رفض واستنكار فلسطيني واسع لاتفاق التطبيع الخياني بين البحرين والكيان الصهيوني

التطبيع خيانة.jpg
حجم الخط

أصدرت الفصائل الفلسطينية بمجملها مواقف رافضة لما أعلنه الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض عن الاتفاق الخياني لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و البحرين .

حيث أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين توصّل حكّام البحرين لعقد ما يُسمى اتفاق "سلام" مع دولة الكيان الصهيوني كما أعلن قبل قليل الرئيس الأمريكي.

ورأت الجبهة، في بيان لها وصل "بوابة الهدف" نسخة عنه مساء الجمعة، أن "تساقط الحكّام العرب أتباع أمريكا وعبيدها بالتفريط بالحقوق العربية والقضية الفلسطينية لن يضمن لهم مصالحهم وحماية عروشهم  كما يتوهّمون، فالتاريخ قال كلمته مع كل من خان شعبه وأمته".

وشدّدت الجبهة على أنّ "استسهال التفريط والخيانة من قِبل بعض الحكّام العرب وآخرهم حكّام البحرين، والمساومة على المصالح العليا للأمة العربية وقضيتها المركزية، قضية فلسطين، يستدعي ودون تأجيل، من قوى حركة التحرّر العربية بما فيها الحركة الوطنية الفلسطينية القيام بدورها في التصدي لهذا التسابق على الخيانة المتلاحقة من بعض حكّام العرب، حماية لمصالح شعوبنا، وردعًا لمن يفكّر بالسير على هذا الطريق".

وأعلنت القيادة الفلسطينية عن "رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأميركي- البحريني- الإسرائيلي حول تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومملكة البحرين"، مُعتبرةً إياه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، وهذه الخطوة دعماً لتشريع جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال سيطرتها على الأراضي الفلسطينية وضمها بالقوة العسكرية، وتعمل بشكل حثيث على تهويد مدينة القدس والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".

وقالت إنّ "هذه الخطوة بخطورة بالغة إذ إنها تشكل نسفاً للمبادرة العربية للسلام، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية".

ورفضت "هذه الخطوة التي قامت بها مملكة البحرين"، مُطالبةً "بالتراجع الفوري عنها، لما تلحقه من ضرر كبير بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والعمل العربي المشترك".

كما جددت دعوتها للدول العربية "بضرورة التمسك بالمبادرة العربية للسلام كما جاءت في العام 2002، والمجتمع الدولي للتمسك بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية".

وفي السياق، قال مسؤول مكتب الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن "الاتفاق بين البحرين و"إسرائيل" يعكس الوصاية الأميركية على المنامة".

وأضاف، أن "ملك البحرين وحكومتها يتصرفان بتعليمات وأوامر أميركية"، مشيراً إلى أن "الاتفاق سقوط سياسي جديد ومتوقع بعد أن باتت جامعة الدول العربية راعية للخروج عن الإجماع العربي".

من جهته، قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن "انضمام هذه الدول للتطبيع يجعلها شريكة في صفقة القرن التي تشكل عدواناً على شعبنا"، لافتاً إلى أن "مسار التطبيع يسبب ضرراً بالغاً للقضية الفلسطينية، ويشكل دعماً للاحتلال والرواية الصهيونية".

في حين قال القيادي في "حماس"، عبد اللطيف القانوع، إن "ضعف الموقف العربي تجاه تطبيع الإمارات يشجع دول أخرى للانخراط في التطبيع".
وأوضح القانوع أن "المطلوب قطع الطريق على المزيد من الهرولة نحو العدو الصهيوني"، مشدداً على أن "الموقف الفلسطيني موحد وقوي ضد كل المطبعين وهو بحاجة إلى دعم وإسناد عربي وإسلامي".

الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين قالت إن "هذا الاتفاق يشكل طعنة جديدة في ظهر شعبنا وحقوقه الوطنية، وهو وانتهاك سافر لقرارات القمم العربية والمبادرة العربية".

وأضافت أن "الاتفاق البحريني الإسرائيلي نتاج للموقف السلبي لوزراء الخارجية العرب الذي رفض مشروع قرار إدانة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وبالتالي فتح الطريق أمام البحرين لتحذو حذو الإمارات"، مشددةً على أنّ "خيانة المبادئ والقيم العربية لن تشكل سوى حافز للنضال الفلسطيني للمضي قدماً حتى العودة والحرية والاستقلال وهذا يتطلب سرعة تنفيذ قرارات اجتماع الأمناء العامين".

واعتبرت أنّ "الاتفاق البحريني الإسرائيلي خيانة للقضية الفلسطينية، والذي جاء بعد أيام من إسقاط المشروع الفلسطيني في الجامعة العربية"، مشيرة إلى أن "الأمر لم يكن مستغرباً وخاصة أن البحرين هي حاضنة الشق الاقتصادي من صفقة ترامب - نتنياهو".

كما استنكر حزب الشعب بيان التطبيع الأميركي البحريني "الإسرائيلي" الذي يأتي ضمن مسلسل الذل والتبعية والتنكر للحقوق العادلة لشعبنا الفلسطيني.

واعتبر حزب الشعب في بيان صدر عنه، مساء اليوم الجمعة، أن "بيان التطبيع الأميركي البحريني الإسرائيلي لم يكن مفاجئا، وهو مباركة علنية لما تقوم به دولة الاحتلال من مواصلة للعدوان والاستيطان والحصار والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

وقال الحزب إن "شعبنا الفلسطيني وهو يرفض بيان التطبيع والذل هذا"، داعيًا "الشعوب العربية الشقيقة وقواها الوطنية والديمقراطية والاحرار في العالم، إلى توسيع وتكثيف حركة مقاومة التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني".

في حين اعتبرت لجان المقاومة أن "الإعلان الثلاثي الصهيو-أميركي-البحريني، خيانة وانحدار جديد لعرب الخنوع والمهادنة"، لافتة إلى أنه "لابد للأمة أن تنتفض في وجه هؤلاء الذين يبيعون دماء الشهداء و تاريخ الأمة، وعلى منظمة التحرير الانسحاب الفوري من الجامعة العربية".

وفي وقت سابق اليوم، أعلن البيت الأبيض أنه تم التوصل لاتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والبحرين، خلال مكالمة هاتفية اليوم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويقضي الاتفاق بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة.

وأفادت قناة "كان" الإسرائيلية صباح اليوم، بأن ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، من المتوقع أن يصل إلى الولايات المتحدة يوم الإثنين والإعلان عن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

وأعلن الرئيس الأميركي أمس الخميس، أن دولاً أخرى غير الإمارات "قد تنضم إلى الاتفاق مع إسرائيل"، في حين سيكون حفل توقيع اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات سيجري في البيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم.

وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصدر "إسرائيلي" مطلع الشهر الجاري، قوله إنه من المتوقع أن "تعلن البحرين في القريب عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".