المجدلاوي في حوار خاص مع وكالة "فلسطين اليوم"

حجم الخط

المجدلاوي في حوار خاص مع وكالة "فلسطين اليوم"

  • زيارة الحمدالله ايجابية لكن لم تترجم لقرارات فعلية
  • أزمة معبر رفح مسؤولية حركتي فتح وحماس اللتان تتبادلان الذرائع
  • حركتا حماس وفتح تتحملان مسؤولية استمرار الانقسام
  • مفاتيح الحل بيد أبو مازن ولا سبب مقنع لعدم انعقاد الاطار القيادي لمنظمة التحرير
  • مخطط دولة غزة خطير ويجب ان لا ينزلق أي طرف فلسطيني للتعامل معه
  • التفرد بقرارات المنظمة هو من يعطل تنفيذ قرارات المجلس المركزي

أكد النائب جميل المجدلاوي في المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن حكومة الوفاق الوطني يتأثر عملها بالواقع والقرار السياسي، إضافة إلى التعقيدات التي توضع أمامها وتعطل القيام بمهامها كما ينبغي.

وأوضح المجدلاوي في حوار خاص مع مراسل "فلسطين اليوم"، أن من يمسك الأرض في غزة ويسيطر على مقاليد الأمور فيها هي حركة حماس، وعندما ندعو لتذليل العقبات الكلام يوجه لحماس، وفي نفس الوقت نطالب بالموازة مع ذلك الحكومة بالاستجابة لما يمكن الجميع من التقدم للأمام خاصة في ملف الموظفين وضرورة رعايتهم بما يطمئن الجميع عن أن الحكومة هي فعلاً المسؤولة عن كل الشعب.

وقال:" نحن نعمل على تذليل العقبات مع كل الخيرين لكي تقوم الحكومة بواجباتها بشكل سليم ، لكن النتائج ليست بمستوى الطموح، مطالباً تكاثف الكل الفلسطيني لإنجاح مهمة الحكومة.

وعن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء رامي الحمد الله لقطاع غزة، ثمن المجدلاوي الزيارة واعتبرها خطوة بالاتجاه الصحيح، وطالب باستمرار الزيارات بشكل دوري للقطاع لترسيخ حقيقية سياسية نود جميعا ان نكرسها وهي ان جناحي السلطة كل واحد مرجعيتهم واحدة هي حكومة التوافق، التي أجمع الجميع عليها بغض النظر على التفاوت والتباينات في المواقف التفصيلية لكل اطراف العمل الفلسطيني. موضحاً أنه تم مناقشة عدة قضايا هامة خلال الزيارة لكن لا يمكن البناء عليها لأنها لم تترجم لقرارات وهي مرهونة بتفعيل اللجنة القانونية والادارية وبترتيبات أخرى لها علاقة بالأوضاع في غزة.

وبشأن المعابر، أوضح أن الحديث كان إيجابياً لكن لا يمكن أن نبني عليه إلا إذا رأينا ممثل الحكومة وحرس الرئيس على معبر رفح بشكل محدد، وأن رئيس الوزراء متفائل من لقائه مع حماس إلا أننا لم نلمس بعد هذه الايجابيات.

من جهة أخرى، حمل المجدلاوي استمرار تعطل المصالحة، إلى حركتي فتح وحماس، مؤكداً أن الجبهة اعلنت في كل مرة عن الجهة التي تعطل سير المصالحة. موضحاً أن العرقلة تأتي أحياناً من حماس، وأحياناً من حركة فتح، وأحياناً نتيجة لمراهنات إقليمية خاطئة من الطرفين. لافتاً الى ان الطرفين يحاولان تحقيق نقاط يعتقد كل منهما انها في صالحه، لكنه في المحصلة النهائية تعطل مسيرة الوحدة والجميع يخسر بمن فيهم الطرف الذي يعتقد انه يستطيع أن يحقق انجازات.

وأكد، بأن المسألة واضحة وضوح الشمس بأن الطرفين (فتح وحماس) هما المسؤولان عن استمرار الانقسام، وأحياناً تتقدم مسؤولية حماس، وأحياناً أخرى تتقدم مسؤولية فتح.

وعن الحل من والمخرج المناسب لهذه الأزمة، أكد النائب المجدلاوي أن مفتاح تفعيل أطر الحل بيد الرئيس "ابو مازن"، وقال:" من وجهة نظري ان الاطار الاكثر اهمية لتجاوز العقبات والمشكلات التي تعترض طريق استعادة الوحدة هو لجنة تفعيل منظمة التحرير باعتبارها المرجع الاعلى فعلياً للقرار بصدد المصالحة وتذليل العقبات امامها، لان مهمات هذا الاطار هي متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة وغيرها. مستدركاً أن التجربة والحياة تقول أنه لا يوجد ايجابية مضمونة من قبل حركة حماس اذا ما فتح هذا الباب.

ورأى أن المسؤولية أمام هذا الواقع ان نمارس ضغطاً اخويا على الطرفين من أجل الدفع بهم نحو انهاء الانقسام.

وعن أزمة معبر رفح البري، قال:" أرى ان الطرفين (فتح وحماس)، يتبادلان كرة الذرائع فيها، وأضاف، ليس مقبولاً أن تحجز حركة حماس الاتفاق بشان المعابر من أجل مجموعة موظفين لا يتجاوزوا أصابع اليدين إذا ما دققنا فيمن يبقى ومن لا يبقى منهم، وفي نفس الوقت "أبو مازن" يعرف أكثر من غيره أنه لو عين مديراً للمعبر كائناً من كان فالجميع سيتعامل معه مهما كان حجم الموظفين الاخرين. لذلك المشكلة ليست بالحجم الذي تطرحه حماس، ولا بالحجم التي تطرحه حركة فتح.

وعن دور الجانب المصري في إغلاق المعبر، قال النائب المجدلاوي: دعوت وادعوا الأشقاء في مصر إلى فتح المعبر وتسهيل حركة أبناء القطاع وقد طرحت موضوع المعبر مع المعنيين في مصر أكثر من مرة سواء من حيث فتحه أو تسهيل إجراءاته بما يحافظ علي كرامة الإنسان الفلسطيني وفي هذا اللقاء "نحن نتحدث عن العامل الذاتي الفلسطيني ، عندما نعالج قضايانا بمسؤولية نستطيع أن نخاطب الاخرين بمسؤولية، لكن عندما تبقى امورنا على ما هي عليه من انقسام، فنحن بذلك نعطي الآخرين الذرائع ولذلك يجب علينا أن نتخلص من هذه الذرائع ونتفق فيما بيننا. مؤكداً أن حل مشكلة المعبر تبدأ فلسطينياً.

وعن أسباب عدم دعوة الرئيس أبو مازن الإطار القيادي لمنظمة التحرير للانعقاد، أكد المجدلاوي أنه لا يجد أي تفسير يقنعه في ذلك، موضحاً أن ما قيل في مرات سابقة بأنه لا يجب تجاوز مصر راعية ملفات المصالحة، هو منطقي ونحن نؤكد على ذلك، لكن لا يجب أن يبقى هذا الأمر ذريعة لعدم انعقاد الإطار القيادي. وقال:" اقترحنا انعقاد الإطار في مقر المجلس الوطني في عمان، أو في مقر الدائرة السياسية في تونس، أي أننا في هذه الحالة نعلن اننا نجتمع في مؤسسات فلسطينية لا تتيح لمصر وغيرها أن تعتب علينا. مؤكداً أن الذرائع غير مقنعة ولا يوجد سبب مقبول لعدم دعوة الإطار القيادي وتنظيم أعماله إلى أن ننتهي من المصيبة الكارثية المتمثلة في الانقسام.

دولة غزة

وعن ما نشر مؤخراً من وجود مخطط لدولة غزة، أوضح النائب المجدلاوي أن المخطط قديم وعبر عنه في كواليس المفاوضات في اوسلو، وانتهاء بالاتصالات التي أجرتها حكومة العدو مع السلطة منذ ان كانت هناك سلطة، بهدف اختصار القضية الفلسطينية بموضوع رمزي اسمه غزة والبحث عن صيغ لمعالجة وضع الكنتونات في الضفة. هذا جوهر المشروع. مؤكداً أن هذا المخطط خطير. وقال:" اعتقد ان الساحة الفلسطينية لن تقبل لأي طرف كائنا من كان أن يتعامل بإيجابية مع هذا المشروع ، وشخصياً امل ان لا ينزلق احد مهما كانت الذرائع والمسميات للولوج لهذه الابواب المسمومة.

ومن جهة أخرى، أكد المجدلاوي أن الجبهة الشعبية أعلنت باستمرار عن مخاطر التفرد بالقرار الفلسطيني وان هناك قيادة متنفذة تتفرد في القرار وهذا ليس سراً ، موضحاً أن القضية الفلسطينية تحتاج لكل الجهود والطاقات من أجل إعادة مؤسساتنا على أسس ديمقراطية تحترم التعددية وتحتكم وتنحكم بالقاسم المشترك الفلسطيني.

المصالحة كخيار استيراتيجي

وأكد أن المصالحة الفلسطينية هي خيار استيراتيجي لجميع الأطراف الفلسطينية فهي مصلحة للشعب والقضية ولكل مكونات العمل الوطني الفلسطيني  وخاصة طرفي الانقسام، ولكن تجربة 8 سنوات أكدت عدم مصداقية الطرفين في توجههم نحو المصالحة، لذلك قلت ان تتقدم مسؤولية فتح او حماس في التأخير، الطرفين يتبادلان الذرائع، لهذا نحتاج لتحشيد قوى، ونزول جماهيري للشارع لنمارس الضغط المطلوب على الطرفين.

تصريحات ابو مازن في القمة العربية

وعن دعوة الرئيس أبو مازن في القمة العربية بمطالبة القمة العربية للتعامل مع جميع الاطراف في الدول العربية بمن فيهم فلسطين بنفس طريقة اليمن، عاصفة الحزم، قال النائب المجدلاوي الأولى بنا جميعا أن نطلب الجهد العربي لمواجهة اسرائيل، هناك فارق كبير بين الوضع في فلسطين والوضع في اليمن أيا كانت الاجتهادات في الوضع اليمني، لأن الوضع في فلسطين ينبغي ان يبقى محكوماً دائماً بتناقضنا الاساسي والرئيسي مع العدو، ولا يجوز ان نبني أي سياسة فلسطينية وفقا لتقدم أي تناقض آخر داخلي على هذا التناقض مع هذا العدو. وأكد أن جهودنا ينبغي أن تكون ضد الاحتلال وسياسات العدو ، ودعواتنا لتضامن ومشاركة الاشقاء العرب معنا في هذه الوجهة لخدمة نضالنا ومساعدتنا في نضالنا ضد الاحتلال الاسرائيلي والسياسات الاسرائيلية ، إضافة إلى دعوتنا للعالم ينبغي ان تكون في هذه الوجه أيضاً ، ولا يجوز ان ندعو او نساهم في حرف الانظار عن صراعنا مع العدو.

وقال للرئيس عباس:" تناقضنا الرئيسي مع العدو، ولهذا يجب أن تتوجه جهودنا على صعيد الداخلي الفلسطيني انهاء الانقسام واستعادة الوحدة وعدم السماح بتقدم خلافاتنا الداخلية عن صراعنا مع العدو.

تصريحات الهباش

وعن رأيه في تصريحات الهباش التي نشرتها وسائل إعلامية، قال المجدلاوي :" كنت من الذين استغربوا واستهجنوا وأدانوا ما نسب للهباش من قول في خطبة الجمعة الماضية، لأنني شعرت أن هذا الخطاب او ما نسب اليه اذا كان دقيقا فهو ينطوي على عمل حقيقي لعرقلة مساعي انهاء الانقسام، وحرف للمعركة مع العدو الصهيوني، وتحويل التناقض الثانوي مهما بلغت حدته الى تناقض يوازي او حتى يتقدم على تناقضنا مع العدو. لكن الهباش قال في تصحيح للتصريحات التي نشرت في اليوم التالي أنه لم يقل ما نشر بالضبط وأن أقواله حرفت عن مسارها.

وأوضح، أن ما نشر من تصويب على لسان الهباش يعني بالضرورة أن ما نسب إليه كان خاطئا وضاراً، معرباً عن امله أن يكون هذا التراجع تراجعا حقيقاً عن مثل هذه المواقف التي لا تخدم القضية الفلسطينية بأي شكل من الاشكال.

قرارات المجلس المركزي

وحول قرارات المجلس المركزي التي حظيت بقبول فلسطيني ودعم عربي لكنها لم تنفذ على أرض الواقع خاصة موضوع وقف التنسيق الأمني، أرجع المجدلاوي سبب عدم تنفيذ القرارات لوجود قيادة متنفذة في منظمة التحرير لا تلتزم بالقرارات وبالوتائر المرجوة، إضافة إلى أن الاخرين لا يتابعون ولا يقومون بواجباتهم في انفاذ قرارات المركزي كما ينبغي..

وقال:" لا اعتقد ان هناك مسوغات لهذا التأخير، رغم معرفتي بانه في الاجتماعات الاخيرة للجنة التنفيذية والسياسية المنبثقة عنها، اتخذ قرارا بتشكيل لجان لدراسة الاليات لإنفاذ القرارات". معرباً عن أمله أن تكون اللجان جدية، وهذه الوجه جدية، تتطلب تصارح جماهيرنا بحقيقة ما يمكن ان تفعله هذه السلطة وما لا تفعله. حتى نستطيع ان نتوحد على الحقيقة، وليس على تراشقات، أحياناً ذات طابع تكتيكي وأحياناً او سلبية تقودنا في نهاية الامر الى ضياع الحقيقة وتجهيل الناس.

وأكد على أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باعتبارها المسؤولة عن تنفيذ قرارات المجلس المركزي يجب ان تصارح جماهيرنا بما تفعله، وعلى اللجان التي شكلت سواء السياسية او الامنية او الاقتصادية ان تعلن للناس ماذا تفعل حتى تحمي قراراتها، او تصويب أية قرارات اتخذت عن المجلس المركزي. موضحاً أن تظهر الحقيقة من واجبات القوى السياسية الاخرى غير الرئيس ابو مازن وحركة فتح، خاصة اذا كنا نشكو من التفرد ومن تعطيل او تأخير تنفيذ القرارات علينا ان نذهب للجماهير، وحتى نصل للجماهير لابد ان تكون الجماهير على علم بما يجري.

خيارات السلطة وفشل حل الدولتين

وعن الخيارات أمام السلطة في ظل فشل عملية التسوية وخيار حل الدولتين، قال المجدلاوي:" بالنسبة لي إن خيار اوسلو كان فاشلاً وطريقه مسدود منذ لحظة توقيعه، وهذا مآل لم يفاجئني كما لم يفاجئ الجميع ، لأنه كما يعرف الجميع غالبية القوى وقفت ضده، كونه لا يستجيب للحد الادنى من الحقوق الفلسطينية. وأضاف، أن ما سمي بالغموض الايجابي في اتفاقيات اوسلو، هو غموض سيخدم العدو وسيحول دون تحقيق الطرف الفلسطيني الاهداف التي توخاها من هذا الاتفاق.

أما الخيارات الأخرى، فهي تتمثل في الخيار الكفاحي بكل أشكاله، في هذه الفترة نعم أقول ان اشكال النضال الجماهيري سواء المقاومة الشعبية غير المسلحة في هذه اللحظة او الاشتباك في المؤسسات الدولية مع العدو، والمقاطعة للعدو اقتصادية ثقافية اقتصادية على كل الصعد، هذه اشكال الكفاح التي ادعو لها في هذه اللحظة، دون اسقاط خيار الكفاح المسلح باطار قرار وطني تقرره جبهة المقاومة المسلحة حتى تكون مرجعية الجميع في العمل المسلح متى وكيف وأين وبأى الوسائل.