نتنياهو يجيد الفرار

حجم الخط

بعد فوز بنيامين نتنياهو في انتخابات حزب الليكود على جدعون ساعر، جرى تنظيم مهرجان انتخابي له في مدينة سديروت (بالقرب من قطاع غزة). وفي أثناء إلقاء خطابه أطلقت قذيفة صاروخية باتجاه المهرجان! فما ما كان منه إلا أن سارع إلى قطع الخطاب وسحبه مرافقوه مذعوراً إلى الملجأ ليختبئ فيه. نتنياهو كرر ذات الموقف الذي حدث له قبل نحو ثلاثة أشهر في الموقع نفسه. ردّ فعل نتنياهو بعد الحادثة أنه أطلق وعداً قال فيه: «إن الصاروخ الذي قتل أبو العطا (الذي يعتقد أنه مطلق صاروخ الحادثة الأولى) سيكون جاهزاً لقتل مطلق القذيفة الثانية». اللافت في الحادثة أن نتنياهو لا يتصرف بشجاعة مسؤول وقائد، وإنما كإنسان جبان يهرب من أول طلقة تطلق في معركة. إنه يحسن إصدار الأوامر بتوجيه قذائف وصواريخ الطائرات والمدافع والبوارج على السكان المدنيين في غزة، مثلما حصل مع عائلة الكساسبة، مؤخراً، التي استشهد منها 9 أفراد! أما في المعارك الحقيقية، فلا يجيد سوى الفرار والنزول إلى الملجأ.

نتنياهو هذا قرر تجاهل طلب السلطة الفلسطينية السماح لها بإجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية والرئاسة في القدس المحتلة، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت». ووفقاً للموقع تم اتخاذ القرار النهائي بعدم الرد بشكل إيجابي أو سلبي على توجهات السلطة الفلسطينية بعد مناقشة الطلب الفلسطيني من قبل طاقم «إسرائيلي» رفيع المستوى في الأيام الأخيرة، علماً بأن الموقف «الإسرائيلي» هذا سيحول دون إجراء الانتخابات الفلسطينية. وذكر الموقع الإلكتروني أن السلطة الفلسطينية طلبت السماح بمشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات البرلمانية والرئاسة الفلسطينية.

يذكر أن قرار إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع والقدس، جاءت تفصيلاته في أحد ملحقات أوسلو، وجرى تنفيذه لمرتين في الانتخابات الفلسطينية. كذلك تم التنسيق، مؤخراً، بشأن الانتخابات بعد التوصل إلى تفاهمات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في ما يتعلق بتفاصيلها الفنية، لكن دويلة الكيان الصهيوني التزمت الصمت حول هذه القضية. وعلى الرغم من هذا القرار والتفاهمات، لم يصدر الرئيس محمود عباس حتى الآن مرسوماً رئاسياً بإجراء الانتخابات بسبب الرد «الإسرائيلي» المعلق. وأوضحت القيادة الفلسطينية في رام الله، وعلى رأسها أبو مازن، بضع مرات في الأسابيع الأخيرة أن الانتخابات لن تجرى دون مشاركة الفلسطينيين سكان القدس الشرقية.

وقال عباس في مؤتمر صحافي في رام الله «نحن جادون بشأن قرار إجراء هذه الانتخابات. نحن نؤمن بالانتخابات، ونريد إجراء الانتخابات، لأننا لم نجرِ انتخابات برلمانية ورئاسية منذ عام 2006. لذلك يجب أن نجري الانتخابات، ولكن ليس بأي ثمن». وأضاف «يجب أن تجرى الانتخابات بمشاركة جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ودون السماح للمقدسيين بالمشاركة والتصويت لن تكون هناك انتخابات». ذات الموقف عبرت عنه حركة حماس التي طلبت، مؤخراً، من هيئات دولية وقوى إقليمية ممارسات الضغوط على الكيان لإجباره على السماح للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات.

وفي سياق التضييق على الفلسطينيين، قرر وزير الأمن الصهيوني نفتالي بينيت سلب 149 مليون شيكل من عائدات الضرائب التي تحولها «إسرائيل» إلى السلطة الفلسطينية، بذريعة أن هذه الأموال تم اقتطاعها لكون السلطة الفلسطينية دفعت ذات القيمة المالية كرواتب ومعاشات للأسرى وعائلاتهم خلال العام الماضي. سيقدم بينيت خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) القادم طلباً لتقليص 149 مليون شيكل من عائدات أموال المقاصة، وهي الضرائب التي يجمعها الكيان للسلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن قيمة التقليص في عائدات الضرائب التي أعلن عنها بينيت تعود للحسابات التي أجرتها المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية» العام الماضي، حيال المعاشات التي دفعتها السلطة الفلسطينية لعائلات الشهداء والأسرى، مؤكدة أن التقليص سيؤدي إلى تجدد الأزمة مع السلطة الفلسطينية، التي اندلعت في أعقاب التقليصات السابقة. من الواضح أن دولة الكيان الصهيوني بدأت بالتخلي التدريجي حتى عن اتفاقيات أوسلو الكارثية.