مروان عبد العال: أبطال عمليّة وعد البراق كتبوا بدمهم "القدس لنا"

حجم الخط

بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين ودار الندوة، وتحت عنوان "من ثورة البراق إلى وعد البراق"، أقيم الثلاثاء، (لقاء – تحية)، شاركت فيه شخصيات وقوى وأحزاب والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية.

وخلال اللقاء ألقيت عدة كلمات أشادت بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل فلسطين، وبالعملية ودلالاتها السياسية والمعنوية الكبيرة، وكانت الكلمة الافتتاحية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها مسئولها في لبنان مروان عبد العال.

وقال عبد العال في كلمة الجبهة "تحية وفاء من بيروت ومن الحملة الأهلية ودار الندوة، لنطلق منها تحية لأرواح هذا الفعل الفلسطيني الحقيقي الذي جاء تعبيرًا عن الروح الوطنية الفلسطينية بكل ما فيها من زخم نضالي، وامتداد تاريخي، وبُعد شعبي ووطني، من ثلاثة الثلاثاء الحمراء "جمجوم والزير وحجازي" إلى ثلاثة جبل المكبر أبناء العم "عدي وغسان وعلاء"، إلى ثلاثة دير أبو مشعل "براء وعادل وأسامة" (أنا وابن عمي على الاحتلال) كلما ضاقت المساحة وبهتت الخطوط والألوان وتفرق الجمع، يتقدم من يرسم بالخط الأحمر العريض، فخط أبطال القدس بلون دمهم على باب العامود حدود البراق، بل إن القدس لنا العاصمة الأبدية للوطن الفلسطيني الأبدي..! هذه السردية الوطنية الفلسطينية التي لا تتوقف، التي لا تزال تردد ما كان يقوله الرئيس الشهيد أبو عمار (عالقدس رايحين شهداء بالملايين)، حيث  تطرح علينا من جديد جدوى ومعنى ودروس المقاومة التي تكون  بالتالي:

1- تؤكد حقيقة الصراع في فلسطين وفصله وأصله التحرري والوطني وبعده الموضوعي، هويتهم الواضحة كالشمس هي فلسطين، هم زرعها ونبتها وثمارها، تشهد لهم حواري البلاد وبياراتها، أما دمغهم بسمات أخرى فهي من صناعة غرف الموساد السوداء، لن تنطلي على أحد، وحكماً فهم من طينة أخرى لا يمتلكون الطائرات الغالية الثمن، ولا صفقات السلاح المليارية والقنابل الفيسفورية، سلاحهم الروح المعنوية، الإيمان بالحق وبعدالة القضية، ويعرفون هدفهم أما غيرهم فأضاعها، هي سلاح الأمل  لحريتنا والرفض لظلم الواقع وقهر الاحتلال.

2- سياسة الوهم لا يمكن أن تساهم إلاّ في كسر المعنويات لفرض سياسة  تنتهك الحق، والعدو دائماً يفضل الإنسان الواقع تحت قبضته أن يكون مؤدباً، وأن الواقع صعب، وهذا صحيح وأن فلسطين في سجن كبير، لكن الصراع بين من ينكسر أولاً! المهم أن لا يخضع السجين أمام السجان، طالما فلسطين رحمها ولّاد وتنجب أمثلة مشرقة من العطاء والبطولة والمقاومة والفداء، فهي عنوان مواجهة حالة الخنوع والإحباط والهوان السائد على المستوى العربي.

3- لأن أشد الهزائم قساوة هو الاقتناع بأنه لا جدوى من المقاومة، بل استحالة تحقيق النصر، أي السقوط في متلازمة الفشل. دلالة ما جرى يستعيد فينا الاعتزاز بالذات، لأنه بالمقاومة تتجلى كرامة الإنسان، وهي تكون الخطوة لإنقاذ النفس من دائرة  الدونية. المصاب بداء الدونية هو الشعور بالعجز وفقدان الثقة ويكون الأسرع بتبرير الهزيمة والاستقواء بها من أجل التهرب من الواجب المصاب بالدونية هو الأكثر قابلية للتنازل أمام العدو.

4- الدلالة الرمزية لعملية "وعد البراق" تطرح تحدياً قديماً متجدداً برسم القوى الفلسطينية كافة، إنه من الخطأ تبخيس العفوية أو تقديسها، فهي التحرك الأول لكل عمل انتفاضي، لكن من الخطيئة أن تبقى فردية وعفوية، الواجب أن تتحول إلى فعل منظم. المشروع الوطني الفلسطيني يرتكز إلى الوحدة والمقاومة الشعبية والمدنية والمسلحة والسياسية.

5- سلب الشرعية الأخلاقية عن الشهداء، كاستمرار للاغتيال الرمزي للشهادة والأسرى وعائلاتهم. قانون عنصري صهيوني يقتطع القسم المفترض من الضرائب المسلمة للسلطة، كما أنه يريد من السلطة أن تقتطع الرواتب عن الشهداء، بتحريض واضح يتهم السلطة الفلسطينية بأنها تتعامل بمبدأ (القتل مقابل المال) اتهام الشهداء بالإرهاب، ومن الغباء اعتبار المسألة مالية، هذه مسألة رمزية لها علاقة بتدمير الوطنية الفلسطينية.

وقال "الشهداء مفخرة شعبنا، ونحن نحفظ أسماءهم ونعلق صورهم، ونعتز ببطولاتهم فهم نياشين وأوسمة على صدر فلسطين وهم الوطن. تسمى الشوارع بأسمائهم وتنصب التماثيل لهم. حذار من إطلاق النار على التاريخ، والماضي المشرق الذي نعتز به، وهو برهان جديد باستحالة التعايش مع الذي ينفي وجودك، وضد الكرامة وعزة النفس، بل وضد الفلسطيني حياً أو ميتاً".

ومن ثم كانت كلمة لمنسق الحملة الأهلية لنصرة القدس الأستاذ معن بشور، قال فيها: إن هذا اللقاء التحية الذي أردناه تحية لشهداء عملية وعد البراق، وتحية لشهداء ثورة البراق جمجوم والزير وحجازي، والتأكيد على إدانة ما يجري من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، وأردناه أيضاً أن يكون رسالة إلى أهلنا في فلسطين أنهم ليسوا وحدهم، فهذا اللقاء الرمزي الذي يضم ممثلين عن شخصيات وقوى وأحزاب وفصائل لبنانية وفلسطينية، وهيئات عربية هو من دون شك رسالة معبرة يحمل قضية لا تموت بمرور الزمن بل تحيا بدماء الشهداء، كما دعا إلى أوسع مشاركة عند الخامسة والربع من صبيحة أول أيام العيد في زيارة الوفاء السنوية لمدافن الشهداء في بيروت والمناطق.

ثم توالت الكلمات لكلٍ من حركة حماس، الحاج علي بركة، وحركة أمل، الأخ محمد الجباوي والوزيرين مرهج وعصام نعمان، وحركة الجهاد الإسلامي وحركة فتح الأخ ناصر أسعد، وحزب الشعب أحمد غنيم، وحزب الله الشيخ عطا حمود وحزب الوفاء الأستاذ أحمد علوان، وفي الختام كانت كلمة المؤتمر القومي العربي ألقاها الدكتور زياد الحافظ.