#نجيب_فراج
أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعائلة الشهيد المقاتل رائد الصالحي حفلاً تأبينياً في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده من قبل قوات الاحتلال الصهيوني التي أطلقت النار عليه بسبع رصاصات استقرت في جسده أثناء اقتحام المخيم لاعتقاله فبادروه بإطلاق النار ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة ومن ثم جرى اعتقاله ونقله إلى مستشفى "هداسا" وبعد ثلاثة أسابيع أعلن عن استشهاده.
وابتدأ الحفل الذي أدار عرافته الناشط محمد بريجيه بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد الصالحي وعلى كافة أرواح الشهداء.
وبعد ذلك ألقى الرفيق أحمد الصيفي كلمة الجبهة الشعبية وجه خلالها التحية إلى روح الشهيد وإلى عائلته وأبناء شعبه، مؤكداً أن روحه ستبقى شمعة مضيئة تنير لنا الدرب والطريق، مؤكداً أن دماءه لن تذهب هدراً، وستبقى لعنة تطارد الاحتلال المجرم الجبان، وهذا العالم الصامت على الجرائم البشعة التي يواصل الاحتلال ارتكابها وخصوصاً استهدافه للأطفال بدمٍ باردٍ.
وحيت الجبهة جماهير شعبنا الصامد في مخيم الدهيشة والروح الوثابة والمقاومة والشجاعة التي يمتلكها شباب المخيم وخصوصاً الرفاق في الجبهة الشعبية والذين تصدوا في ذلك الفجر بكل بسالة وبطولة للاقتحام الاسرائيلي للمخيم والذي كان الأعنف خلال الأشهر الأخيرة.
وأكدت الجبهة أن مخيم الدهيشة سيبقى شوكة في حلق الاحتلال وقلعة حمراء صامدة وشامخة عصية على الانكسار لن ترهبها الاستهداف والاعتقالات والاقتحامات المستمرة للمخيم، ولن تستطيع أساليب القتل والإرهاب أن تقتل إرادة المقاومة والصمود لدى شباب المخيم.
واعتبرت الجبهة أن الهجمة الواسعة والممنهجة التي يشنها الاحتلال ومخابراته بحق رفاق الجبهة الشعبية في المخيم لن تزيدهم إلا إصراراً على مواصلة مسيرة المقاومة والتمسك بالمبادئ والقيم الوطنية والجبهاوية والتي لن تستطع أي قوة على الأرض أن تزحزحها أو أن تنتصر عليها.
وبعد ذلك ألقى محمد جميل ملحم أمين سر فتح في المخيم كلمة القوى الوطنية في محافظة بيت لحم وأكد فيها أن دم الشهيد رائد لن وكافة الشهداء لن تذهب هدراً، وأن شعبنا الفلسطيني في كل مكان متمسك بحقوقه المشروعة وعلى الرأس منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وقال" أن ما يحاك من مؤامرات مستمرة بحق شعبنا والتي تهدف إلى تطبيق صفقة القرن حيث تشق الولايات المتحدة وحليفتها الكيان الاسرائيلي والرجعيات الأخرى الطرق لتعبيد تنفيذ هذه الصفقة من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، والعمل على شطب وكالة الغوث الدولية من أجل إسقاط حق العودة، ولكن كل هذه المحاولات سوف تبوء بالفشل الذريع أمام ارادة وصمود جماهير شعبنا المتمسك بمقاومته حتى الحرية والاستقلال، وما شلال الدم المتدفق إلا دليل على أن شعبنا لن يرفع الراية البيضاء، وسيبقى يقاوم هذا الاحتلال حتى طرده من ارض فلسطين".
وألقى الصحفي العربي المصري بسام رضوان الشماع كلمة عبر الهاتف من القاهرة حيا فيها روح الشهيد رائد وكافة شهداء فلسطين الذين رووا بدمائهم ارض الوطن مدافعين عن عروبة فلسطين ومكانتها في العالم أجمع.
وأكد أن فلسطين ستبقى حاضرة في قلوب وعقول الأمة العربية وأحرار العالم وأن الهزيمة المحتمة هي مصير هذا العدو الاسرائيلي الغاشم، مشدداً أن القدس هي أسد المدائن وملتقى الأفئدة ومطلب المخلصين ، ومقبرة المعتدين ومسر الكفاح وصقر الانتصار.
يشار إلى أن الصحفي الشماع ارتبط بالشهيد الصالحي وتابع حالته بعد إصابته وبعد استشهاده أصر على الحصول على شيء من مقتنياته فكان له ذلك ألا وهي كوفيته التي ارتقى شهيداً وهو يتلفح فيها، وهو يعكف الآن على انجاز عمل صحفي عن حياة الشهيد الصالحي.
كما ألقى كلا من مراد شمروخ عن مؤسسة ليلك حيث زامل الشهيد فيه والذي اهتم بإنشاء مكتبة عامة وساهم في انجاز العديد من اللوحات الفنية من خلالها.
كما ألقى أحد رفاق الشهيد من السجن كلمة باسم أصدقائه الأسرى، مشدداً على اهمية الحفاظ على الاهداف التي سقط الشهيد من اجلها.
بعد ذلك ألقى فادي الصالحي كلمة عائلة الشهيد قدم فيها الشكر الى جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته وقواه على الوقفة الوطنية المعبرة إزاء هذه الجريمة الاسرائيلية النكراء والتي جاءت في سلسلة جرائم ضد أبناء شعبنا والتي لا تنته.
وقال " أن كل هذه الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال جعلت أبناء شعبنا يتصدوا للعدوان بصدورهم العارية لتصبح دماء الشهداء الأبرار البوصلة الحقيقية نحو القدس والعودة وتحرير أرضنا بكامل ترابها الوطني.
وفي نهاية الاحتفال قدمت مؤسسات وقوى مخيم الدهيشة وأهالي الشهداء الدروع إلى عائلة الشهيد رائد تكريماً لعطائه ودمائه الزكية.