غزى يخترع جهازاً لتوليد غاز الأوزون الطبي

التفكير في هموم الناس وآلامهم هو جزء من مقولة " الحاجة أم الاختراع" فالغزيون على مدار سنوات الحصار ع
حجم الخط
التفكير في هموم الناس وآلامهم هو جزء من مقولة " الحاجة أم الاختراع" فالغزيون على مدار سنوات الحصار عملوا جاهدين على تحويل همومه اليومية إلى حلول ضمن اختراعاتهم التي استخدموا فيها أدوات منعتها إسرائيل من الدخول إلى القطاع. فالحديث الدائم عن معاناة المرضي الفلسطينيين دفع الشاب محمد بأن يفكر بجدية للمساهمة بجزء بسيط في حل هذه الأزمة، من خلال اختراعه جهازاً لتوليد غاز الأوزون الطبي(أكسجين نشط)، الذي يخدم شريحة من المرضي من جهة ويستخدم في مجال البيئة والزراعة من جهة أخرى. ويقول محمد حسين أبو مطر خريج اتصالات سلكية ولاسلكية من كلية تدريب غزة، لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر إن "جهاز توليد غاز الأوزون الطبي(أكسجين نشط) يستخدم للتعقيم وعلاج العديد من الأمراض, من خلال قدرة جزيئات الأوزون على قتل جميع أنواع البكتيريا والفيروسات وقدرتها على إنعاش الأنسجة الضعيفة للوصول إلى مستويات مناعية عالية". ويتابع " ويعمل الجهاز من خلال تزويده بالأكسجين على إنعاش الأنسجة الضعيفة وزيادة قدرتها على مقاومة المرض و إعادة بناء نفسها دون أعراض جانبية" مبيناً أن عملية صناعة الجهاز تمت بواسطة تقنيات بسيطة محلية الصنع، وشارك ضمن العديد من الفعاليات والمعارض كان آخرها مسابقة "صنع في فلسطين" في نهاية العام الماضي . اعتماده و تعميمه ... وحول تقنية عمل الجهاز يوضح المخترع أبو مطر أن تقنية العلاج حديثة عالميا، ولا تحتاج إلى تكاليف كبيرة، مؤكداً سعيه لتوطينها في فلسطين واستخدامها بشكل واسع وخاصة أنه غير منتشر على مستوى العالم بشكل كبير. وفيما يتعلق في تركيبة الجهاز أوضح أبو مطر أن الجهاز بسيط التركيبة ويتكون من مضخة وفلتر ومفاعل هواء وحاقن يستخدم لتزويد المريض بالعلاج، مبيناً أن مرحلة جمع المعلومة حول التأصيل العلمي للجهاز استغرقت عاماً كاملاً لارتباطه بحياة المرضي. ويشير إلى أنه أعتمد في جمع المعلومات على مصادر أجنبية، حيث تم اكتشاف الجهاز قبل مئة عام من قبل الألمان واستخدم في العلاج بعد ستون عاماً، لافتاً إلى أنه طبيبا فقط في غزة يستخدمونه، مؤكداً على أن الجهاز يساهم في تقليل فترة علاج المصابين بجروح السكري وإصابات جروح الحرب. ويتوقع أبو مطر أن يحدث تعميم واعتماد الجهاز في مستشفيات وزارة الصحة والعيادات طفرة في الخدمات العلاجية المقدمة، وسيمكن من علاج العديد من الحالات التي تعاني من نقص في قدراتها على العلاج، وهو ما سينعكس بالإيجاب على حياة المرضي الفلسطينيين في قطاع غزة . ويبين بأن الجهاز يخدم شريحة واسعة من مرضى السرطان والسكري والكبد والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض المستعصية، والذي تجعل المرضى يقفون منهمكين أو عاجزين أمام تكاليف العلاج، لا سيما في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المرضى نتيجة الحصار الإسرائيلي وعدم وجود مصادر دخل لهم. يُسوق عالمياً.. ويؤكد محمد أبو مطر على أنه رغم الصعوبات التي واجهته خلال صناعة الجهاز في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، ووجود نقص ببعض المواد المستخدمة في صناعته ، إلا أنه يسعى لكسر الحصار وجعل الجهاز عالمياً يُسوق خارج أسواق قطاع غزة . ويوضح بأنه يمكن استخدام الجهاز في مجالي البيئية والزراعة قائلاً " بالبيئة من خلال تعقيم مياه الصرف الصحي قبل تصريفها، وفي الزراعة من خلال استخدامه في مزارع الدواجن، فهو يعمل على تنقية الأكسجين مما يقلل فرصة انتقال العدوة بين الدواجن". ويطمح محمد أبو مطر بأن يوطن هذا الجهاز فلسطينياً ويسجل ضمن اختراعات الفلسطينيين.