الصفصاف ما زال يخترق جدار الصوت.

حجم الخط

الصفصاف تستحق ان تكون أكثر من قرية اغتصبت الى حد الوجع ، ابنة فلسطين المسبية يوم نكبة عام 1948، نزح جسدها وتوزع في شتات قريب ولكنه مرير وآخر بعيد تغمره أشواك القسوة، لكن اليراع الجميل لم يسقط ،

 وصوتها يسافر معها وتكتب الصفصاف كل يوم اسمها منبرا حرا وصدى يتردد بلا توقف، في زمن وأد الأفكار والحقيقة والكلمات، يبقى موقع الصفصاف يدق على ساعة هذا الزمن بلا انقطاع، وكلما ضج العالم بالصمت كان ومازال يخترق جدار الصوت ويكون جسرا بين شتاتين نعبره بالحقيقة والكلمة الصادقة الجريئة الى حد النقد اللاذع و الخبر الطازج الى درجة الاكتواء، يربط الوطن المهاجر والمشرد والهائم بأحلامه مع رحم الأم المكلومة .

الصفصاف تستحق كل تحية حين تتحول الى متراس لا يتراجع على جبهة الثقافة، يلح على ان نمتلك أنفسنا و تاريخنا ومستقبلنا، نجد فيه ضمير المعرفة المشتعلة في الهوية العربية والشخصية الفلسطينية، تراثا وثقافة وأدب وفنا وشعرا ورواية، يتخطى بتواضعه لغة المديح والشكر وحتى العبارات والألقاب النبيلة ، هو الإعلام المدفوع بالروح والمدعوم بصوت العشق الفلسطيني والممول بلغة من نبض القلب لا يتفوق عليه إعلام رسمي او نفطي.

يستحق الصفصاف كل الحب وهو يكتب بعطاء وتضحية نادرة حكاية وطن زاخر بشتى الحكايات و يوزعها على فضاءات المنافي، نشد على الأيدي التي تقبض بثقة على تحدي الاستمرار وبوركت تلك الهامات التي تحمل على أكتافها صفحات مزركشة بالقصائد المذهلة، واثقة تمضي للأمام كل عام لتخط على جبين الدنيا كل مفردات فلسطين.

* كلمة وتحية لموقع "الصفصاف " الالكتروني، بإدارة العزيز نضال حمد... ابن الصفاف و مخيم عين الحلوة والمقيم في النرويج.