أصدر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير في سجون الاحتلال دراسة هامة جديد بعنوان (الفلسطيني الأحمر) تحدث فيها عنالأيديولوجية  المشتركة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وهي المرجعية الدينية التوراتية التي شكّلت أساساً في ممارسات العنف والإبادة والتطهير ليس "لإسرائيل" فحسب وإنما للولايات المتحدة التي قامت على جماجم عشرات الملايين من السكان الأصليين، الذين أُطلق عليهم تسمية الهنود الحمر.

ويلخص الأسير القيادي أبوحنيش في هذه الدراسة الهامة آلاف الصفحات وعشرات المراجع الفلسطينية والإسرائيلية والغربية التي تتطرق إلى هذا الموضوع الهام عن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وبوصفهما كيانين استيطانيين استعماريين عنصريين قاما على أساس الاستيلاء على أرض الغير وإبادة السكان الأصليين وممارستهما التطهير العرقي وطمس تاريخ وثقافة البلاد المستعمرة.

ويشيرأبوحنيش في هذه الدراسة أن الأيديولوجية التوراتية كانت بمثابة المياه الآسنة التي شربت منها جذور هاتين الدولتين، مستعرضاً المعنى التوراتي لأمريكا وإسرائيل الحالية، مقتبساً الكثير من النصوص التوراتية وللأسفار التي شكّلت أساس هذه الأيديولوجية وخاصة سفر يشوع والذي يروي المذابح والإبادة الأسطورية التي ارتكبهاجنود يشوع ضد المدن الكنعانية بمباركة وتحريض رب الجنود التوراتي، والتي شكّلت مبادئها بوصلة لهذين الدولتين المصطنعتين الاستعماريتين للقيام بجرائم الإبادة وتأسيس دولتيهما على أنقاض شعوب حية لها تاريخ وثقافة وحضارة.

كما يستعرض الكاتب أبو حنيش المجازر الفظيعة وحرب الإبادة التي شنها المستعمرون الأمريكيون بحق الهنود الحمر والتي أدت إلى مقتل الملايين من السكان الأصليين وتدمير مئات الشعوب والحضارات التي أسستها شعوب الهنود الحمر، بالإضافة إلى المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين التي ارتكبها الكيان الصهيوني قبل النكبة وبعدها، وتهجيرهاسكانها الأصليين من الفلسطينيين.

هذه الدارسة الهامة هي تلخيص معمق وهام لطبيعة العلاقة الأمريكية والإسرائيلية والتي تندرج في إطار التشابه الكامل في النشأة والتأسيس والجرائم، والمبادئ الأيديولوجية والتوراتية والمزاعم التي استمدتها من هذه الأيديولوجية لتبرير جرائمها بحق السكان الأصليين.

تجدر الإشارة أن الكاتب المبدع الأسير كميل أبو حنيش حكم عليه بالمؤبد 9 مرات حيث يمضي متنقلاً في سجون الاحتلال منذ اعتقاله بتاريخ 15/4/2003، حيث تعرض قبل الاعتقال لعدة محاولات اغتيال منها تفجير سيارة مفخخة عام 2001، أصيب خلالها إصابة بليغة.

وقد هدمت قوات الاحتلال منزل عائلته واعتقلت أشقائه الثلاث، ووجهت له تهم تأسيس كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى وقيادتها، ومن بين التهم أيضاً المسؤولية عن عشرات العمليات الفدائية، وقتل 12 جندياً ومستوطناً اسرائيلياً ومئات الإصابات.

 حكم عليه بالسجن المؤبد تسع مرات بالإضافة الى 60 مليون شيقل ما يقارب 25 مليون دولار كتعويضات للمستوطنين.

المناضل والأسير والأديب كميل أبو حنيش من مواليد نابلس عام 1975 حاصل على بكالوريوس بالاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة النجاح الوطنية.

الكتابة والشعر هواية الأسير كميل منذ الصغر وتم تطوير هذه الهواية داخل السجون، حيث يقضي معظم وقته في السجن بالقراءة والكتابة ومساعدة الأسرى في كافة المجالات ويكمل دراسة الماجستير بالانتساب إلى جامعة القدس أبو ديس.

القائد كميل يشغل منصب مسؤول فرع الجبهة الشعبية داخل سجون الاحتلال وأحد أبرز قيادي الحركة الأسيرة.

أولى  تجاربه الروائية  رواية (خبر عاجل) التي تحدث فيها عن تجربة حقيقية لاستشهادي فلسطيني وصدرت عام 2007 والرواية الثانية تحمل اسم( بشائر) الذي تحدث فيها عن تاريخ القضية الفلسطينية من عام 1917 وحتى يومنا هذا، وصدرت عام 2010 والرواية الثالثة تحمل عنوان( وجع بلا قرار) تتحدث عن عذابات الأسرى والمقاومة والحب وصدرت عام 2017 والرواية الرابعة تحمل اسم (الكبسولة) صدرت في جمهورية مصر العربية بداية هذا العام، وتتحدث عن الوطن والحب والعشق والغربة والتضحية والمقاومة.

صدر  له أيضاً كتاب يحمل (التجربة الاعتقالية والتنظيمية) هذا العام في قطاع غزة بالمشاركة مع القيادي الأسير في الجبهة الشعبية وائل الجاغوب.

له مؤلفات تحت الطبع تحمل عنوان (جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي) وديواني شعر الأول يحمل اسم( على شاكلة الفجر) والثاني يحمل اسم (مناخات ماطرة).

 له عشرات المقالات الأدبية والسياسية والقصائد الشعرية على الإنترنت.

إن تجربة الكاتب الأسير كميل  أبو حنيش الأدبية تجربة انسانية عميقة الأبعاد والدلالات، تؤكد لنا أن القضية الفلسطينية لن تموت أبداً، فثمة أبطال من رحم الموت سيولدون آلاف المرات رغم احتلال الظلام لمساحات النور.

للاطلاع على الدراسة كاملة، يؤمل الضغط على الرابط التالي:

uploads/documents/8cf8da538d4c3f1459ccd932293c264a.pdf