محاولة اغتيال رامي الحمد الله... لا تنسوا "الكهل الفرنسي"!

حجم الخط

لا شك بأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله التي جرت صباح يوم 13 آذار 2018 في بيت حانون/غزة، أمر خطير ومدان بكل المعايير الوطنية والسياسية... فالحال الفلسطيني لا يحتمل عبثا من هذا العيار، بل لا يحتمل أي عبث من حيث المبدأ.

ولآن الأمر كذلك، ولأن فلسطين وشعبها والقضية الفلسطينية كلها في عين العاصفة وفي قلب النار، فإن ذلك يفرض على القيادة الفلسطينية والقوى السياسية الفلسطينية أعلى درجات الحكمة والهدوء والرصانة، بمعنى محظور على القيادة والقوى السياسية الفلسطينية أن تتصرف بنزق ورد فعل قبل البحث والتدقيق والتحقيق والتأكد واختبار كل الفرضيات بما في ذلك تلك التي تبدو بعيدة الاحتمال...ذلك لأن أي خطأ أو سوء تقدير أو تسرع سيدفع أثمانه أولا وعاشرا الشعب الفلسطيني المثقل بألف هم وشجن وحصار وعدوان.

غير أن ما تبع محاولة الاغتيال من ردود أفعال يشير إلى أننا لم نتعلم من التاريخ شيئا... حيث انساق الجميع إلى الفعل ورد الفعل بدون حساب للنتائج والعواقب... هذا يذكرنا بعملية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري في 14 شباط 2005، حيث تم توجيه الاتهامات فورا وبصورة مسبقة إلى سورية وحزب الله، بما في ذلك تلفيق الشهود وعقد المحكمة الدولية، لقد تم استغلال عملية الاغتيال وتحويلها إلى عملية تصفية حسابات سياسية بامتياز، وكل ذلك من أجل دفع لبنان إلى دائرة النار والاقتتال والاشتباك الداخلي الأمر الذي لا يزال يدفع أثمانه حتى اليوم.. ومع الأيام تكشفت حقائق وسقطت فرضيات.. وعادت الأسئلة تدور حول من الذي له مصلحة في هذه العملية!؟

ذات الأمر يمكن قوله بصورة ما عن محاولة اغتيال الحمد الله.. حيث لم يقف أحد ليسأل بهدوء: من له مصلحة في تخريب محاولات المصالحة وإعادة التوازن للواقع الفلسطيني المربك منذ عقد ويزيد!؟

كل هذا يذكرنا بالطرفة التالية:

"جلس أربعة في مقصورة قطار: فتاة حسناء، وامرأة عجوز، وكهل فرنسي، وضابط إلماني، ولما دخل القطار نفقاً سُمع في المقصورة صوتُ قبلة وصفعة، ولما خرج القطار من النفق وهم صامتون، تبيّنوا على وجه الضابط أثر صفعة، فقالت العجوز لنفسها: ما أطهرها من فتاة! وقالت الفتاة لنفسها: عجباً له، يقبل العجوز ولا يقبّلني؟ وقال الضابط: يا له من فرنسي خبيث، غنم القبلة، وغنمت أنا الصفعة! وقال الفرنسي: لقد نجوت بها، قبّلتُ ظاهر كفّي، وصفعتُ الإلماني، ولم يتهمني أحد"!.

بكلمة ... أرجو وأنتم تبحثون وتسألون وتحققون عمن يقف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني وقبل اتخاذ أي موقف ... أن لا تسقطوا فرضية أن يكون من قام بذلك "الكهل الفرنسي" الذي يجلس معكم في ذات مقطورة القطار، ومع ذلك لم يلتفت إليه أحد... لإنه الآن يبتسم إن لم يكن يقهقه فيما الفلسطينيون يتبادلون الاتهامات وهم يشدون شَعْر بعضهم..!.