الطاهر: هذا ما جرى في موسكو.. ومستمرون في جهودنا حتى إنهاء الانقسام

حجم الخط

 

دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤول الدائرة السياسية فيها، د.ماهر الطاهر، كافة الأطراف في الساحة الفلسطينية إلى وقف أي حملات للتراشق الاعلامي وتركيز الجهود على توحيد الصفوف الفلسطينية.

وأكَّد الطاهر خلال اتصالٍ هاتفي مع "بوابة الهدف"، على استمرار الجبهة الشعبية في مواصلة جهودها على الساحة الفلسطينية ومع كل الأطراف من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومواجهة التحديات الكبرى التي تعيشها القضية الفلسطينية وخاصةً ما يُسمى "صفقة القرن" التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وشدّد الطاهر خلال حديثه على ضرورة "تجميع كل طاقات شعبنا الفلسطيني لمُواجهة المخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية".

وحول ما جرى في لقاءات الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو مُؤخرًا، بيَّن الطاهر أن "الجبهة الشعبية ذهبت للقاءات موسكو بحرصٍ شديد على ضرورة التوصل إلى موقفٍ يساعد في تحقيق الوحدة الوطنية، وموقف يؤدّي إلى تجميع الصفوف ويخلق مناخات إيجابية من أجل مواجهة المخاطر المحيطة بقضيتنا".

وتابع الطاهر "بداية الاجتماعات كانت ايجابية، وتم الاتفاق على مواقف سياسية مُشتركة أهمها: رفض ضفقة القرن كمخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة و القدس ، وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، ورفض أيّة محاولات لوصم نضال الشعب الفلسطيني بالإرهاب، والتأكيد على الالتزام والتنفيذ الدقيق والأمين للاتفاقات التي وقّعتها الفصائل الفلسطينية منذ عام 2001 ولغاية عام 2017".

وأوضح الطاهر أنه "تم صياغة البيان الختامي للقاءات، في حين برزت تباينات حول موضوع القدسالشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وأيضًا حول قضية الدولة على حدود 67، وكمخرجٍ من هذا الأمر تم صياغة الفقرة على أنها تمثل موقف روسيا الذي يقول أنه "مع قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية"، وتم صياغة الفقرة على هذا الأساس من أجل التوصل إلى توافق حول هذا الأمر".

وأشار الطاهر "بعد ذلك صدرت نسخة للبيان الختامي، ولكنها ليست النسخة الأصلية المُتفق عليها، بل أُضيف لها بعد التعديلات التي لم يكن هناك اتفاق حولها، ما خلق حالة من الارباك نتج عنها بعض التصريحات التي وصفت البيان بالمُزيّف، وعند استفهامنا عن الأمر علمنا أن بعض الاضافات أُجريت على البيان الختامي".

وأكمل الطاهر حديثه للهدف "بعدها جرت عدّة لقاءات في وزارة الخارجية الروسية التي بدورها تساءلت عن سبب عدم إصدار البيان الختامي للحوارات، فجرى حديث حول إمكانية العودة للنص الأصلي للبيان الختامي ما قابلته الجبهة الشعبية بالقبول، لكن بعد ذلك رفض ممثل حركة حماس التوقيع على البيان في نسخته النهائية، في حين وقعّت عليه حركة فتح، وعدة فصائل أخرى".

وحول موقف الجبهة من ذلك، أكَّد الطاهر "رفضنا التوقيع على البيان الختامي، لأننا لا نريد تعميق الانقسام طالما أنه لم يتم التوافق عليه، والجبهة الشعبية – القيادة العامة لم توقّع أيضًا، على أساس أننا مستمرون في الجهود من أجل التوافق الوطني وليس خلق المزيد من المشاكل والعقبات".

وأنهت الفصائل الفلسطينية، الأربعاء 13 فبراير، اجتماعاتها التي استضافتها العاصمة الروسية موسكو، على مدار يومين، وذلك من دون الخروج بالبيان الختامي المشترك، بعد تحفظ فصائل على بعض بنوده.

ويُذكر أن روسيا أبدت استعدادها لعقد لقاء بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين في موسكو؛ لـ "الإسهام في المصالحة الوطنية بين الأطراف".

وعلى مدار ما يزيد عن 11 عامًا مضت، لم تتوقف محاولات الوسطاء لإنهاء الانقسام الفلسطيني دون أن تنجح أي منها في تحقيق تقدم حقيقي يخرج الفلسطينيين من أسوأ حقبة في تاريخ قضيتهم.

وآخر اتفاق للمصالحة وقعته "حماس" و"فتح" كان في 12 تشرين أول/أكتوبر 2017، لكنه لم يطبق بشكلٍ كامل؛ بسبب نشوب خلافات كبيرة حول عدة قضايا، منها: "تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم حماس أثناء فترة حكمها للقطاع".