ماذا بعد وصول فلسطينيي سوريا الى البرازيل؟

حجم الخط

 

لقد فتحت البرازيل ابوابها لاستقبال فلسطينيي سوريا الذين منعوا من الدخول الى الدول العربية المجاورة، والتي لاحقتهم يد الاجرام، ومنحت السفارة البرازيلية بعضا منهم وثائق سفر ليتمكنوا من الوصول الى البرازيل، النوايا البرازيلية جيدة، حفاظا على الانسان الفلسطيني، ولكن هل البرازيل تتحمل مسؤولية هذا اللجوء وهذا التواجد الفلسطيني بالبرازيل؟ اليس موقفها هذا قد شكل حماية للعديد من العائلات التي كان ينتظرها إما الموت على يد العصابات الإرهابية، أو إنقاذهم من ركوب البحر بالقوارب باتجاه اوروبا؟

تشير بعض التقديرات ان عدد فلسطينيي سوريا الذين وصلوا البرازيل حتى نهاية العام الماضي الى 300 فلسطينيا، وهناك تقديرات تقول ان ما وصل منذ بداية هذا العام قد يكون تقريبا نفس العدد، حيث لا يخلو اسبوعا واحدا من وصول عائلة او عائلتين كحد ادنى، وبعض المصادر تؤكد ان الايام القادمة سيصل 40 عائلة فلسطينية، والعدد بارتفاع مستمر، وضرورة اعطاء اهمية لهذا التواجد من جانبين، الاول الجانب الانساني، والاخر الجانب الوطني باعتبارهم لاجئين وحق العودة مستهدف من قبل معسكر الاعداء.

من الواجب ان تتحمل المؤسسات الفلسطينية والسفارة الفلسطينية المسؤولية اتجاه فلسطينيو سوريا منذ اليوم الاول لوصول اول فلسطيني الى البرازيل، باعتبارها مؤسسات تمثيلية، وباعتبار النزوح لم يكن اختياريا وانما اجباريا جاء نتيجة ظروفا ما، حيث الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية وبعض الجمعيات الفلسطينية، من خلال رؤسائهم  كان موقفهما سلبيا، ورفضوا رفضا قاطعا التعاطي مع هذا الوجود او تقديم اي نوع من انواع المساعدة او النصيحة، رغم تفاقم المعاناة لدى العديد من العائلات والافراد، فاتحاد المؤسسات المشلول، والجمعيات المختطفة التي لا تحتكم الى العملية الديمقراطية التي تتحكم بها نخبة تعتبر الجمعية وهيئاتها واموالها واملاكها حكرا لها، وتعمل على تأجير مقرها وتضع ضوابط بين الجمعية وابناء الجالية، فمن المفترض ان تكون الجمعيات تحت تصرف العمل الوطني والانساني بحالات كهذه، ,ان المواقف التي لا تصب بهذا الاتجاه تلاقي الادانة والاستهجان وتسيء الى الجمعيات وتترك سلبيات على العلاقات الفلسطينية الفلسطينية التي قد يتم تفسيرها بطريقة مغايرة.؟

وهنا نوجه الاسئلة الى مسؤولي المؤسسات والنشطاء بالبرازيل:

 كم طفلا فلسطينيا لم يتجاوز عمره ال 5 سنوات بحاجة الى علبة بسكويت او حبة شوكولاته او كاسة حليب؟

كم عائلة وصلت الى البرازيل كانت ملابسها مهترئة واحذيتهم ممزقة؟

كم عائلة لا يوجد على مائدتهم رغيف خبز، وهناك جمعيات ميزانيتها تفوق ال المئة الف ريال؟

لماذا هناك من يحاول ان يعمم السلبيات ولا يتعامل مع الايجابيات؟

دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية تتحمل مسؤولية المتابعة للنزوح من سوريا ومخيماتها الى دول الشتات، وتقع عليها مهمات التواصل مع السفارات الفلسطينية، ومعرفة الحلول التي تقدم لهم والعقبات التي تواجههم من اجل التوصل الى حلول تحفظ لهم كرامتهم وانسانيتهم، ايضا مطالبة الاونروا والمفوضية السامية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم، كذلك الضرورة التنبيه بأن لا يتم نزع صفة اللجوء عن هذا التجمع الذي يمد فلسطينيي البرازيل بالانتماء للوطن والشعب واعتبارهم مغتربين.

ضرورة التصدي لمن يحاول ان يحرف بوصلة النضال او يهمشها، المطلوب اليوم موقف وطني ينخرط به كل الشرفاء، حيث المؤامرة لا تستهدف هذا النظام او ذاك، وانما مؤامرة بكل التفاصيل تستهدف الانسان الفلسطيني وكرامته وعزته وانتماءه، فاستهداف فلسطينيي العراق وابعادهم الى دول اوروبا والأميركتين واستراليا، واليوم مخيمات سوريا ولاجئيها هي تهدف الى تصفية الحق الفلسطيني المتمثل بحق العودة الى الارض الفلسطينية والى الديار التي تم تشريد شعبنا منها.

موقف قيادة المؤسسات الفلسطينية لا يمثل موقف الجالية الفلسطينية، موقف خجول  ومدان ولا يعبر عن الموقف الوطني والانتماء والارتباط بالوطن والقضية، موقف الجالية الفلسطينية يختلف كليا عن مواقفهم، لقد احتضنت عائلات فلسطينية مقيمة بالبرازيل عائلات نازحة، وتم تقديم العديد من السلات الغذائية وما زال العديد من افراد جاليتنا يتواصلون ويكرمون بجودهم وعطائهم، كما وفر العديد من التجار الفلسطينيين فرص عمل للعديد من الشباب والشبات، هذا ما يجب تعميمه وتوسيعه وتعزيز الروابط بين ابناء الشعب الواحد.

ما زالت المحاولات مستمرة من قبل البعض سواء مسؤولين او نشطاء او اطراف برازيلية تبذل الجهود من اجل تقديم كل المساعدة ومد يد العون لكل الاخوة الذين قدموا من سوريا، سواء باتجاه الجالية الفلسطينية والعربية او الحزبية والحكومة البرازيلية، أن هذه المحاولات تتكلل بالنجاح اذا توفرت الارداة والنوايا الحسنة عند القائمين والجهد المثابر والمتواصل. 

المطلوب ايضا لجنة وطنية بأسرع ما يمكن، مهمتها متابعة كافة القضايا الخاصة والعامة للاجئين الفلسطينيين، السفارة الفلسطينية مطالبة بتحمل مسؤولياتها لمواجهة التحديات والمهمات من خلال فرز افرادا لمتابعة الواقع الجديد تجنبا للاسوأ نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البرازيل، وضرورة الاستفادة من الايجابيات وتطويرها بما يخفف العبء عن اهلنا وابناء شعبنا، وتعميمها لتشمل اوسع قطاع من ابناء جاليتنا الفلسطينية بالبرازيل.