فلسطينيو سوريا بالبرازيل تحديات ومسؤوليات

حجم الخط

 

غادرت عائلات بكاملها سوريا متجهة إلى البرازيل، وأخرى بالطريق، عائلات من كبار السن والاطفال والشباب الذين يحملون الشهادات الجامعية وغيرها، عائلات هربت من الموت الذي لاحقها بالمخيمات الفلسطينية، تتجول بشوارع البرازيل وتتنقل من مدينة إلى أخرى، عائلات تبحث عن لقمة عيش، لا أحد يعرف أعدادهم لا السفارة الفلسطينية ولا الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، لقد أعلنت اللجنة الوطنية لمساعدة اللاجئين Conare عن وصول البرازيل حتى نهاية 2014 من سوريا 1794 لاجئاً، ولم تذكر إذا هذا العدد يشمل الفلسطينيون والسوريين أم فقط السوريين.

وجدت هذه العائلات منذ وصولها عند الحكومة البرازيلية العطف والشفقة؛ فمنحوا أوراقاً ثبوتية من أجل الإقامة والدخول بسوق العمل، والتقى السفير الفلسطيني مع بعض اللاجئين الفلسطينيين منذ وصول الفوج الأول، أي قبل ما يزيد على عام، حيث كانت هناك أخبار تتناقل تذكر وصول 40 فلسطينياً تقريباً من سوريا، وباتصال هاتفي مع أبي عفيف حيث قال: "نحن رجالٌ برؤوسنا لا عائلات لدينا نتدبر أمرنا، ولكن ارحموا من لديهم عائلات أطفال ونساء". هذه الصرخة كانت قبل أكثر من عام.

لجأ القادمون إلى المساجد بمدينة ساوبولو، استقبلتهم أيام ليدبروا أمرهم، وطلبوا منهم لاحقا الخروج، استقبلتهم عائلات برازيلية واحتضنتهم ببيوتهم، وبعض هذه العائلات توفر لهم لقمة العيش، يقول نزار  باتصال: أن جارهم سائق التاكسي رافقه إلى المباحث ويتفقد أمورهم ويطمئن على أحوالهم. وصل نزار البرازيل منذ شهر تقريباً مع زوجته وابنتيه ذوات ال 9 و6 سنوات ووالدته ذات ال 70 عاماً وابن أخيه، لا عملٌ لديهم وغير قادر على دفع أجرة بيته لأنه لا مال لديه ولا عملا، وزوجته وأمه يعانون من الأمراض وبحاجة إلى علاج.

تسكن عائلة أخرى بمدينة Araçatuba بولاية ساوبولو، من اتصل بالعائلة يقول أنهم ينامون بالحديقة العامة ويبيعون بعض المأكولات السريعة من أجل أن يستمروا بالحياة، حاولنا الاتصال هاتفياً بهذه العائلة ولكن لم نتمكن من الحديث معها.

هناك العديد من الفلسطينيين الذين وجدوا من الزواج من نساء برازيليات كمخرج ومأوى، وهم حاليا يسكنون بولايات الريو دي جانيرو وميناس جيرايس وماطو غروسو.

يطرح أحد الأخوة القادمون من سوريا يطرح تشكيل هيئة للمساعدة والتوجيه والإرشاد، ما العمل؟ سؤال بسيط جداً، ولكن غياب المؤسسة والمسئولين رغم بساطة الطلب يستحيل تحقيقه.

لقد أعلمونا بعض الأخوة الفلسطينيين أن عملاء أو موظفين من قبل "القنصلية الإسرائيلية"  بمدينة ساوبولو اتصلوا بهم لتقديم المساعدة إذا رغبوا وأعطوهم أرقام تلفونات "القنصلية الإسرائيلية"، ووصلت الأمور بعملاء القنصلية أو موظفيها بالوصول إلى المسجد والحديث مع بعض القادمين من سوريا.

هناك تواصل مع السفير الفلسطيني من أجل إيجاد مخارج لبعض العائلات، ومن أجل المساهمة بتخفيف المعاناة عنهم، وضرورة تكثيف العمل من اجل انجاز ذلك، وعلى السفارة أن تتحمل مسؤولياتها وأن تطالب الاتحاد الذي لا يعنيه الأمر أن يتحمل مسؤولياته أيضاً، حيث أُرسل بريد الكتروني لرئيس الاتحاد لإخباره بالموضوع ولم يصل الرد حتى الآن، وعدم الرد يعبر عن عدم اهتمامه بالأمر.

لا يوجد بمدينة ساوبولو جمعية فلسطينية، لقد بيعت، ولكن توجد بمدينة ساوبولو جالية ذات إمكانيات اقتصادية كبيرة وبإمكانها استيعاب بعض العمال، ولكن هذا بحاجة إلى تحرك مشترك يجمع السفارة وممثلين عن الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية وبعض المؤسسات الفلسطينية والوجوه الطيبة من الجالية الفلسطينية، لا يجوز أن نغلب بعض السلبيات الصغيرة أو التسرع من بعض التصرفات على أساس أنها حالة شاملة تشمل الكل، ولكن فقدان الأمل والإرهاق والقهر والظلم قد يفهم من بعضها على أساس أنها سلبيات عند بعض الأفراد، ولكن هذا ليس مقياس للتخلي عن واجباتنا اتجاه أهلنا وأبنائنا، يجب أن يتوفر عند السفارة الفلسطينية أجوبة على كل الاستفسارات والأسئلة، كذلك مطالبة السفارة التي تربطها أيضاً علاقات قوية ومتينة مع بعض أبناء الجالية بالعديد من المدن والولايات أن تدعوهم وتلتقي بهم من أجل إيجاد حلولٍ ولو مؤقتةٍ للعديد من العائلات، لا يجوز أن تنتظر السفارة من أحد أن يدعوها للتحرك من أجل إيجاد حالة تضامن مع الأسر المقهورة والمظلومة، السفارة مطالبة بالتحرك فوراً وهذا واجبها.