عبد العال لصحيفة " كيهان": لا مستقبل لدولة عنصرية تسير عكس التاريخ

حجم الخط

أجرت صحيفة "كيهان" الفارسية الصحيفة الاقدم والاشهر والاوسع انتشارا في ايران. لقاءً خاصاً مع القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان  المناضل مروان عبد العال، دارات حول قضايا  فكرية  تتعلق بمسألة تأصيل وتجديد للصراع  في فلسطين وعن كيفية شق آفاق جديدة نحو طريق تحرري  حقيقي مقاوم.. فيما يلي نص المقابلة المنشورة:

بنظرکم ما هی الشروخ و الانحرافات التی حدثت فی مسیره مکافحه اسرائیل حتی الان؟

بعد ربع قرن من مسيرة التسوية، يظهر للجميع حصيلة سنوات الوهم ودرجة تأثيرها في مؤشر الكفاح الوطني وابتعاده عن الطريق القويم وما أحدثه السلوك السياسي البائس من شرخ عميق في البنية الوطنية النضالية مازلنا ندفع ثمنها حتى اللحظة والى مدى بعيد. منذ مؤتمر مدريد الدولي الذي أكد فيه النظام العربي الرسمي على خيار "السلام"  وتحويل عملية الصراع الاستراتيجي الى الخيار التفاوضي الوحيد والمتاح لانهاء النزاع  بدلا من الصراع . وعليه فإن اتفاق أوسلو شكل اختراقا استراتيجيا  لعملية الصراع، اتاح  من خلالها للعدو المزيد من الايغال في احتلاله وعدوانه وعنصريته، لقد بات  مؤكداً أن "إسرائيل" اصبحت اكثر بوحا وتعبيرا عن طبيعتها العدوانية،من خلال سياستها لتحويل  افكارها العنصرية الى حقيقة واقعية في اقامة  امبريالية  صغرى  بوظيفة  اقليمية تخدم الدول الامبريالية العالمية وتقع في نطاق استراتيجيتها الكونية.  

لقدم خدم الرهان العربي الرسمي على الاوهام الامريكية ان اتفاقات أوسلو  ليست سوى احتلالا خادع  بوسائل خادعة وإلا لماذا شن العدو الصهيوني 5 حروب في ظل اتفاقات اوسلو حربين على الضفة وقتل قيادات الشعب الفلسطيني واعتقل من بقي حيا وثلاث حروب على غزة مازالنا نعيش في آثار اخرها؟  هذه هي الاتفاقات المتبادلة  التي يدعونا الامريكي واللجنة الرباعية ومن معهم من النظام الرسمي العربي كي نحترمها، واحترامها يعني الاستمرار في الخديعة ومن اجل تقييد ارادة الشعب الفلسطيني وانهاء مقاومته  المشروعة للاحتلال ووضعه خارج الصراع  بأنتظار مفاوضات عبثية جديدة ، يقال ان التسوية ماتت وصحيح ان  اكرام الميت دفنه. لكن تداعيات ومنطق وقيم التسوية مازالت مقيمة. في الاستيطان الذي تضاعف والحواجز وتقسيم المناطق الى أ و ب و ج  والاسرى الابطال تضاعف عددهم في السجون واظهر ان السلام المزعوم ليس الا إعادة انتشار للاحتلال. لعل منطق  وموضوعية وتاريخية الصراع يقول ان الذي يجري هو استثناء وان المستقبل رهن بأيدي من يحسن خوض الصراع  بكل خزينه التاريخي ومداه المفتوح  وعناصر قوته الغير قابلة للتفريط، والذي يتمسك بالحق الذي لا يعلى عليه، وهذا يبدأ من الفعل المقاوم العنفي المسلح والشعبي والسياسي والقانوني  لكشف حقيقة هذا الكيان العنصري الذي يسير عكس التاريخ.

ماذا لاتتمکن المجموعات و الاحزاب داخل فلسطین من تشکیل جبهه موحده ضد الکیان الاسرائيلي؟

 ان قمنا بمراجعة جادة لمسيرة الكفاح الفلسطيني سندرك ان الحصيلة المحزنة  التي وصلت إليها القضية كانت في احداث هذا الشرخ الجدي في بنية الحركة الوطنية الفلسطينية، حين استطاعت التسوية  السياسية  كخيار مختلف عليه وقيام سلطة فلسطينية تحت الاحتلال  ومصدر شرعيتها مستمد واقع الاتفاقات معه، لاشك انه خلق سببا إضافيا للتنازع  على وظيفتها كسياسة حيناً وكمصالح أحيانا اخرى، بما كرس انقساما خطيرا يأخذ ابعاده الجغرافية والمؤسساتية.  لقد كثر الحديث عن غياب المراجعة الشاملة لتصويب الاختلال الجاري وكثر الحديث عن غياب الاستراتيجية الجامعة، وكأن المصالحة الوطنية  عملية شبه مستحيلة . نتمكن من بناء حركة وطنية جديدة  ومتجددة  في حال انها تمتلك القدرة  إنجاز إستراتيجية تشترك كل قوى واحزاب وفصائل وتجمعات الشعب الفلسطيني لاستعادة  مكانها في القرار الوطني والتحرري  تستند للفعل لفعل مقاوم يلائم واقع وخصوصيات شعبنا. بناء الوحدة الوطنية  هو مقاومة ايضا لأن ما تريده إسرائيل هو تجزئة الشعب الفلسطيني جغرافيا وسياسيا ومؤسساتيا وطائفيا،  وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وكليها عن القدس، وفصل عبر جدار عنصري بين الأراضي المحتلة عام1967 عن الأراضي التي احتلت عام 1948، وتشتيت الشتات خارج حدود فلسطين. الخروج من الوهم والخديعة نحو الحقيقة هو طريق تجاوز الانقسام  نحو الوحدة ، وهذا لايتم الا عن طريق تجاوز اتفاق أوسلو وتغيير مفهوم ووظيفة سلطته بواقعها الحالي والقطع مع تبعاتها الامنية السيئة والمهينة  ووقف لعبثية المفاوضات والرهان على أمريكا وعلى المحاور الإقليمية الذيلية لها، وتحفيز المقاومة بأشكالها المتنوعة السياسية والفكرية والثقافية والدبلوماسية والجماهيرية والمسلحة وفق مقتضيات الموقع والمرحلة والحالة الجماهيرية.

ماهو تقییمکم عن استشهاد الرضیع الفلسطینی عمره 18 شهرا فی نابلس(دوابشه) و ماهی انعکاساته وارها صاته؟

لا يمكن النظر لهذه الجريمة الفاشية بإعتبارها حادثة فردية او جريمة استثنائية. لسنا امام سلوك عفوي لمستوطن شاذ او تصرف طائش بل نحن امام كيان صهيوني  شاذ ومارق، فالاحتلال هو الجريمة بعينها، كما أنه ليس هذا الحدث الاول، لا ننسى ما فعلت اسرائيل في حروبها من ارهاب دولة وفي واخرها الحرب على غزة والتي محت فيها بالطائرات ابادت عائلات  وحرقت الاطفال بالفسفور الابيض  وبأحدث وسائل القتل والحرق والأسلحة الفتاكة التي زودتها فيها الولايات المتحدة الامريكية . نهج استئصال الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر هو حقيقة هذا الكيان ، وهو علناً وليس سراً الخيار الوحيد لتحقيق رغبات زعماء الكيان المتطلعين إلى السلطة فيها، والخيار الذي يلبي الأطماع التوراتية. حادثة احراق الطفل " علي دوابشة"  تعتبر دليلا اضافيا اليوم ولتأكد اكثر من الغد ان لا مستقبل لدولة تسير عكس التاريخ، وتزداد عنصرية واستيطانية وظلامية هو دليل على انها دولة تعيش ازمتها الاخلاقية والوجودية وهو تعبير ساطع عن عزلتها وسقوطها وهزيمتها، مهما كان الافراط في جنون البطش، لكن هذا هو غباء القوة هو نقطة ضعف تظهر لنا  قيمها المنحطة والتمييزية والقروسطية ، دولة زائلة لأنها ضد المنطق والحضارة والانسانية . على الانسانية ان ترفض منطق التمييز بين الانسان الأرقى والانسان الادنى. وان ممارستها ونضالنا المشترك ومقاومتنا المستمرة  ستخلق كل اسباب عزلتها وتعريتها وزوالها.

هل صحیح ان هناک مفاوضات بین حماس و اسرائیل لوقف اطلاق النار طویل الامد و ماهو تعلیقکم علی ذلک؟

جرى الحديث علناً عن وجود وسطاء من دول خليجية مثل قطر وغيرها واقليمة  مثل تركيا وزيارات لموفدين مثل السيد طوني بلير رئيس اللجنة الرباعية السابق وايضا السيد جيمي كارتر الرئيس الامريكي الاسبق  وأكثر من موفد غربي ألماني الى قطاع غزة، وقدمت  افكار ومقترحات ولم يتم نفيها، وجلها تقدم عروض لفك الحصار عن غزة.

 نحن لا نرى ان هذه الجهود  تصب في اطار فاعل الخير. وان افكارهم نبتت فجأة في رؤوسهم، بل هو ترويج لبضاعة  الغير.

الذي يكشف هذه النوايا هي مقايضة  فك الحصار بالهدنة طويلة الامد مع الاحتلال . المطلب  الذي كان عنوان الحروب الصهيونية على قطاع غزة وهو انهاء المقاومة يعني  الذي فشل العدون في أخذه بالقوة العنفية يسعى لأخذه بالمغريات السياسة . والاسوأ بالاستغال لما هو انساني وحق طبيعي لاهلنا في القطاع لتمرير غايات سياسية غير نبيلة. نحن نرى ان فك الحصار عن قطاع غزة الحبيب من خارج غزة  وليس داخله. الا اذا كان الثمن  المطلوب دفعه لفك الحصار هو اشد مضاضة وظلما من الحصار نفسه. ونحذر من الوقوع في فخ صناعة دولة غزة. والدول نفسها التي دعمت ومولت وصمتت وحاصرت الحرب على غزة تطرح معادلة قوامها : فك الحصار عن غزة مقابل فصلها عن الضفة. اي تحويل الانقسام الى انفصال. الحصار الحقيقي لغزة هو فصلها عن باقي اجزاء الوطن. يريد ون الميناء البحري والمطار والضمانات الدولية لتكريس ما هو اكثر خطورة . تحويل غزة الى مصيدة  لمبادلة تكبل يد المقاومة بإطلاق يد سلطة بمضمون وهمي. بل نحن نرى انه لا مستقبل لأي كيان سياسي سواءً في الضفة او في غزة واينما كان ، ان كان خارج المشروع الوطني الفلسطيني.

انت قیادی مناضل ضد اسرائیل؛ تری ما هی الحلول التی تودی الی تحریر فلسطین؟

انظر الى اعادة تأصيل فكرية للصراع تشق طريق تحرري وبديل حقيقي مقاوم. يقوم على بنية شاملة تستند لكل عناصر القوة، أولاً:  الرؤية الواضحة والاصيلة للصراع، وفق مشروعية  الغاية الحقيقية النبيلة  والهدف الواضح  المستند الى الحق التاريخي  الذي يستحق التضحية . وثانيا: ادوات الصراع المبنية على استراتيجية مقاومة حديثة ومتجددة وأصيلة ايضا، نتمسك بالقيم التحررية ونجترح وسائل قتالية جديدة . ستبقى المقاومة اسيرة الشعاراتية ان لم يبني المقاوم ادواته القادرة على قيادة مهمة التحرير التي ستكون شاقة وطويلة ومركبة وليست سهلة، ولكن نحن في النهاية من  يؤمن  بالتفاؤل التاريخي و بارادة مستقبلية مبنية على حتمية  النصر.

برايك ما هی امکانات وقدرات الشعب الفلسطینی التی تمکنهم من انجاح المقاومه؟

لن اقول قدرات الشعب الفلسطيني  وحده، العدو لا يستهدف فلسطين وحدها، فلسطين هي العنوان ولكن المقصود من خلالها احتلال ارادة الامة وتغيير هويتها واحتجاز لتطورها ومصادرة مستقبلها بل اخراجها من التاريخ ، ورمزية فلسطين وعنوان القدس أيضا يدلل ان مساحة الصراع أوسع من مساحة فلسطين واكثر عمقا مما يعتقد الواهمون . فالمقاومة هي قدر الشعب الفلسطيني  وهي معركة الدفاع للشعوب العربية وللامة عن نفسها أولا، نحن في مواجهة عدو  يمارس كل اشكال العداء حتى لمن عقد معاهدات معه. واكدت التجربة انه بعد اكثر من 67 عاماً على النكبة وقيام هذا الكيان ، لكنه وقف عاجزا عن إلغاء الحقيقة الفلسطينية ، فهي مازالت راسخة رسوخ الحق في قلوب وعقول ابناء فلسطين والمخلصين من الامة والاحرار، ولا يزال شعبها يتجذر فوق ارضها والوطن الذي يلخص قضية الحرية والعدل يتجذر في شعبها  في كل مكان داخله فلسطين وخارجها، يستند الى ايمانه بالحق ويستند الى خبرته التاريخية الكفاحية الطويلة في مواجهة الظلم. وقدرته العالية على العطاء والتضحية بلا كلل او ملل.

تحدث موخرا قائد الثوره الاسلامیه ایران عن ضروره تسلیح الضفه الغربیه لمکافحه اسرائیل، ما هو تعلیقک علی ذلک؟

باركنا الدعوة الصادقة للقائد، باعتبارها رؤية استشرافية  ثاقبة لحاجة الصراع أولا وصرخة مخلصة لدعم للصامدين في وجه الاحتلال وكذلك الواعية بطبيعة  وحقيقة وجوهر هذا العدو الوحشي. نحن أمام عدو يقاتل بكل اسلحته و يمتلك كل اشكال القوة العسكرية، ويزود يوميا بصفقات خيالية من الاسلحة ويضع على زناره اسلحة نووية ويهدد حياة المنطقة وأمن الامة الخطر.، هل نواجه بالاستجداء والبكاء والاكتفاء برثاء الشهداء ؟ نحن نحتاج لمن يرث الشهداء عندما يحمي ويثأر لدمهم ويستمر في طريقهم . لذلك من المعيب  ترك الشعب الفلسطيني يواجه الخطر وحيداً، بقلوب عامرة  بالقضية والحق ولكن بقبضات فارغة ، قاتل بالحجر والسكين والساطور والمولوتوف  وقام بالدهس وغيرها من الافعال المقاومة العفوية والشعبية نتيجة عدم وجود السلاح . هكذا يؤكد شبابه في الضفة الغربية والقدس حيث الجدار العازل العنصري والحواجز وسرطان الاستيطان  الذي يبتلع الارض ويحولها الى "باندوستانات" شبيهه بما حصل في المعازل العنصرية  في جنوب افريقيا. كل مدينة خلف بوابة يملك الاحتلال مفتاحها. في الضفة ابطال احرار ومن جيل لم تخضعهُ برامج المنظمات الغير حكومية ولا التنسيق الامني ولا برامج "دايتون" الامنية، لديهم سلاح الايمان لكنهم يفتقدون للسلاح الذي يجعل من العدو يحسب الحساب عندما يحرق ويقتل بلا وازع اخلاقي وبدون ثمن يدفعه عقابا على جرائمه، دعوة القائد هو تحدٍ  لسياسة الخنوع وضرب لعقلية الهوان وذهنية العجز وكشف التواطؤ والاستسلام ، اننا قادرون لو اردنا . والمقاومة  قادرة على فعل المستحيل . هي الطريق الاقصر والاكثر مجدا وكرامة كي نحصل على الحرية .

ما هو تقییمک عن موقف الدول العربیه تجاه القضیه الفلسطینیه؟

لا يمتلك توصيف النظام الرسمي العربي صفة اطلاقية نستطيع تعميمها على الجميع، فالمسألة مرتبطة  بالمضون الاجتماعي يجعل قراءة واقع كل دولة من هذه الدول مختلف عن الاخر وفي كل مرحلة تاريخية، بالنسبة لنا المعيار المشترك درجة قربها او بعدها عن القضية الفلسطينية. والسؤال الفكري التأسيس الذي طرحته الجبهة منذ تأسيسها : من هم أعدؤنا ومن هم أصدقاؤنا؟  قلنا ان عدونا الاول والمباشر هو اسرائيل وحركتها الصهيونية وخلفها حليفها الامبريالي الغربي  ركائزها الرجعية العربية بما تمثله اجتماعيا وسياسيا في المنطقة العربية. لذلك في علاقتنا باي نظام ظلت ناحية نظرته للقضية الفلسطينية وتأييد ودعم كفاحها هو المعيار الثابت الذي يقاس عليه.

ظلت سوريا في مقدمة هذة الدول التي لم تبق قضية فلسطين مجرد تأييد وتضامن بل دفعت ثمن ذلك ولا زالت تدفع.  لقد نشبت حروب على المقاومة من الاردن الى لبنان وحروب خيضت ضد سوريا ودون ان نغفل الحروب التي شنتها اسرائيل على مصر وعلى اكثر من دولة عربية استضافت المقاومة  وهدفها تجزئة الصراع العربي/ الصهيوني ، وتحويل النضال الفلسطيني الى عبء ثقيل على على كل دولة،  بل عقدت اتفاقات لاخراج دول عربية من الصراع مثل مصر والاردن ثم فصل القضية الفلسطينية عن الواقع العربي الرسمي. وما يجري الان من حالة مرضية شاذة تمر بهدا المنطقة العربية هو تجريد الشعوب العربية من فلسطين، ونزعها من الوجدان لو استطاعت ، وخلقت لكل شعب قضيته المنفصلة، والان هي تستعد لاستثمار السوق  بجني الثمار، الاستفراد بالقضية الفلسطينية لتصفيتها في ظل انفكاك الجدار العربي وانهياره ، استخدمت لذلك كل ادوات السيطرة  تاريخيا لمنع وجود حركة تحرر عربية . ان تكون القضية الفلسطينية  هي العنوان الرمزي المكثف لقضية التحرر العربي  يعني متانة وشائج الكفاح من اجل الدفاع عن الذات  الوطنية  وصيانة للذات القومية والعلاقة ولحماية التقدم والعدالة الاجتماعية  كجزء من مفهوم الحرية الحقيقية  في العالم ، وان حق الانسان العربي بالحرية والتقدم والكرامة والاستقلال الحقيقي على صلة بعنوان القضية الفلسطينية  ليست قضية دينية  فحسب ولا هي مذهبية  او عرقية او اثنية  لكنها بالعمق هي جزء لا يتجزأ من قضية  الحرية الانسانية والتحرر العربية والاسلامي.

اعلن موخرا المدیر العام فی الوزاره الخارجیه الاسرائیلیه ان السعودیه حلیفه اسرائیل ؛ کما افادت انباء عن اجتماع قاده اسرائیل مع رجال من السعودیه. الا تعتبر هذه المبادره السعودیه خیانه للقضیه الفلسطینیه؟

كانت دائما الخديعة باستخدام تعبير التطبيع مع العدو، لتعطي انطباعا سياسيا  ان الامور لم تكن طبيعية وعادت الى حالتها الطبيعية ، بينما القطيعة هي الحالة الطبيعية مع كيان غير طبيعي .

درس "التطبيع" كعملية سياسية  انهزامية يجب ان يكون واضحا وقد قالت فيه الشعوب العربية رأيها وخاصة في الدول التي وقعت اتفاقات  تسوية مع العدو والنموذج الشعب المصري والاردني خير دليل على ذلك. الجديد اليوم هو الاضاءة الاسرائيلية على السعودية لإظهار ان الامر لم يعد يجري سراً بل يكتسب شرعية، لأنه يمارس علناً ودلالتها ليست سياسية فقط ، بل روحية من خلال رجال من بلاد الحرمين  وتجري اتصالات مع غاصب القدس اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين . لذلك الصمت عن هذه الممارسات كفيل بزيادة الخسارة لأنها ليست مجرد سقطة أو خطأ بسيطا بل خطيئة ، تساوي السكوت عن انتهاك المقدسات وستعتبر كأنها ضوء اخضر يشجع العدوان ومبايعة أميرية تغفل عن عينها عن ما يجري من محاولات صهيونية لبناء الهيكل المزعوم مكان الاقصى!  

ما هو تقییمک عن دور ایران فی دعم المقاومه الفلسطینیه؟

منذ ان ان انطلقت الثورة الاسلامية في ايران والتي جعلت من فلسطين  درّة تاج الثورة الاسلامية، وظلت الجمهورية الاسلامية هي الداعم الاساسي للمقاومة الفلسطينية ،رؤيتها لهذا لهذا الدعم ينطلق من باب الواجب المقدس في نصرة شعب فلسطين المظلوم وقضيته العادلة وفي تحقيق مبادئ الثورة ووصية الامام الخميني لأنها في ذلك هي تقوم بنصرة ذاتها وحماية هويتها وترسخ نزاهتها الفكرية والاخلاقية.أما رؤيتنا نحن فنعرف كم  دفعت وتدفع ايران ثمنا لهذا الدعم  وصمدت في وجه حصار جائر وقيود وتحريض ومحاولات عديدة للنيل من هذا السند المهم للقضية الفلسطينية . فمن تكون القدس قبلته وقلبه حتما سيكون مددا وسندا وداعما  للمقاومة.

هل من الممکن ان یکون هناک رویه واضحه وبصمه امل لتحریر فلسطین؟

إنطلاقا من الرؤية الواضحة لطبيعة هذا الكيان ومن الوعي التاريخي الصراع وموضوعيته ومرجعيته  يجعلنا  نؤمن ان  النصر حتمي، ويدفعنا ليس التفاؤل المبني  على فهمنا لهذا الصراع بوصفه صراعاً موضوعياً، واشتباكاً تاريخياً شمولياً على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري بين مجموع الأمّة والاحرار في العالم، وبين المشروع الصهيوني بكل تجسيداته المادية. وهذا الصراع يستهدف الوجود والهوية وليس فقط فلسطين التاريخية، وإخضاع الأمّة لخدمة المشروع الاستعماري الجديد، وإخراجها من مسارات التطور الطبيعي كما الأمم المتقدمة. حينما نتحدث عن الاشتباك التاريخي المفتوح مع العدو الصهيوني، فهو اشتباك في ذات الوقت مع الإمبريالية ومشاريعها في المنطقة،  نرى المباراة بين دول الغرب في الحرص على الأمن الاستراتيجي  والتفوق الاسرائيلي وفي ذات الوقت تقف ضد كل اشكال امتلاك القوة للمقاومة وللشعوب المكافحة في سبيل التقدم والحرية، لا شك هي عملية معقدة، وسيرورة أحداث سياسية وعسكرية واقتصادية تتدخل فيها موازين قوى استراتيجية  وهنا تتبدّى أهمية المشروع النهضوي  المقاوم  والحفاظ على كل ركائزه السياسية، وأدواته الفاعلة والقائدة، في مرحلة ما فإنه لم يفقد مقوماته الموضوعية، وليس ممكناً هزيمة مشروعاً استراتيجاً إلا بمشروع مضاد يمتلك ارادة مقاومة. .

الشعب الایرانی لدیه شعور مشترک مع الشعب الفلسطینی ضد جرائم اسرائیل. هل لدیک کلام مع الشعب الایرانی؟

أننا نعتز بالشعب الايراني العريق الذي ينتمي الى أمة عظيمة تصنع الأبطال الذين هم بدورهم يصنعون  المستقبل  ويكتبون التاريخ، وهذا التاريخ الذي يجمعنا ليس فقط بمصالح مشتركة بل بثقافة مترابطة وحضارة  متفاعلة وغاية اخوية وانسانية نبيلة واحدة. نحيي صبر وصود وعطاء هذا الشعب وندرك قوة التصميم الذي استطاع من خلالها عبور طريق شاق وصعب، ما كان ليحصل لولا ارادته الجبّارة وبفضل قيادته الصلبة والثابتة ورؤيتها الجدية في استراتيجية بنائيّة ليدخل العصر، بدأ من البناء السياسي والفكري والثقافي والعلمي، بناءً وطنياً عزز الإحساس بالوجود والإنتماء، بناء يقوم على الإرتقاء بمستوى الإنسان علماً وثقافةً، وقدرة على التفكير المنهجي والعلمي، عندما ترتفع صرخة فلسطين  نسمع من بعيد  صداها في شوارع مدن ايران من قلوب الشعب الايراني الطيب والصادق الذي يظل مدرسة في حب فلسطين ولا ينسى قدس الاقداس وأمام الكفاح من اجل فلسطين لا يعرف الامبالاة  ولا الغرق في الذات الضيقة. كلنا ثقة انها ليست مجرد عواطف ومشاعر جياشة بل هي حقيقة  مجرّبة. وهي قوة  مضافة في خانة النضال من أجل تحرير فلسطين وكرامة وعزة أمتنا وشعوبنا.