"بينيت" وزيرًا للحرب!

حجم الخط

إثر جملة من دعوات التخويف والذعر التي أثارتها تصريحات نتنياهو ورئيس أركان حربه كوخافي في الأيام الأخيرة، والدعوة إلى تشكيل حكومة طوارئ، ثم تعيين نتنياهو لنفتالي بينيت وزيرًا للحرب، البعض رأى في هذا التعيين رشوة كي تظل كتلة اليمين التي يترأسها نتنياهو موحدة ومتماسكة في ظل شكوك حول انهيارتها جزئيًا على الأقل لدى ذهاب البعض منها للتحالف مع "أزرق- أبيض" مما يجعل إمكانية رئاسة غانتس لحكومة جديدة ممكنة.

إلا أن هذا اليقين يعكس أيضًا رغبة من قبل نتنياهو، بترجمة تهديداته لقطاع غزة وتحويل التصعيد إلى حرب، يعتبر بينيت أكثر المتشددين الداعين لها، أحد المسؤولين البارزين جيش الاحتلال يعمل في غلاف غزة، عقب على هذا التعيين بالقول إن مسألة غزة أقد من أن تحلها الحروب، حتى ليبرمان الذي يعتبر أكتر المتشددين بضرورة شن حرب على غزة، لم يتمكن من ذلك عندما كان وزيرًا للحرب، وبالنظر إلى أن الأمر ليس بسهولة اتخاذ قرار بمثل هذا الحجم، والحرب التي شنتها إسرائيل على قطاغ غزة أكبر دليل من خلال نتائجها، الحرب ليست حلًا، موقع المونتير الذي تناول أقوال هذا المسؤال قال إنه طلب عدم ذكر اسمه.

وقد لفت بعض المحللين السياسيين إلى ملاحظة بالغة الأهمية، من حيث شعبوية الدعوات المتلاحقة للحرب على غزة، حتى من قبل بينيت نفسه الذي كان قد علّق قبل أيام وإثر رشقات الصواريخ من غزة على غلافها المحتل بالقول، حسب الكاتب شلومي الدار، إنه ليس من المتناسب الرد القوي على غزة، وليس هناك معنى للرد وبعنف أشد، كما يطالب معسكر اليمين، لأن ذلك سيضفي إلى جولة انتخابات ثالثة، يمهد لها الطريق من خلال الإمساك بوحدة اليمين قبل أن يتصدع، مع العلم أن هناك  اعتراضات عديدة من قبل حزب الليكود على هذا التعيين، إذ أن هناك ثلاثة جنرالات أولى بهذا المنصب من بينيت، وهنا يمكن القول أن هذا التعيين، من شأنه أن يزيد المعارضة الداخلية في الليكود ضد نتنياه والذي يسعى إلى وحدة اليمين، بينما حزبه ربما يصبح على مشارف الانشقاق عليه.