محمود الراس : الانتفاضة مستمرة بشبابها.. غزة لن تخرج من المعادلة.. والساسة مقصرون

حجم الخط

 يتواصل فعل الانتفاضة، التي يعمدها الشباب الفلسطيني بدمه وتضحياته المستمرة على امتداد التراب الوطني الفلسطيني، ويتواصل كذلك الضعف الواضح في الدور السياسي الفصائلي والرسمي المطلوب لتعزيز الزخم الشعبي لهذه الانتفاضة.

الغياب الفصائلي محكوم بمفاعيل الانقسام والترهل الذي احاق بالمنظومة السياسية الفلسطينية ككل، وكذلك بالعجز عن انجاز الاتفاق على ابسط الضروريات لدعم هذه الانتفاضة واستمراريتها، سواء لجهة عدم انجاز قيادة وطنية موحدة حتى الان او العجز عن الاتفاق على استراتيجية وبرنامج سياسي لهذه الانتفاضة.

في ضوء هذه الاعتبارات والتحديات وكذلك وجود مخاوف بحصر الانتفاضة على ساحة الضفة الغربية تمهيدا لخنقها، حاورت "بوابة الهدف الاخبارية " محمود الراس، مسؤول الشباب في الجبهة الشعبية في قطاع غزة، والعضو في قيادة فرع الجبهة في القطاع.

ما سر استمرار ضعف دور الشباب في التأثير على الموقف السياسي او حتى انتزاع دور في عملية صنع القرار الفلسطيني رغم مساهمتهم الواضحة في الفعل المقاوم والانتفاضة؟

بداية نعزي شعبنا وشبابنا المنتفض بالشهداء السبعة من ابناء كتائب القسام الذين فقدناهم اثناء تأدية واجبهم الوطني، ونؤكد ان هذه التضحيات التي قدمها ويقدمها شبابنا المنتفض والمقاوم ستثمر حتما بتغير المعادلة المختلة القائمة، والتي يواصل فيها الاحتلال قتلنا وحصارنا، فيما يتواصل الانقسام وحالة التيه السياسي في المشهد الفلسطيني ككل.

وفي الاجابة على سؤالكم فقد بات من الضروري ان ندرك ان لا امكانية حقيقية لترجمة هذه التضحيات لانجازات حقيقية على مستوى بناء البيت الفلسطيني، كجبهة وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال، تكفل تمثيل كافة شرائح ابناء شعبنا وخصوصا الشباب منهم في عملية صنع القرار وفي المواجهة مع الاحتلال بكافة اشكالها، الا عبر بناء توافق وطني على استراتيجية وطنية مشتركة لمواجهة المحتل وهزيمته، وكذلك بناء المؤسسات السياسية والتمثيلية لشعبنا بشكل توافقي ووحدوي وديموقراطي، وانه طالما استمر الانقسام واستمرت الشرذمة ستبقى هذه المعادلة المختلة التي يغيب فيها دور الشباب وغيرهم ممن يدفعون ثمن المواجهة عن الشراكة في عملية صنع القرار او الحصول على حقهم بالتمثيل في المؤسسات الوطنية، فحالة الانقسام والاستقطاب الثنائي هي ما يخدم استمرار هذا التكلس في المواقع القيادية ويمنع وجود حالة ديموقراطية حقيقية كفيلة بمنح الشباب دورهم.

ما هو افق فعل الشباب المنتفض في ضوء هذا العجز السياسي الفلسطيني؟ وما هي رسالتكم للشباب في هذا الجانب؟

رسالتنا لقادة الميدان فرسان الإنتفاضة بأن المعادلات التي رسمتموها و أرسيتموها بدمائكم وتضحياتكم ستغير وستفرض على الساسة الفلسطينيين سلوكا مختلفا عاجلا أم آجلا فإما أن يكونوا أمام تغير جوهري لسلوكهم الحزبي والفؤي الضيق، وإما أن يتجاوزهم الميدان والوقائع السياسية التي ترسمها وترسخها ثورتكم اليوميه فتقدموا وكونوا على ثقه بأن شعبكم قرر بأن لا يبقى رهينة للإحتلال ولا لعقم النظام السياسي الفلسطيني، قرر بأن ينتزع وبإرادتكم كرامته وحريته.

 وها أنتم اليوم تثبتون عبثية مشروع التسوية المزعوم وسياسية التنسيق الامني  واللقاءات العبثية مع المحتل، وتؤكدون هذه الحقيقة عبر عملياتكم البطولية والمتواصلة منذ إندلاع هذه الإنتفاضة.

فمن يراهن على خيار التسوية واستمرار التنسيق الامني مستفيدا من حالة الانقسام، لن يجني سوى الغضب الشعبي المتصاعد ضد هذه الطريق العاقة للإرادة الشعبية والمتمردة على قرارات الإجماع الوطني لمؤسساتنا الوطنية.

يلحظ أن قضية الاسير المضرب عن الطعام محمد القيق لم تحظ بالزخم المطلوب على مستوى الفعاليات في الوطن ككل وفي قطاع غزة بشكل خاص، فهل هذا مؤشر لامكانية نجاح الاحتلال في كسر تجربة الاضرابات الفردية ؟

محمد القيق بطل من أبطال فلسطين وفرسانها حاله كحال الشباب المنتفض بالميدان ممسك بإرادته كسلاح يواجه به بطش وإرهاب العدو الصهيوني، ليعبر وبجوعه عن حالة العجز السياسي الفلسطيني وما يترتب عليها من تغول صهيوني على شعبنا وأسراه.

 وحالة القلق التي يعبر عنها الشباب الفلسطيني حول ضعف المشاركة في فعاليات التضامن مع محمد  ما هو إلا قلق مشروع ولكن في نفس التوقيت أرى بهذا الإحجام انتفاضة صامتة يخوضها الشباب ضد المؤسسات الدولية والحقوقية التي تصاب بالعمى أمام كل الحقوق الفلسطينية.

 نحن على ثقه بأن الشباب الثائر لن يعدم الوسيلة في تحقيق حرية الأسير القيق وكل الأسرى والأسيرات بل أذهب إلى أبعد من ذلك عندما أجد بتراجع الشباب عن المشاركة في فعاليات التضامن المختلفة التي تنظمها القوى تعبيرا عن حالة الغضب الجماهيري والشبابي تجاه هذه القوى المنقسمة على ذاتها.

في ضوء تراجع زخم الفعاليات والمشاركة الشبابية والوطنية الكبيرة من اهالي قطاع غزة في بداية هذه الانتفاضة ،هل خرجت غزة من معادلة المشاركة الفعلية في الانتفاضة الحالية وستكتفي في المرحلة القادمة بالدور التضامني؟

غزه ورغم كل المحاولات الهادفة لاخراجها من حسابات ثورة الشباب المنتفض في وجه الاحتلال وممارساته، ستبقى شريك أساسي في هذه الثورة قدمت وستقدم الدم والتضحيات تأكيدا على وحدة الدم والمصير التي جسدها الشباب منذ الجمعه الأولى للانتفاضة.

 سياسات وممارسات الحكومة والحاكمين بغزة  أغرقت غزة ومواطنيها في دوامة الأزمات، هذا بجانب التهديدات المتكررة من الاحتلال بتصعيد عدوانه على غزة في إطار ممارساته للإرهاب المادي والمعنوي بحق غزة وشبابها بهدف منعهم من المشاركه وفض الشراكة مع الانتفاضة، كلها عوامل وضعتنا بغزه أمام استحقاقات حياتية يومية قاسية ومريرة، حاول العدو من خلالها تحييد غزة ومواطنيها عن العملية النضالية ضد الاحتلال، وممارساته بحق أسرانا ومقدساتنا، ولكننا على ثقة بأن الشباب الثائر وبإرادته التي استطاع من خلالها أن يبتكر الوسيلة القادرة على تحييد سكين التنسيق الأمني عن رقاب المواطنين والشباب المؤمن بالمقاومة، ستضعنا أمام وسائل نضالية ستفاجئ الصديق قبل العدو تكون قادرة على استحضار البعد الشعبي في التضامن مع الأسرى والاستمرار بالشراكة في فعاليات الانتفاضة .

ما هي المفاعيل المتوقعة لهذه الانتفاضة على الصعيد الداخلي الفلسطيني؟

لعل في لقاءات الضرورة والحاجة التي ذهب لها طرفي الانقسام والهادفة لامتصاص نقمة وغضب المجتمع الفلسطيني وتبريد حالة الاحتقان المجتمعي المتصاعد ضد سلوكهم العبثي بحق الانتفاضة والمجتمع مؤشر واقعي على ممكنات وطاقات ثورة الشباب المستمرة حتى جلاء الاحتلال ورفع الحصار عن غزة ووقف التعديات على فلسطيني الداخل المحتل، كحد ادنى لما هو متوقع من هذه الانتفاضة المجيدة.