يواصل الشيخ الأسير خضر عدنان خوض معركة الكرامة بأمعائه الخاوية لليوم الثامن والخمسين على التوالي، الأمر الذي يزيد من تدهور وضعه الصحي ويعرضه لأخطارٍ حقيقية تتهدد حياته. وحذَّر خبراء ومختصون في مجالات التغذية وعلم الأمراض بأحاديث منفصلة لـ "معا"، من أن مواصلة الشيخ عدنان لإضرابه قد يؤثر على وضعه الصحي بصورةٍ بالغة، ويتسبب بإصابته بأمراضٍ خطيرة، فضلاً عن تأثر البصر عنده، وحتمية دخوله في غيويبة. وأكد أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة بيرزيت الدكتور منير ناصر، أنه نتيجة التغيرات الكيميائية في جسم الإنسان الممتنع عن الطعام تتراكم عنده الحوامض الأمر الذي يؤثر على البصر ولاحقاً قد يدخل في غيبوبة فضلاً عن خطر إصابته بفشلٍ كلوي. وبيَّن أنه إذا ازدادت الحموضة في الجسم فوق العادة فإن المواد القاعدية المخزونة أو الموجودة في الدم والكليتين والجلد والأنسجة الضامة قد تنفد، وتهجم الحموضة على المواد المعدنية القاعدية الموجودة في الأنسجة وفي العظام وبذلك يحدث اضمحلال في وزن العضلات وتراجع في عمل الجهاز العصبي. من جانبه، لفت الأخصائي في الصحة العامة والأمراض المعدية الدكتور عمرو الحسيني النظر إلى أن المخ يحتاج إلى "الجلوكوز" باعتبار أنه يمثل مصدراً هاماً لتوليد الطاقة له ولجميع خلايا الجسم من خلال تأكسده – وفي حال عدم تواجده يحدث تكسير في أعضاء داخلية من أجهزة أساسية لتعويض النقص فيه. وأوضح د. الحسيني أن أول ما يبدأ المخ والخلايا بحاجة لـ"الجولوكوز" في حال امتنع الإنسان عن الطعام؛ يبدأ الجسم بتكسير"الكربوهيدريت" المخزن فيه (أساساً يكون مخزناً في العضلات وحول الكبد)، وبعد استهلاكه يبدأ بتكسير الدهون وهنا قد ينتج آثار سيئة للغاية بظهور أجسام لها تأثيرات ضارة على الجسم يطلق عليها اسم Ketone bodies. وأضاف "بعد هذه المرحلة يحدث تكسير للبروتين في الجسم (وهو يتواجد في كافة أجهزة الإنسان الأساسية وتحديداً في العضلات)، وإذا وصل الإنسان لهذا الوضع قد يتأثر بشكلٍ يستحيل معه تصحيح ما ترتب على حالته في المستقبل". ونبّه د. الحسيني إلى أن الامتناع عن تناول الطعام يؤثر بصورةٍ بليغة على عمل جهاز المناعة الذي يمثل البروتين مكوناً أساسياً في بنائه، وبذلك يصبح الإنسان عرضةً للإصابة بالأمراض المعدية وغير المعدية (كالسرطانات). من ناحيته، حذَّر الأخصائي في علم التغذية بجامعة الأزهر في غزة الدكتور سمير راضي، من وصول الأسير خضر عدنان إلى مرحلةٍ يحدث فيها تضخم في عضلات القلب، الأمر الذي قد يؤدي إلى وفاته. ويخشى د. راضي من احتمال وصول الشيخ الأسير لمرحلة يحدث فيها فشل وظيفي يطال جميع أجهزة الجسم الحيوية، منوهاً إلى أن تراكم ما تسمى بـ Ketone bodies بشكلٍ كبير في جسمه سيترتب عليه أضرارٌ جسمية تؤثر على عمل الدماغ والجهاز العصبي. المصدر : وكالة معا