التقرير اليومي لمقتطفات من صحافة العدو 19/1/2012

هآرتس – افتتاحية -  19/1/2012
<b>
لا للعفو
</b>
بقلم: أسرة التحرير
	وزير العدل، يعقوب نئمان، يض
حجم الخط
هآرتس – افتتاحية - 19/1/2012 لا للعفو بقلم: أسرة التحرير وزير العدل، يعقوب نئمان، يضرب مرة اخرى. فقد أوصى الوزير بمنح العفو للشرطي شاحر مزراحي، الذي ادين بالقتل غير المتعمد لمحمود غنايم، من سكان باقة الغربية، الذي اقتحم سيارة في برديس حنا. مزراحي حكم بداية بالسجن 15 شهرا، ولكن المحكمة العليا شددت عقوبته وقررتها لثلاثين شهرا في السجن. وادعت الشرطة بان النار اطلقت على غنايم لانه حاول دهس أحد أفراد الشرطة، ولكن شاهد عيان روى، بان السيارة كانت واقفة على الرصيف في زمن اطلاق النار. قاضي المحكمة المركزية في بيتح تكفا د. مناحيم فينكلشتاين قضى في حسمه بانه "لم يكن أي مبرر للنار الفورية من مسافة قصيرة على رأس الراحل". قبل شهرين من دخول مزراحي الى السجن واذا بوزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفتش يتوجه الى وزير العدل بطلب العفو عن الشرطي. والان صادق وزير العدل على الطلب. هذان الوزيران، المسؤولان عن فرض القانون في دولة اسرائيل، ما كان ينبغي لهما ان يتدخلا في قرار المحكمة العليا. هما بالذات يجب ان يكونا قلقين من العنف الزائد للشرطة وكان عليهما ان يؤيدا القضاء الكامل للمحكومية التي فرضت على مزراحي. شرطة اسرائيل مصابة في السنوات الاخيرة بعنف زائد، ويد رشيقة على الزناد؛ بالاساس حين يدور الحديث عن مشبوهين هم مواطنون عرب. العقوبة الخفيفة نسبيا على الشرطي مزراحي يجب تنفيذها، دون أي عفو. شرطي يقتل مواطنا عبثا جدير بعقوبة شديدة على نحو خاص بسبب كونه شرطيا. منح العفو لمزراحي سيبث الان رسائل مرفوضة الى الشرطة والمواطنين. الى الشرطة ستنقل الرسالة بان قتل مواطن عربي ليس خطيرا في نظر الوزيرين المسؤولين عن فرض القانون في اسرائيل. اما للمواطنين، ولا سيما للعرب، فستنقل الرسالة بان حياتهم رخيصة الى حد مخيف. غير أن هؤلاء تبين لهم ذلك منذ زمن بعيد: فلم يقدم الى المحاكمة أي شرطي على قتل 12 مواطنا عربيا في أحداث تشرين الاول 2000، الامر الذي هو فضائحي بحد ذاته. مزراحي كان جديرا بعقوبته، وعليه أن يقضيها حتى نهايتها. والان المهمة ملقاة على رئيس الدولة شمعون بيرس، الذي يفترض به أن يصادق على توصية الوزير: أن يصد التوصية الفاشلة والا يقر العفو عن الشرطي القاتل. ------------------------------------------------------ يديعوت – مقال افتتاحي – 19/1/2012 أهذا مجتمع مساواة؟ بقلم: أمير غتهون (من الطائفة الاثيوبية) "أنا لا أبيع الاثيوبيين، حينما يسكن بقربك اثيوبي سترى أي رائحة وتفهم ما قلت. انهم ناس لصوص لا يفعلون سوى الضرر. ويمكنهم ان ينصبوا هنا خيمة وسط الحي وان يبدأوا الطبخ وذبح أبقار هنا وفعل ما يفعلون في اثيوبيا". اخترت ان ابدأ كلامي بمقتبسات قالها فريق من سكان حي بار يهودا في كريات ملاخي وان أكتب لهم ردا على ذلك: لم أسرق قط، ولم أذبح بقرة قط ولم أطبخ في وسط الحي، ولم أنحط قط الى ثقافة سيئة وأنا على ثقة ايضا ان رائحتي غير نتنة، بالعكس ان رائحتي حسنة جدا. إسمي امير غتهون وأنا حاصل على اللقب الاول في ادارة الاعمال مع اختصاص بتدقيق الحسابات من معهد أونو. هاجرت الى اسرائيل في 1984 ومنذ تلك اللحظة مررت بمسار حياة يشبه مسار كل مولود أصلي في هذه الدولة من روضة الاطفال حتى الدراسة الاكاديمية، وبخدمة عسكرية تامة محاربا وقائدا في لواء غولاني، ورحلة الى الخارج بعد التسريح من الجيش واختصاص في واحد من اربعة مكاتب تدقيق الحسابات الكبرى في البلاد. وأنا اليوم أعمل مدقق حسابات في شركة حكومية، في فريق مسؤول عن التقرير المالي الموحد لدولة اسرائيل. جاء يهود اثيوبيا الى البلاد بعد آلاف السنين التي حافظوا فيها بحرص على يهوديتهم وبعد ان ضحوا كثيرا لتحقيق الحلم والهجرة الى البلاد. ان كل هجرة في تاريخ دولة اسرائيل جربت صعاب الاستيعاب التي تميزها لكنها اندمجت في نهاية الامر اندماجا كاملا. في مقابلة هذا، ما يزال المهاجرون من اثيوبيا الذين بدأوا يصلون الى اسرائيل قبل نحو من ثلاثين سنة، في بدء مسار الاستيعاب وذاك لأن الجمهور الاسرائيلي لم يقرر بعد قبولهم جزءا لا ينفصل عن المجتمع الاسرائيلي. ونحن نلقى أكثر من مرة مظاهر عنصرية وفصل سواء في رياض الاطفال أو في المدارس التي 90 في المائة من الطلاب فيها من أبناء الطائفة، وكذلك الاكاديميون ذوو المقدرة الذين لا يجدون عملا يناسب قدراتهم وأمثلة كثيرة اخرى. ان حالات العنصرية والتمييز تعالج اليوم في العالم بيد من حديد بسن القوانين وبالاعلام. وأدركت الدول الغربية انه لا مكان في القرن الواحد والعشرين للعنصرية والتمييز والآراء السابقة، ودليل ذلك رئيس اسود لأكبر قوة في العالم. بفضل تشريع متقدم وقبول الآخر يمكن ان نجد اليوم في دول العالم الغربي مهاجرين اثيوبيين كثيرين في مناصب رئيسة في الجامعات والادارة وقطاع الاعمال والثقافة، يسهمون اسهاما جوهريا في المحيط الذي يعيشون فيه. يؤسفني ان الامور تسير سيرا معاكسا في دولة اسرائيل في القرن الواحد والعشرين. فالتشريع الموجود في هذا الشأن ضئيل جدا بل انه لا يُطبق، ولا يكاد الاعلام في هذا الشأن يكون موجودا، وفوق ذلك لا يوجد مشاركة من الجمهور في القضاء على الظاهرة. أهذا هو تحقق الحلم المرجو الذي بذل آلاف من أبناء الطائفة مهجاتهم من اجله في الطريق الى اسرائيل؟ هل توجه دولة اسرائيل كتوجه الولايات المتحدة في الستينيات أو جنوب افريقيا تحت نظام التمييز العنصري؟ أهذا هو مجتمع المساواة والتنور الذي تفخر اسرائيل به؟ ألم يحن الوقت بعد ثلاثين سنة لتصحح حكومة اسرائيل والمُشرعون ومن أوكل اليهم تطبيق القانون الاعوجاج الذي نشأ؟. هذا هو وقت ان نصرخ: يكفي! ان الطائفة الاثيوبية هي جزء لا ينفصل عن الشعب اليهودي وعن المجتمع الاسرائيلي ونحن هنا لنبقى. ---- معاريف - مقال - 19/1/2012 كان له احتمال في البقاء بقلم: اسحق ليفانون السفير الاسرائيلي السابق في مصر (المضمون: كانت لمبارك فرص عديدة كي يبقى أساسها الانصات الى قلب الشعب والاستجابة لمطالبه بدلا من السعي الى توريث ابنه خليفة له وتأييد وزير داخليته القاتل للناس). كان هناك احتمال لمبارك بان يبقى. الصحفي، الكاتب والمذيع التلفزيوني، المسلماني، المقرب من الاخوان المسلمين، تباهى في أحد برامجه بان الغرب بأسره، وكذا الموساد الاسرائيلي، لم يتوقع ثورة يناير. كان محقا. ولكنه لم يكن محقا أيضا. فالاسرة الدبلوماسية في القاهرة التي كنت جزءا منها عرفت بوجود عدم الرضى العميق الذي يسود الجمهور المصري في ضوء اليد الثقيلة لنظام مبارك والتطلع الحقيقي في تغيير الوضع. عرفنا بل عرفنا، وفي هذا فان المسلماني ليس محقا. فأين كان محقا إذن؟ في المفاجأة بان النظام الذي يعتبر قويا ومستقرا سقط في غضون 18 يوما فقط. هل كان بوسع مبارك أن يمنع ذلك؟ تصوروا انه مع عودته من العملية في ألمانيا في بداية 2010 كان أعلن بانه قرر عدم التنافس على ولاية اخرى. فقد كان سيحظى بعطف الجمهور بأسره وكان سينهي حياته كأحد الفراعنة الهامين لمصر. فماذا فعل؟ واصل مخادعة الجميع، رفض بشدة الكشف عن نواياه الحقيقية حول الرئاسة وادعى بان الله وحده يعرف ماذا سيحصل. وهكذا انتشرت الشائعة العنيدة بانه في واقع الامر يعد الخلافة لابنه. مبارك كان يمكنه أن ينقذ نفسه في فرصة اخرى، لو كان الغى الانتخابات لمجلس الشعب في نهاية 2010، والتي فاز فيها حزبه بكل المقاعد تقريبا، فيما ان الاخوان المسلمين لم يفوزوا حتى ولا بمقعد واحد. هذا أغاظ الكثيرين، بمن فيهم مؤيدو مبارك. ولكن الخلافة لابنه كانت في نظره مصلحة عليا. وهكذا فان صورته أخذت في التآكل في الداخل وفي الخارج. مبارك فوت فرصة اخرى. كان يكفي أن يقيل وزير داخليته بعد ان قمع الاخير بقوة شديدة المتظاهرين في يوم الشرطي. بدلا من ذلك، أعرب عن تأييد علني وغير متحفظ للرجل الذي اصبح مكروها من الكثيرين. الشعب فهم في أي جانب يوجد مبارك. فرصة اخرى فوتها كانت ليلة السبت، يوم الاضطرابات الدموية، عندما احترقت القاهرة، وتلبث مبارك ولم يكلف نفسه عناء الظهور على شاشة التلفزيون والحديث الى شعبه، وجها الى وجه. فقد كان بعيدا عن شعبه. الشعب الذي بدأ بمطالب متواضعة بمزيد من الحرية والانفتاح وحقوق الانسان غير الاتجاه في ضوء ابتعاد الرئيس وعندها جاءت الدعوة التي صدعت 18 يوما وليلة الى أن تحققت: إرحل. لو كانت مبارك اكثر انصاتا ومع اليد على النبض، لكان استغل واحدة من هذه المحطات أعلاه وعندها لعله كان له احتمال في البقاء. اما الان فقد بات هذا غير ذي صلة، إذ أن مبارك ينتمي الى التاريخ. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 19/1/2012 من مصلحة من بقاء الأسد؟ بقلم: عنار شيلو (المضمون: القيادة الاسرائيلية تفضل بقاء بشار الاسد لأنها تفضل الوضع الراهن وتخشى التغيير حتى لو كان يحمل معه الخير والمصلحة ). ما هو العدد الذي يحدد؟ هل هو اربعة آلاف؟ هل هو خمسة آلاف؟ وكم من الناس يجب ان يموتوا؟ ألا يكفي ستة آلاف؟ هل ستة آلاف قتيل في دولة ليس فيها نفط كثير يعادلون فقط 600 قتيل في دولة غنية بالنفط؟ ما هو الحادث الذي سيحدد؟ هل هو اطلاق قناصة النار بلا تمييز حتى في الجنازات؟ هل هو قتل اولاد؟ هل هو اطلاق دبابات النار بصورة منهجية على مراكز المدن؟ هل هو اعمال تعذيب شديد حتى الموت لمتظاهرين أمام جمهور كبير؟ أم ربما أحداث ارهاب يُخرجها النظام نفسه في عاصمته كأفضل التراث المجيد لاحراق الرايخستاغ؟. ما هو الخط الاحمر الذي سيجعل اجتيازه العالم يقول الى هنا؟ اذا كان الدم السوري رخيصا بهذا القدر، أربما يكون جرح مراقبي الجامعة العربية هو الخط الاحمر؟ أو اطلاق قذائف رجم مباشرة على مجموعة صحفيين اجانب وموت صحفي فرنسي؟ ما هو الفرق في الصرف بين دم ودم؟. ان الثورة السورية بين جميع الثورات في العالم العربي تبدو بأنها الأكثر تأثيرا وبطولة. ففي تونس ومصر أيد الجيش المتظاهرين في غضون زمن قصير نسبيا وفرض تغييرا للسلطة مباشرا تقريبا أيده دعم امريكي. وكان الصراع في ليبيا أطول لكنه اصطبغ منذ البداية بصبغة حرب أهلية في الوقت الذي استعان فيه المتظاهرون بسلاح متنوع وبمساعدة عسكرية من حلف شمال الاطلسي بعد ذلك. لم يلق متظاهرون ضابطون لأنفسهم بهذا القدر في أية دولة عربية سوى سوريا قمعا عنيفا بهذا القدر ومصمما بهذا القدر ووحشيا بهذا القدر. ولم يتخلى عنهم العالم المتنور بهذا الشكل في أية دولة عربية اخرى. وبرغم المخاطرة العظيمة والضحايا الكثيرين واحتمالات النجاح غير الواضحة، يخرجون الى الشوارع كل يوم بلا سلاح وبلا تأييد وبالايمان فقط. اجل يجوز ان نتأثر بالنضال البطولي من اجل الحرية ومظاهر شجاعة مذهلة في دولة معادية ايضا. ان الرد الاسرائيلي على ما يحدث في سوريا أقل تأثيرا في النفس. فقد تنكر وزير الدفاع اهود باراك كعادته بزي متنبئة بالمستقبل وتنبأ بأن بشار الاسد سيسقط في غضون اسابيع معدودة. ومرت منذ ذلك الحين اسابيع كثيرة وما يزال الاسد يحكم ويذبح. ويبدو في المقابل ان جهاز الامن يسوده ذعر من امكانية ان ينجح النضال من اجل الحرية وان يسقط النظام في سوريا. فقد تحدث رئيس الاركان بني غانتس عن تيار لاجئين علويين قد يُغرق اسرائيل في هذه الحال وعن استعداد ملائم للجيش الاسرائيلي. وتُسمع صباح مساء تنبؤات سوداوية بنقل سلاح سوري خطير الى حزب الله. يمكن ان نقرأ بين السطور ان اسرائيل غير معنية بسقوط الاسد. فهي تعاضد الاسد من غير ان يرى أحد. تدعو اسرائيل الله في الخفاء ان يصمد النظام الاستبدادي السوري القاتل. فهو نظام استبدادي يعني هدوءا في الجولان بغير تهديد السلام. واسرائيل كما هي دائما تفضل الوضع الراهن وعالم الأمس. فعالم الغد لا يهمها حتى لو كانت تكمن فيه آمال وتغييرات آسرة. أربما يفضي سقوط الاسد خاصة الى اضعاف حزب الله وايران في لبنان والمنطقة كلها؟ من يهمه هذا. فالتهديدات أفضل بالنسبة إلينا. ان الانتفاضة السورية قد سببت انتقال حماس من دمشق الى عواصم عربية اخرى وسببت اعتدالها. لكن يبدو أننا نفضل حماس المتطرفة. ان القيادة الاسرائيلية الحالية مركبة من ناس الأمس الذين ينظرون أمامهم الى الماضي ويسبحون بعكس تيار التاريخ ويهربون ذعرا من كل تغيير. فالمعروف أفضل من الجيد والمناسب. من يعلم، ربما يكون في تيار اللاجئين العلويين الذين يتنبأون بهم هنا الاسد وأبناء عائلته ايضا. اذا كانوا يعاضدون الاسد عندنا فهل ربما يمنحونه اللجوء السياسي؟. ينبغي ان نعترف بأن هذه هي ساعة الشعب السوري الجميلة وهي ليست ساعتنا الجميلة. ----------------------------------------------------- معاريف – مقال – 19/1/2012 يتذمرون ولكنهم يسكتون بقلم: ياعيل باز ميلاميد (المضمون: ليس واضحا لماذا يؤدي مواطنو اسرائيل واجباتهم ويتجندون للجيش ولكنهم يوافقون على احتمال قانون يسمح لالاف الشباب الاصوليين التملص من الخدمة). للاصوليين يوجد الان تهديد جديد. اذا لم تتوقفوا، انتم العلمانيين، عن الحديث، الكتابة والتظاهر ضدنا، فاننا سنكف عن الاختلاط بمجتمعكم، سنوقف عملية الخروج الى العمل، التعليم في الجامعات، وبالطبع التجنيد الطوعي للجيش الاسرائيلي. الترجمة: سنعود الى الغيتوات التي عشنا فيها حتى الان، سنواصل كوننا عبئا اقتصاديا على رقابكم وسنواصل القول ان كل شبابنا يختارون طريقة "توراتهم ايمانهم" بدلا من طريقة التجنيد الالزامي المتبعة في دولتكم. إذ يوجد قانون خاص يسمح لنا بان نقرر اذا كان يروق لنا التجند للجيش أم لا. "قانون طال" يسمى هذا الشيء غير الدستوري الذي يسمح لمئات الاف الاصوليين في عمر التجند التملص من الخدمة العسكرية. وحتى كلمة التملص ليست صحيحة هنا. الاختيار. ببساطة الاختيار. للتملص يوجد تداعي فكري لشيء غير مقبول. عندما يؤدي الاخرون واجبهم، فان مثل هذه المجموعة أو تلك لا تؤديه. ليس هذا هو الوضع في الحالة الراهنة. المجموعة الشاذة، المختلفة، غير المقبولة، هي بالذات القليلة التي تختار الخدمة في الجيش، بين سنتين وثلاث سنوات. وللتسهيل على الاصوليين الاختيار منحوهم شرعية تامة برعاية قانون سنته كنيست اسرائيل، وبموجبه هم غير ملزمين باعطاء أي شيء مقابل تلقي ذات الحقوق بالضبط التي يستحقها من يعطي ثلاث سنوات من حياته للجيش، بل واحيانا يدفع لقاء ذلك ثمنا بحياته. هذا بسيط جدا ولهذا فهو يصرخ الى السماء. مثير جدا لدرجة أنه ليس واضحا كيف حصل ان حتى الان لم تمتلىء الشوارع والميادين بمئات الاف المتظاهرين الذين يعلنون بشكل لا لبس فيه بانهم لم يعودوا مستعدين لذلك. كيف يوافق مواطنو اسرائيل الذين يؤدون واجبهم على أن يقبلوا بورقة التين الهزيلة التي تلقى اليهم، وكأنه توجد موجة هائلة وكبيرة من الاصوليين الذين يختارون التجند. بشروطهم بالطبع. لا توجد مثل هذه الموجة، يقول اولئك الذين يعرفون الارقام. لا يزال يدور الحديث عن ارقام صغيرة حتى هامشية. معظم الاصوليين يفضلون مواصلة حياتهم كالمعتاد وعدم قطعها بالامر المثير للاعصاب هذا الذي يسمى خدمة عسكرية. والان، يريد بنيامين نتنياهو أن يمدد بخمس سنوات اخرى (اضافة الى العشر سنوات التي كان القانون ساري المفعول فيها) لهذا القانون المجنون الذي لا ريب انه لو كان لاسرائيل دستور، لما كان صمد حتى ولا لخمس ساعات، ومرة اخرى، كل شيء كي يتمكن من الاحتفاظ بمنصبه. فلا يوجد أي سبب ظاهر للعيان لمواصلة هذه الفضيحة، باستثناء الرعب الكبير من الاحزاب الاصولية ومن الحاخامين الذين يقودوها. رئيس الوزراء، الوزراء والنواب يتملكهم الخوف الشديد في كل مرة يعالجون فيها الظلم المتعلق بالتفضيل للاصوليين. وهم يلقون بكل الصندوق، وحتى لا يتجادلون والمهم الا يغضبوا مجلس الحكماء هذا أو ذاك. وماذا عن وزير الدفاع ايهود باراك؟ ظاهرا يبدو انه الرجل الخير في هذه القصة. فهو يطلب تمديد القانون بسنة فقط. لماذا؟ ماذا سيحصل في سنة، باستثناء انه بعدها ستأتي سنة اخرى، وسنة اخرى، وسنصل الى الخمسة المقررة في القانون، ومرة اخرى سيمدد. كيف يمكن للوزير المسؤول عن الجيش الاسرائيلي أن ينظر الى عيون جنوده ويقول لهم انه هو الذي يسمح لعشرات الاف الاشخاص في عمرهم، بصحة جيدة ويحصلون من الدولة بالضبط ما يحصلون عليه، ولا يؤدون واجب كل مواطن ليس اصوليا؟ واضح تماما أن الحديث والكتابة عن الموضوع هما مجرد ذر للكلام في الريح. فالقانون سيمدد بخمس سنوات لان هذا جيد سياسيا لنتنياهو؛ وقليلا أيضا لايهود باراك، الذي يبني الان ولايته الثالثة كوزير للدفاع. وماذا عن مواطني اسرائيل؟ سيواصلون القعود بهدوء، يتذمرون قليلا، يتحدثون في كل أنواع المناسبات الاحتفالية عن الحاجة الى "وحدة الشعب" على ان تكون هذه الوحدة تستند مائة في المائة الى التنازل للاصوليين. في يوم الانتخابات سيواصلون التصويت بجموعهم لنتنياهو، وبعد يوم من انتخابه سيواصلون التذمر بان هكذا لا يمكن الاستمرار، ولماذا لا يتجند الاصوليون مثلهم. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 19/1/2012 تشبيه السفينة الغارقة بقلم: جدعون ليفي (المضمون: وضع اسرائيل بقيادتها الحالية يشبه وضع السفينة الايطالية التي غرقت منذ ايام بسبب غفلة الربان وعجرفته وصلفه ). كانت كوستا كونكورديا سفينة فخامة ولهو. كانت حديثة ومتطورة في أرفع الذرى طولها 290 مترا وفي بطنها ما لا يقل عن ألفي غرفة نوم وكان فيها كل شيء. مطاعم وبرك وقاعات رياضية وقاعات احتفالات. وكان فيها وسائل أمن محكمة كثيرة، كانت الصيحة الأخيرة في هذا المجال. قال الخبراء ان سفنا ضخمة من هذا القبيل لا تغرق أبدا. وقال ربانها فرانتشيسكو سكيتينو ذات مرة انه لم يكن يريد في الحقيقة ان يكون قبطان سفينة التايتانيك "لكن مع اعداد مناسب يمكن التغلب على كل وضع". خبز ولهو، خبز ولهو فقط، تلذذ مستجمو العالم الاول عليها وأبحر بها ملاحو العالم الثالث. كان العشاء الأخير فوق هذه السفينة رائعا ايضا. يقولون ان الربان الايطالي خلا بامرأة عند المشرب يرفع كأسا تمجيدا لحياته وحياتها. وقد رفع نتان ألترمان ايضا ذات مرة كأسا لحياة ربان ايطالي في قصيدة مشهورة له. لكننا مع الربان سكيتينو لن نعود مرة اخرى للقاء فوق الماء. قبل منتصف الليل سمع الركاب صوت ضربة قوية. وهب فريق السفينة ليبلغوا بمكبرات الصوت أنه ينبغي عدم الشعور بالضغط فالحديث عن عطل في نظام الكهرباء. بعد الضربة الثانية فقط هب المسافرون الاسرائيليون القلة لجمع أمتعتهم وأموالهم وقد أدركوا انه لم يبق وقت. وهكذا فعل ايضا سائر الركاب وناس الفريق، وقد أسرع سكيتينو أكثر من الجميع فقد كان بين أوائل من هربوا. "سكيتينو؟ إسمع يا سكيتينو. هناك ناس محجوزون فوق ظهر السفينة. يجب عليك ان ترجع بقارب نجاتك"، صرخوا من حرس الساحل. لكن سكيتينو كان قد أخذ يشرب القهوة على الشاطيء. قال حرس الساحل: "ماذا تفعل؟!"، سكيتينو: "أنا أُنسق". "ما الذي تنسقه هناك؟ عُد الى السفينة!"، "لن أعود، أنا مع الضابط الثاني، دمتري... هناك ظلام ولا نستطيع ان نرى شيئا". حرس الساحل: "أنت تقول لنا هذا منذ ساعة... عُد فورا!". انتهى الاقتباس. حدث هذا في بدء موسم الذروة لدعوات الصيف. وفي فرع الاعلان الاسرائيلي بقي الجميع هادئين: "نحن لا نجرب تغييرا في الطلب". كونكورديا في أعماق البحر، ويوجد 12 قتيلا وبضع عشرات من المفقودين وضرر بنحو من مليار دولار. انتهت القصة. بعد ان استعملنا بصورة متعبة كليشيه التايتانيك لوصف وضع اسرائيل التي تنطلق في عمى نحو جبال الجليد ولا تفتح عينيها في مواجهة الخطر، جاءتنا الآن كونكورديا هذه، التي تصدعت بسبب الغفلة وبسبب صلف ربانها. أراد فقط ان يؤثر في عائلة كبير النادلين في الشاطيء القريب والخطير. وهذا معروف جدا ومشابه جدا. ان ربابيننا لا يجب عليهم ان يهربوا مثل فرانتشيسكو والضابط الاول دمتري – فحياتهم محمية جيدا حتى حينما يكونون على متن السفينة، لكنهم لا يكفون عن التهرب من مسؤولياتهم. ان بنيامين نتنياهو واهود باراك يريدان مثل فرانتشيسكو ودمتري بالضبط البقاء ولتذهب سفينتهما الى الحجيم. ان كونكورديا التي لنا تهدد بالتصدع بسبب صلفهما ويقولان لنا ايضا انه ينبغي ألا نشعر بالضغط فاسرائيل مثل كونكورديا هي الأحسن اعدادا والأكثر تطورا. وهي ايضا تريد ان تؤثر في نفوس سكان الجزر حولنا قائلة "شوفوني"، كم نحن أقوياء وعظماء، وقد ينتهي هذا ايضا الى التصدع. فالى ذلك الحين ليكن الخبز واللهو والصلف ايضا. أي تشبيه يصف وضع اسرائيل في 2012 مثل هذا التشبيه؟ يزعم الربان أنه "يُنسق"، لكن الحقيقة هي أنه يشرب القهوة من غير ان يفعل شيئا. وهو مثل سكيتينو لا يرى شيئا ايضا. ان السفينة تنحرف جانبا والاحتلال مستمر ولا توجد أية مسيرة سياسية؛ ان العلماء في ايران يُغتالون بصورة غامضة لاظهار ذراع طويلة لجهة ما فقط؛ والديمقراطية الاسرائيلية قد انشقت والسفينة مالت على جانبها والماء يدخل بقوة الى داخلها مهددا باغراقها – والربابين "يُنسقون". بحياتك أيها القبطان: هلّم نرفع كأسا لحياة ربان ايطالي وحياتنا نحن لا تختلف كثيرا. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 19/1/2012 بوتيننا وبوتينهم بقلم: آري شبيط (المضمون: وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عار على اسرائيل وسياستها ويجب على الاسرائيليين ان يطرحوا هذا العار عنهم لأنه يضر بكرامة اسرائيل ومصلحتها). بوتيننا يختلف عن بوتينهم. فبوتينهم هو رئيس حكومة يطمح الى ان يصبح رئيسا في حين ان بوتيننا هو وزير خارجية يطمح الى ان يصبح رئيس حكومة. وبوتينهم سياسي مؤمن بالقوة ومتعجرف، يخدم مصالح روسيا في حين ان بوتيننا هو سياسي مؤمن بالقوة وساخر يضر بمصالح اسرائيل. بوتينهم هو قيصر عصري أما بوتيننا فهو قيصر عتيق. وبوتينهم يمنح وطنه نوعا اشكاليا من القوة أما بوتيننا فيضعف دولته اضعافا شديدا. فهو يشوش على علاقاتنا بالولايات المتحدة ويُفسد علاقاتنا باوروبا ويُحدث في العالم انطباع أننا جميعا زعران. ان بوتيننا هو سمة عار على جبين دولة اسرائيل. ان بوتيننا قبل كل شيء هو عار على الليكود ولن تساعد أي تعليلات: فقد كان يفترض ان يبذل الليكود كل جهد لانشاء حكومة لا تكون متعلقة بأفضال اليمين المتطرف، ولم يفعل هذا، بل فضل حياة الخوف مع اسرائيل بيتنا على حياة مشتركة مع كديما. لكن بوتيننا هو ايضا عار على كديما. تعلمون ان رئيسة المعارضة هي نتاج كف بوتيننا. فقد كان لها مدة سنين علاقة غرامية سياسية سرية به وهي اليوم ايضا تتوقى ان تشاجره وجها لوجه. وقد جعل الليكود وكديما ايضا بفعلهما وتقصيرهما بوتيننا المحور المركزي للجهاز السياسي الاسرائيلي. لم يُقصياه ولم يُبعداه بل مكّناه من الارتفاع وأن يصبح متوج ملوك اسرائيل. ان بوتيننا عار على الاعلام ايضا. نشر غيدي فايس في صحيفة "هآرتس" قبل خمس سنين تحقيقا صحفيا مدهشا عن وزير الخارجية. وقام موتي غيلات بعمله مرة بعد اخرى. وحذرت مجموعة صغيرة من الصحفيين بلا انقطاع من الوباء البوتيني المتفشي في البلاد. لكن وسائل الاعلام الاسرائيلي بصورة عامة تظهر في السنين الاخيرة تسامحا عجيبا مع رجل الاعمال القبرصي الذي تاجر بالاخشاب والخمور والروبيلات. وهي لا تركز النار عليه كما ركزت النار على آريه درعي واهود اولمرت واهود باراك وبنيامين نتنياهو. وكذلك ايضا جهاز القضاء. ففي آب 2009 نقلت الشرطة الى النيابة العامة ملف افيغدور ليبرمان. ومرت سنتان ونصف حتى وصل الملف المتلاشي هذا الاسبوع للمساءلة. ونقول الآن انه قد تمر أشهر الى ان يُحسم الامر. ان جر القدمين هذا غير مفهوم ولا يقبله العقل. ومع عدم وجود حسم – الى هنا أو الى هناك – فان قضايا بوتين تلوث المسيرة الديمقراطية بتقديرات غير موضوعية وببواعث اجنبية. ان بوتيننا هو عار على الهجرة الروسية. فالمليون مهاجر الذين هاجروا من الاتحاد السوفييتي ودوله التابعة في الماضي أحسنوا الى اسرائيل في كل مجال – في العلوم والتكنولوجيا والطب والصناعة والموسيقى والفن. لكن الهجرة المدهشة والنوعية أسهمت اسهاما سلبيا في الحياة السياسية في اسرائيل. فحينما كان يجب عليها ان تختار بين ديمقراطي نزيه حكيم مثل نتان شيرانسكي وبين نسخة تثير السخرية من بوتين – فضلت الثاني. لهذا يمثل مئات آلاف المهاجرين المثقفين الذين هربوا من الاستبداد الى الحرية، يمثلهم اليوم في الكنيست صديق الطغاة الذي يعرض الحرية للخطر. ان بوتيننا هو ايضا عار على النخبة العلمانية القديمة. ففي كل مرة يشعر فيها بأن كراهية العرب استنفدت نفسها، يعرض المستوطن في نوكديم على السبط العلماني حبات دواء مسممة من كراهية الحريديين. ومرة بعد اخرى يسقط السبط العلماني في الفخ. وهو يوهم نفسه بأن الحارس القوي سيحميه من يهدوت هتوراة وشاس. وهكذا وبواسطة تلاعب مكشوف، ينجح القومي المتطرف في ان يحظى بمشايعة علمانيين كثيرين وتسامحهم. ان الخلاصة مخجلة. ففي عالم بوتينهم وفي عالم بوتيننا ايضا، المصطلح المفتاح هو الكرامة. الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية والكرامة الدولية. لكن بوتيننا ليس زعيم كرامة بل هو زعيم لا كرامة. وهو يضر ضررا شديدا بكرامة دولة اسرائيل وقوتها. فقد حان الوقت لأن يطرح الاسرائيليون عنهم هذا العار. هل تريدون بوتين؟ لا شكرا. لا عندنا. لا في هذه الدولة اليهودية الديمقراطية. ----------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 19/1/2012 من الأعماق بقلم: سيما كدمون (المضمون: هذه الانتخابات التمهيدية في كديما قد تكون المدخل لاندثاره - ). قبل أن تعلن لفني عن قرارها تقديم موعد الانتخابات التمهيدية خرج موفاز معقبا على تصريح لم يصدر بعد. اللباقة، على أقل تقدير، لم تكن هناك. وماذا ينبغي أكثر من هذا للتلميح بما من شأنه ان يحصل هنا في الشهرين المتبقيين حتى الانتخابات. اذا كان هذا ما يقوله المتنافسان الواحد عن الاخر، مشوق أن نرى حملتهما في مواجهة نتنياهو. شيء واحد واضح: بعد هذه المنافسة لن يكون كديما ما سبق له أن كان. إذا انتصر موفاز، لفني لن تبقى. اذا انتصرت لفني، إما الا يبقى موفاز أو أن ديختر وشطريت سينشقا، أو هذا وذاك معا. ثلاث سنوات من الاحباط، الغضب والاحتقار مرت على كبار رجالات هذا الحزب، والكثير جدا من الدم السيء والقذارة سكب هناك في الاشهر الاخيرة والذي يهدد باجتذابه الى الاعماق. تقديم موعد الانتخابات التمهيدية كان متوقعا: ضعف كديما في الاستطلاعات، الضغط الحزبي الداخلي على الرئيسة، تقديم موعد الانتخابات التمهيدية في الليكود وانضمام لبيد الى السياسة – كل واحد من هذه العوامل هو سبب كاف، وكلها معا لا تسمح لاي امكانية اخرى. مشكلة لفني هي التوقيت. من ناحيتها لا يمكن أن يكون اسوأ منه، حين تكون مكانتها الجماهيرية في الحضيض، زملاؤها في الحزب يتآمرون عليها، والانتخابات يمكن أن تكون ضربة قاضية لها. هذا هو السبب الذي جعلها تؤجل وتؤجل الموعد الى أن لم يتبقَ لها مفر. بالذات انضمام لبيد الى السباق تبين كنذر سيء لكديما وبشرى لها: اذا كان لبيد في اللعبة، فان موفاز في رئاسة كديما يحصل على مقاعد أقل بشكل كبير من لفني في رئاسة كديما. والسبب بسيط: اذا كان موفاز هو الرئيس، فان المؤيدين الواضحين للفني، من المركز – اليسار السياسي، سينقلون اصواتا الى حزب لبيد. ومعنى هذا هو ان كديما سينهار. موفاز سيحاول الاثبات بانه يجلب مقاعد من الليكود. هذا الادعاء يحتاج الى برهان. قبضة نتنياهو على الليكود قوية جدا وحكمه مستقر جدا بحيث أن مغادرة الليكود في صالح كديما مثله كمثل القفز من حاملة طائرات الى السفينة الايطالية كوستا كونكورديا. مع كل الاحترام لموفاز، من الصعب التصديق بان مصوتي الليكود سيهجرون سفينة آمنة في صالح سفينة غارقة. ولكن السؤال المثير للفضول هو معنى المنافسة والمنتصر فيها بالنسبة للقدرة على ايجاد كتلة وسط – يسار مانعة، وماذا يعني هذا بالنسبة للحزب المتكون بقيادة لبيد. من الطبيعي ان المنافس الجديد سيفضل موفاز في رئاسة كديما. السؤال هو هل سيكون على الاطلاق قادرا على استيعاب المقاعد التي ستتسلل اليه من هناك. وهل هذا يفوق قواه وقدراته، كمن يتنافس لاول مرة ولم يبلور حتى قائمة. او بتعبير آخر: هل يريد لبيد على الاطلاق ان يكون اكبر من كديما. ليس مؤكدا ان الجواب على ذلك ايجابي. وسؤال آخر: استطلاع "يديعوت احرونوت" قبل اسبوع اظهر أن الوضع الافضل بالنسبة لكتلة الوسط – اليسار هو السير المشترك لكديما مع حزب لبيد. هذا الحزب المشترك يحصل على عدد المقاعد الاكثر وينصب نفسه الحزب الاكبر، الكفيل بان يكون هو الذي سيكون مطالبا من الرئيس بتشكيل الحكومة. فهل سيستجيب لبيد للتوقعات منه وينضم كدائرة الى كديما كي يوسع الكتلة؟ عندما لا تكون الانتخابات في الافق بعد، سيكون من السخف التنبؤ. فالكثير جدا من المتغيرات كفيلة بان تدخل الى هذه الصورة السياسية، بحيث أن كل تخمين هو على مسؤولية المخمن وحده. بالنسبة لي هذه ليست مهنة بل رسالة، قالت أمس لفني في المؤتمر الصحفي. لديها بوصلة داخلية، قالت، ترى صالح الشعب امام ناظريها. متى سيوجد السياسي الذي لا يدعي هذا. ------------------------------------------------------ اسرائيل اليوم - مقال - 19/1/2012 يجب ان تُبين تصريحات اوروبا في هذا الوقت ان اسرائيل ليست المشكلة بقلم: سامي ريبل (المضمون: يجب على اوروبا ان تُبين ان اسرائيل ليست العقبة أمام السلام وان تدعم اسرائيل وتؤيدها لأن قيمها تشبه قيم اوروبا ). كانت سياسة اسرائيل منذ منتصف العقد الماضي هي ان للاتحاد الاوروبي دورا مهما في المسيرة السياسية. ويشهد على هذا دعوة المراقبين الاوروبيين الى معبر رفح باتفاق مع السلطة الفلسطينية، بعد الانفصال في 2005. وكان دور المراقبين ان يمنعوا دخول نشطاء ارهاب، وحقائب فيها اموال لتمويل الارهاب ووسائل قتالية. وقد وضعت سيطرة حماس على قطاع غزة حدا لهذا. زيدت قوة اليونفيل في لبنان منذ انتهاء الحرب في 2006. وقد كانت غاية القوة المكبرة بقيادة اوروبية وبمشاركة قوات من دول اوروبية مركزية، تطبيق قرارات الامم المتحدة ومنها نزع سلاح حزب الله. واسرائيل تؤيد هذا لكن حزب الله يُعمق قواعده الارهابية في لبنان. لهذا ينبغي ان نفهم ان الاختلاف بين اسرائيل ودول اوروبا المركزية ما جاء للاعتراض على أهمية العلاقات بين اسرائيل واوروبا بل ليحدد طريقة دفع المسيرة السياسية اليوم الى الأمام. دعا اعلان الرباعية في الثالث والعشرين من ايلول 2011 الى عودة الى تفاوض اسرائيلي فلسطيني مباشر بلا تأخير وبلا شروط سابقة ووافقت اسرائيل على هذا. بيد ان التصريح الأخير للدول الاوروبية، الى جانب الانتقاد الموجه لاسرائيل، فيه اقتراح الالتفاف على التفاوض المباشر. وموقف اسرائيل هو أنه لا يمكن التوصل الى اتفاق إلا بتفاوض مباشر، وليس هذا موقف الحكومة الحالية فقط بل كان موقف كل حكومات اسرائيل في الثماني عشرة سنة الاخيرة. وقد وقعت اتفاقات السلام مع مصر والاردن بفضل وجود تفاوض مباشر وكذلك ايضا الاتفاقات البينية مع الفلسطينيين. ان التفاوض المباشر يعني اعترافا حقيقيا بالطرف الثاني وتحمل مسؤولية عن احترام وتطبيق الاتفاق الذي تم التوقيع عليه، والمشكلة هي ان قيادة السلطة برئاسة عباس قد تستغل الموقف الاوروبي للتمسك بقرارها على السير في مسار أحادي في اطار منظمات الامم المتحدة. ومن يقرأ تصريح الدول الاوروبية الاربع ينطبع في نفسه ان الذنب ملقى في الأساس على اسرائيل، وبهذا لا يوجد سبب يدعو الفلسطينيين في ظاهر الامر الى وقف السير في مسار يخالف الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل، ويطرح جانبا قاعدة التفاوض المباشر ويزيد التوترات مع اسرائيل. وهذا هو السبب الذي يجعل المشتغلين بالعلاقات مع اوروبا في وزارة الخارجية يعتقدون انه ينبغي نقل رسالة واضحة تقول ان الاسهام الاوروبي يجب ان يكون موجها للعودة الى تفاوض مباشر. ان المعطيات المحيطية اليوم أكثر تعقيدا مما كانت في الماضي. وبازاء البرنامج الذري الايراني وتأييد ايران للمنظمات الارهابية يُحتاج الى تعاون مع اوروبا الى جانب التعاون القائم مع الولايات المتحدة. وتتطلب التحولات في العالم العربي مشاركة اوروبية فاعلة لضمان ان تتحرك دول مثل مصر وليبيا وتونس في اتجاه مزيد من التحول الديمقراطي والحداثة لا باتجاه الاصولية المتطرفة. ويجب ان تُبين التصريحات الاوروبية في هذا الوقت ان اسرائيل ليست المشكلة كما يحاول البعض الزعم. قد توجد اختلافات سياسية، لكن اسرائيل دولة قانون ديمقراطية ذات قيم مشتركة مع دول اوروبا. وضمان وجودها والاعتراف بها والدفع قدما بسلام معها باتصالات مباشرة جزء من الحل الذي سيؤدي الى شرق اوسط مستقر ونام وأكثر أمنا. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 19/1/2012 لفني هي الخاسرة الكبرى بقلم: دان مرغليت (المضمون: قد يبدو وضع رئيسة المعارضة تسيبي لفني حرجا في حزبها كديما لقوة خصومها داخل الحزب لكنها ما زالت تملك التأثير الأكبر في ناخبي هذا الحزب ولها الكثير مما تستعمله قُبيل الانتخابات التمهيدية ). ان شاؤول موفاز في الايام العادية شخص مريح ومعتدل في كلامه. لكنه غير هذا الاسبوع نغمة صوته. فاهتاج في البداية صارخا "أنت كذاب كذاب" ببنيامين نتنياهو، وأمس رد بقوة شاذة على اعلان تسيبي لفني بأن الانتخابات المبكرة في كديما ستجري في نهاية آذار. هل لغته اللاذعة هي تعبير عن ثقته بالنفس بأنه سيفوز برئاسة كديما أم أنها صدى لخوف داخلي من ان الامر ليس كذلك؟ هذان التفسيران مقبولان في العقل وواحد منهما فقط صحيح وليس واضحا أيهما. تلبثت لفني كثيرا وتركت لموفاز ان يحشرها في الزاوية. ما تزال لها ميزة في الحزب وتشهد أكثر استطلاعات الرأي ايضا بأنها تستطيع ان تجند في الانتخابات للكنيست من المصوتين أكثر مما يستطيع موفاز، لكنه متيقظ ودافع ويحتل العناوين الصحفية كما فعل في فضيحة صغيرة مع نتنياهو ومساعديه. ولفني هي الخاسرة الكبرى من ثلاث سنين تقريبا في المعارضة. فقد خسرت جزءا كبيرا من قوة كديما حينما ردت بتقصير على احتجاج الخيام في روتشيلد. ولها في وضعها الصعب ميزة واحدة فقط هي انه ليس لها ما تخسره وأنها تستطيع ان تلقي في معركتها كل ما يبدو لها ناجعا من غير كوابح. منذ ان نجحت في ان تجمع ممن هب ودب ناسا اجتمعوا في 2006 وفي 2009 في قائمتها للكنيست، والحزب في خيبة أمل. ولأنها لم تستطع ان تشكل حكومة؛ ولأنها لم تستطع الانضمام الى ائتلاف نتنياهو؛ ولأنه بدا في هذا الوقت وهم تنبؤاتها السياسية التي هي أشد سوادا من السواد. لكن لفني ليست هاوية. فهي ما زالت تملك ذخيرة كثيرة في مستودعات كديما، وقوة هجمات خصومها في الداخل قد تكون مثل عصا مرتدة. لا يهبون في أي حزب لمهاجمة القيادة المعروفة ما ظلت تطلب سلطة للاستمرار وسلطة للدفاع عن نفسها، لأن الصراعات الداخلية الشديدة هي بعد ذلك مادة خام للدعاية الانتخابية للاحزاب الخصم قُبيل فتح صناديق االاقتراع للكنيست. صحيح ان لفني وموفاز لم يتلطخا بوصمات العار التي صاحبت مؤسس كديما شارون في التحقيق معه الذي أوقف على أثر مرضه، وتلك المتعلقة بلوائح اتهام اهود اولمرت وتجريم ابراهام هيرشيزون. لكن كل من في كديما لا يستطيعون الابتعاد تقريبا عن التراث المسمم الذي يصحبه على طول طريقه. ان هذا الفصل لجيل مؤسسيه مع عدم وجود قاسم مشترك فكري هما السبب الرئيس لضعف أكبر كتلة حزبية في الكنيست. ان لفني تدرك هذا وهي تساعد نفسها بدعوتها المكررة ليئير لبيد ان ينضم اليها. ويمكن ان تساعدها استجابته (التي لن تُبذل في المستقبل القريب) في الانتخابات التمهيدية ايضا. لكن لا مفر لها سوى الخروج للطريق بنفسها وهي تستطيع ان تخدش برغم مظهرها النباتي السياسي. هذا الى ان صورة الوضع في كديما ليست واضحة. هل سينافسها خصماها البارزان آفي ديختر ومئير شتريت؟ وهناك شيء ليس ملحوظا الآن في الساحة لكن له أهمية خاصة وهو: متى سيفتح أبو الهول الذي له تشجيع في صفوف كديما (والليكود)، أي تساحي هنغبي، فمه ليقول الى أين يتجه؟.