سلام عليك وأنت القائد الخالد

حجم الخط

هي ذكراك تطل علينا من جديد يا حكيم الثورة , تفجر فينا صمود بلا حدود وتحدى رغم الصعاب , وحرارة ثورية تذيب الجليد , في ظل ظروف لا يمكن وصفها إلا بالمستحيل ... ظروف تنتصب أمامنا تريد إن تكسر إرادتنا التي تغنيت بها طيلة حياتك وتريد أن تحنى هامتنا التي ما انحنت في اشد المنعطفات فجرا في تاريخنا الثوري , و الشعب يقاوم ببقايا قوته المنهوبة و بقايا عروقه المطحونة في القهر و ببقايا منازل لم يبقى منها إلا الركام و بقايا هواء لوثته مخلفات الاحتلال لكن شعبنا مازال بشده يتذكرك و رفاقك الشهداء العمالقة و يحترق شوقا لتلك الأيام التي كنتم فيه صمام آمان لقضيتكم و شعبكم , و دوركم المسئول النابع من المصلحة العليا للشعب و الوطن ... لم تكن تهدأ و لا تتورع حتى تنزل إلى الشارع سيرا على قدميك ... رغم المحذورات الأمنية لتسأل شيخ , أو طفل أو امرأة عن رأيه , عن همومه في الوضع العام , كنت تبحث عن الحقيقة في الميدان , ومن أصحابها .. لا من مراسلين امتهنوا مهنة التنظير من خلف المكاتب الفخمة .
كنت تدخل المخيم سيراً على الأقدام خوفا من مس مشاعر الفقراء و تسألنا ماذا يقول الناس عنا تريد أن تطمئن على رضا الناس.
ألان يا حكيم , الناس , الشعب , الوطن يكتوي و يئن من الاحتلال – الحصار , الفقر , البطالة الانتهاكات , لا كهرباء , ولا ماء نظيفة , ولا وظائف و الضرائب تتصاعد و مسلسل طويل من المعاناة و لا أحد يسأل من المعنيين لا أحد يطبطب على أكتاف هؤلاء الصامدين الذي شكلوا بلحمهم و دمهم ... وبيوتهم و قوت أطفالهم حماية للمقاومة و صمودها الأسطوري لا أحد يسمع صراخ الناس في الطلب منهم بإنهاء الانقسام لان استمراره هو قرار باستمرار معاناة الناس و ضياع القضية .
إن شعبنا الفلسطيني يا حكيم أصبح يحلم أن ينام و يفيق على وقع وحدة وطنية , لا أوهام وطنية , لأنه يدرك كما علمتنا فعلا و قولا إن الوحدة طريق الانتصارات ولكن هل من مجيب.
شعبنا يريد حرية و استقلال لا يريد التسول و لا يمكن أن يقبل أن يبقى هكذا رهينة التجاذبات ... لأنه يؤمن أن الوطن للجميع و فلسطين لكل أبنائها بكل انتماءاتهم و يؤمل أن قوة الفصائل مجتمعه هي قوة للمجتمع و ليس التفرد و الإقصاء .. أو الانقسام ... هذه تعاليمك يا حكيم ... سنبقى نحن رفاقك ورفيقاتك ممسكين بالبوصلة الحقيقية في ذكراك الخالدة سنعمل ما نستطيع من اجل الوحدة الوطنية , من أجل المعتقلين و أسر الشهداء , من أجل الفقراء و الكادحين من أجل الحرية و الاستقلال , من أجل العدالة و المساواة حتى نكون قد استحقينا ان نكون رفاقك , ورفاق الشهداء جميعا.

عاشت ذكراك الخالدة
وعاش نضال شعبنا
الحرية للأسري
و النصر للشعب

د/ مريم أبو دقة