قال العاشق

حجم الخط

(إلى روح سمير القنطار وقلبه... إلى كل الشهداء... اللوحة للصديق الفنان يوسف كتلو)
قال العاشق: سأعود... فيا طير الوعد تمهل.. ..كن برقا... رعدا... ضوءا 
لا تنظر خلفك... لا تنسَ! أرسل دمك... يضئ الليل... قد تسقط لا بأس... ستنهض... فازرع قمحا في الأرض... سيزهر ملحا ويضئ... فاتبع ضوء الملح... ولا تنس!
***
قال العاشق: الآن... هنا... طفل يولد ... في عينيه القدس وأبعد... يحمل أمنية... يبتسم ويغضب... يبتسم ويصعد...
***
قال العاشق: يا ألم الشهداء تكلم... سيكون هنا فجر... ويكون هنا صبح... فهنا أطفال شهداء... يا مدينة المدائن سنأتيك... فانتظرينا... إن تأخرنا أو أخطأنا...سنأتيك... فانتظرينا... يا مدينة النار وزهر الرمان... على ضفائرك احملينا... خذينا من ليلنا الطويل... خذينا نحو ذاتنا...كي نعود.
***
قال العاشق: حين تولد ...قاوم... حين تسقط... قاوم... حين تُسجَن قاوم... ومن رمادك حين تنهض... قاوم... فلنا أرض وسماء.. وشهداء أنبياء... 
***
قال العاشق: في الخليل لنا قمر يزهر عنبا... وفي الجليل لنا قلبٌ يزهر وعدا... وفي نيسان لنا حقلٌ يزهر عشقا
***
وقال العاشق أيضا: بادئةُ التاريخِ هنا... رجالٌ... خيلٌ.... نساء... وصهيل... كسيلٍ ينحدرون... أين وكيف؟ قال: إلى القدس ويافا... نحو غزة... نحو البحر وهيل القهوة... قال هناك نكون... 
***
وقال العاشق فجرا: اتبع مجرى النهر... فالبحر هو الأصل...جئت... ولكن من أين؟ ... قال: من أقصى الأرض وأبعد... أحمل أقمارا وحكايا... قمحا ونخيلا... والزُّهرة في الأفق الغربي... تغازل خط البحر... أتبعها وأغنّي... نجمة صبح تهديني... وفلاح في الحقل الممتد بلون الحناء...يرحل نحو الشمس ويبتسم... 
يسأل: أين فلسطين؟هل يعرفها النهر؟... قال العاشق: بعيدا لا تبحث... في داخلك... حيث البحر..الأمواج... هناك تكون...في أعماق الأرض... تكون... حين تنتفض... تكون... وحين تكون عنيدا... كالصّوان تكون..
اتبع روحك ... تقودك حيث فلسطين... تغسل في النهر ضفائرها... ترسلها نحو الأفق الشرقيِّ ... وفي البحر... في الماء الغَمْرِ... مع قرص الشمس ...هناك تكون!
*** 
قال العاشق: سيكون لنا برٌّ... بحر... قمرٌ وسماء... شمس وضياء... ليل ونجوم... أشجارٌ من لوز رُمّان صبّار ونخيل.... سيكون لنا حقل من قمح وسنابل... وتلال يغمرها القمر...ويراقصها الزيتون.
***
نهض العاشق... ومع الشاطئ غربا سار...إلى وطن من بر بحر وسماء... غادر منفاه الأزلي... وعاد إلى وطن يشبه فكرة... تابع دربه... بالبأس وبالفرح!... قال العاشق: هنا بدأ التكوين...هنا حيث فلسطين
هنا يصبح للعاشق معنى.