يا سادتي الشهداء مني لكم الف تحية

حجم الخط

كان صباحاً عادياً حتى كسر هدوئه خبر شابين قاما بتنفيذ عملية فدائية "بدير ياسين" نتج عنها موت أربعة صهاينة وإصابة اخرين بعضهم إصابتهم بليغة –نتمنى لهم الرحيل العاجل، ولم تكن إلا لحظات حتى أعلنت كتائب أبو علي مصطفى الجناحي العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان إثنين من رفاقهم - الشهيدان غسان وعدي - هما من نفذا هذه العملية المباركة واستشهد الرفيقان برصاص الإحتلال الصهيوني المجرم.

هكذا قفزت إلى الذاكرة كلمة الرفيق القائد الأسير في سجون الصهيونية الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "أحمد سعدات"، عندما وعد الصهاينة الأنذال بأن شعارنا لن يكون "أقل من الرأس بالرأس" رداً على الإغتيال الجبان للشهيد القائد الرفيق أبو علي مصطفى.

جائت هذه العملية البطولية لتؤكد للصهاينة هذه المقولة وأن جرائمهم لن تمر دون ثمن، وأنه مهما بلغت التضحيات ومهما استطاع هذا العدو أن يواصل كل اشكال القتل والتدمير، إلا أنه لن يستطيع قتل إرادة القتال والصمود عند شعبنا في فلسطين وامتنا العربية.

ان شعب الشهداء الذي يموت كل يوم ليروي تربة هذا الوطن بمزيد من الدماء التي بها يتواصل الكفاح والعطاء والتضحية من أجل الانتصار على اعداء الإنسانية وارباب غزاة الأرض ومشروعهم في المنطقة، لا يعرف اليأس ولا الخوف طريقاً إلى قلبه، فبإيمان راسخ وبهدوء المناضلين الأشداء أتخيل غسان وعدي يودعان أهلمها كعادتهم كل صباح، لا شيء تغير، وهم يعرفان بأنهما يسيران بإتجاه الموت.

كم يبدو استشاهدكما جميلاً وانتما تستشهدان وأنتما تقاتلان عدوكم وعدو الأمة لتصيروا الموت إلى آفاق حياة كريمة، وكم تشعل إرادتكما ودمائكم الزكية الطاهرة فينا وفي جبهتكم الباسلة  وقوداً لنار التمرد على خنوعهم وذلهم.

لقد جعلت الأمبريالية العالمية من فلسطين بوابة للعبور وثكنة عسكرية دائمة في قلب الأمة العربية، وقدر شعبها أن يكون طليعة الأمة، وقدر ثوارها أن يكونوا طليعة الثوار، وفي خلفهم أمة عربية تسندهم وتآزرهم وتدعمهم، ويحاول أعوان الامبريالية عبثاً بث روح الهزيمة والخنوع والخضوع في أبناء أمتنا، وشغلهم بالهويات الفرعية بدلاً عن الهوية القومية العربية الجامعة، ولكن هاهي الأمة العربية تحتفي بكم من المحيط إلى الخليج.

يا سادتي الشهداء - أنا آسف- فقد أطل عليكم من بلدي من يدعي الإنسانية من محبي السلام والاستسلام ليقول بأن هذه جريمة ضد مدنين إرضاءً للبيت الأسود الأمريكي، وما هي في الحقيقة إلا فصل جديد وآية من آيات البطولة والملاحم الأسطورية التي يسطرها شعب فلسطين البطل ومقاومته الباسلة، وخطوة في طريق تحرير فلسطين كل فلسطين، فالمجد كل المجد لكم. 

* جمعية العمل الوطني الديمقراطي - وعد