خلال كلمة له في منتدى تونس، القائد سعدات يدعو لإطلاق طاقات شعبنا الكفاحية وفق خطة وطنية شاملة لإدارة الاشتباك الميداني ضد الاحتلال

حجم الخط

خص الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد أحمد سعدات المنتدى الاجتماعي العالمي الذي عُقد بتونس قبل عدة أيام بكلمة ألقتها عقيلته الرفيقة عبلة سعدات، ثمّن فيها دور المنتدى في دعم الشعوب المقهورة ضد الظلم والاستبداد والقهر في مواجهة نظام العولمة الجديد.

كما أكد وقوف شعبنا والجبهة الشعبية ومشاركتهما الأمل بدفع عجلة النضال الأممي التقدمي حتى تحقيق أهدافنا في بناء عالم جديد وتحقيق مبادئ تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة الاجتماعية للشعوب والتوزيع العادل للثورة وترسيخ القيم الديمقراطية ومظاهرها وتعبيراتها ونبذ كل أشكال القهر من الاستغلال القومي والطبقي والتمييزي بكل أشكاله وصوره على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون.

كما أكد القائد سعدات اعتزازه بدور القوى الثورية التونسية وعلى رأسها الجبهة الشعبية التي قدّمت قادتها شهداءً على مذبح الدفاع عن أهداف وتطلعات الشعب التونسي وثورته المجيدة.

وأعرب القائد سعدات عن أمله أن يشكّل هذا اللقاء محطة نوعية لتعزيز وحدة نضال القوى الثورية التقدمية والارتقاء بدورها رؤية وأداء وممارسة، وتجسيد قناعاتنا بأن حل الأزمة التي تعيشها البشرية اليوم هو بضرورة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية من منطق التطور الصاعد للنضال التاريخي وحتمية انتصار العدل على الظلم، والنضال والمساواة على التمييز العنصري بصوره المتنوعة، والديمقراطية الشعبية والقيم النضالية على الامبريالية والليبرالية الجديدة ومواجهة سياساتها الوحشية على كافة الأصعدة.

وأوضح القائد سعدات بأن لامبريالية بدعم من الأنظمة العربية استطاعت شرعنة التدخل الامبريالي الدولي في شئون المنطقة الداخلية تحت فزاعتي إرهاب عصابات "داعش" وخطر الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه في إطار هذه العملية تمكنت قوى الثورة المضادة على المستويين الدولي والعربي من تقييض النظام السياسي العربي واحتواء الحراك الشبابي الشعبي وإجهاض مساره التقدمي الصاعد باتجاه تحقيق النضال المدني الديمقراطي والاشتراكي كخطوة في إطار عملية التحول الديمقراطي الاجتماعي، وتفكيك المجتمع العربي وتجسيد نزعات الصراع الطائفي والقبلي في محاولة لإعادة إنتاج النظام الرسمي القديم بأدوات جديدة واستكمال بناء حلقات مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير بما يحقق لها غاياتها بإطباق هيمنتها الشاملة على المنطقة العربية لتعزيز نهبها لثرواتها وإخضاع شعوبها.

وأضاف القائد سعدات بأن أهم عوامل نجاح الامبريالية وأتباعها في المنطقة هو غياب الدور الفاعل للقوى التقدمية الديمقراطية على المستويين القومي العام والقطري، ما يدعو إلى مناشدة كل القوى التقدمية لمضاعفة دورها وإنجاز رؤيتها الموحدة وتوحيد أدواتها بانتزاع زمام المبادرة وقيادة الجماهير الشعبية بالاتجاه الذي يحقق أهداف الجماهير العربية كحلقة في سلسلة الحركة الثورية الأممية ومناخ النجاحات الكثيرة التي حققتها القوى الثورية التونسية والمسار الثوري التونسي نموذج.

وحول فوز حزب " الليكود" وقوى أقصى اليمين الصهيوني في برلمان دولة الاحتلال أكد القائد سعدات بأنه تأكيد جديد على أن الدولة الوظيفية للامبريالية لا تملك إلا قيادة الحرب والإرهاب والصراع داخل هذه الدولة هو صراع بين المتطرف والأقل تطرفاً.

وأضاف القائد سعدات بأنه بعد هذه النتائج فإن حكومة الاحتلال لم تبقِ لشعبنا سوى خيار المقاومة، وهذه الحقيقة ليست جديدة من شعبنا، وهذا الأمر يملي على القوى الديمقراطية النضالية الفلسطينية توحيد رؤيتها وأدواتها لتجسيد رؤية وطنية ديمقراطية كرؤية ثالثة في المجتمع الفلسطيني، وبناء البديل الوطني الديمقراطي اليساري الحقيقي بما يفعّل دورها ويضاعف قواها ويعيد التوازن للمجتمع الفلسطيني، ويساهم في الضغط على القيادة المتنفذة لنبذ الأوهام على المراهنة على المفاوضات العبثية والدور الأمريكي كمرجعية لعملية السلام.

كما طالب القائد سعدات بذات الوقت بضرورة إحداث ضغط شعبي فاعل على طرفي الانقسام من أجل تنفيذ استحقاقات المصالحة الوطنية الفلسطينية الداخلية، وفتح الباب لإعادة صيانة البرنامج النضالي الوطني الموحد بالاعتماد على خيار المقاومة الشعبية الشاملة لشعبنا في كافة محاور الاشتباك مع العدو دون تغليب خيار مقاومة على آخر، وتحويل منظمة التحرير الفلسطينية إلى جبهة وطنية ديمقراطية عريضة عبر إعادة بنائها بطريقة ديمقراطية وتوسيعها لتشمل كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وفك الارتباط مع الاحتلال، وبشكل خاص التنسيق الأمني.

ودعا القائد سعدات لإطلاق طاقات شعبنا الكفاحية وفق خطة وطنية شاملة لإدارة الاشتباك الميداني ضد الاحتلال، وتركيز الجهد السياسي الدبلوماسي في إطار إدارة الاشتباك السياسي مع الاحتلال في المحافل الدولية، بالدفع نحو تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإدانة السياسات الكولونيالية الاستيطانية الاستعمارية العنصرية للاحتلال، وتفعيل برنامج المقاطعة الاقتصادية عبر تفعيل الـ BDS ولجان المقاطعة الوطنية في الداخل، ومتابعة ملف محكمة الجنايات الدولية لمساءلة ومحاكمة قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين على جرائمهم بحق شعبنا.

وأضاف القائد سعدات: " كل ذلك في إطار تدويل القضية الفلسطينية وتحميل المجتمع الدولي مسئولياتها لوضع الاحتلال تحت طائلة القانون الدولي والإنساني، وإلزامه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تستجيب لحقوق شعبنا الوطنية في هذه المرحلة، والمعُبر عنها بالعودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفتح الطريق أمام الحل النهائي الديمقراطي  للصراع في فلسطين وحولها، بإقامة الدولة الفلسطينية الواحدة التي تستند إلى نظام سياسي ديمقراطي يستطيع المجتمع الفلسطيني بكل مواطنيه فيه ممارسة حقوقهم التي تكفلها دولة المواطنة والقانون الديمقراطي".

وثّمن القائد سعدات الدور الفاعل للمنتدى والشعب التونسي وقواه التقدمية الديمقراطية في دعم وإسناد نضالنا الوطني التحرري ونضالات أسرانا، مؤكداً أن دورهم الميداني كان فاعلاً وملموساً ومؤثراً في توسيع إنجازات الحركة الوطنية الأسيرة .

وفي ختام كلمته أعرب القائد سعدات عن أمله أن يتكلل المؤتمر بالنجاح، وأن يؤسس مرحلة جديدة في تفعيل نضالنا الأممي على طريق إعادة الأمل للمعذبين والمهمشين والمقهورين في كافة أركان كوكبنا.

النص الكامل لكلمة الرفيق القائد أحمد سعدات في المنتدى:

الأعزاء في المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس

باسم شعبنا من مناضلين وحركته السياسية والوطنية.. نثمن دوركم في دعم الشعوب المقهورة ضد الظلم والاستبداد والقهر في مواجهة نظام العولمة الجديد.. ومن على أرض تونس الثورة الرائدة في إطلاق شرارة الثورة الشعبية نؤكد وقوفنا معكم وإلى جانبكم تعانق قبضاتنا قبضاتكم.. ونشارككم الأمل بدفع عجلة النضال الأممي التقدمي حتى تحقيق أهدافنا في بناء عالم جديد وتحقيق مبادئ تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة الاجتماعية للشعوب والتوزيع العادل للثورة وترسيخ القيم الديمقراطية ومظاهرها وتعبيراتها ونبذ كل أشكال القهر من الاستغلال القومي والطبقي والتمييزي بكل أشكاله وصوره على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون، مؤكدين في الوقت نفسه اعتزازنا بدور القوى الثورية التونسية وعلى رأسها الجبهة الشعبية التي قدّمت قادتها شهداءً على مذبح الدفاع عن أهداف وتطلعات الشعب التونسي وثورته المجيدة.

الأعزاء

في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة الامبريالية وتتسع نطاق حربها على الشعوب الحرة، وتسعى بشكل محموم لاحتجاز تطور العملية الثورية العالمية وإجهاضها وتأكيد وتعزيز هيمنتها المطلقة على كافة أركان العالم، في هذا الوقت نتطلع أن يشكّل هذا اللقاء محطة نوعية لتعزيز وحدة نضال القوى الثورية التقدمية والارتقاء بدورها رؤية وأداء وممارسة، وتجسيد قناعاتنا بأن حل الأزمة التي تعيشها البشرية اليوم هو بضرورة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية من منطق التطور الصاعد للنضال التاريخي وحتمية انتصار العدل على الظلم، والنضال والمساواة على التمييز العنصري بصوره المتنوعة، والديمقراطية الشعبية والقيم النضالية على الامبريالية والليبرالية الجديدة ومواجهة سياساتها الوحشية على كافة الأصعدة.

الأعزاء

لقد استطاعت الامبريالية بدعم من الأنظمة العربية من شرعنة التدخل الامبريالي الدولي في شئون المنطقة الداخلية تحت فزاعتي إرهاب عصابات "داعش" وخطر الملف النووي الإيراني، في إطار هذه العملية تمكنت قوى الثورة المضادة على المستويين الدولي والعربي من تقييض النظام السياسي العربي واحتواء الحراك الشبابي الشعبي وإجهاض مساره التقدمي الصاعد باتجاه تحقيق النضال المدني الديمقراطي والاشتراكي كخطوة في إطار عملية التحول الديمقراطي الاجتماعي، وتفكيك المجتمع العربي وتجسيد نزعات الصراع الطائفي والقبلي في محاولة لإعادة إنتاج النظام الرسمي القديم بأدوات جديدة واستكمال بناء حلقات مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير بما يحقق لها غاياتها بإطباق هيمنتها الشاملة على المنطقة العربية لتعزيز نهبها لثرواتها وإخضاع شعوبها.

من الطبيعي التأكيد أن أهم عوامل نجاح الامبريالية وأتباعها في المنطقة هو غياب الدور الفاعل للقوى التقدمية الديمقراطية على المستويين القومي العام والقطري، ما يدعونا إلى مناشدة كل القوى التقدمية لمضاعفة دورها وإنجاز رؤيتها الموحدة وتوحيد أدواتها بانتزاع زمام المبادرة وقيادة الجماهير الشعبية بالاتجاه الذي يحقق أهداف الجماهير العربية كحلقة في سلسلة الحركة الثورية الأممية ومناخ النجاحات الكثيرة التي حققتها القوى الثورية التونسية والمسار الثوري التونسي نموذج.

وعلى الصعيد الفلسطيني جاء فوز حزب " الليكود" وقوى أقصى اليمين الصهيوني في برلمان دولة الاحتلال ليعطي تأكيد جديد على أن الدولة الوظيفية للامبريالية لا تملك إلا قيادة الحرب والإرهاب والصراع داخل هذه الدولة هو صراع بين المتطرف والأقل تطرفاً. وعليه فإن حكومة الاحتلال لم تبقِ لشعبنا سوى خيار المقاومة، وهذه الحقيقة ليست جديدة من شعبنا، وهذا الأمر يملي على القوى الديمقراطية النضالية الفلسطينية توحيد رؤيتها وأدواتها لتجسيد رؤية وطنية ديمقراطية كرؤية ثالثة في المجتمع الفلسطيني، وبناء البديل الوطني الديمقراطي اليساري الحقيقي بما يفعّل دورها ويضاعف قواها ويعيد التوازن للمجتمع الفلسطيني، ويساهم في الضغط على القيادة المتنفذة لنبذ الأوهام على المراهنة على المفاوضات العبثية والدور الأمريكي كمرجعية لعملية السلام، بنفس الوقت إحداث ضغط شعبي فاعل على طرفي الانقسام بوجهيه البرجوازي العلماني والديني من أجل تنفيذ استحقاقات المصالحة الوطنية الفلسطينية الداخلية، وفتح الباب لإعادة صيانة البرنامج النضالي الوطني الموحد بالاعتماد على خيار المقاومة الشعبية الشاملة لشعبنا في كافة محاور الاشتباك مع العدو دون تغليب خيار مقاومة على آخر، وتحويل منظمة التحرير الفلسطينية إلى جبهة وطنية ديمقراطية عريضة عبر إعادة بنائها بطريقة ديمقراطية وتوسيعها لتشمل كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وفك الارتباط مع الاحتلال، وبشكل خاص التنسيق الأمني، وإطلاق طاقات شعبنا الكفاحية وفق خطة وطنية شاملة لإدارة الاشتباك الميداني ضد الاحتلال، وتركيز الجهد السياسي الدبلوماسي في إطار إدارة الاشتباك السياسي مع الاحتلال في المحافل الدولية، بالدفع نحو تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإدانة السياسات الكولونيالية الاستيطانية الاستعمارية العنصرية للاحتلال، وتفعيل برنامج المقاطعة الاقتصادية عبر تفعيل الـ bds ولجان المقاطعة الوطنية في الداخل، ومتابعة ملف محكمة الجنايات الدولية لمساءلة ومحاكمة قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين على جرائمهم بحق شعبنا. كل ذلك في إطار تدويل القضية الفلسطينية وتحميل المجتمع الدولي مسئولياتها لوضع الاحتلال تحت طائلة القانون الدولي والإنساني، وإلزامه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تستجيب لحقوق شعبنا الوطنية في هذه المرحلة، والمعُبر عنها بالعودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفتح الطريق أمام الحل النهائي الديمقراطي  للصراع في فلسطين وحولها، بإقامة الدولة الفلسطينية الواحدة التي تستند إلى نظام سياسي ديمقراطي يستطيع المجتمع الفلسطيني بكل مواطنيه فيه ممارسة حقوقهم التي تكفلها دولة المواطنة والقانون الديمقراطي. وفي هذا الإطار نثمن دوركم الفاعل في دعم وإسناد نضالنا الوطني التحرري ونضالات أسرانا، فلقد كان دوركم الميداني فاعلاً وملموساً ومؤثراً في توسيع إنجازات الحركة الوطنية الأسيرة .

ونأمل أن يتكلل مؤتمركم بالنجاح، وأن يؤسس مرحلة جديدة في تفعيل نضالنا الأممي على طريق إعادة الأمل للمعذبين والمهمشين والمقهورين في كافة أركان كوكبنا.

ومعاً وسوياً نسير متكاثفين ومتلاحمين وقبضاتنا مرفوعة إلى أعلى

وإننا حتماً لمنتصرون

الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

                          أحمد سعدات