خلال مقابلة على قناة العالم مع الرفيق مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، استهلها بالتحية إلى الدم الطاهر النازف على أرض فلسطين المقدسة الذي يستحق منّا الانحناء من جهة ، والارتقاء إلى مستوى هذا الدم من جهة ثانية ....لأن هناك جرائم ترتكب بالتقسيط وإعدامات يومية وبدم بارد، حيث أن هدف العدو إرهاب الجيل الجديد وإيقاع اليأس في قلوبهم، أي أنه لا جدوى من المقاومة، "يا وحدكم" يريد إفهام الشباب أن العالم أدار ظهره لكم، وهذا يحصل مع الأسف وهو شراكة بالجريمة والمجتمع الدولي صمّت آذانه وهو يتحدث في الأروقة الدولية عن حقوق الإنسان وداخل المؤتمرات فقط، حتى المؤسسة العربية عموماً غائبة بالكامل سواء كانت حقوقية أو قانونية أو نقابية، مطلوب أن يكون هناك سياسة فلسطينية، واجب فلسطيني يتطلب منه رؤية جديدة وممارسة حقيقية، أي استراتيجية انتفاضة تواكب هذا الدم سياسياً وترتقي بالخطاب القانوني بتوجيه الإتهام إلى الاحتلال أمام المحاكم الدولية، وتوحيد الفعل المؤسساتي وبناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسسس تحررية وطنية وكفاحية.
وتساءل عبد العال: هل بالإمكان التعايش مع عدو فاشي يزهق أرواح الشباب والشابات بهذه الطريقة؟ اسقط المئات من الأطفال، احصاءات تتحدث عن أكثر من 550 إصابة بوسط الأطفال، أكثر من 315 طفل مصاب سواء كان بالرصاص المطاطي أو بالرصاص الحي أو بالضرب المبرح، فتيات بعمر الزهور واسمائهم بعطر الزهور مثل ياسمين وكالازار وسائر الأسماء الحسن، أطفال هم بعمر لا يتجاوز الخمسة عشر عاماً، قُتلوا بدمٍ بارد وأيضاً تُركوا ينزفوا أمام العالم، هم يعتقدون بأن هذا الجيل وهذه الإنتفاضة سوف يرتدع ولكن الحقيقة ان شكل التضامن الفلسطيني في الداخل وفي الخارج بالشكل الشعبي الذي يمشي خلف هؤلاء هو كبير جداً ويؤسس لمرحلة فلسطينية جديدة .
إن افضل ما نستطيع تقديمه إلى الشعب الفلسطيني ونرتقي إلى مستوى الدم، أن ننهي الانقسام المدمر، وأن يكف البعض عن التعامل مع الوحدة الوطنية كسياسة تكتيكية ومنافع سلطوية وبحسابات آنية لا تصب ولا تخدم الإستراتيجية الكفاحية والنضالية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني الآن .
نحن نحتاج إلى تغيير وظيفة السلطة، هذه السلطة التي قيدت بوظائف عديدة هذه الوظائف التي قيدتها والتي منعتها من أن تتطور وتصل وتخرج من طور السلطة المؤقتة إلى طور الدولة، وبالتالي بقيت سلطة تؤدي وظائفها يريدها الإحتلال فقط ولا يريدها الشعب الفلسطيني.
وقال عبد العال: آن الأوان لكي نفك قيود التسوية المذلة، الأمنية والاقتصادية والسياسية، أي القطع مع أوسلو دون أي مواربة ودون أي مراوغة ودون أي تحايل، وأي مراجعة موضوعية ستؤكد لنا أن اسقاط المشروع الفلسطي التحرري يتم من خلال العجز عن تغيير وظيفة السلطة ورهن وجودها كحاجة للإحتلال، علينا أن نستعيدها بمضمونها التحرري التي تشكل واحدة من أدوات الشعب الفلسطيني مثلها مثل منظمة التحرير الفلسطينية .
وكرر عبد العال بالدعوة إلى ملاحقة الكيان وجنرالاته وعزله على صعيد العالم والرأي العام العالمي، لأرتكابهم جرائم ضد الانسانية، وأدان اللقاءات التطبيعية مع العدو الصهيوني، وأبرزها المصافحات التي جرت بين وزراء عرب ووزراء صهاينة في ميونخ ، هذه الخطوات هي سلوك دنىء وإهانة للدم البرئ، وخاصة للجنرال يعالون، نفسه صاحب الإستراتيجية التي تقول "يجب ردع هذه الذئاب الشاردة" ، يتناسى الجميع ان الاحتلال هو الذئب المفترس ، وسيدفع الثمن، ولن يخمد ارادة شعب يريد الحرية.. وجيل يحمل قيم جديدة .
وأعرب عن ثقته أن الإنتفاضة ستستولد قياداتها والشرعية الجديدة تولد من العمل الكفاحي، ان هناك جيل جديد يتعلم من هذه التجربة، يمسك الأمانة ويواصل الطريق .
وحذر من خطر الغياب السياسي في ظل الواقع العربي والمنطقة التي تصبغها مرحلة رمادية شبيهة بإعادة تشكيل نظام جديد لكن هذا يجب ان لا يغيّب عنها المشهد الفلسطيني! وممارسة استراتيجية انتظارية قد تشكل تؤذي المستقبل وتفرط بالحاضر، ولا يعتقد أحد أن إعادة ترتيب هذه المنطقة يجب أن يدرك الجميع انه يجري على أساس حل الصراع وبينما الحقيقة على الارض هو اعادة حقيقة الصراع، الفضل كل الفضل إلى الروح الجديدة عبر انتفاضة التجدد التي فرضت حياة جديدة، وحدها اليوم تقول للعالم الحقيقة دون خداع ، ان هذه الأرض محتلة وليس صحيحاً ان هناك تسوية، ايها المخادع توقف عن الكذب، وكأن هناك طاولة مفاوضات قادرة على حل الصراع، نحن نعلم ان ساحة الصراع هي الكفيلة بتغيير موازين القوى واحقاق الحق، لأن العالم لا يسمع الا الاقوياء، علينا ان نستمر بكفاحنا وان نذهب خلالها ومعها الى العالم لنقدّم خطاباً جديداً يرتقي بإرادة الدم وبروح الكفاح وبقيم التحرر والحرية ، هذا كله لا يمكن ان يتم دون ان يبدأ به الفلسطينيون انفسهم اولاً .