عبد العال: مع أزمة "كورونا" ومن دونها لنا الحق بالعيش الكريم

مروان عبد العال بيروت
حجم الخط

ذكَّر مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، اليوم الأربعاء، بالمُمارسات العنصريّة المتأصلة في الفكر الصهيوني في التعاطي مع الأوبئة على مر التاريخ، إذ قال: "تاريخيًّا، ومنذ سنوات الاحتلال الأولى عمد إلى عزل السكان الفلسطينين في غيتوات سواء في النقب أو الجليل تحت شعار (سلامة اليهود)".

وخلال حديثٍ لإذاعة صوت الشعب اللبنانية، وجّه عبد العال "التحية إلى صمود الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، الذي تعاطى مع وباء كورونا بتحدٍ وكخطرٍ وجودي مضاعف ليس كأي شعب آخر بسبب وجود الاحتلال".

وحول الإجراءات المتبعة والوضع المعيشي للفسطينيين في لبنان، أثنى عبد العال بداية على "عمل خلية الأزمة الصحية في لبنان، بإشراف وكالة الغوث (الأنروا) المسؤولة تاريخيًا عن البرامج الصحية برغم هشاشتها كنظام صحي، لكنها موجودة، كذلك مؤسسات فلسطينية تعمل في الجانب الصحي ومنها الهلال الأحمر الفلسطيني، والنداء الإنساني، وجمعية الشفاء. هذه الجمعيات وبالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي، وجمعية أطباء بلا حدود تمكّنت من أن تأخذ إجراءات وقائيّة".

كما أشار إلى "دور التوعية الذاتية والتوعية الشعبية التي قامت بها مؤسسات المجتمع المدني، ومنظمات شبابية، وهيئات الدفاع المدني، والعديد من المؤسسات التي قامت بشكل متوازٍ بإغلاق حالة المُخيّم بالتعقيم والتطهير، ووضع منافذ للدخول والخروج، ومراقبة الحرارة وتطهير أية بضائع داخلة إلى المخيم، وذلك بإتباع أسلوب الحجر ما أمكن، وعدم التجمّع ومنع الدخول والخروج غير المسيطر عليه، والذي أعتقد أنه سلّم مخيماتنا من الإصابة بأي حالة حتى الآن".

كما حذَّر عبد العال من "حالة تراخٍ في الإجراءات داخل المُخيّمات"، مُطالبًا "بالتعامل معها بما يوازيها في الحالة الإغاثية، فنحن بحاجة إلى برامج إغاثية، حيث إن الفلسطينيين أقفلت عليهم الحياة الاقتصادية".

وتابع خلال حديثه: "لا عمل متاح الآن، ولا فرص عمل أيضًا نتيجة الإقفالات التي حصلت سابقًا نتيجة قرار وزارة العمل، والآن بحسب قرارات التعبئة العامة، وارتفاع مستويات البطالة إلى نسب عالية جدًّا"، مُشيرًا أنّ "اللغط الجاري حول عودة الفلسطينيين العالقين أسوة باللبنانين، وما جرى من تداعيات، وعطفًا على إجراءات سابقة تشير إلى دلالة مفادها أن هناك من يريد تغيير صفة الفلسطيني في لبنان من لاجئ مقيم إلى أجنبي وافد!"، وذكّر بالتعبيرات العنصرية التي خرجت "وكأن الفلسطيني هو مصدر الوباء، وأن انتشاره سيكون من المُخيّم وليس إليه".

كما حيّا المؤسسات الطبية، والطواقم العاملة الصحية والاستشفائية في المجال الفلسطيني في لبنان، منوّهًا إلى أن "الإنجازات المحققة، منها مراكز الفحص، ومتابعة أية إصابة في القسم المجهز بمستشفى الهمشري، كما في مركز سبلين الذي افتتحته الأنروا مؤخرًا، الذي يتابع أية حالة عزل أو إصابة وما يتبعها من إسعاف للنقل اللوجستي".

وحذَر عبد العال أيضًا من "أية حالة تراخ في المُخيّمات التي ما زالت سليمة، ونتمنى أن يستمر على هذا الوضع، ولكن حالة الإرهاق المعيشي تنذر بجائحة أكثر بلاءًا من الوباء نفسه، خاصة إن الجانب الفلسطيني في الموضوع المعيشي خارج أية تغطية!".

وأضاف: "لا يكفي اللوم بين الوزارة والأونروا، فالمطلوب سياسة صحية واضحة تغطي الوضع الفلسطيني بما فيها الجهات الدولية القيام بدورها، علمًا أن الأونروا مستهدفة كشاهد على قضية اللاجئين، والجهات الدولية، والداعم الأول لها يستغل وباء كورونا لتحقيق بعض الغايات من صفقة القرن".

وأردف بالقول: "هناك برنامجان، البرامج الوقائية التي يجب أن تستمر بالحدود المقرة رسميًا، والبرامج الإغاثية، لدرء كارثة اجتماعية حقيقية في ارتفاع نسبة البطالة أكثر من 90%، فهناك تقديمات من بعض الناس والمؤسسات، ولكن لماذا ترتبط حياة شعبنا بالمعونات؟".

وختم مُطالبًا: "مع كورونا، ومن دونها لنا الحق بالعيش الكريم، وبالاستشفاء، وتأمين شروط الحياة ومنها حقنا في العمل".