القنطار .. الحساب لم يغلق بعد!!

حجم الخط

لم يغلق الحساب بعد، فاغتيال الشهيد القنطار ليس نهاية المطاف وليس تسليما بما استهدفت اسرائيل من وراء هذا الاغتيال، لم يغلق الحساب بعد، لأن هذا الاغتيال، لم يكن فقط بسبب ما أقدم عليه هذا الشهيد طوال سنين حياته من  قتال هذا العدو الاسرائيلي وهو يافعاً في السادسة عشرة من عمره، أو معتقلاً لقرابة ثلاثة عقود في السجون الإسرائيلية، بعدها تم إطلاق سراحه ليس لأن مدة الحكم قد انتهت، ولكن هذا ما تم فرضه بالقوة على الاحتلال من خلال صفقة التبادل ولن تنسى إسرائيل كيف خرج القنطار بطلاً متحدياً شامخاً من معتقلاتها، لم يغلق الحساب، لأن اغتيال القنطار، لم يأت على خلفية انتقام مما قام به القنطار هذا العدو، بل وهو الأهم ما كان يقوم به القنطار وما يخطط له على صعيد المواجهة الشاملة مع إسرائيل وأعوانها، خاصة في الساحة السورية، اغتيال القنطار ليس حساباً سابقاً، ولكن حساباً قادماً، وبالتالي لن يغلق الحساب، فهو مفتوح طالما الصراع ظل مفتوحاً، ولن يغلق إلاّ بإزالة إدارة الإرهاب والاحتلال، و الكيان الإسرائيلي من جذوره، تقول إسرائيل أن الحساب أغلق وهي تعلم جيداً أن قبل أن هذا الحساب لا يمكن له أن يغلق إلاّ بعد نهايتها.   

الحساب قادم، هذا ليس ما يفعله حزب الله فقط، ذلك ان اغتيال القنطار، فتح بوابة إضافية، لتوجيه  النضال الوطني والقومي في مواجهة الاحتلال، أراد العدو الإسرائيلي أن ينتقم، بالتوازي مع رسائل بالغة الأهمية، لما يمثله القنطار من رمزية تعود إلى انتمائه للطائفية الدرزية، ومدى الحاجة إلى تعزيز انتمائها العروبي الأصيل، في إطار النضال الوطني ضد فصائل الإرهاب الطائفية من ناحية، وضد الاحتلال الإسرائيلي من ناحية ثانية، وهي في الجوهر مواجهة لعدو واحد يهدف إلى هدف واحد، الإبقاء على العدو الإسرائيلي قوة قادرة على فرض شروطها على المنطقة بعد تقسيمها وتنصيب رعاة الإرهاب والتخلف على قيادتها.

في الآونة الأخيرة، وفي إطار المحاولات الرامية إلى تقسيم القطر العربي السوري، امتداداً من شماله إلى جنوبه، ظهرت على السطح جهوداً متناسقة لسلخ التجمعات  الدرزية عن الوطن الأم، والهاء الجيش العربي السوري عن مقاومة الإرهاب وفصائله في أنحاء الدولة.

فيما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن مهام "القنطار" بالنظر إلى رمزية انتمائه العروبي الدرزي، كانت تنطلق من العمل في الجولان من أجل تعزيز الدور النضالي في مواجهة الإرهاب، والعمل على انشاء قوة ذات طابع عسكري لمواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وهذا ما يعتبر حساباً لاحقاً لم يغلق بالنسبة لإسرائيل، التي تخشى من القادم، أكثر من خشيتها في السابق، فيما يتعلق بالشهيد القنطار، إذ أن جهوده ونشاطه السياسي والأمني، في منطقة الجولان يفسد على إسرائيل تعاونها مع فصائل الإرهاب، خاصة في المناطق الحدودية  لشمال  فلسطين المحتلة، وهو مجال تعاون يشير بلا أدنى شك الى قدرة الدولة العبرية على استثمار الإرهاب الفصائلي لصالح الإرهاب العبري!!