الأطفال في سجون الاحتلال مخطوفين لا معتقلين البطل أحمد مناصرة نموذجاً

حجم الخط

 

مركز حنظلة للأسرى والمحررين

على مدار سنوات الاحتلال  اخُتطف آلاف الأطفال الفلسطينيين، وزجوا  في غياهب السجون، وأُصدرت أحكام بالسجن بحقهم لعدة سنوات، وهناك المئات من الاسرى الذين اعتقلوا أطفالاً وأصبحوا رجالاً داخل السجن وخاض تجربة الاعتقال في أقسام الأشبال، وتنقلوا بين مختلف السجون بعد أن وصلوا إلى سن الثامنة عشر  عاماً، وعاشوا طفولتهم ومراهقتهم في السجون، ولم تحمل ذاكرتهم سوى  الأسر، وما يعانيه وما يتركه من اثر على الانسان، إضافة إلى تعرض غالبية الأطفال إلى التعذيب لدى الاعتقال حيث اعُتقل غالبيتهم ليلاً، وتعرضوا للضرب والتنكيل، وخضعوا لتحقيق قاسي في محاولة ردع جيل كامل.

 وما حدث يوم 7/11 من اصدار حكم لمدة اثنى عشر عاماً على الطفل احمد مناصرة والذي اعتقل وعمره اثنى عشر عاماً، والحكم على الطفل  وديع عليان ست عشر عاماً بذات التاريخ نموذجاً، ويأتي بذات السياق اعتقال الطفل داود رائد من مخيم عايدة  ليلاً، وهو ابن الثالثة عشر عاماً.

هذه الجرائم بحق الأطفال القصر تعبير عن ذات السياسة والعدوانية للاحتلال، وهذه الاحداث عادت لتسليط الضوء مرة اخرى على قضية الاسرى الاطفال المخطوفين، وأعادت طرح تساؤلات: ماذا يمكن القيام به ناحية هذه القضية ؟ وهل نبقيها كما هو الحال دائما تثار وتتفاعل معها وتذهب وتتراجع عن الاهتمام؟ أم نحاول تفعيلها بشكل متواصل، وخوض نضال جدي لإنهاء جريمة اختطاف الاطفال ؟.

وفي هذا الاطار، ومن باب المشاركة في حالة الحوار فإن هناك مجموعة من الخطوات أرى أنه يجب علينا جميعا أن نقوم بها، وألا نقبل بالصمت على هذه الجريمة، والتى يمكن أن نضمنها بالنقاط التالية :

  1.  ان استخدام تعبير اعتقال الأطفال غير لائق، كما يجب ان نركز عليه هو تعبير "اختطاف يتم على يد حكومة الاحتلال وهو غير شرعي لا بالأعراف ولا بالقوانين الدولية، وحكومة الاحتلال شرعنت اختطاف الأطفال، وعرضتهم أمام محاكم هزيلة، حيث أن كل طفل من سن اثنى عشر عاماً يمكن اعتقاله ومحاكمته. لذا فإن الحديث الاعلامي يجب أن يركز على أن هؤلاء الاطفال يُختطفوا من قبل حكومة الارهاب وفصلهم عن أسرهم ومحيطهم الاجتماعي، وما يمكن أن يتأسس على هذا التحديد في محاولة دولية جادة لإنهاء الاختطاف.
  2. إن قضية اختطاف الطفل أمد مناصرة وغيره من الأطفال المخطوفين تحتاج إلى أن يقف كل انسان أمامها وأن يقدم لشيء من أجلها. وبهذا الاطار فإن الحد الادنى لفعلنا في هذه القضية بالتفاعل الإيجابي والمتواصل على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لتغير الصور والشعارات وتستبدل بصور الاطفال الذين اختطفوا وهم كثر. أكثر من مئتي طفل لتصبح صورهم حاضرة، إضافة إلى امكانية ان يساهم الجميع بنشر ذاتية الاطفال وهذا فعل يمكن لكل مرء بفعله .
  3. اقامة معارض للصور الفوتوغرافية للأطفال المخطوفين في مقر الامم المتحدة، وجعل هذا المعرض متنقل في مناطق أخرى في العالم، مع تسجيل ذاتية الأطفال على الصور، والعمل على أن يكون هذا المعرض دولي تحت شعار " انقذوا أطفال فلسطين المخطوفين".
  4. اعتماد يوم خلال هذه الأشهر أو الأشهر القادمة لأوسع حملة تضامن مع الاطفال المخطوفين، من خلال فعاليات متواصلة في الوطن والخارج، وفي مقدمتها التفاعل الاجتماعي مع عائلات الأطفال المخطوفين.
  5. مطالبة كافة سفارات فلسطين في العالم بوضع قضية الاطفال المخطوفين على جدول أعمالها ونشاطهم، وتنظم الجاليات الفلسطينية حول العالم فعاليات ونشاطات لهذا الغرض.
  6. اطلاق موقع  باللغات الاجنبية خاصة بمتابعة قضية الاطفال الفلسطينيين المخطوفين، وجرائم اختطافهم والاعتداء عليهم، والبدء بحملة بذات الموقع لاطلاق سراحهم.
  7. جعل جلسات محاكمة الاطفال يوم اعتصام أمام المحاكم سواء العسكرية او المدنية، ورفض التعاطي مع صلاحياتها لمحاكمة الأطفال، والتأكيد على انهم مخطوفين، وهذا يستدعي تنظيم نشاط من نقابة المحامين الفلسطينية والعرب على شتى المستويات لإثارة هذه القضية.

إن هذه الافكار الأولية تؤكد على أهمية الالتفاف الى قضية المخطوفين الأطفال على يد حكومة الاحتلال المجرمة، من خلال تسليط الضوء على ما يتعرضون له أيضاً داخل السجون، إضافة إلى التأكيد أن هناك مئات الاسرى اعتقلوا وهم أطفال خلال الانتفاضة الثانية، وما زالوا في السجون، ومرت طفولتهم وتجاوزوا سن المراهقة  بالأسر، ومنهم على سبيل المثال ولا الحصر " يحيى زهران، إياد ابو خيط، حسن أبو كاملة  وآخرين"، ويضاف إلى ذلك اثارة قضية خطف وتعذيب الاطفال حتى تمثل رافعة هامة لتوثيق دونية الاحتلال جرائمه بحق هؤلاء الأطفال، وهذا ما يجب التركيز عليه.

انتهى