"أنتَ متّهمٌ إلى أن تثبت موتَك"!

حجم الخط

عكا... الثامن من نيسان 1936.. كان يوما عاديا .. ولد فيه رجل غير عادي... غسان كنفاني.

***

كنفاني... القلم الذي حمل قضيته ولم يتوكأ عليها... منذ أن ولد كان عليه إن "يثبت موته" وإلا لن يكون فلسطينيا جديرا بالحياة... كان عليه أن "يكون ندّاً" كي يتجنب "الموت المجاني" .. ف" ليــس المهـم أن يمـوت الإنســان، قبــل أن يحقــق فكــرته النبيلــة... بــل المهــم أن يجــد لنفســه فكـــرة نبيلــة قبــل أن يمــوت"...

لقد ذهب كنفاني نحو موته واعيا... ذهب إلى حدوده القصوى... كان يكتب وكأنه يخوض حربا... لا مساومة فيها على الفكرة، لم يخن فكرته، بقي وفيا لها، وكان مستعدا لأن يدفع حياته ثمنا لها لكي تكون.

يقول محمود درويش "هنالك من يعتبر الحياة اتهاماً وخيانة، فيُثني الكتابة عن فعاليّتها لأنّ الحريّة لا تأتي بغير الموت!.. ومن هنا، يتحوّل الموت لدى هؤلاء إلى هدف في حدّ ذاته. "أنتَ متّهم إلى أن تثبت موتك". داءٌ شاع في حياتنا الفلسطينية. فاتّخذ الفاشلون فينا جثث الشهداء متاريس وخنادق وقاعات محاكم. أطلقوا النار على الذات مرّة، وانتظروا رصاصَ الأعداء، مرّة أخرى، ليكون معيارَ الجدارة. هذا الطراز ذاته من النظر إلى الحركة وإلى الأشياء يحوّل جثة غسان كنفاني إلى قاعدة لاغتيال الكتابة. وهي، بذلك تجرّد كاتبنا الكبير من أية قيمة خلاّقة عدا الموت".

لقد أدرك كنفاني ذلك جيدا، لهذا فقد كان يكتب وكأنه يتهيأ للحظة فاصلة، حتى وصل إلى تلك اللحظة التي لم يعد معها متسع أو هامش للمناورة، كان عليه أن يبرهن كتابته فانفجر... لقد تجاوز حاجز التناقض ما بين الكتابة والفعل،فأعاد "المجد للكلمة."...

كان يكتب وكأنه يسابق أيامه؛ قلق، متوتر، ساهر، كثيف، جارح، رقيق، باسم، وضاحك... لقد كان "رشيقاً ومتوتراً كغزال يبشّر بزلزال". (محمود درويش).

كنفاني أيها الغزال الرشيق.. كيف تحولت خلال ربع حياة إلى معجزة...!!!؟

لم تكن الكتابة عند كنفاني ترفا، ولا رياضة ذهنية،أو ولعا أنانيا، لم تكن لعبة لغة.. بل كانت فاعلية حياة ترقص ما بين الولادة والموت.

"فالكاتب الثوري يعرف أنّ أداة التعبير عن فاعليّته الاجتماعية تأخذ شكل الكتابة لأنها تميّزه وسلاحه. وليس بوسع الكتابة أن تحقق أثرها النضاليّ إلا إذا كانت كتابة ناجحة. فالفن الرديء الذي يروّج له الصغار في حياتنا الآن، تحت أي شعار كان، لا يقلّ ضرراً عن السلاح الرديء"( درويش).

كم تبدو اليوم هذه الشهادة ساطعة وجارحة، حيث يغمر الإسفاف خطاب الكثيرين من الكتاب، الذين يغوصون في وحول ذاتهم، فلا يرون أبعد من دائرة وجودهم النرجسية التافهة.

الرداءة، والكتابة الرديئة، تشبه بندقية رديئة... تنفجر في وجه صاحبها.

الكتابة الرديئة تشوه وعي أجيال بكاملها، إنها تشبه الحشائش الطفيلية، التي تستنزف حقول القمح.

لا يزال كنفاني يبهجنا، ويعلمنا، حتى بعد رحيله بعقود،نعود إليه لنحمي وعينا.

لقد أصبحت أيها الفلسطيني كنفاني بذاتك قضية، لهذا فقد فشلوا في اغتيالك، لأنهم فشلوا في اغتيال الفكرة،

لم يكن كنفاني قديسا، كان فلسطينيا مقاوما،فلسطينيا حقيقيا، لم يغادر خط المواجهة، بقيت عيونه تلتقط أدق التفاصيل، كان يشعر بالخجل من نفسه أمام وجوه الأطفال اللاجئين الذين يعلمهم اللغة والرسم.

كم المسافة قصيرة بين الثامن من نيسان 1936 والثامن من تموز عام 1972... وكم هي في ذات اللحظة شاسعة، إنها المسافة ما بين الولادة والموت،ما بين الفكرة وتجليها، ما بين القول وترجمته واقعا.

لهذا لا زال كنفاني ينمو ويورق ويزهر من جديد... يأتينا كطائر سنونو مع المواسم والفصول...

" في الثامن من شهر التين، تموز 1972...في بيروت... قيل أن كوكبا دريّا قد انفجر وتشظى... ومعه هوى قمر يتبعة كفراشة... قيل أن الكوكب يشبه وجه بحّار فلسطيني يدعى غسان، والقمر بحجم فراشة اسمها لميس... كانت تلك اللحظة تشبه لحظة موت، أو لحظة تكوين وولادة... في ذاك اليوم انهمر الضوء بلون الحنّون فأضاء بيروت وأشجار الأرْز ثم امتد إلى البحر... ومن هناك امتد ليغسل أشجار الزيتون من رأس الناقورة حتى غزة...

كانت يد البحّار تحمل قلما... أرسلها التفجير إلى البحر... ومن هناك راحت تبحر... أقسم بحّارة في البحر المتوسط أنهم يشاهدون في الليل المقمر يدا تشق البحر كزورق... تحمل مجذافا يشبه قلما... وتمضي جنوبا كشراع أزلي... تمضي إلى وطن يشبه حلما ويقيم على مسافة حقلٍ من حنّون...

منذ الحَوْلِ الأولِّ بعد التفجير... والمواسم تهلُّ وترحل...يهلّ ربيع ويرحل... واللوز يزهر في نيسان أو أبكر... يأتي تشرينٌ ومعه موسم زيتون، يرحل تشرين ويأتي آخر في العام القادم... أما الصحراء فلا زالت كالبحر... تبتلع الفلسطيني فيغوص عميقا في كثبان الرمل... وككمأ الصحراء يعود مع الرعد...

تهلّ الأقمار قمرا يتبع قمرا... ويزداد القلم عنادا... ويجذِّف... ويجذِّف... يذهب حينا في عمق البحر وحينا نحو الشاطئ... لكن البوصلة تبقى ثابتة... تشتد الأنواء البحرية والبوصلة لا تفقد وجهتها أبدا... عكا.

وغير بعيدٍ امرأة مشرعة كالرمح على شاطئ غزة تسأل: أين فلسطين.. بل أين الضفة والقدس؟ ومن أين الطريق إلى حيفا أو عكا؟ فالطفل في الرحم قد اكتمل... سأطلقه ليلحق أقداره ... ليصنعها... هو أيضا يحمل بوصلة ويبحث عن عكا... ومن هناك إلى صفد أو أبعد... تقول المرأة للبحر: أحِنُّ إلى شربة ماء من بئر تحرسها شجرة صبّار... بئر تنتظر بصبرٍ أن تعود إليها فتاة تركتها يوما قبل أن ينْهدَ نهداها... ولا زالت تنتظر" (نصار إبراهيم - حكاية ولدٍ غزيٍّ وبحّار يدعى غسان – 2015).

وهكذا تستمر الحكاية.

ففلسطين غسان لا زالت "تنجب أطفالا وزوارق... زيتونا وبنادق... عشرون حربا... ألف هجرة... مئة سجن... مليون زنزانة... ألف شهيد... وآلاف أخرى... وتزدحم جدران البيوت والشوارع بالصور... فيغفو وجه شهيد فوق الآخر... وتطول القائمة وفلسطين لا تتعب أبدا... تنجب أطفالا... ترضعهم ... تغسلهم بالزيت وتفركهم بالملح البحريّ.. وما أن يكتمل البدر... حتى تطلقهم نحو الشمس وتنتظر... هي أسطورة خلق تتبع دورتها المنقوشة على رُقُمِ الطين الكنعاني الأول... يقتل "موتٌ" "بعلاً" فترتبك فصول الكون... فتنتفض "عناة" وتنهض فتعيد النبض إلى بعل...... فينهمر المطر ... فيكون ربيعٌ... ويكون صيفٌ ويكون أيلولٌ وتكون أوراقٌ بلون الوهج.

تتسع الصحراء وتمتد... تتجاوز جثث رجال ماتوا في الشمس... فوق الرّمل اللّاهِب... الصحراء ما عادت تسأل: لماذا لم يدقوا جدران الخزان... بل تسأل: أين فلسطين... ولماذا باتت أصغر... الفكرة كانت أكبر...؟ هذا ما قال الشاعر... ولماذا بات الموت حياة... والحياة باتت تشبه موتا؟" (المصدر السابق).

مع كل ذكرى لولادةٍ أو رحيلٍ فلسطينيٍّ باسلٍ... يقف الفلسطيني كل صباح يتأمل ذاته.. يعد أطفاله ويقرأ كنفاني... وينهض للمقاومة... لا يوقفه خطاب مائع ولا كتابة رديئة.

عكا... الثامن من نيسان 1936.. كان يوما عاديا .. ولد فيه رجل غير عادي... غسان كنفاني.

***

كنفاني... القلم الذي حمل قضيته ولم يتوكأ عليها... منذ أن ولد كان عليه إن "يثبت موته" وإلا لن يكون فلسطينيا جديرا بالحياة... كان عليه أن "يكون ندّاً" كي يتجنب "الموت المجاني" .. ف" ليــس المهـم أن يمـوت الإنســان، قبــل أن يحقــق فكــرته النبيلــة... بــل المهــم أن يجــد لنفســه فكـــرة نبيلــة قبــل أن يمــوت"...

لقد ذهب كنفاني نحو موته واعيا... ذهب إلى حدوده القصوى... كان يكتب وكأنه يخوض حربا... لا مساومة فيها على الفكرة، لم يخن فكرته، بقي وفيا لها، وكان مستعدا لأن يدفع حياته ثمنا لها لكي تكون.

يقول محمود درويش "هنالك من يعتبر الحياة اتهاماً وخيانة، فيُثني الكتابة عن فعاليّتها لأنّ الحريّة لا تأتي بغير الموت!.. ومن هنا، يتحوّل الموت لدى هؤلاء إلى هدف في حدّ ذاته. "أنتَ متّهم إلى أن تثبت موتك". داءٌ شاع في حياتنا الفلسطينية. فاتّخذ الفاشلون فينا جثث الشهداء متاريس وخنادق وقاعات محاكم. أطلقوا النار على الذات مرّة، وانتظروا رصاصَ الأعداء، مرّة أخرى، ليكون معيارَ الجدارة. هذا الطراز ذاته من النظر إلى الحركة وإلى الأشياء يحوّل جثة غسان كنفاني إلى قاعدة لاغتيال الكتابة. وهي، بذلك تجرّد كاتبنا الكبير من أية قيمة خلاّقة عدا الموت".

لقد أدرك كنفاني ذلك جيدا، لهذا فقد كان يكتب وكأنه يتهيأ للحظة فاصلة، حتى وصل إلى تلك اللحظة التي لم يعد معها متسع أو هامش للمناورة، كان عليه أن يبرهن كتابته فانفجر... لقد تجاوز حاجز التناقض ما بين الكتابة والفعل،فأعاد "المجد للكلمة."...

كان يكتب وكأنه يسابق أيامه؛ قلق، متوتر، ساهر، كثيف، جارح، رقيق، باسم، وضاحك... لقد كان "رشيقاً ومتوتراً كغزال يبشّر بزلزال". (محمود درويش).

كنفاني أيها الغزال الرشيق.. كيف تحولت خلال ربع حياة إلى معجزة...!!!؟

لم تكن الكتابة عند كنفاني ترفا، ولا رياضة ذهنية،أو ولعا أنانيا، لم تكن لعبة لغة.. بل كانت فاعلية حياة ترقص ما بين الولادة والموت.

"فالكاتب الثوري يعرف أنّ أداة التعبير عن فاعليّته الاجتماعية تأخذ شكل الكتابة لأنها تميّزه وسلاحه. وليس بوسع الكتابة أن تحقق أثرها النضاليّ إلا إذا كانت كتابة ناجحة. فالفن الرديء الذي يروّج له الصغار في حياتنا الآن، تحت أي شعار كان، لا يقلّ ضرراً عن السلاح الرديء"( درويش).

كم تبدو اليوم هذه الشهادة ساطعة وجارحة، حيث يغمر الإسفاف خطاب الكثيرين من الكتاب، الذين يغوصون في وحول ذاتهم، فلا يرون أبعد من دائرة وجودهم النرجسية التافهة.

الرداءة، والكتابة الرديئة، تشبه بندقية رديئة... تنفجر في وجه صاحبها.

الكتابة الرديئة تشوه وعي أجيال بكاملها، إنها تشبه الحشائش الطفيلية، التي تستنزف حقول القمح.

لا يزال كنفاني يبهجنا، ويعلمنا، حتى بعد رحيله بعقود،نعود إليه لنحمي وعينا.

لقد أصبحت أيها الفلسطيني كنفاني بذاتك قضية، لهذا فقد فشلوا في اغتيالك، لأنهم فشلوا في اغتيال الفكرة،

لم يكن كنفاني قديسا، كان فلسطينيا مقاوما،فلسطينيا حقيقيا، لم يغادر خط المواجهة، بقيت عيونه تلتقط أدق التفاصيل، كان يشعر بالخجل من نفسه أمام وجوه الأطفال اللاجئين الذين يعلمهم اللغة والرسم.

كم المسافة قصيرة بين الثامن من نيسان 1936 والثامن من تموز عام 1972... وكم هي في ذات اللحظة شاسعة، إنها المسافة ما بين الولادة والموت،ما بين الفكرة وتجليها، ما بين القول وترجمته واقعا.

لهذا لا زال كنفاني ينمو ويورق ويزهر من جديد... يأتينا كطائر سنونو مع المواسم والفصول...

" في الثامن من شهر التين، تموز 1972...في بيروت... قيل أن كوكبا دريّا قد انفجر وتشظى... ومعه هوى قمر يتبعة كفراشة... قيل أن الكوكب يشبه وجه بحّار فلسطيني يدعى غسان، والقمر بحجم فراشة اسمها لميس... كانت تلك اللحظة تشبه لحظة موت، أو لحظة تكوين وولادة... في ذاك اليوم انهمر الضوء بلون الحنّون فأضاء بيروت وأشجار الأرْز ثم امتد إلى البحر... ومن هناك امتد ليغسل أشجار الزيتون من رأس الناقورة حتى غزة...

كانت يد البحّار تحمل قلما... أرسلها التفجير إلى البحر... ومن هناك راحت تبحر... أقسم بحّارة في البحر المتوسط أنهم يشاهدون في الليل المقمر يدا تشق البحر كزورق... تحمل مجذافا يشبه قلما... وتمضي جنوبا كشراع أزلي... تمضي إلى وطن يشبه حلما ويقيم على مسافة حقلٍ من حنّون...

منذ الحَوْلِ الأولِّ بعد التفجير... والمواسم تهلُّ وترحل...يهلّ ربيع ويرحل... واللوز يزهر في نيسان أو أبكر... يأتي تشرينٌ ومعه موسم زيتون، يرحل تشرين ويأتي آخر في العام القادم... أما الصحراء فلا زالت كالبحر... تبتلع الفلسطيني فيغوص عميقا في كثبان الرمل... وككمأ الصحراء يعود مع الرعد...

تهلّ الأقمار قمرا يتبع قمرا... ويزداد القلم عنادا... ويجذِّف... ويجذِّف... يذهب حينا في عمق البحر وحينا نحو الشاطئ... لكن البوصلة تبقى ثابتة... تشتد الأنواء البحرية والبوصلة لا تفقد وجهتها أبدا... عكا.

وغير بعيدٍ امرأة مشرعة كالرمح على شاطئ غزة تسأل: أين فلسطين.. بل أين الضفة والقدس؟ ومن أين الطريق إلى حيفا أو عكا؟ فالطفل في الرحم قد اكتمل... سأطلقه ليلحق أقداره ... ليصنعها... هو أيضا يحمل بوصلة ويبحث عن عكا... ومن هناك إلى صفد أو أبعد... تقول المرأة للبحر: أحِنُّ إلى شربة ماء من بئر تحرسها شجرة صبّار... بئر تنتظر بصبرٍ أن تعود إليها فتاة تركتها يوما قبل أن ينْهدَ نهداها... ولا زالت تنتظر" (نصار إبراهيم - حكاية ولدٍ غزيٍّ وبحّار يدعى غسان – 2015).

وهكذا تستمر الحكاية.

ففلسطين غسان لا زالت "تنجب أطفالا وزوارق... زيتونا وبنادق... عشرون حربا... ألف هجرة... مئة سجن... مليون زنزانة... ألف شهيد... وآلاف أخرى... وتزدحم جدران البيوت والشوارع بالصور... فيغفو وجه شهيد فوق الآخر... وتطول القائمة وفلسطين لا تتعب أبدا... تنجب أطفالا... ترضعهم ... تغسلهم بالزيت وتفركهم بالملح البحريّ.. وما أن يكتمل البدر... حتى تطلقهم نحو الشمس وتنتظر... هي أسطورة خلق تتبع دورتها المنقوشة على رُقُمِ الطين الكنعاني الأول... يقتل "موتٌ" "بعلاً" فترتبك فصول الكون... فتنتفض "عناة" وتنهض فتعيد النبض إلى بعل...... فينهمر المطر ... فيكون ربيعٌ... ويكون صيفٌ ويكون أيلولٌ وتكون أوراقٌ بلون الوهج.

تتسع الصحراء وتمتد... تتجاوز جثث رجال ماتوا في الشمس... فوق الرّمل اللّاهِب... الصحراء ما عادت تسأل: لماذا لم يدقوا جدران الخزان... بل تسأل: أين فلسطين... ولماذا باتت أصغر... الفكرة كانت أكبر...؟ هذا ما قال الشاعر... ولماذا بات الموت حياة... والحياة باتت تشبه موتا؟" (المصدر السابق).

مع كل ذكرى لولادةٍ أو رحيلٍ فلسطينيٍّ باسلٍ... يقف الفلسطيني كل صباح يتأمل ذاته.. يعد أطفاله ويقرأ كنفاني... وينهض للمقاومة... لا يوقفه خطاب مائع ولا كتابة رديئة.