الشيوعي يطلق مبادرة لخوض الانتخابات بوجه السلطة

حجم الخط

يخوض الحزب الشيوعي اللبناني الانتخابات النيابية في هذه الدورة مختلفة عن سابقاتها التي شارك فيها وهي ستكون ايضا على قانون  مختلف يعتمد النسبية التي ليست هي التي طالبت بها القوى الوطنية والتقدمية واليسارية منذ مطلع سبعينات القرن الماضي.

فالحزب الشيوعي الاعتق بين الاحزاب اللبنانية، ويجايله حزبان السوري القومي الاجتماعي والكتائب، ولم ينهار «حزب الطبقة العاملة» كما في مهده الاتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وبقي هيكل الحزب قائما في لبنان بالرغم من تفرق قياديين واعضاء منه، واسس بعضهم «لليسار الديموقراطي» الذي التحق بالسلطة، وبعضهم تغطى في احزاب وتيارات سياسية وطائفية، فيما ذهب افراد للعمل في حركات داخل المجتمع المدني.

عقود من الاستمرار التي ستقارب القرن من تأسيس الحزب الشيوعي الذي يقف على رأسه امينا عاما حنا غريب النقابي المعروف بين الاساتذة، والمناضل في التحركات الشعبية، لضمان حقوق المعلمين والموظفين في تنفيذ سلسلة الرتب والرواتب التي امتدت لسنوات، وتمكن هذا الحراك من اقرار السلسلة.

انطلاقا من هذا النضال في الشارع بتظاهرات واحتجاجات، وصل غريب الى قيادة الحزب الشيوعي، وهو يحاول ان يستثمر الحراك الشعبي والمدني، في الانتخابات النيابية، واعتبارها محطة سياسية يجب خلالها توحيد كل قوى التغيير الحقيقي ودعاة الدولة الديموقراطية المدنية العلمانية الى التجمع في ائتلاف سياسي لخوض غمار الانتخابات بوجه قوى السلطة، كما يعلن غريب لـ«الديار» والذي يريد مما تحقق من سنوات النضال بين القوى السياسية والنقابية والشعبية وما جرى في اثناء الانتخابات البلدية، ان يتم التعبير عنه في هذه الدورة الانتخابية تحت شعارات تعزيز التعليم الرسمي من المدرسة الى الثانوية فالجامعة اللبنانية، وانجاز الضمان الصحي لكل اللبنانيين، وحق المواطن بالسكن، اضافة الى سائر المطالب المعيشية كما في موضوع البيئة وقضية النفايات.

فهذه العناوين المطلبية، التي يعتبرها الامين العام للحزب الشيوعي اساسية، الا انه يركز على موضوع الفساد والسياسي منه اولا، من اجل انجاز المطالب الاخرى، فالعلة هي في الفساد السياسي الذي اكثر منه قطاعي، لانه يستند الى نظام سياسي طائفي الذي ينتج سلطة فاسدة وفاشلة.

والانتخابات التي يخوضها الحزب الشيوعي على القانون الحالي الجديد الذي اعتمد النسبية، فإنه يعتبره انه لم يحقق الاصلاح السياسي، بل ابقى على القيد الطائفي، وستكون المعركة ضده ايضا، بالرغم من تحقيق قفزة نوعية باعتماد النسبية يقول غريب لكنها ناقصة ومبتورة، وكرست الطائفية في توزيع الدوائر، وقسّمت بيروت الى دائرتين شرقية وغربية، كما في اثناء الحرب الاهلية، وهذا امر خطير جدا لا يجب ان يستمر.

فمطلبنا يبقى لبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس النظام النسبي وخارج القيد الطائفي، وهو ما نعتبره اصلاحا للنظام السياسي يقول غريب الذي يعتبر ان النسبية فرضت على السلطة وقواها السياسية من قبل قوى التغيير والديموقراطية، وهي رضخت نتيجة تصاعد الحركة الشعبية ضد النظام الاكثري، وكان القاسم المشترك بين كل المعارضات هو النسبية التي نعمل لتحريرها من الطائفية.

 فالحزب الشيوعي لن يخوض الانتخابات مع قوى السلطة، ولا تحالف معها، بل مع كل قوى التغيير في المجتمع من احزاب ونقابات وحراك شعبي وشخصيات وفعاليات، حيث بدأ غريب اتصالاته مع كل هذه القوى والمجموعات، للبحث في كيف يمكن خوض الانتخابات كقوى تغيير بوجه قوى السلطة، واسقاط النظام الطائفي واستكمال المعركة التي بدأت في موضوع النفايات، والنتائج التي افرزتها الانتخابات البلدية في المدن كبيروت وطرابلس وبعلبك ومناطق اخرى.

وستشكل الانتخابات محطة تحد لقوى التغيير يقول غريب الذي يرى انها فرصة لان تتوحد ونلتقي على برنامج انتخابي، ويكون لها مرشحين في كل الدوائر وعلى مساحة الوطن، حيث بدأ العمل في بعض المناطق ضمن اطر يجري التنسيق فيها بين هذه القوى، والتي ستفرز المرشحين.

وأعلن الامين العام للحزب الشيوعي عن الشعار الذي ستطلقه قوى التغيير الديموقراطي وهو معاً صوتاً واحداً للتغيير ولا نجاح للمعركة الا بالوحدة، وان الحزب الشيوعي على استعداد ان يقدم كل ما يلزم من اجل توحيد هذه القوي. وكل مكون سياسي او شعبي يلاقينا على نصف الطريق في مواجهة قوى السلطة، اذ ان مصلحة المتضررين من النظام السياسي الطائفي وسلطته، ان يتحدوا ويتجمعوا لاحداث تغيير في الانتخابات، ومن هنا كان نداؤنا لكل من نزل الى الشارع وتظاهر واحتج على اي مطلب، بضرورة ان يتوحدوا، وتغليب هذه المقاربة المشتركة والكلية بين كل الاطراف على المصالح الحزبية والفئوية يقول غريب الذي يرى بانه عندما تجتمع قوى الاعتراض، فهي تقدم نفسها كبديل عن السلطة الفاسدة والفاشلة، ونريد للتفاهمات بين بعض هذه القوى ان تصب في تفاهم وطني تحت سقف برنامج في لوائح موحدة في كل الدوائر واعطاء الاولوية لصاحب الحيثية الحزبية والشعبية لتحقيق افضل النتائج مهما كان هذا المكون.
  
ولترجمة ما يطمح اليه الحزب الشيوعي ويعمل له، فهو أطلق مبادرة، تحت العناوين الاتية:

1- من أجل خوض الانتخابات النيابية في مواجهة قوى السلطة الطائفية الفاسدة.

2- من أجل توحيد كل اطر التنسيق بين مكونات قوى الاعتراض والتغيير الديمقراطي.

3- من أجل انتاج شعارات وبرامج انتخابية ولوائح موحدة في الدوائر كافة.

4- من أجل تأسيس ائتلاف سياسي على قاعدة برنامج مشترك للتغيير الديموقراطي.

ولتحقيق اهداف هذه المبادرة، دعا الحزب الشيوعي الى لقاء وطني جامع للتشاور يعقد في 4 شباط عند الحادية عشرة قبل الظهر في مسرح المدينة - بيروت - الحمرا.

 *المصدر: جريدة الديار