في الأول من أيار، جبهة العمل النقابي التقدمية تطالب بتوفير العمل والحقوق العمالية والنقابية

حجم الخط

في الأول من أيار

نطالب بتوفير العمل والحقوق العمالية والنقابية

نناضل ضد الاحتلال والانقسام وانتهاك الحريات العامة والخاصة

   عام جديد يطل على عمال فلسطين شهد خلاله شعبنا الفلسطيني أبشع أنواع الحروب ضراوة حيث كان العدوان الصهيوني صيف عام 2014، وما خلفه من آثار تدميرية على قطاعنا الحبيب، إن كان بسقوط آلاف الشهداء والجرحى أو بتدمير عشرات الآلاف من المنازل والمصانع والمستشفيات ودور العبادة والمرافق والبنى التحتية، ولا زال عشرات الآلاف من أبناء شعبنا نازحون في الملاجئ والمدارس بانتظار الوعود الكاذبة بإعادة الأعمار في ظل مماطلة المسئولين ومناكفات الحاكمين دون اعتبار لمعاناة المهجرين والمتضررين من الحرب.

وبالتوازي مع ذلك يستمر الاستيطان والاعتقال والقتل ويمارس الاحتلال كل أشكال الانتهاكات بحق أهلنا في الضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام 48، هذا إضافة إلى ما يعانيه شعبنا في مخيمات اللجوء جراء استمرار حرمانهم من حق العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 48.

   يطل عام جديد على عمالنا وقد ازدادوا فقراً وبؤساً ومعاناة في ظل انقسام مقيت وكريه وصراع على سلطة وهمية يتبارى فيها الفاسدون لتحقيق مكاسب حزبية وفئوية ضيقة على حساب الفقراء والعاطلين عن العمل من عمال وخريجين سُدت أمامهم سبل العيش والحياة الكريمة, وبدلاً من تعزيز صمود شعبنا يزداد الضغط عليه بقوانين سيئة تكرس الانقسام وتزيد من معاناة الفقراء برفع الأسعار وفرض الضرائب الغريبة والأتاوات تحت ما يسمى بقانون التكافل، والذي يهدف إلى دفع أجور موظفي حماس من جيوب المواطنين الفقراء والضعفاء وذوي الدخل المحدود وهم المنهكين أصلا بفعل العدوان ولحصار والانقسام خاصة في سنوات العجاف الأخيرة .

   إننا في جبهة العمل النقابي التقدمية، وإذ نحيي هذه المناسبة العظيمة ليوم العمال العالمي يوم وقوف العمال بكبرياء وشموخ أمام آلة البطش والقمع الرأسمالية، إنما لنؤكد استمرار نضال عمال العالم وعمال فلسطين في وجه الظلم والاستغلال والفساد والتعصب والتخلف الرجعي الرأسمالي بكل أطيافه وألوانه الدينية والطبقية، ولنؤكد بان عمال فلسطين الشريحة الأكبر من أبناء شعبنا والذين دفعوا، ولا زالوا، الثمن الأكبر من تضحيات وبطولات في وجه الاحتلال والعدوان طوال عشرات السنين، والذين يدفعون اليوم ثمن الانقسام والصراع السياسي الداخلي وما رافقه من فساد في الحكم تجلت بقرارات وقوانين جائرة ظالمة تصدر عن جهات فقدت شرعيتها وأهليتها منحازة للأغنياء والفصائلية المقيتة على حساب أبناء شعبنا وخاصة فقرائه .

   إننا وإذ نؤكد استمرار كفاحنا ونضالنا ضد كافة أشكال الظلم والقهر والعدوان والاستغلال بأنواعه فإننا ندعو جماهير شعبنا إلى التكافل والتلاحم لوقف حالة العبث والتلاعب بقضيتنا الوطنية وبحقوقنا الشرعية وبحياة أبناء شعبنا وأرزاقهم وندعو في هذا المجال إلى :-

  1. إلغاء كافة القرارات والقوانين التي كرست الانقسام والعمل على إصدار قوانين موحدة تحقق العدالة الاجتماعية وتضمن حقوق العمال والفقراء وتوفير الضمان الاجتماعي الحقيقي للعمال والعاطلين عن العمل وتكرس الحياة الديمقراطية وتكفل الحريات النقابية والعامة والشخصية وتحقق الوحدة السياسية والجغرافية بين أبناء شعبنا الفلسطيني كافة .
  2. ندعو طرفي الانقسام في فتح وحماس لإنهاء الانقسام فوراً ووضع إستراتيجية وطنية موحدة لكفاح شعبنا ضد الاحتلال من خلال تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية بما يعيد لقضيتنا الوطنية مكانتها وبما يساهم في تحقيق أهداف شعبنا في العودة الحرية والاستقلال .
  3. ندعو حكومة الوفاق إلى وضع إستراتيجية واضحة لمعالجة مشاكل البطالة والفقر ووضع برنامج تشغيل يقوم على أسس عادلة وشفافة وإقرار قانون عادل للضمان الاجتماعي يساهم في توفير الحماية الاجتماعية للعمال والعاملات وضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم لتعزيز صمودهم وعيشهم بكرامة .وتطبيق وتطوير قانون الحد الأدنى للأجور .
  4. نؤكد على حق كافة النقابات العمالية والمهنية بالعمل بحرية دون تدخل من الجهات الحكومية وندعو إلى إصدار قانون نقابات عصري يكفل الحقوق والحريات النقابية ويراعي الاتفاقيات الدولية والعربية، كما ندعو إلى فتح حوار شامل بين كافة مكونات العمل النقابي من اتحادات ونقابات وكتل نقابية للاتفاق على برنامج وطني ونقابي ويضع الآليات المناسبة التي تضمن وحدة العمل النقابي الفلسطيني بما يعزز مكانتها ودورها الوطني والنقابي ويضمن فاعليتها، بما يحافظ على التعددية النقابية وإشاعة الأجواء والممارسات الديمقراطية  والشفافية والنزاهة بعيداً عن المصالح الفئوية والشخصية التي أساءت للحركة النقابية وحدت من تطورها .
  5. نتوجه بالتحية إلى كل القوى النقابية العالمية  التي وقفت إلى جانب قضايا شعبنا العادلة،  مجددين دعوتنا لهم بالمزيد من العمل من أجل توسيع دائرة المقاطعة لدولة الاحتلال العنصرية والفاشية (إسرائيل) ورفض كل أشكال التطبيع والعمل على طرد "الهستدروت" ربيب الاحتلال والصهيونية من كافة المحافل النقابية عربياً ودولياً.

          في الختام، نتوجه بالتحية والإجلال  لكافة شهداء شعبنا وشهداء الأمة العربية التي تدفع ثمن المؤامرات الصهيوأمريكية والرجعية بهدف تدمير امتنا العربية وخدمة الاحتلال الصهيوني، ونؤكد بأننا مستمرون في نضالنا التحرري والديمقراطي حتى تحقيق حقوقنا العادلة في العودة والحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة على ترابنا الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية لأبناء شعبنا .

عاش الأول من أيار عيد العمال الأحرار

                                                           جبهة العمل النقابي التقدمية

                                                                        فلسطين

                                                                         أيار 2015