نظم وفد قيادي من الجبهة الشعبية بمحافظة رفح زيارة لمدرستي طه حسين وأبو يوسف النجار ، حيث ضم الوفد عضو اللجنة المركزية العامة الرفيق محمد مكاوي، وعضو اللجنة المركزية الفرعية الرفيق هاني صيدم عضوي ، بالإضافة للرفيق الهوبي مسئول الثانويين وعدد من الرفاق.

وقد التقى الوفد اعضاء الهيئة التدريسية ممثلة بمدير مدرسة طه حسين زكي السكسك، ومدير مدرسة الشهيد ابو يوسف النجار ابوصالح ابو جزر، اللذان وضعا الوفد في صورة العديد من المشكلات الخطيرة التي يواجهها طاقم التدريس والطلاب وأبرزها، أن العام الحالي شهد واقعاً غير مسبوقاً انعكس سلباً على المسيرة التعليمية، وازدياد معاناة المدرسين، واستياء الطلاب، وأسباب ذلك ترجع لعدم تنفيذ اتفاق المصالحة، واستمرار الانقسام، وما نتج من تداعيات وآثار كارثية بعد العدوان الأخير على القطاع.

كما استعرض مديرا المدرستين الأوضاع الصعبة للمدرسين، حيث أن أزمة رواتب المعلمين ما زالت مستمرة، حيث لا يتقاضى أكثر من 95 % منهم رواتب، أدى لتفاقم معاناتهم، وأدت لتغيبهم عن الدوام. 

كما اشتكى أعضاء الهيئة التدريسية من عدم توفر الحد الأدنى للإمكانيات التدريسية من أثاث مدرسي، الذي لا يلبي الحاجة وخاصة للثانويين خاصة بعد القصف الصهيوني الذي استهدف مخازن الأثاث التابعة للتربية والتعليم، وقصف مصنع الاثاث الوحيد في القطاع.

كما استعرض الوفد مع الهيئة التدريسية أحوال الطلبة ومعاناتهم، حيث أكد أعضاء الهيئة التدريسية أن نسبة كبيرة من الطلبة يعانون من الفقر الشديد، أدى لعدم قدرتهم على شراء شئ من مقصف المدرسة، بالإضافة لحاجتهم الشديدة لملابس شتوية، وهناك عدد كبير من الطلبة ليس لديه بالفعل ملابس ثقيلة تقيه برد الشتاء، وهذه من أصعب الاشكاليات التي تواجه المدارس.

كما أكدت الهيئة التدريسية وجود حالات كثيرة من الطلاب تعاني من اشكاليات نفسية بسبب الأوضاع الراهنة، وآثار الحرب، وفقدانهم زملاء لهم خلالها، فضلاً عن مشاكل أسرية عديدة، مؤكدين أن المرشد النفسي ليس لديه مقدرة على تغطية ومعالجة مشكلات الطلاب النفسية حيث أن وجود مرشد واحد في مدرسة واحدة لا يكفي لأكثر من 10 طالب، ارتباطاً بالاشكاليات العديدة والخطيرة التي تتطلب معالجة نفسية عاجلة.

كما أكدوا على عدم وجود برامج متخصصة تثقيفية تعمل على حماية الطالب من أي سلوكيات خاطئة.  

من جانبه، أبدى الرفيق مكاوي تفهماً كبيراً لحجم المشكلات ، مؤكداً على ضرورة حماية المسيرة التعليمة كركن اساسي في تربية الجيل وحمايته ليكون سلاحاً هاماً في اطار المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني .

 كما أكد أن ميدان العلم نضال حقيقي وكل القائمين على المسيرة التعليمية من اساتذة ومدرسين ومربين محل تقدير واحترام الجبهة الشعبية، وجنود مجهولين في اكساب المعرفة والتربية الاجتماعية والوطنية .

ووعد مكاوي أن تساهم الجبهة في حل العديد من المشكلات ولعب دورا كبيرا ومساندا لكل طواقم التدريس وللطلاب وخصوصاً المعوزين منهم،  وكذلك نقل كل ما دار في الزيارتين الى قيادة الجبهة لقرع ناقوس الخطر وبذل جهد صادق مع كل الجهات لحلها .

وعبرّ مكاوي عن فخره الشديد بصمود وثبات كل هيئات التدريس وطواقمها رغم عدم وجود رواتب او ما يسد رمقهم، ناقلاً تحيات قيادة الجبهة في غزة وتقديرها العالي لحجم تضحياتهم ..
واختتم الرفيق صيدم اللقاءين مؤكداً على ان الجبهة الشعبية قيادة وكوادر ستركز جهدها في قادم الايام على دعم المسيرة التعليمية وحمايتها ولعب دور مميز في ارتقاءها الى المستوى المطلوب وتحديدا في الذكرى ال 47 للانطلاقة التي احيتها الجبهة بشكل مغاير ويحمل معاني التضامن ومعايشة هموم الجماهير وكل قطاعات شعبنا ..
من جانبها، شكرت هيئتي التدريس وفد الجبهة على هذا اللقاء، مطالبة بتعزيز وتطوير العلاقات معهم، مؤكدين على ثقتهم بالجبهة ودورها الوطني .

 وانتهى اللقاءين بتسليم درع التكريم لكلا المديرين .