الخان الأحمر: قوات الاحتلال تبدأ بهدم مساكن وتعتقل 3 متضامنين

حجم الخط

اعتدت قوات الاحتلال في منطقة الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، صباح اليوم الخميس، على المعتصمين ضدّ قرارات الهدم الصهيونية، واعتقلت ثلاثة متضامنين أجانب. بالتزامن مع بدء جرافات الاحتلال وآلياته هدم المساكن

ووفق ما أفاد به مُنسّق حملة "أنقذوا الخان الأحمر" من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، اقتحمت قوة من وحدة "الياسام" التابعة لقوات الاحتلال المنطقة، واعتدت على الأهالي ونشطاء المقاومة الشعبية، الذين شكّلوا سلسلة بشرية بأجسادهم العارية، لمنع جرافات الاحتلال من هدم الخان، قبل أن تعتقل ثلاثة متضامنين أجانب: أميركي، وكنديّة، وبريطاني.

وأشار أبو رحمة إلى أن قوات الاحتلال تحاصر النشطاء والمتضامنين الأجانب في المنطقة، والذين يعتصمون في محاولة لحماية الخان الأحمر من الهدم.

يُشار إلى أنّه من المقرر أن يُجري قناصل ورؤساء البعثات الأوروبية زيارة إلى تجمّع الخان الأحمر للتضامن مع السكان والتعبير عن رفضهم لقرار هدمه.

ونفّذت الاحتلال، أمس الأربعاء، اعتداءً وحشيًا على السكّان والمتضامنين في المنطقة، ما أدى لإصابة 35 فلسطينيًا واعتقال 6 آخرين، بينهم فتاة من سكان التجمع تم سحلها وخلع حجابها من جنود الاحتلال بشكل همجي قبل اعتقالها. بينما أمهلت سكّان التجمع حتى يوم غدٍ الجمعة لإخلائه وتنفيذ عملية الهدم المُقرّرة.

وتوافد عشرات المواطنين إلى منطقة التجمع، حيث وقفوا أمام الجرافات الصهيونيّة التي حاولت هدم بعض المنشآت، إلّا أنّ قوات الاحتلال قمعتهم بقوّة واعتدت عليهم.

وبحلول منتصف الليلة الماضية، أعلن الاحتلال عن التجمع البدوي، منطقة عسكرية مغلقة، وأغلقت جميع الطرق الداخلية في التجمع والطرق المؤدية إليه.

هذا وحذّرت الفصائل الفلسطينية، في بياناتٍ لها أمس، منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من خطورة استهداف الخان الأحمر، واعتبرت أنّ ما يجري هو تصعيد جديد من حكومة المستوطنين التي يقودها الصهيوني بنيامين نتنياهو، والتي تسعى باستمرار لتكريس سياسة الاستيطان ومصادرة وهدم البيوت كأمر واقع، وفصل القدس عن الضفة، ومحاصرتها استمراراً في سياسات التهويد.د

من جهتها طالبت حركة فتح بالتدخل الفوري لوقف "التطهير العرقي الجديد" الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين في الخان الأحمر. داعية الجماهير الفلسطينية للمشاركة الفاعلة في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.

فيما اعتبرت حركة حماس أنّ التصعيد الصهيوني في الخان الأحمر مسنودٌ بدعمٍ أمريكيّ. وطابت بتكاثف الجهد الوطني العام والموحد لمواجهته، ومنع الكيان من تحقيق أهدافه بنزع الفلسطينيين من أرضهم.

وكانت ما تُسمى محكمة الاحتلال العليا قضت في مايو الماضي، بهدم التجمع بأكمله؛ والمدرسة الوحيدة فيه. وزعمت المحكمة أن التجمع بُني بدون الحصول على التراخيص اللازمة، رغم أن الحصول على مثل هذه التصاريح مستحيل بالنسبة للفلسطينيين في المناطق التي تخضع للسيطرة الصهيونية في الضفة الغربية، والمسماة "المنطقة ج".

ويقطن في الخان الأحمر 180 شخصًا من أفراد عائلة "الجهالين" البدوية، وهو محاطٌ بعدة مستوطنات صهيونية أقيمت على نحو غير قانوني شرقي القدس المحتلة. والخان هو واحدٌ من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة المحتلة، يواجه خطر الترحيل القسري بسبب خطط إعادة التوطين الصهيونية، والضغوط التي يمارسها الاحتلال على سكانه لدفعهم إلى الرحيل.