في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لتتحد شعوب الأرض من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنصري لفلسطين

بيان في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

لتتحد شعوب الأرض من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنصري لفلسطين

منذ أن اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 قرارها بتحديد التاسع والعشرين من نوفمبر يوماً للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تعود شعوب الأرض في ذات التاريخ من كل عام لتؤكد تضامنها مع الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل انتزاع حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة التي اقرتها الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة وقرار.

ويتزامن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه هذا العام مع اشتداد الهجمة الصهيونية الاحتلالية التي تتخذ طابعاً عنصرياً إجلائياً يتعرض خلالها الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه الى عملية إبادة ممنهجة، فالأرض تُصادر لصالح الاستيطان، والقدس تتعرض للتهويد الكامل، والأقصى يتهدده خطر التقسيم الزماني والمكاني تمهيداً لتدميره في مرحلة لاحقة وإقامة الهيكل المزعوم فوق ركامه، وآلة الدمار الوحشية الإسرائيلية تواصل ارتكاب المزيد من القتل والتشريد والحصار والاعتقال والتنكيل.

ومع نهايات عام 2014 الذي اعتمدته الأمم المتحدة عاماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لم تتوقف دولة الاحتلال عن ممارسة كل ما من شأنه تكريس احتلالها للأراضي الفلسطينية، وقد اتضح على نحو لا يقبل التأويل، أنّها ماضية في تنفيذ مخططاتها المتناقضة مع مبادئ السلام، ومع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وتتحدى كل قرارات ومواثيق الأمم المتحدة وإرادة  الشعوب، وحتى سياسات ومواقف حلفائها الذين تكفلوا بدعمها ورعايتها وضمان تفوّقها، وها هي تنزلق أكثر فأكثر نحو، إنهاء كذبة واحة الديمقرطية والتأكيد على أنها نظام إرهابي عنصري ديني، منبوذ ومعزول عن عالم التحضر وحقوق الانسان، وأن التحولات الجارية في الكيان الصهيوني ما هي إلاّ تحولات تستهدف تحويل طابع الصراع إلى صراع ديني من شأنه أن يتوسّع ليشمل المنطقة ويهدّد السلام والأمن العالميين، ويستهدف مرة أخرى طرد وتهجير الفلسطينيين من أراضي آبائهم واجدادهم بمن فيهم المتشبثين بأرضهم التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948.

في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، نذكّر من لم تكفيه السنوات الطويلة السابقة من المراهنة على خيار المفاوضات، وما ألحقته من خسائر ومخاطر على الشعب الفلسطيني وقضيته، بأن إسرائيل لا زالت تُمعن في جرائمها، وانتهاكاتها للمواثيق والقوانين الدولية، وتقول بملء الفم، مقرونة بممارسة لا تخفى على أحد، أنّها لا ترى في السلام، إلاّ ذاك الذي يخدم أطماعها في كل الأرض الفلسطينية، والذي لا مكان فيه لحقوق وطنية فلسطينية، ولا حتى لحقوق الإقامة.

 إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ تُقدّر وتُحيّي الشعوب والحكومات، والمؤسسات، التي تدعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتعبّر عن تضامنها معه، فإنها تتطلع إلى تطوير وتوسيع وتصعيد فعالياتها التضامنية، لخلق رأي عام دولي ضاغط على حلفاء "إسرائيل" والمتواطئين معها، لكي يتبصروا الحقيقة لطبيعة الكيان الصهيوني وأهدافه، وبما يوسّع دائرة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تحت الاحتلال، وعزل "إسرائيل" إن كانت لهم مصالح يحرصون عليها، وإن كانوا حقاً يبحثون عن السلم والأمن -الذي لن يتحقق إلاّ بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه كافة-، ويحرصون على نشر قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والسلم في العالم.

في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، تدعو الجبهة الشعبية الى تصويب الأوضاع الداخلية الفلسطينية للخروج من الأزمة التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الإسراع نحو إجراء حوار شامل، جدي، يؤسس لتحقيق مصالحة ناجحة تُعيد بناء المؤسسات الفلسطينية على أساس الشراكة، والتعددية، واحترام الآخر، والتوصل إلى اتفاق حول البرنامج الذي يُمسك بالحقوق والخيارات كافة، بعيداً عن العصبوية، والعناد، والإقلاع نهائياً عن التمسك بوهم خيار المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية، والتوجه السريع بملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، وعدم التردد في الإنضمام الى المعاهدات الدولية بما فيها معاهدة روما، لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه، مترافقاً كل ذلك مع إطلاق طاقة المقاومة بكافة أشكالها، بإرادة واحدة موحدة.

إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ تحيّي في هذه المناسبة شهداء الوطن، والحرية والاستقلال وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى، فإنها تناشد الشعوب العربية والإسلامية لأن تستعد للمعركة التاريخية الكبرى ضد الكيان الصيوني، الذي لا تتوقف أطماعه التوسعية على أرض فلسطين التاريخية، بل تمتد لتشمل تاريخ وحضارة ومستقبل المنطقة وشعوبها وتستهدف تمزيق دولها.

المجد لشعبنا

واننا لمنتصرون

      الجبهة الشعبية لتحرير فلسين

      دائرة الاعلام المركزي

   29-11-2014