان هذا الاسبوع مرتين، لاول مرة منذ تسلما مهام منصبيهما. ومع أن اللقائين تقررا قبل وقت ما، الا انه لا يمكن تجاهل الصلة الاستراتيجية التي يجريان فيها: التوتر المتصاعد حول البرنامج النووي الايراني وما بدا كقلق امريكي متجدد (ومتصاعد) من امكانية أن تقرر اسرائيل ان تهاجم وحدها المواقع النووية. في نهاية الاسبوع تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن سلسلة رسائل كابحة للجماح نقلها مؤخرا مسؤولو ادارة اوباما الى اسرائيل، بهدف منع هجوم اسرائيلي. يوم الخميس تحدث نتنياهو والرئيس اوباما هاتفيا، بعد وقت قصير من شجب وزارة الخارجية في واشنطن عملية اغتيال عالم النووي الايراني (العملية التي نسبها مسؤولون ايرانيون في البداية لاسرائيل وبعد ذلك للولايات المتحدة وبريطانيا). دمباسي وغانتس سيلتقيان بداية في بروكسل، على هامش مؤتمر رؤساء الاركان السنوي لحلف الناتو – حدث يدعى اليه رئيس الاركان الاسرائيلي باستمرار. بعد يومين من ذلك سيصل الجنرال دمباسي الى اسرائيل. ومع أن واشنطن شددت مؤخرا الضغط على طهران، من خلال دمج تصريحات أكثر حزما، مبادرة لتشديد العقوبات الدولية وما بدا كصدام مستقبلي محتمل حول التهديد الايراني باغلاق مضائق هرمز فان القدس غير راضية. في اسرائيل لا يتأثرون بالازمة العميقة التي علق فيها الاقتصاد الايراني، والتي تشدد الضغط على النظام الذي يستعد للانتخابات البرلمانية هناك في اذار. في مركز الجدال بين القدس وواشنطن، توجد مسائل الجداول الزمنية والخطوط الحمراء. البدء في تخصيب اليورانيوم في المنشأة التحت ارضية قرب مدينة قم يرفع مستوى القلق في اسرائيل. في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان قبل نحو شهرين قال وزير الدفاع ايهود باراك انه تبقى اقل من سنة على وقف البرنامج النووي. ورسم باراك بذلك الخط الاحمر الاسرائيلي الجديد: من اللحظة التي يتم فيها قسم هام من التخصيب في موقع محصن، فان ايران تكون دخلت "مجال الحصانة" والخيار العسكري (الاسرائيلي على الاقل) يشطب عن جدول الاعمال. غير ان الخط الاحمر الامريكي يمر في مكان أبعد من ذلك، في المكان الذي تتقدم فيه ايران في تطوير السلاح النووي (أي، الرأس المتفجر) ولا تعود تكتفي بتطوير قدرة نووية – الخط الذي لم يتم اجتيازه بعد. هل باراك ونتنياهو يعتزمان حقا ان يهاجما وحدهما، أم أن كل الخطوة الاسرائيلية الطويلة ترمي فقط الى تشجيع الغرب على عمل أكثر حزما؟ هذه مسألة المليون دولار، التي بحثت تباعا على مدى نحو ثلاث سنوات. يخيل ان الان ايضا ليس للادارة في واشنطن جواب مقنع عليه. الواضح هو ان التخمينات في وسائل الاعلام الامريكية – هذه المرة على نحو مفاجيء، دون ثرثرة مساهمة من الطرف الاسرائيلي – ترفع درجة الحرارة في طهران ايضا. يبدو ان خطر المواجهة المحتمل، أولا وقبل كل شيء بين سفن أمريكية وايرانية في الخليج الفارسي، آخذ في الارتفاع. في الصورة المتوترة على أي حال تساهم ايضا منظمة حزب الله. في نهاية الاسبوع نقل عن احباط محاولة عملية لحزب الله ضد هدف اسرائيلي في تايلند، حادثة ثانية من نوعها بعد الاخطار الذي نسب هو ايضا للمنظمة حول مهاجمة سياح اسرائيليين في بلغاريا. ويشكل حزب الله اليوم الذراع الطويل لايران، والتي يستخدمها مباشرة جيش "القدس" للحرس الثوري. والسياق ليس فقط الذكرى السنوية المقتربة لتصفية عماد مغنية، بل أيضا الاغتيالات لعلماء النووي في طهران. أمين عام المنظمة، حسن نصرالله، وعد أمس بان تصفية العلماء لن توقف المشروع النووي الايراني. وتركز ايران وحزب الله الان الجهود ايضا على انقاذ نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ومؤخرا زار قائد جيش القدس الجنرال قاسم سليماني سوريا في محاولة للمساعدة في قمع الثورة ضد النظام. ويعرف نصرالله بانه اذا سقطت دمشق، فان مطلب نزع سلاح حزب الله – الذي عقب عليه أمس باستخفاف – سيعود ليطرح بقوة أكبر. ------------- معاريف - مقال - 16/1/2012 عندما لا يكون سيد بقلم: البروفيسور باري روبين خبير في شؤون الشرق الاوسط ورئيس معهد "غلوريا" (المضمون: رغم التصريحات المؤيدة لاسرائيل من جانب اوباما، والتي يُزعم أنها تهديء روع مؤيديه الاسرائيليين، إلا انه لاول مرة في التاريخ الحديث لاسرائيل لا يوجد لها سيد من القوى العظمى). من ناحية تاريخية، على مدى الاربعين سنة الاخيرة كانت اسرائيل متعلقة بالدعم الامريكي. لا شك انه كانت هناك فترات احتكاك بعضها بذنب امريكا، واخرى بذنب اسرائيل، ولكنها استمرت لزمن قصير. في نهاية المطاف لم تستند هذه الى خلافات أساسية بل الى اختلافات تكتيكية. أما اليوم بالمقابل فالمشكلة الأساس بين الدولتين لا تتعلق بالمواضيع الثنائية أو حتى بمسائل في موضوع "المسيرة السلمية"، بل بالتشخيص الأساس للرئيس الامريكي ومستشاريه بالنسبة للعالم والشرق الاوسط. أولا، ادارة اوباما لا تنظر الى الاسلام السياسي كتهديد. الادارة لا تعتقد ان النظام التركي، الاخوان المسلمين وحزب الله يشكلون تهديدا على اسرائيل أو على باقي مصالح الغرب. القاعدة وحدها تُعد عدوا يجب معالجته. الأوائل، كما يعتقد اوباما، سينهارون عندما يصعدون الى الحكم ويضطرون الى الانشغال بالمشاكل اليومية. من زاوية نظر اسرائيلية، نشأ وضع استراتيجي خطير. اتفاق السلام مع مصر ليس مصداقا. في الوضع الجديد الناشيء من شأن مصر ألا تمنع نقل الاسلحة الى قطاع غزة، الحدود وأنبوب الغاز لم يعودا آمنين، وفي حالة مواجهة من شأن مصر ان تدافع عن حماس. اوباما بصفته "أصم" عن هذه المخاطر، يسند الاخوان المسلمين والاسلاميين الآخرين في تونس، في ليبيا وفي سوريا. ثانيا، يمكن الادعاء بأنه حسب مفاهيم الرئيس، فان التحالف الأساس للولايات المتحدة في الشرق الاوسط هو مع تركيا وليس مع اسرائيل. فقد غفر اوباما لتركيا التخريب على العقوبات ضد ايران، التأييد لحركات كحماس وحزب الله والعداء تجاه اسرائيل، ولكنه لم يتخذ نهجا تسامحيا مشابها تجاه اسرائيل. يبدو ان ليس لاوباما فهم حقيقي لحاجة الحفاظ على مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ودعم حلفائها. فليست اسرائيل وحدها تعاني من هذا الوضع بل وكذلك قوى مناهضة للتطرف كالسعودية، الاردن وحركات المعارضة في ايران، في لبنان، في تركيا وفي سوريا. المشكلة هنا لا تكمن في الادارة الحالية في دولة اسرائيل. تغيير قيادي لن يؤثر على هذه المواضيع. رغم التصريحات المؤيدة لاسرائيل من جانب اوباما، والتي يُزعم أنها تهديء روع مؤيديه الاسرائيليين، إلا انه لاول مرة في التاريخ الحديث لاسرائيل لا يوجد لها سيد من القوى العظمى. ------------------------------------- يديعوت - مقال - 16/1/2012 "يمين" و "يسار" روحي بقلم: يرون لندن (المضمون: إما ألا تكون صلة بين الموقف السياسي والموقف القانوني أو أننا نخطيء في رسم خريطة المواقف السياسية للقضاة أو أن يكون الاحتفاظ بالمناطق المحتلة هو مثل الرسن الوحشي على رقاب الكلاب: في كل محاولة للتحرر من نتائجه، يتوثق أكثر فأكثر على رقابنا ). في عهد ملكية اسرائيل الكبرى تعلمت الغطس في شرم الشيخ. بين المتعلمين في مجموعتي كان زوجين شابين محبين. في الماء، على الشاطيء، حشر العاشقان نفسيهما في كيس نوم واحد وحتى الفجر كان الكيس ينبض كسمكة كبيرة وقعت في الشباك. الامتحان النهائي جرى على أرضية البحر. جلسنا في دائرة، وحام المرشد فوقنا وأحدث نقاط خلل تحدت قدرتنا على العمل في أوضاع الطوارىء. فقد أغلق صنبور بالون الهواء للشابة، فأشارت لزوجها بالاشارة المتفق عليها، والتي تعني "دعني أتنفس هواءا من انبوبتك". الشاب أخرج من فمه الانبوبة ووضعها في كف يده الممدودة، ولكن بعد ثوان قليلة خيل له انها تتردد في اعادتها، فسحبها من فمها بقوة شديدة واختنق كلاهما، أطلقا الهواء، وانتفخت عيونهما – فارتفعا سريعا الى سطح الماء كصاروخين باليستيين هابطين. من حظهما أن رئتاهما لم تتفجرا. ومنذئذ وأنا أبتسم عندما أسمع كلمات العشاق مثل "روحي" أو "اعطي حياتي من أجلك". الحقيقة عن الحب تنكشف عندما يتوق الجسد لبعض الهواء. سنوات عديدة يشغل قانون المواطنة المحكمة العليا. في الاسبوع الماضي حسم الخلاف بفارق اصبع. أساسه دار حول وزن حقوق الفرد في مقابل حقوق الجماعة. في القرار الملتوي، الذي يقع في 300 صفحة، تقرر أنه في الوضع الحالي يعرض استقرار الفلسطينيين في نطاق اسرائيل للخطر سلامة العموم. شدة الخطر، هكذا اعتقدت الاغلبية، تفوق حق الفرد في اقامة عائلة في البلاد مع من أحبته روحه. أعتقد أن القانون منح وزنا مبالغا فيه للرومانسية. لا أومن ان للمرأة وللرجل يوجد فقط روح واحدة في العالم كفيلين بان يعشقا الواحدة الاخرى، وأنه محفوظ لهما حق مقدس للزواج بها. الاختبار لقوة العاطفة الرومانسية هي الاستعداد لترك الوطن والسير وراء اصوات القلب الى الصحراء، الى بلاد غير مزروعة، ولكني لم اسمع عن عرب اسرائيليين تركوا بيوتهم واستقروا في فلسطين في أعقاب حبهم. واضح أن ليس في رأيي هذا، غير السليم على نحو ظاهر، بحث القضاة. الحقيقة هي أن أمن الجمهور ايضا لم يكن في رأس اهتمامهم. توجيه النقاش الى الاتجاه الذي وجه اليه يموه خوف اليهود من تغيير الميزان الديمغرافي، غير أن الكشف عن هذا الدافع كان من شأنه أن يدنس الخلاف القانوني. القضاة يجتهدون لان يبعدوا أنفسهم عن المسائل السياسية والبحث عن تعليلات قانونية حتى لمواقف ليس القانون هو حلها. مقبول على المراقبين ان يعتبروا أن قضاة العليا وقفوا على جانبي المتراس الذي يفصل بين "اليسار" و "اليمين". من جهة اخرى يوجد محبو حقوق الفرد، الذين يميلون الى ان يتبنوا النظرة المدعية للعدالة في العالم ويؤيدون تقسيم البلاد. ومقابلهم – محافظون، تقليديون، قوميون، اولئك الذين يضعون على رأس سلم اعتباراتهم تحقيق حق اليهود في كامل أراضي وطنهم التاريخي. اذا كان المراقبون محقين، فالقرار قابل للدحض – سواء من زاوية النظر السياسية لهؤلاء أم من زاوية النظر السياسية لاولئك. فـ "اليمينيون" لا يفترض أن يخافوا من نقل سكان عرب الى نطاق اسرائيل، فهم يتبنون فكرة أن الانخراط السكاني هو تحصيل حاصل لاستمرار تواجدنا في يهودا والسامرة. أما "اليساريون" فيفترض أن يثوروا على هجرة العرب الى نطاق اسرائيل لانهم يتطلعون الى الفصل بين الفئتين السكانيتين. ظاهرا انقسم القضاة بشكل يتعارض بالضبط مع مذاهبهم الفكرية. وهكذا أحل أنا هذا اللغز: إما ألا تكون صلة بين الموقف السياسي والموقف القانوني أو أننا نخطيء في رسم خريطة المواقف السياسية للقضاة أو أن يكون الاحتفاظ بالمناطق المحتلة هو مثل الرسن الوحشي على رقاب الكلاب: في كل محاولة للتحرر من نتائجه، يتوثق أكثر فأكثر على رقابنا. ----------------------------------------- يديعوت - مقال - 16/1/2012 عودة الى مدريد حق الكلام للجماهير بقلم: شمعون شيفر (المضمون: من اعتقد بان الزمن يعمل في صالح اسرائيل من شأنه أن يكتشف بان الرأي العام في الدول العربية الجديدة تبدي قدرا أقل من التسامح تجاه استمرار السيطرة على ملايين الفلسطينيين في الضفة واستمرار الحصار على غزة من مبارك او طغاة آخرين). مدريد. يوم الثلاثاء الماضي، في ساعات المساء المبكرة، وقفت مجموعة من الاسرائيليين، الفلسطينيين، المغاربة، التونسيين، المصريين، وكذا الاوروبيين امام القصر الذي في احدى قاعاته الفاخرة اجتمع قبل أكثر من عشرين سنة في يوم من الخطابات الاحتفالية، الذي سيسجل في التاريخ كـ "مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط". وكان يفترض بالمؤتمر أن يشكل صيغة التسوية بين اسرائيل والعالم العربي، وبالاساس ان يحل المواجهة النازفة بينها وبين الفلسطينيين. قدورة فارس، من كبار رجالات القيادة الفلسطينية، وقف الى جانبي وقال لي بابتسامة مريرة: "هنا بدأت الكذبة الكبرى". والكذبة التي تحدث عنها كانت فرضية تلك الايام بان المؤتمر سيؤدي الى اقامة دولة اردنية – فلسطينية في المناطق. على الاقل في اختبار النتيجة فارس محق: الاسرائيليون والفلسطينيون بعيدون اليوم أكثر من أي وقت مضى عن الصيغة التي تسمح بالتوقيع على تسوية. في تلك الايام ظهرت على غلاف المجلة البريطانية "الاكونومست" صورة رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شمير الذي توج بصفته "أب الدولة الفلسطينية". يا للسخرية. ولكن هيا لا نكون متشائمين جدا. مع ذلك حصل شيء ما في العشرين سنة الماضية. اسرائيليون، فلسطينيون وممثلون عن دول شمالي افريقيا، يلتقون علنا، يتحدثون بصوت عال، يلمسون الواحد الاخر، يتبادلون النكات عن حكوماتهم. الى أن يصل هذا الى المباحثات الرسمية، في الغرف الواسعة التي وضعتها حكومة اسبانيا تحت تصرف المؤتمرين. عندما يتحدثون الى الميكروفون، كل المندوبين يكررون حججهم المعروفة حتى التعب. على مدى يومين كان يمكن سماع تقديرات عما يمكن أن يحصل، ورسالة واحدة قوية صدرت المرة تلو الاخرى: اسرائيل ستكون مطالبة بان تتصدى قريبا لمحفل لم تعرفه في الماضي – الرأي العام. ليس علاقات تقوم على الاتصالات مع رؤساء الدولة أو بين وكالات الاستخبارات. المتحدثون من مصر، من تونس، من الجزائر، رجال المنفى من سوريا – كلهم شددوا على أنه حتى لو سيطرت المحافل الاسلامية المتطرفة على دولهم، فسيكون قرارا شرعيا ان تكون اسرائيل مطالبة بان تتعايش معها. بتعبير آخر: من اعتقد بان الزمن يعمل في صالح اسرائيل، وانهم كانوا محقين اولئك الزعماء الذين لم يسارعوا الى الوصول الى تسوية، من شأنه أن يكتشف بان الرأي العام في الدول العربية الجديدة تبدي قدرا أقل من التسامح تجاه استمرار السيطرة على ملايين الفلسطينيين في الضفة واستمرار الحصار على غزة من مبارك او طغاة آخرين. كما أن التصميم الذي أرفقه الاوروبيون بمحاولات الوصول الى تسوية اسرائيلية – فلسطينية آخذ في التبدد هو الاخر. كان يكفي سماع وزير الخارجية الفرنسي السابق، برنار كوشنير، ووزير الخارجية الاسباني ميغال موراتينوس، حين تحدثا كيف نجح نتنياهو في تضليهما. نتنياهو، قالا، وعد بان في غضون سنة سينهي المحادثات مع ابو مازن. إذن الان، حين بات واضحا بان شيئا مما وعد به نتنياهو لن يتحقق، سحب الاوروبيون ايديهم. وهكذا، الحكومة اليمينية الجديدة في اسبانيا لم تكلف نفسها ارسال مندوب كبير عن المؤتمر واكتفت بمدير دائرة في وزارة الخارجية. في الوفد الاسرائيلي ايضا لم يكن مسؤولون كبار يمكنهم ان يمثلوا الحكومة حقا. ممثل عن الليكود لم يصل، وعلى رأس الوفد وقفت وزيرة الزراعة، اوريت نوكيد، التي اهتمت اساسا بالتعاون الزراعي مع المضيفين وبمصيرها السياسي في البلاد. ومع ذلك، مهم أن نكرر امورا اطلقها مسؤول كبير في الوفد الفلسطيني: "الربيع العربي لن يتجاوز الضفة الغربية. سيأتي يوم وستشعرون بما يجري حولكم. الشعوب في المنطقة وضعوا أمامنا المرآة التي بواسطتها ستبدأ الانتفاضة غير العنيفة ضد الاحتلال". تودعنا في مطار مدريد. نحن هبطنا في الوطن بعد أربع ساعات. هم صعدوا الى الطائرات الى عمان، وبعد يوم من ذلك، كما تفترض الترتيبات، في سيارة عمومية الى جسر اللنبي. بالاجمال يوم ونصف بين مدريد ورام الله. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 16/1/2012 ماذا لو قضى الايرانيون على علماء؟ بقلم: أفنير كوهين استاذ كرسي في مركز ابحاث منع نشر السلاح الذري في معهد الدراسات الدولية في مونترييه، كاليفورنيا، ومؤلف كتاب "اسرائيل والقنبلة" (المضمون: اغتيال العلماء ذوي الصلة بالمشروع الذري الايراني عمل ضرره أكبر من فائدته بكثير لأنه سيفضي الى تعريض العلماء من اسرائيل والغرب لانتقام الايرانيين ). تلقت اسرائيل الرسمية في الاسبوع الماضي في صمت هادر نبأ اغتيال عالم الذرة الايراني مصطفى احمدي روشان. وتُلقي الاغتيال في المستوى غير الرسمي بالغمز. قبل ذلك بيوم تحدث رئيس هيئة الاركان مع نصف ابتسامة عن "أحداث تخرج عن سُنة الطبيعة"، تسبب تعويقات للبرنامج الذري الايراني. كان الصلف الاسرائيلي واضحا. ان الحياة العامة الاسرائيلية لم تُصعب الامر في مواجهتها للحكمة التي في اغتيالات العلماء الايرانيين كعادتها دائما. فهذا التصعيب يُرى خيانة في الثقافة الاسرائيلية التي تقدس الأمن. فاذا كان الاغتيال نجح وقُضي على العالم واختفى المغتالون فانهم لا يُصعبون الامور. لكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أصرت على وضع الامور على الطاولة: فقد أنكرت ألبتة أي مشاركة امريكية في الاغتيال بل أعلنت ان الولايات المتحدة تعارض بشدة اغتيال العلماء. وتم تقبل هذا الاعلان في اسرائيل في دهشة بل ربما بشعور بالاهانة. ما هي الحكمة في مقال معلن كهذا، قال من قال، وعلى كل حال فان هذا قول منافق لأن الرئيس براك اوباما يستعمل أكثر من أسلافه اغتيال الارهابيين من الجو. كي نفهم الانتقاد الامريكي لاغتيال العلماء، ينبغي ان نفتح للنقاش الاسئلة التي يحجم الاسرائيليون عن سؤالها وهي: هل هذه الاغتيالات تسهم حقا في الاضرار الكبير بالبرنامج الذري الايراني؟ وماذا قد تكون نتائج سياسة الاغتيال؟ وهل من الصحيح احداث وضع يصبح فيه العلماء حيوانات تجارب في حرب اغتيال واغتيال مضاد (ربما في البداية علماء الذرة وبعدهم العلماء بعامة والاشخاص ذوو الأقدار)؟. فيما يتعلق بالفائدة نقول ان البرنامج الذري الايراني الذي مركزه نتناز هو اليوم مشروع ضخم يعمل فيه مئات العلماء وآلاف التقنيين. ويصعب ان يخطر بالبال ان اغتيال عالم واحد مهما تكن قدراته ورتبته سيكون ضربة حقيقية للمشروع كله تسبب له تأخيرا كبيرا. ان المشروع الذري الايراني قد اجتاز منذ زمن المرحلة التي يستطيع فيها مصير شخص ما ان يؤثر في مصير المشروع كله. هذا الى انه لا ينبغي فقط ان نأمل ان تؤخر اغتيالات أفراد المشروع كثيرا أو تفضي بقادة المشروع الى تعديل أغراضه السياسية الاستراتيجية بل العكس. فمن شبه المحقق ان الاغتيالات ستفضي الى نتيجة عكسية فهي ستعزز فقط التصميم الايراني على الاستمرار بلا احجام. ولمنع هبوط الروح المعنوية بين العلماء، سيصنع الايرانيون كل شيء ليكسبوا الثقة بوعدهم بأن يأتي الانتقام حتما. اذا كانت اغتيالات في جانب فيجب ان نفترض ان توجد محاولات اغتيال في الجانب الآخر ايضا، واذا لم توجد حصانة للعلماء الايرانيين فلن تكون حصانة ايضا لعلماء من دول يُشك في أنها تنفذ الاغتيالات. وفي حين امتنع الايرانيون في الماضي على نحو ظاهر بالقاء التبعة على دولة ما فان الادارة والاعلام هذه المرة أشارا خلال ساعات الى اسرائيل والولايات المتحدة على أنهما المسؤولتان عن الاغتيال ووعدا بالانتقام. ابتهجت اسرائيل في الحقيقة لسماعها بالاغتيال، لكن من المثير ان نعلم ماذا كان رأي كبار الجماعة العلمية في البلاد ولا سيما علماء الذرة، في اغتيال علماء يتولون مناصب في مؤسسات اكاديمية معروفة (فلأكثر العلماء الكبار في البرنامج الذري الايراني وظائف في الجامعات ايضا). لا شك في انه كانت عندهم تحفظات على الحكمة في توسيع حرب الظلال الى نطاق العلماء. ان من يجعل اغتيال العلماء في طهران مشروعا يُعرض للخطر الأمن الشخصي لعلماء من الجانب الآخر. وقد تفضي المرحلة القادمة من حرب الاغتيالات الى ان تصبح مؤتمرات علمية دولية ساحات اغتيال. من الممكن جدا ان تكون أضرار الاغتيال أكبر من فائدتها بكثير. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 16/1/2012 ديغول اسرائيلي بدل حزب بقلم: دانيال شاك كان سفير اسرائيل في فرنسا (المضمون: دخول لبيد الى السياسة الاسرائيلية بحزب جديد سيضعف المركز السياسي في اسرائيل ويقوي الليكود أكثر فعليه ان ينضم الى حزب كديما). بعد ان عُدت الى نفسي من مفاجأة دخول يئير لبيد الى السياسة، تذكرت أحاديث مع اشخاص فرنسيين، اعتادوا في ردهم على طريقة الحكم الاسرائيلية ان يقولوا في اشفاق شديد: "ليحفظنا الله، هذا مثل الجمهورية الرابعة!". يتذكر الفرنسيون الجمهورية الرابعة بصورة سيئة وهي التي نشأت في 1946 بعد انهيار نظام حكم فيشي لسبب مركزي واحد هو عدم القدرة على الحكم. ففي 12 سنة من وجوده سقطت ائتلافات واحد بعد آخر، بعد ان لم تنجح في احراز أكثرية تؤيد قرارات مهمة في تلك السنين المصيرية التي تلت الحرب العالمية. يكمن سبب ذلك في دستور الجمهورية الرابعة التي أخذت بطريقة حكم برلمانية كثيرة الاحزاب تعتمد على انتخابات نسبية. وكانت الائتلافات مركبة من فسيفساء واسعة من الاحزاب مع القليل جدا من ولاء الكتلة. ربما لا تضعضع كثرة الاحزاب في اسرائيل استقرار السلطة لكنها تضر بالقدرة على تأليف حكومة متجانسة وبالقدرة على الحكم. فالحاجة الى إرضاء عدد كبير من الاحزاب والانتباه الذي يحتاج رئيس الحكومة الى ان يصرفه للحفاظ على ائتلافه يجعلان اتخاذ قرارات مهمة صعبا، ويشهد بذلك السجل الضئيل لحكومة بنيامين نتنياهو في جميع المجالات. في فرنسا، مع انهيار النظام في نهاية 1958 دُعي شارل ديغول ليعاود الحكم. واشترط عودته باصلاح واسع لنظام الحكم وهكذا ولدت الجمهورية الخامسة التي تُصرف امور فرنسا حتى اليوم بحسب دستورها. فهو من جهة "حاك" نظاما رئاسيا مركزيا بحسب مقاسه ولا يقل عن هذا أهمية أنه جعل انتخابات البرلمان اقليمية وكثروية (حيث يظل الخاسر خارج اللعبة). وهكذا تضاءل عدد الاحزاب دفعة واحدة. لو كنا في عالم مثالي لنهض ديغول اسرائيلي يقود اصلاحا واسعا لنظام الحكم ويغير طريقة الحكم من ديمقراطية برلمانية كثيرة الاحزاب الى طريقة أكثر استقرارا، مع مضاءلة مشكلات القدرة على الحكم الموجودة اليوم؛ وهي طريقة تُمكّن من تأليف حكومة ذات هوية عقائدية واضحة المشترك بين اعضائها أكثر من المُفرِّق. على حسب تجربة الماضي ونظرة واعية للواقع نقول ان هذا سيناريو خيالي. فكثرة الاحزاب في اسرائيل وضع مُعطى. ولهذا فان ما بقي هو فعل ما يُستطاع كي لا يزداد الوضع سوءا. ان كل اسرائيلي يتخذ قرار ان يفعل فعلا وان يبذل من قدراته وخبرته وقيمه وجهده لمستقبل دولة اسرائيل هو أهل للمباركة. لكنه يُلقى على كاهل انسان كهذا مسؤولية ألا يزيد زيتا على موقد انتقاض نظام الحكم في اسرائيل بانشاء احزاب اخرى لا تفعل شيئا سوى شق الكتل المركزية أكثر وإحداث عدم استقرار متمكن في الجهاز السياسي في اسرائيل. ان استطلاعات الرأي التي تنشر منذ أعلن يئير لبيد انضمامه الى السياسة تبرهن على ان انشاء حزب مركز آخر يقوي كتلة المركز شيئا ما لكنه ينقضها في الأساس ويُقسم اصوات مصوتيها ويُثبت الليكود باعتباره الحزب الأكبر في اسرائيل مع فرق عظيم قياسا بخصومه. ان انشاء حزب مركز جديد في واقع الامر يضمن لليكود فرصة تأليف الحكومة القادمة. أي ان حزب لبيد الجديد سيولي نتنياهو ولاية ثانية. وفي مقابل هذا وعلى حسب تلك الاستطلاعات فان انضمام لبيد الى حزب موجود والى كديما خاصة سينشيء جسما سياسيا يكون معادلا في الوزن لليكود مع نحو 30 نائبا. وسيكون لهذه الكتلة حتى قبل ان تنشأ فرصة حقيقية لتكون بديلا ولتعيد الحكم الى المركز. حتى لو لم يكن ممكنا اليوم اجراء اصلاح لنظام الحكم كما فعل ديغول في فرنسا فيجب على الأقل إحداث وضع يكون فيه في كل كتلة موجودة دعامة مهمة واحدة. فكما رسخ الليكود مكانته باعتباره دعامة كتلة اليمين، يجب االحفاظ على دعامة مهمة لكتلة المركز. ان دخول لاعب سياسي آخر الى المركز السياسي في اسرائيل سيؤدي الى انقسامه والقضاء على بديل حقيقي عن حكومات اليمين. لو لم تنشأ الجمهورية الخامسة في فرنسا لما انتهى احتلال الجزائر ولما نشأ الاتحاد الاوروبي. وحكومات اسرائيل في المستقبل لا تعوزها قرارات مصيرية ومن الجيد ان تُعطى وسائل حكم مناسبة. ------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 16/1/2012 لماذا ينبغي عدم محادثة الاخوان المسلمين بقلم: ايزي لبلار (المضمون: معاملة الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة للاخوان المسلمين تدل على جهل عميق لطبيعة هذه المنظمة التي لا تختلف عن غيرها من المنظمات الارهابية المتطرفة). من المضايق ان نقرأ تقارير وسائل الاعلام عن التنافس بين الولايات المتحدة وحكومات الغرب في محاولة اعجاب الاخوان المسلمين على أثر فوزهم في الانتخابات المصرية. ان ما ترفض تلك الجهات التي تريد تقريب الاخوان المسلمين من الغرب ان تفهمه هو أن هذه المنظمة هي واحدة من المجموعات المتطرفة والخطيرة من الاسلام الراديكالي وأنها منظمة ذات سجل قاتم من العنف والارهاب الراسخين عميقا في مورثاتها الجينية. فهذه المنظمة معادية للغرب ومعادية للنصرانية ومعادية للسامية تلتزم بفرض قوانين الشريعة والخلافة على العالم كله. والمنظمة التي تريد الولايات المتحدة تقريبها قد نددت بها لاغتيالها ابن لادن. واذا كان لمصطلحي "شرير" و"مجرم" معنى ما فانهما ينطبقان على الاخوان المسلمين بصورة خاصة. لكن الاخوان المسلمين اليوم وهم عالمون بالحاجة الملحة الى تأييد اقتصادي من الولايات المتحدة والغرب تنتقل المنظمة بصورة تكتيكية الى وضع "جهاد متملص" ذي وجهين، تتحدث بلغة مزدوجة وتزود وسائل الاعلام الاجنبية بصور اعتدال مقطوعة عن الواقع تماما. وهم يعدون الساسة ووسائل الاعلام الغربية بأنهم سيتمسكون بجميع الاتفاقات الدولية السابقة. لكن تلونهم تظهره تصريحات متناقضة تقول ان اتفاق السلام مع اسرائيل لأنه لم يتبنه الشعب قط ينبغي ان يتم استفتاء الشعب فيه. عاد الاخوان المسلمون وأعلنوا أنهم لن يعترفوا أبدا بدولة يهودية وأنهم يتبنون تماما سياسة حماس القاتلة وهي منظمة الارهاب التي هي فرع عنهم. وبرغم هذا تريد الادارة الامريكية ان تجد تسويغا لتأييد الانتخابات "الديمقراطية" في مصر واحترام ارادة الشعب. بحسب ما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز"، تزعم الادارة الامريكية ان الاخوان يريدون "بناء ديمقراطية حديثة تحترم حريات الفرد والأسواق الحرة والالتزامات الدولية ومنها الاتفاق مع اسرائيل". بل ان محامين مختصين عنهم يفرطون وينعتون الاخوان بأنهم الموازون من الشرق الاوسط للديمقراطيين المسيحيين الاوروبيين. انهم يتجاهلون الواقع باستراحة. والاخوان مثل حماس في غزة والنازيين في المانيا – الذين فازوا بأكثر المقاعد في البرلمان في الانتخابات – سيهدمون المعارضة منذ اليوم الذي يتولون فيه أعمالهم وسيفرضون أحكام الشريعة ويشتدون في مطاردة النصارى الأقباط وسائر الكفار جميعا. ان مصر تحت حكم الاخوان قد تجعل استبداد مبارك يبدو مثل جنة عدن. فلم يتخل في الواقع أي نظام حكم اسلامي قط عن السلطة طوعا. لم يشتهر رئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور جون كيري، الذي وصف في الماضي نظام حكم الاسد بأنه ذو "ميل الى الاصلاح" وأيد "إدماج" ايران بحماسة، بحكمته الكبيرة في كل ما يتعلق بتشخيصاته المتعلقة بالشرق الاوسط. ويقول الآن في تناوله للاخوان المسلمين انه "يجب على الولايات المتحدة ان تواجه الواقع الجديد وان تلائم خطواتها" و"ان تفهم كيف تواجه حكومات ديمقراطية لا تتبنى كل سياسة أو قيمة تمثلها أنت". بل انه اقترح ان تقلد ادارة اوباما سياسة الرئيس ريغان في "مد اليد" الى الاتحاد السوفييتي. لكن ريغان هاجم سلوك الاتحاد السوفييتي غير الديمقراطي واعتبره "امبراطورية الشر". وكان توجهه الصارم لبنة مهمة في انهيار الشيوعية في نهاية الامر. من المهم ان يُبحث هذا الشأن اليوم قبل ان يرضي الامريكيون مجموعات اسلامية متطرفة ويصبح تقويم الأعوج متأخرا جدا. ------------------------------ اسرائيل اليوم - مقال - 16/1/2012 زوجة الاسد وحمام الدم في سوريا بقلم: يوسي بيلين (المضمون: اخراج الاسد زوجته وأبناءه الثلاثة الى مظاهرة مؤيدة له ولنظامه هو في الظاهر عمل يدل على الثقة بالنفس وبمتانة النظام لكنه في الحقيقة يظهر إفلاس هذا النظام وأنه كشف عن آخر أوراق اللعب معه ). أنظر في الصورة. امرأة جميلة حسناء وأولاد ثلاثة في مظاهرة تأييد لبشار الاسد. لا ينم وجه المرأة عن شيء وتنم وجوه الاولاد عن كل شيء: فهم خائفون ويريدون الخروج من هناك لكن لا مناص لهم – يجب عليهم البقاء في هذه الاثناء. يصيبنا الأسى لحظة لهؤلاء الاربعة ثم تقول لنفسك ان مصير ستة آلاف وأكثر من القتلى وجموع الجرحى ومئات آلاف المحاصرين أصعب من مصير أحفاد حافظ وأبناء بشار الذين يعيشون في قصر هو فقاعة ترف في دمشق، ويُخرجون الى الخارج للحظة ليبرهنوا للعالم على أن الوضع كالعادة. من جهة اذا كان الاسد يرسل أبناءه وزوجته لمظاهرة مؤيدة له فهذا علامة على أنه ليس كل شيء خاسرا حتى الآن، وأنه لا يخشى على حياتهم حينما يُكشفون للشارع. لكن هذه علامة ايضا على أنه قد بلغ السيل الزبى وعلى أن طبيب العيون الذي دُعي الى خدمة العلم قبل 12 سنة لغير مصلحته قد بدأ يكشف عن أوراق لعبه الأخيرة. جاءت أسمى ابنة السادسة والثلاثين الى القصر بعد ان أصبح زوجها رئيسا فجأة، بخمسة اشهر. كانت الزوجة الكاملة للطبيب الشاب الذي عاد من لندن وأحبها هناك. ومن المؤكد أنها تتذكر أيام السعادة الاولى، وفضول العالم وأمل ان يغير هذان الشابان المثقفان اللذان حلا محل المستبد الشيخ وزوجته أنيسة المكنونة، ان يغيرا سوريا آخر الامر ويُصرفا امورها على نحو أكثر حداثة. بنظام مستبد بالطبع لكنه أكثر استنارة وانفتاحا أشبه بالاردن من كوريا الشمالية. وكذلك الزيارات المشتركة للخارج والتأثر بحسنها وبالانجليزية الكاملة التي تتحدثها (وكيف لا؟)، والمقالات التي ترسم صورتها في الصحف وفوزها بلقب "السيدة الاولى" من قبل مركز ابحاث المرأة العربية والجامعة العربية. اجل الجامعة العربية. والآن وقد أصبحت تلك الايام تُرى مثل خيال أهوج، وهي تنظر في خوف الى مصير العائلات الحاكمة الاخرى في المنطقة منذ كان الربيع العربي، من المؤكد أنها تتذكر الايام التي سبقت زواجها المفاجيء من رئيس سوريا الجديد. لم تولد في دمشق بل في لندن ولم يسموها أسمى بل إيما، وكانت حياتها مريحة في عائلة سنية من أصل سوري. وقد سد والدها جراح القلب كل نقص لها، أما هي فدرست في مدرسة نصرانية وبعد ذلك في الجامعة وأنهت لقبها الاول في علوم الحاسوب وعملت في البنك الالماني في لندن وفي جي.بي مورغان في باريس ونيويورك. ما الذي يخطر ببالها حينما تضطر الى جر أبنائها الى مظاهرة تأييد زوجها الذي يثير الاستهزاء، والذي ينظم لنفسه محاضرات في الجامعة، ويفسر الألاعيب التي تُعدها له بربارة وولترز التي اختارها باعتبارها مجرية اللقاءات الصحفية التي يفضلها، في حين يقتل جنوده في كل يوم عشرات السوريين ويزعم هو انه لا يأمرهم بفعل ذلك؟ كم كانت تدفع لتعود الى البنك الالماني لو ان طائرا من السماء جاء بسرعة فانقض على ميدان متظاهري التأييد وأخذها هي وأبناءها من هناك؟. ----------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 16/1/2012 أين السحر بقلم: ناحوم برنياع (المضمون: يخطيء يئير لبيد اذا ظن ان المشكلة الاقتصادية هي أعظم مشكلات اسرائيل فعندها من المشكلات ما هو أعظم وأهم كثيرا من المشكلة المالية). كان فيمن كان رجل في فرنسا في خمسينيات القرن الماضي اسمه بيير ماري بوجاد. افتتح بوجاد حانوتا لوسائل الكتابة في سان – سارة، المدينة التي ولد فيها. وأثقلت الضرائب عليه. في 1953 نظم اضراب تجار صغار احتجاجا على عبء الضريبة. وانتقل الاحتجاج الى مدن اخرى في جنوب فرنسا ومن هناك الى الدولة كلها. وقد رفعت الحركة التي أنشأها بوجاد راية المسألة المالية: لماذا تريد الدولة منا هذا القدر الكبير من المال ومن اجل ماذا. في 1956 حصلت الحركة على 12 في المائة من اصوات الفرنسيين. وأصبح عدد اعضاء الكتلة في الجمعية الوطنية 52 عضوا منهم جان ماري لبان الذي أصبح بعد ذلك زعيم حزب يميني عنصري. في غضون سنتين انتقضت عُرى الحركة ولفظها التاريخ. وخلفت مع موتها كلمة عار في المعجم السياسي هي: البوجادية، وهذا المصطلح يصف حركة ذات ايديولوجية برجوازية صغيرة وسوقية وغوغائية، حركة غير قادرة على اخراج رأسها من المحفظة. في يوم الجمعة الاخير نشر في ملحق "سبعة ايام" عمود صحفي موسع ليئير لبيد وضع فيه أساس مشروعه السياسي. "لماذا أتوجه الى السياسة"، سأل لبيد وأجاب. في انتقال لبيد الى السياسة كثير من الاشياء الايجابية: فمن الجيد أن يجرب ناس موهوبون حظهم في الخدمة العامة، ومن الجيد ان يُعرضوا لشعاع الشمس ما كان موجودا حتى الآن مستخفيا. ان لبيد يغامر مغامرة غير صغيرة. وهذه الجرأة تستحق التقدير. قرأت عموده الصحفي وأصابني الأسى. "هذه هي الكلمات التي يجب ان نبدأ منها التباحث في الاتجاه الذي تتجه اليه دولة اسرائيل"، يكتب. "هاتان الكلمتان هما: أين المال؟". ثم يكرر هاتين الكلمتين بحروف أكبر وأفخم ويقول مرة اخرى: "أين المال؟" ويضيف الجملة الساحقة: "أُهنيء نفسي فقد أوجدت الآن ملصقي الاول. وكل التباحث المعقد في مستقبل دولة اسرائيل موجود بين هاتين الكلمتين". ما كان بوجاد ليقول هذا بصورة أفضل. ان التباحث في مستقبل اسرائيل معقد، هذا صحيح. لكن من يعتقد انه كله (كله!) ممتد بين كلمة أين وكلمة المال يخطيء فهم الواقع هنا. قد يكون حانوتيا ممتازا لكن يُشك في ان يكون عنده ما يقدمه من اجل قرارات حاسمة على مستقبل دولة اسرائيل. اليكم قائمة اسئلة مصيرية مستقبلية يعرفها الجميع يتجاوز الجواب عنها الجانب المالي وهي: هل يجب على اسرائيل ان تستمر في حكم المنطقة بين الاردن والبحر أم أنه يحسن بها ان تسعى الى انشاء دولة ثانية؛ وما هي حدودها في المستقبل؛ وكيف يجب ان ترد على المشروع الذري الايراني، أتهاجم أم تبتلع؛ وما هو المكان الذي تريد ان تتبوأه في العالم، هل ان تكون جزءا من الغرب أم جزءا من التراث اليهودي؛ وكيف تريد ان تصوغ علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي؛ وبالجيل القادم من يهود العالم؛ وأي مستقبل تخططه للوسط العربي في اسرائيل؛ وما هو مكان الدين في الفضاء العام؛ وكيف ستحافظ على قواعد اللعب الديمقراطي وعلى حرية التعبير وحرية التنظيم وعلى سلطة القانون؛ وما هو مكان الجيش الاسرائيلي في المجتمع. لا يوجد مجتمع ولا توجد دولة لا يواجهان معضلات تتجاوز المال فضلا عن اسرائيل التي ولدت عن فكرة غير اقتصادية بصورة سافرة وغير حانوتية بصورة بينة وهي موجودة بخلاف كل منطق مالي. فاذا أصبح المال هنا هو المشهد العام فان اسرائيليي المستقبل سينتقلون وراء المال الى اماكن اخرى أكثر راحة وربحا. يمكن ان نقول للدفاع عن لبيد انه ليس السياسي الاول الذي يحاول ان يروج لفكره الغوغائي هذا. فقد سبقه مناحيم بيغن الذي اعتاد في سنوات معارضته ان يُحمس سامعيه بحكايات أين المال. وقد كرر الخطب في الميادين قائلا: "يقولون انه لا شيء يغرق في البحر الميت. وبرهنت حكومة اسرائيل على عكس هذا فقد أغرقت كذا وكذا ملايين الدولارات في البحر الميت. وكل واحد منكم أيها المواطنون والمواطنات كان سيحصل على كذا وكذا من الجنيهات لو لم تغرق حكومة مباي اموالكم في البحر الميت". كانت احدى الزيارات الاولى لبيغن حينما أصبح رئيسا للحكومة الى مصانع البحر الميت التي كانت آنذاك تحت ملكية الحكومة وكان تأثره غير متناهي. صحيح توجد اعوجاجات في ترتيب الافضليات الميزانية؛ وصحيح انه تسهم مجموعات قوة مصلحية وسياسية واقتصادية في هذه الاعوجاجات لكن هذا مرض واحد فقط من أمراض الجهاز السياسي وليس الأهم بينها. عندنا في الكنيست غوغائيون كثيرون. وعندنا ايضا حانوتيون كثيرون. اذا أراد لبيد ان يأتي الى الجهاز السياسي ببشرى جديدة فيفضل ان يخرج رأسه من المحفظة.