لاجئون من الخارج لأول مرة على أرض الوطن

لأول مرة في حياتها عانقت زهور فارس الفلسطينية اللاجئة بمخيم خان الشيح بسوريا، أبناء عمومتها على أرض
حجم الخط
لأول مرة في حياتها عانقت زهور فارس الفلسطينية اللاجئة بمخيم خان الشيح بسوريا، أبناء عمومتها على أرض مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة خلال زيارة لها نظمها "ملتقى شباب عائدون" لمجموعة من لاجئي سوريا ولبنان. وتقول فارس البالغة من العمر (30 عامًا) لوكالة "صفا" وصولي أرض فلسطين كان حلم حياتي، وقد تحقق وتقف قدماي الآن على تراب فلسطين. لاجئون من الخارج لأول مرة على أرض الوطن تتنهد وتكمل "سجدت وقبلت التراب، طارت روحي في كل جنباتها، أتابع كل تفاصيل الحياة هنا بمدن وقرى ومخيمات الضفة". وهاجرت أسرة زهور فارس عام 1948 من بلدة كفر كنا قضاء الناصرة، لتعيش "مؤقتا بمخيم الشيح بسوريا لحين عودتي إلى بلدتي" كما تقول. وبينما كان الملتقى يتابع التعرف على أزقة نابلس القديمة كان ماجد فانوس من مخيم العائدين "حمص" يسجل كل تفاصيل الزيارة، يراقب حركة الأسواق وحياة اللاجئين بمخيمات الضفة وحتى ما هو معتاد بالشوارع. لاجئون من الخارج لأول مرة على أرض الوطن فانوس (69 عامًا) عبر عن مشاعر الفرح والحزن قائلا "من 63 عامًا وأنا أحلم بالعودة إلى صفد وإلى فلسطين"، مشيرًا إلى أنّه يعيش اليوم الرابع في الضفة الغربية، زار خلاله برفقة الوفد بيت لحم ورام الله وجنين ونابلس وأريحا. وأضاف "كان في أذهاننا صورة عن فلسطين، إلا أنّنا وجدناها أجمل بكثير مما كنّا نتوقعه، وبات لدينا صورة واقعية عن الحياة والأرض". وأردف فانوس بالقول إنّ "تشابهًا كبيرًا بين حياة مخيمات الضفة وسوريا"، وقال: "عندما دخلنا مدرسة تابعة للأونروا بأريحا وجدناها نسخة طبق الأصل عن مدارس مخيمات الشتات". الاستيطان يشوه الجمال إلا أنّ الصورة مختلفة لدى أحمد عبد الرحمن من سكان مخيم شتيلا لبنان، حيث وجد الضفة مشوهة بالاستيطان والحواجز العسكرية، فجمال الضفة بسهولها وجبالها لم تشعر عبد الرحمن بالفرح. وعن رسالته من الزيارة يقول: "نحن هنا لنؤكد للاحتلال أنّ الصغار لم ينسوا ويسعون إلى العودة رغم طول السنيين". من جانبها، قالت اللاجئة ندى بورشله من مخيم شاتيلا لبنان إنّ حلمها لم يتحقق بعد بزيارتها للضفة الغربية وحلمها بالعودة الأبدية إلى فلسطين المحتلة عام 1984. في حين شعرت روان الباش من سوريا بالغضب والحزن كون شعورها يتعدى الحنين إلى الحرمان من الأرض والوطن قصرا. أمّا محمّد حموني من مخيم الشيح بسوريا، عدّ الزيارة بالهامّة، قائلا: "إنها تأتي في ظل التواصل بين فلسطيني الشتات وفلسطيني الداخل المحتل". وأضاف أننا لم نصدق أننا اجتزنا الحدود وبتنا على أرض الوطن، فمنا من بكى ومنا من أنشد ومنا من قبل تراب الوطن. مواجهة الاحتلال وبيَّن أنَّ لاجئي سوريا لأول مرة يلتقون بالجنود الإسرائيليين وجها لوجه "كان شعورًا مؤلمًا أن تراهم على تراب وطنك الذي طردت منه". لاجئون من الخارج لأول مرة على أرض الوطن ويضيف أن "الاحتلال احتجز الوفد لمدة أربعة ساعات على الحدود، وبدأ يحقق مع الشباب الصغار عن الزيارة وأهدافها والأماكن التي ينوون زيارتها". وأوضح حموني أنه أكد خلال لقائه مع رئيس السلطة محمود عباس ومع رئيس الحكومة في رام الله سلام فياض بضرورة الاستمرار في تنظيم زيارات للاجئين الفلسطينيين من الشتات إلى أرض الوطن. وعبَّر حموني عن حزنه لعدم مقدرة الوفد على زيارة القدس والداخل المحتل بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي حالت دون ذلك. من جانبه، عد الناشط بقضايا اللاجئين بالضفة الغربية تيسير نصر الله الزيارة هامة كونها تجمع الشباب الفلسطيني بالشتات بالشباب الفلسطيني بالداخل من أجل تعزيز التواصل بينهم وربط لاجئي الشتات بأرضهم.