نظمت الحملة الدولية للتضامن مع الرفيق القائد الوطني أحمد سعدات في مقر اتحاد لجان المرأة بمحافظة رفح ندوة بعنوان ( دعماً لأسرانا الأبطال ) ضمن سلسلة فعالياتها الداعية لإسناد ودعم قضية الأسرى في سجون العدو الصهيوني.
وتضمنت الندوة كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قدمتها عضو اللجنة المركزية الفرعية الرفيقة سميرة عبد العليم أبرزت فيها عدالة قضيتنا ومشروعية نضالنا الوطني وضرورة الإفراج عن أسرانا البواسل دون قيد أو شرط، مشيدة بدور الحملة.
وأضاف الرفيقة عبد العليم أن حملة التضامن الدولية مع القائد سعدات شكّلت نموذجاً يحتذى به في دعم وإسناد قضية الأسرى وتدويلها، وفي فضح سياسات مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى، مشددة على أن تعزيز هذه الحملة وتطويرها وتحويلها إلى حالة شعبية عامة في الوطن والشتات مسئولية الجميع.
كما طالبت عبد العليم بضرورة توحيد الجهود من قبل كافة القوى والمؤسسات الوطنية في إطار هيئة موحدة تعمل على تنظيم وإدارة ورصد مهامهم وخطواتهم على كافة المستويات من اجل نصرة الحركة الأسيرة، ووضع الخلافات والتباينات، فقضية الأسرى عنوان توحيدي يعمل على تعزيز العمل الجماعي وطنيا، من خلال تشكيل بوتقة تصهر كافة الجهود وهو المطلوب الآن.
كما دعت لعدم استبعاد أي خيار من اجل تحقيق حرية الأسرى فكافة الخيارات مفتوحة وخياراتنا النضالية كافة يجب أن تكون قائمة وحاضرة على رأس جدول أعمال القوى الوطنية والإسلامية .
من جانبه، تطرق الرفيق الأسير المحرر أشرف عوض في مداخلة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى في سجون العدو، داعياً إلى تحريرهم بكافة السبل.
واستعرض عوض أهم المحطات التي خاضتها الحركة الأسيرة خلال الأعوام الثلاث الأخيرة.
بدوره، قّدم الرفيق عنان عياش منسق الحملة الدولية للتضامن مع الرفيق احمد سعدات تعريفاً عنهاً وأسباب تشكيلها على امتداد دول العالم، مشيراً أن بدأت عملياً بعد اقتحام سجن أريحا في 14 آذار 2006، مفسراً ذلك بأن القائد سعدات كان يرفض فكرة الحملة أثناء وجوده في سجن أريحا.
وأضاف عياش بأن الحملة تركز في جوهر تحركها على قضية الأسرى باعتبارها مدخلاً للتضامن مع الحركة الوطنية الأسيرة ككل وليس باعتبارها قضية فردية لهذا الأسير أو ذاك، مستمدة من صمود القائد سعدات وكاريزميته وقائد ربان سفينة الجبهة الشعبية نموذجاً، بالإضافة إلى أن جهود الحملة تكرست أيضاً رفضاً لسياسة الاعتقال السياسي التي تمارسها السلطة الفلسطينية باعتبار القائد سعدات ورفاقه ضحايا لهذه السياسة العقيمة.
وقال عياش: " لهذه الاعتبارات جاءت حملة التضامن مع القائد أحمد سعدات والهادفة إلى العمل على إطلاق سراحه ومساندته في موقفه وتعميمه والمبني على رفض التعاطي والاعتراف بالمحكمة العسكرية كأحد تعبيرات الاحتلال وأدواته، والعمل على فضح الممارسات الاحتلالية التعسفية التي تمارس بحق الآلاف من الأسرى الفلسطينيين".
واعتبر أن التضامن مع القائد سعدات وكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال انتصار لإنسانيتنا وواجب يمليه الانحياز للعدل والحرية في وجه الجبروت والظلم الذي يمثله الاحتلال .
من جهته، أشار الرفيق الأسير المحرر أحمد العويني منسق الحملة على مستوى القطاع إلى العديد من النقاط أبرزها أهمية حشد كل الطاقات للمشاركة في فعاليات الحملة.
واستعرض العويني ظروف تشكيل الحملة الدولية، لافتاً أنها تشكّلت من أعضاء وكوادر في الجبهة ومتضامنين عرب وأجانب وحقوقيين في الوطن والشتات ومختلف بلدان العالم، وأصبح لها محور ارتكاز وفعل في مدن أوروبية مثل فرنسا وإيرلندا وأسبانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة والدنمارك وبلدان أخرى.
وأضاف العويني بأنه كان أهم جهود الحملة منذ انطلاقها هو فضح ظروف اعتقال القائد أحمد سعدات ورفاقه من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني وبعد إيداعهم سجن أريحا في صفقة المقاطعة المشينة والتي أدت في نهايتها إلى اقتحام الاحتلال للسجن واعتقال القائد سعدات ورفاقه واللواء فؤاد الشوبكي.
وأشار العويني بأن الحملة بدأت اولى فعالياتها بمتابعة الوضع القانوني للاعتقال غير الشرعي للرفيق القائد سعدات وإصدار بيان يفضح دور السلطة المتواطئ في الاعتقال، وبعد ذلك الطعن في المحاكمة غير الشرعية للقائد سعدات من قبل الاحتلال الصهيوني.
واستدرك العويني قائلاً: " حملة التضامن مع القائد سعدات هي حملة دولية يشارك فيها جميع المعنيين في أنحاء العالم، وقد نظمت ندوات وفعاليات مختلفة بلغات مختلفة تخص قضية الأسرى بشكل عام، وموضوع الأمين العام الرفيق أحمد سعدات بشكل خاص، كما وتقاطعت مع حملة التضامن الدولية مع المناضل جورج عبدالله وحملات أخرى، باعتبار ظروف الاعتقال واحدة والتواطؤ الغربي الامريكي واحد".
وأضاف العويني: " طالبت الحملة منذ تأسيسها بمحاسبة السلطة على جريمة اختطاف سعدات، وضرورة الاهتمام بقضية الأسرى ومعاناتهم باعتبارها أولوية وطنية، وعلى المجتمع الدولي التحرك من أجل اصدار قانون دولي ملزم للاحتلال للإفراج الفوري عنهم باعتبارهم مناضلي حرية، وطالبت الحملة دوماً بوقف التنسيق الأمني وإطلاق سراح جميع المناضلين من سجون السلطة".
وتابع العويني: " وخصت الحملة الرفيق أحمد سعدات بحملات داعمة ومساندة له أبرزها الحملة الدولية التي انطلقت بعد مرور 500 يوماً على اعتقاله، والتي شهدت استجابة واسعة في الوطن والشتات، بالإضافة إلى إدارتها وقيادتها لفعاليات الأسبوع التضامني مع القائدين سعدات وعاهد أبو غلمى وجميع الأسرى رفضاً واحتجاجاً على سياسة العزل، تخللها مسيرات شعبية وجماهيرية في الوطن والشتات وفي بعض عواصم العالم خاصة باريس ومدريد وروما".
وفي ختام مداخلته، شدد العويني على أن جهود الحملة وفعالياتها الداعمة والمساندة للأسرى ستتواصل وستذكر العالم بمسئولياته الأخلاقية تجاه معاناة الأسرى، واستمراراً للدعم والإسناد للقائد سعدات ورفاقه.
من جانبه، أجاب عضو قيادة الفرع وعضو اللجنة المركزية العامة الرفيق هاني الثوابتة على مداخلات الحضور، متوجهاً بالشكر والتقدير لحملة التضامن مع القائد سعدات على دورها البارز في خلق حالة مشاركة وفعل شعبي آخذ في التنامي يوماً بعد يوم تجاه قضية الأسرى.
وطالب الثوابتة بأهمية الارتقاء بمستوى التعاطي مع قضية الأسرى باعتبارها قضية الشعب الفلسطيني كله وأحرار العالم، ومهمة وطنية وجزء من برنامج المقاومة الفلسطينية والعربية وأولوية دائمة على أجندة الحركة الوطنية الفلسطينية، وعلى مختلف الصعد والمستويات.
ونوه الثوابتة إلى أنه على الرغم من إنجازات حملة التضامن إلا أن مستوى تفاعل السلطة الفلسطينية والسفارات والمؤسسات الرسمية للمنظمة لا يذكر في موضوع الأسرى، وشكّل عقبة في طريق تحرر الأسرى، خاصة بعد الإجراءات الغريبة والتي تشكل استجابة للضغوط الصهيونية والاوروبية وهي قضية تحويل وزارة الأسرى إلى هيئة، ومن ثم اتخاذ السلطة اجراءات بقطع رواتب الأسرى والكانتينا..إلخ.
كما طالب الثوابتة بضرورة ملاحقة مجرمي الاحتلال الصهيوني والسجانين وإدارة السجون قضائياً على المستوى الدولي بوصفهم مرتكبي جرائم حرب، وتوثيق حالات التعذيب والقتل التي مارسوها ضد الأسرى بشكل دقيق وموثق، فضلاً عن ضرورة إعداد ملف كامل عن سياسة الاعتقال الإداري من أجل تقديمها للمؤسسات الدولية وإدانة دولة الاحتلال المجرمة على انتهاكها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في هذا الموضوع.
وختم مقدم الندوة الرفيق داوود العرجا اللقاء بشكر الحضور على المشاركة موجهاً الدعوة لهم للتضامن أسبوعياً مع الأسرى كل اثنين أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة .